23:14

191 22 13
                                    

3- صَمتٌ جَميل..

لطالما تسامرنا نتحدثُ معًا..
كنتِ دائمًا تقولين لي بأنّ صوتي يبدو لكِ متعبًا، وكنتُ أطمئنُكِ دائمًا بأنني على خيرِ ما يُرام..
أظنُ بأنه لا بأسَ بأنّ تعرفي الآنَ بأنكِ لطالما أيقظتني من نومي، وبأني كذبتُ عليكِ في مراتٍ لا تعدُ ولا تُحصى..

لم أرغب بأنّ تشعري بالأسفِ لإيقاظي، رغمَ أنني كنتُ في أغلبِ الأوقاتِ أغفو كلما رانَ الصمتُ بيننا..
ولكنَه كانَ صمتًا جميلاً..

أتمنى لو أني كنتُ متيقظًا أتحسسُ صمتنا كما كنتِ تفعلين كلما غَفوت..

في أغلبِ الأوقاتِ كنتُ أستيقظُ في الصباحِ لأجدَ رسالةٍ منكِ تنصُ على أنني بدأتُ أهذي وأنكِ لم ترغبي بتعكيرِ صفوِ نومي فأنهيتِ الاتصال، وكذلك كنتِ تتمنينَ لي فيها صباحًا سعيدًا، وتحذرينني من أنّ أكسرَ مفصلاً آخر حينَ أنهضُ عن السرير.

كانت مواعيدُ نومكِ في فوضى لدرجةِ أنكِ كنتِ لا تجيبين على رسائلي حتى يحلَّ المساء، ولكن أظنُ بأني أصلحتُه لكِ الآن..
إنكِ الآن نائمةٌ في الأعلى، والساعةُ الآن الحاديةَ عشرةَ والرُبع..

أنا اليقظُ هذه المرة..

أنتِ من يجدرُ بِها أنّ توَّدِعَ الدنيا..
ولكني أنا من يكتبُ لكِ هذا الآن..

( بالمناسبة، أنتِ تتحدثين في نومكِ كذلك. قد يكونُ لديّ - وقد لا يكون - مئاتُ التسجيلاتِ لكِ وأنتِ تهذين بأشياءٍ لا تُعقَل.
آسف.. )

[ تبقت ستةٌ وأربعون دقيقة ]

****

PASSAGE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن