23:28

148 20 13
                                    

6- خيرُ الأخبار

اتصلت والدتُكِ توًا وسألت عنكِ..
أتمنى لو أنكِ تعلمين..
كم كانَ من العسيرِ عليّ أنّ أقولَ لها بأنكِ نائمة، بدونِ ذكرِ حقيقةِ أنّ النومَ وحدَه هو ما تفعلينه منذُ أيام، وكم كان من الصعبِ إجابةُ سؤالٍ بسيطٍ ككيفَ هي أحوالُها.

" بخير، بأحسنِ أحوالِها في الواقِع. "

ولكنَ سنينَ عمري لم يسبق لها وأنّ رأت شخصًا لا يمتُ لخيرِ الحالِ بصلةٍ كما أنتِ الليلة..

أيجدرُ بي أنّ أخبرَ أمًا قلبُها قلقٌ.. أنّ ابنتها، مرةً أخرى، في حربٍ ضاريةٍ معَ سرطانٍ خبيث، وأنّها على شفيرِ الهزيمة؟

فأنا لا زلتُ أتذكرُ حتى الآن أنكِ أخبرتني بمدى سعادتِها حينَ أخبرتِها أنّ مرضكِ ولى مُدبرًا وأنكِ انتصرتِ في معركتكِ عليه، وأنكِ عجزتِ عن إبلاغِها بعودتِه رغبةً بالمزيد..

على أي حال، سأغيرُ مجرى الحديث، فأنا لا أكتبُ لكِ هذا إلا كي تتذكري أنّ تتصلي بها حالما تستيقظين وتبشرينَها بخيرِ الأخبار..

أستطيعُ تخيُّلَ سعادتِها، حتى بدونِ أنّ أرى، ويخيلُ لي منظرُها حينَ ينفلتُ الهاتفُ من يدِها ولا تطالُ أذنيكِ منها إلا أصواتُ بكاءٍ حامدٍ سعيد..

بلغيها وداعي..
واعتذري لها عن كذبي عليها..
لعلّها ستتفَهم..

كذلك، تأكدي من عودتكِ لدياركِ وبيتكِ، فالكلُ يريدُ أنّ يراكِ بصحةٍ جيدة..

أتمنى لو أفعلُ ذلكَ أنا أيضًا..
ولكن لا بأس..

[ تبقت اثنتانِ وثلاثونَ دقيقة ]

****

PASSAGE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن