CHAPTER 5

165 13 8
                                    

"تايهيونغ!!؟"
"اجل عَزيزَتي"
ابتَسم بِمكر ليُكمِل حَديثه "أم هَل عليّ القول أجل سكرتيرَتي؟"
تَسمرّتُ بِمكاني فورَ علمي بأن المُدير المُخيف الذي تَحدّثَ عَنهُ جين هو نفسه كيم تايهيونغ..أليسَ هذا نوعاً مِنَ التناقُض؟ أعني تايهيونغ شخصاً طيّبُ القَلب.. على حد علمي! هذا ما شَهدتُ عَليه!..أتمنى أن يكون جين مُخطئ..قاطع هو أفكاري مُحدثاً لي بِجديّة
"مَكتَبكِ سَيكون مُقابِل مَكتَبي هُناك"
أشارَ لي بيده على ذلك المَكتب الذي يَفصل مَكتبه بِجدار زُجاجي شفاف اذاً هل سَيستَطيعُ رؤية كُلَّ شيء؟
"سأستَطيعُ رؤية كُل شيء"قالَ هوَ لِيُفاجئني بِرده على افكاري..
"اوه حسناً"
يا ترى هل هوَ زُجاج مُفَيَّم؟ هل أستَطيع أنا أيضاً رؤية مكتبه؟ لِيَرد على أفكاري مرة أُخرى
"تستَطيعينَ رؤيَتي لَكن ليسَ عندما أُغلق الستارة"
نَظرتُ لَه بِحيرة و استفهام لِترتسم على ثغره ابتسامة جانبية "بدا و كأنَّكِ فضولية.."
نَظرتُ لَه بتوتر مُردفة
"سأذهب الآن إلى مَكتَبي بِالأذن"
ثُم هرولتُ إلى مَكتَبي لِأجده واقفاً واضعاً يداه بِجيبه و يبتَسم بِشكلٍ مُخيف لِيُزيد مِن تَوتري
جَلستُ على مَكتَبي أحاول أن أُشغِل نَفسي بالأوراق الموجودة عَليه و أحاوِل تَجنّبه بِقدر الإمكان لا أعلَم لِما تَوَترتُ بِهذا الشَكل و لِما أنا أتَجَنّبه الآن، عِلمه بِأفكاري بدا حقاً مُخيف و يُحيرني سأسأله عَن هذا لَكِن لَيسَ الآن فَقط شَعرتُ أنَّه عليّ تَجنّبه في الوَقت الحالي و فعلاً انشَغلتُ بالعَمل و نَسيتُ وجوده..
"ااه أينَ المَلف لا استَطيعُ ايجاده"
اخذتُ أبحث في الحاسوب مُحدِثةً نَفسي لأشعر بأنفاس حارّة بِجانِب عنقي جَعَلت القشعَريرة تَسير بِكامِل جَسَدي و يَد قَد أمسكَت بفأرة الحاسوب لِلتَحكم بِه
لَم استَطع النَظر لِلشَخص القابِع فَوقي فقد كانَ قريب للغاية مِما جَعلَني مُضطرِبة و ما جَعلَني أكثَر أضطِراباً هوَ تَمييزي لِذلك الصوت العَميق إنَّهُ رَئيسي الغامِض!
"المَلف الذي تَبحثين عنه هُنا..كفاكِ تَذمر و اعمَلي بِجد"
ابتعدَ عنّي لِأُحاوِل التِقاط أنفاسي مُرَددةً
"منذ متى و انت واقِفٌ هُنا؟"
"منذُ فترة"
"اها"
"اجلبي لي القَهوة"
"ماذا؟"
"أُريدها متوسطة المذاق لا حلوة ولا مرّة فقط بينَ الأثنين"
"ماذا؟"
"ياه ألا تَسمَعين!!" صَرَخ هوَ في وَجهي
"حسناً حسناً سأجلبها لَك"
خرجتُ مِنَ المَكتب و أنا أُحدثُ نَفسي
"واااااه هل أنا خادمته لِأجلُب له القَهوة؟! و ماذا؟! متوسطة المذاق؟! شحاد و لَديه شروط!!
آييش من أين صأصنعها"
قاطَعني صوتٌ قادِم مِن ورائي
"سوهي؟!"
التَفتُّ لِأرى صاحب ذلك الصوت و أُصدم بِرؤيَتي لِحُبي الأول الذي فتَّتَ قلبي إلى أشلاء لِأدر عليه بِنَبرة لا تَخلو مِنَ البرود
"جنغكوك..أهلاً"
"يااه ما الذي تَفعلينه هُنا"
"هذا ليسَ مِن شأنك و الآن عليّ الذهاب"
استَدرتُ لِأمشي بِخطوات واثِقة
"بالمناسبة مكان صُنع القَهوة في الجِهة المُعاكِسة"
نَظرتُ لَه بِمقت و ذهبتُ بالاتجاه المُعاكِس لِتَلمَع عيناي فورَ تَذكُري لِذلكَ اليوم البائِس..ظَننتُ أنَّ حبنا كان مُتَبادل ظَننتُ أنَّني سوفَ أكونُ سَعيدة و غَير مَنبوذة لِأولِ مرّة في حياتي لَكنني أظن أنَّ باب السعادة الوَحيد قَد أُغلِقَ في وَجهي و كأنَّ القَدَر يُخبرني أنَّه عليّ البقاء ساكِنة في الظلام الكالِح لَكِن أليسَ مِن المُمكِن أن يُضيء نَجم صَغير ذَلكَ الظلام؟ هل سأستَطيع أيجاد مِفتاح باب السّعادة؟ الهَززتُ رأسي لِأستَعيد رُشدي و أُحضر القَهوة لِرَئيسي المَغرور
"اوه يبدو أنَّه هُنا"
صَنعتُ لَه القَهوة التي يُريدها و اتجهتُ إلى مَكتَبه ثُمَّ طَرقتُ الباب لِأسمع صوته مِن الداخِل
"أدخل"
امسكتُ مِقبض الباب و دخلت لِأُناوله فنجان القَهوة
أخذ رشفة مِن القهوة ثم أردفَ بانفعال
"يااه اعيدي صُنعا إنَّها حُلوة كثيراً"
"لَقد صَنعتُها كَما قُلتَ لي"
"أعيدي صُـ ـنـ ـعَـ ـهـ ـا حالاً!" قالَ مُشدِداً على كلامه
"حسناً سيدي"
أخذتُ الفنجان مِنه و خَرجتُ لِصُنع واحِداً آخر
يَتَكلَّم عَن التَذمُّر و هو أكبَرَ مُتَذمِّر!
بعد انتهائي مِن صنعي لِلكوب الثاني خرجتُ لِأعطاءه اياه لِيصتَدمني أحد المارة و تُسكب القَهوة على قميصي في مِنطقة صدري لِاتآوه بِألم لِشدّة سُخونَتها
"ااه"
"يا الهي أنا حقاً آسفة دعيني أُنظفهُ لَكِ"
"لا بأس سأُنظفه بِنفسي"
هرولت إلى الحمام و خَلعتُ قَميصي و حاولتُ تَنظيف البُقعة و تَجفيفها لَكن مُحاولاتي باتَت بِالفَشل كَما أنّي آييش تأخرتُ على تايهيونغ يا إلهي سَيكون اليوم يومُ مماتي
هرولتُ لِأصنع القَهوة لِلمرة الثالِثة و دَخلتُ المَكتب واضعة يَدي مكان البُقعة أي عَلى صَدري لَكن كَف يَدي لم يَكن كافي لِتغطية تِلكَ البُقعة الكَبيرة بِالكامِل
____________________________________
"تَفضَّل سَيدي قَهوتك..و آسِفة عَلى التأخير فَقد حدَثَ شيء في طَريقي"
لَم يُعطي حَديثها أيُّ اهتمام فَقد كان يَنظُر على تِلك البُقعة التي على قَميصها اقترب مِنها لِيُمسِك يَدها التي عَلى صَدرها لِتَصفعه سوهي عَلى وجهه ظناً مِنه أنَّه سَيلمس صَدرها..
اتّسَعَت عينا تاي على وسعها و نظرَ لَها بتساؤل واضعاً يده مكان الصفعة ليردف بِقليلٍ مِن الذعر
"ما كانَ هذا!!!"
لِتتعلثم هيَ بِكلامها
"أ-ألم ت-كُن تُر-يد أن-"
لَم يدعها تَتحدث إثر إمساكه ليدها و سحبها إلى الخارِج داخِل سيّارته
"إلى أينَ تأخذني؟"
"فقط ابقَي صامِتة"
قَلبَت هيَ عيناها بِضَجَر و أخذت تَنظر مِن النافِذة لِتَلمح أطفالاً يَلعَبونَ سوياً على الطريقً لِتعود هيَ بِذاكرتها الطفولية

فَاْرِسُ أَحْلَاْمِيْ |متوقفة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن