الفصل الخامس

41 1 0
                                    


كان الملك شارد الذهن يحدق في السماء خلف النافذةٍ كبيرة امتدت من السقف حتى الأرض. لكن المنظر خلفها لم يكن كالمنظر الذي اعتاد عليه الملك قبل ثلاث سنوات، فالشمس بدت أشعتها باهته لا تكاد تصل اليه، والقمر يومض تارتاً ويختفي ضيائه تارتاً اخرى، وكلاهما في الفُـلك عالقين ومتقابلين، لم يكن الجو صباحاً ولا مسائآ. كان الزمن متوقف بينهما زمن. وأما عن الأرض، فكانت مع كل يوم تفقد خضار أشجارها وزراق بحارها. كل شيء كان باهت في الأسفل. وفِي الأعلى كانت مساكنهم تتفتت بفعل الرياح، لم تعد الغيوم قادرة على التمسك اكثر، فانهارت. وانهارت معها مساكن البايليست الجنوبية، وتلتها بعد ذلك الشرقية. ولم تبقى إلا الغيوم الغربية، فصارت مركز تجمع كل البايليست لكنه سينهار كذلك بعد ثلاث أسابيع بحسب إحصائياتهم. دخل المستشار وقائد الجيش بخطوات مستقيمة وثابته لغرفة الإجتماعات التي كان ينتظرهم الملك فيها:

" امرك مولاي."
قالا بصوت فدائي. تنهد الملك وهو لا يزال محدقاً ببؤسٍ في الخارج ثم قال بتثاقل:
"بيستاريلون ايڤانثيول، الفصل الخامس سيقضي على الجميع، اخبراني ماذا على الملك ان يفعل في وقت كهذا. "
نظر المستشار لقائد الجيش ايڤانثيول وقد علم أن الملك ينوي شن حرب على احد لتأمين مستقبل البايليست، ظن المستشار ان تلك هي الخطة الأمثلة. فقال بهدوء:
"ستتفكك الغيوم قريباً لا شك في ذلك سيدي، علينا تأمين مسّكن لنا في الارض"
" أتظن ان أهل الأرض سيستقبلوننا بقلوب رؤفه. انهم يأكلون بعضهم البعض في الأسفل. الا تظنها حرباً خاسره"
تدخل رئيس الجيش في الحوار قائلاً بولاء:
"جنودي سيبذلون ارواحهم لتأمين الانسب للشعب سيدي! "
رد المستشار بحكمة قائلاً:
"أنا اقترح ان تهبط فرقة المستكشفين أولاً قبل الجيش لتفحص الارض والبحث عن الملجئ الانسب، ولا اظن ان هنالك مكاناً أمناً في الأسفل الأ وقد سبقتنا اليه المخلوقات اخرى، والبقاء للاقوى هكذا تحكم الطبيعة . "
نظر الملك عميقاً في عيني مستشاره الذي اسمعه ما يريد. ثم قال وقد اتخذ قراره:
"فليكن ذلك."

***

مشتتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن