نـسـر

94 3 2
                                    



يومٍ جميل اخر اقضيه في غابات الشمال، وأتأمل فيه جمالها الأخاذ ها قد تلونت السماء بلون الفجر الأزرق الفاتح لتستقبل الشمس التي اوشكت أن تخرج بإستحياء من بين جبلين عظيمين تركا لها مكاناً بينهما قد اعتادت ان تشرق فيه كل صباح، الطبيعية هنا تنطق بالحياة صوت خرير الماء قد اشترك مع تغاريد العصافير التي استيقظت للتو من النوم ليصنعا معاً اجمل سينفونيا موسيقية، "اوه يا ارض الشمال أنكِ لـجنهٌ في الارض لي ! "

اوشكت الشمس ان تشرق اخيراً فسبقتها في الخروج أشعه ذهبية انطلقت على عجل لتنشر النور في الغابه، إن جزء كبيراً منها هذا الصباح اختار العبور بين أوراق شجرةٍ عجوز كانت تستقر امام بحيرة عميقة لا تـقِلُ عنها سناً، فأرشدتني الأضواء الى جثه كانت في المياه تطفو وقد لطخت دماءها زراق البحيرة.

" أيه المسكين كيف انتهى بك المطاف هكذا؟ "
عبرت المياه لاتفقده لعلي أجِـد عنده ماينفعني في
رحلتي، فالموتى فُجاءً غالباً مايحملون في امتعتهم
الكثير من الأشياء المفيدة ..

جررت جثته البارده الى خارج البحيرة ، هذا محزن لقد ودعته الحياة بقسوة فقد مات مقتولاً بوحشياً
بإحدى عشر طعنه قد ملأت كل شبر في جسمه ، اتسال ما قصتك أيه الغريب؟ اكملت تفحصي
للجثه بحثاً عن ما ينفعني لكنني وجدت عنده ما لم اتوقعه إطلاقاً ، توقفت للحضات مدهوشاً منه وانا انظر
لعينيه النائمة في سلام عميق .. عجباً لك يا غريب لم أظن أبداً ان اجد فيك قلباً ينبض بالحياة !

***

مشتتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن