الحقوا الفراشة |#٢

55 4 0
                                    

أصوات الطبول تعالت في السماء
الفوضى تعج بجميع انحاء القرية
قلق صراخ خوفٌ وبكاء
كانت تلك مشاعر الجميع
صغاراً وكبار
نسائاً ورجال ..

وحوش ذات اجسام هلاميهٍ لزجة
سابحه في الهواء بخفه
تغطي رؤسها الممسوحه بالعظام
وتحوم في الأرجاء بهدوء وبطء
كـالتائه الضائع المشرد تسير
وما ان تصتاد عيناها المشعتين،
اي حركةٍ وسط ظلام الليل العسير
تنقض عليه بلا تفكير
وبسرعهٍ خاطفه ..
تحكم قبضتها الكبيرعلى جسد فريستها
وبمثل الهدوء الذي أتت به تغادر
تارك المكان مغطاً بالكثير من الدماء
إن الفرصة الوحيدة للهرب هي قبل ان تدركك أعينها
فإن رأتك لن تتركك أبداً.

لا احد يعلم من أين أتت هذه الوحوش
كل ما يعرفه أهالي القرية هو أن كل شيء
  ابتداء قبل لحظات قليلة
حينما أيقضت الصرخات الجميع عشائاً
فتركوا المنازل فزعين وفِي الخارج
فوجئوا بتلك الأجساد الغريبة تحوم في القرية
أسرع المختار ليطرق الطبول الضخمه
للإعلان عن حالة خطر شديد يهدد القرية
فـمنهم من مات
ومنهم من هو تائه
واخرون يجرون يميناً ويساراً
بـضـيـاع
كانت حالة القرية يرثى لها،
وابنائها مشتتين
لا يعلمون أين المفر
وسط ظلمات الليل

____

وفِي وسط تلك المعاناه
نادى منادي بالأمل يقول:
"الفراشة، الفراشة
الحقوا الفراشة"
كانت إمرأه ذات شعر رمادي طويل
تمتطي جواداً اسود كبير
وتلحق فراشة تشع باللون الذهبي
تُحلق في سماء القرية المظلمة

لحقتها الجموع التائه دون تفكير
فصارت أفواج من الناس
تتجه نحو مخرج القرية
وهم يرددون مع ذات الشعر الرمادي
نداء للأنفس الخائفة وسط الليل قائلين:
"الحقوا الفراشة"


•••

مشتتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن