مَملَكَة اِغرِفَين.

البُعد الاَوَل - مَرحَبًا ..

فِي القَرن الحَادِي و العِشرِين اِنتَشَر الفَسَاد و الفِسق فِي الدّنِيَا و نَسَى الاِنس اللّه يَلتَهُون بِزِينَة الدّنِيَا الفَانِيّة ..

لَكِن هُنَاك قِصَة مُختَلِفَة فِي لَندَن، الفَصل شِتَاء و الثّلُوج تُغَطِي الطُرُقَات، لَا اَحد بِالشّوَارِع و اِن وُجِد يُعتَبر ذَلِك جُنُونًا فَدَرجَة الحَرَارَة خَمسَة تَحت الصِفر، كَفِيلَة بتَجمِيد اَي بَشرِي لَا يَرتَدِي مِعطَف لَا لَا بَل مَعَاطِف !!

فِي حَي مِن اَحيَاء لَندَن الذّي مَثلَهَا الأدِيب كولن وِلسُن بِـ " الحياة الشهوانية الحيوانية في صورة حقيقية دقيقة واضحة " هَل عَرَفتُوه ؟ اَجل اِنّه حَي "سُو هُو" يَقَع فِي غَرب لَندَن، اَحد اَحيَاء لَندَن المَركَزِيّة لِوُجُود الشّركَات و الاِستُديُوهَات العَالَمِيّة و غَيرَهَا، مَعنَى اِسم " سُوهُو " صَيحَة الصّيد اَو القَنص حَيث كَان المَكَان مَركَزًا لِلطَرَاد و الطَرّائِد.

فِي اللّيل يُصبِح هَذَا المَكَان الرّاقِي مَكَان لِلوُحُوش الجِنسِيّة و الشَهوَانِيّة يَجتَمِع بِه الذّئَاب و الرّخِيصَات، ذَلِك مَن يَحدُث فِي الحَي لَيلًا كُل يُوم، يُسعِد ذَلِك الشّيَاطِين و الجِن فَأصبَح هَذا الحَي عَرِين لَهُم و مَكَان مُفَضل لَهُم ..

.

.

لِيبُورُو مَا رَأيُك بِلَيلَة ؟ ..-قَال اَحد الزّبَائِن بِمَلهَى و غَمَز

وَلَا حَتى فِي اَحلَامِك ..- قَال لِيبُورُو بِضِحكَة مَرِحَة

ضَحِك كُل اَصدِقَاء الزّبُون السّكَارَى و صَرخُوا بِـ "تَم رَفضُك لِلتُو"

دَخَل لِيبُورُو لِغُرفَة العُمَال بَعد اَن قَدَم الوِسكِي لِبَعض الرّجَال و غَير مَلَابِسَه..

اِنتَهَى دَوَامُك ؟ ..-سَأل اَحد العُمَال الجُدُد

اَجل، لَدِي جَامِعَة بَعد ... -نَظَر لِسَاعَتِه- سِتَ سَاعات مِن الاَن ..-قَال بِإبتِسَامَة

كُن حَذِرًا ..-قَال العَامِل

اَومَئ لِيبُورُو بِإِبتِسَامَة و اِرتَدَى مِعطَفَه و وِشَاحَه و خَرج مِن المَلهَى مِن البَاب الخَلفِي يَحمِل حَقِيبَة ظَهر مُتوَجِه لِمَنزِلِه، فِي طَرِيقِه قَابَل شَاب يَرتَدِي مِعطَف اَسوَد اللُون يُغطِي بِه كُل جَسَدِه و وَجهَه كَذَلِك يَقِف اَمَامَه مُقَابِل لَه مِن الشّارِع..

تَجَاهَلَه لِيبُورُو و ذَهَب لِمَنزِلِه، عَاش اَخر بِنَفس الرّوتِين المُمِل، جَامِعَة عَمَل بِمَقهَى ثُم بَعد مُنتَصَف اللّيل عَمل اَخر بِالمَلهَى، لِيبُورُو شَاب فِي العِشرِين يَدرُس عِلم البِيئَة، لَا يَمتَلِك عَائِلَة فَعَائِلَتُه رَمَت بِه فِي المَيتَم و هُو يَبلُغ شَهرِين، وَلَا يَملِك اَصدِقَاء مُقَرَبُون البَعض يَقُول اَنّه وَحِيد لَكِن لِيبُورُو يُحِب حَيَاتَه هَذِه، هُنَاك مَا يَنقُصُه ! فَرُوتِينُه مُمِل جِدًا يُرِيد بَعض المُغَامَرَة ولَو لِفَترَة قَصِيرَة .. هَذِه كَانت اُمنِيّتُه الوَحِيدَة...