الجزء السادس

674 52 19
                                    


ذهب مجتبى للجهاد وضعوه في الخطوط الامامية اول الامر ثم عينوه مسؤولاً على الكومبيوتر بعدها.
.
كان يأتي كل فترة الي ويذهب للجهاد.
.
لم اكن امانع من ذهابه غير اني لا انكر الخوف الذي ينتابني فأظل اذكره في دعائي ان يحفظه الباري
.
ذات يوم شعرتُ بالمرض لأذهب الى الطبيب ليفحصني لتأتي المفاجأة بأني حامل .. كان الخبر سعيداً لـدرجة أني وددتُ مشاركته مع مجتبى فوراً
هرعتُ الى الهاتف بسرعة لأتصل به..
.
زينب:سلام مجتبى.
مجتبى:وعليكم السلام زوزو كيف حالك
زينب:الحمد لله. اتصلت بك لاخبرك عن مفاجأة
مجتبى:ممم ما هي ؟!
زينب:انا..انا حامل.
.
مرت لحظات صمت لم اسمع بعدها الا صوت فرحته وضحكته السعيدة
.
مجتبى:حقا؟!!
زينب:اجل
مجتبى:هذا اسعد خبر سمعته هل حامل بفتاة ام فتى؟
.
زينب:لا اعلم الى الان
.
مجتبى:ان كان فتى سأسميه جعفر وان كانت فتاة سأسميها درة ما رأيك
.
زينب:اسماء جميلة لا مانع عندي
.
مرت فترة من الحمل واتضح انها فتاة وبدأنا نحضر لقدومها الى حياتنا بسعادة مفرطة
.
كان مجتبى في كل يوم يخبرني انه مشتاق لرؤيتها
مجتبى:زوزو لا اريد شيئا في الحياة غير رؤية (درة) سأجعلها اجمل فتاة في العالم واكثرهن دلال لن اقصر معها بشئ ابدا.
.
زينب:هذا اخر شهر وستراها فيه ان شاء الله.
.
جاء شهر رمضان وكان شهري التاسع كنت اعاني قليلا من صومي وحملي في ذات الوقت ولكن كان شوقي لرؤية ابنتي ورؤية سعادة مجتبى تهون علي آلآمي.
.
كنت اصلي واذكر مجتبى في دعواتي فأحاسيس الخوف تنتابني بين فترة واخرى خصوصا بعد علمي انه انتقل الى الانبار والتي كانت محط ركاب المجاميع الارهابية وقتها..
.
ذهب مجتبى في اخر اسبوع من شهر رمضان الى بيت اهله ليهنئهم مقدما بقدوم العيد لانه سيكون في الجهاد وقت العيد وذهب لزيارة عمته في كربلاء وودعها.
.
عاد للمنزل غير صورة الغلاف في الفيس بوك الخاص به ووضع صورة لمجاهدين ومكتوب عليها وداعاً والملتقى عند الحسين مما جعلني ارتعش خوفا منها .

حدثته على الماسنجر حينها
.
زينب:مجتبى! لما تحرق قلبي هكذا؟!
.
مجتبى:خيرا! ما الذي فعلته؟
زينب:ماهذه الصورة التي وضعتها غلافاً على الفيس بوك؟؟
.
مجتبى:اها ..لا تقلقي لقد اعجبتني لا غير انها جميلة
.
زينب:مجتبى انا خائفة عليك كثيرا!
.
مجتبى:صدقيني لا يوجد شئ لقد اعجبتني الصورة ووضعتها ولقد تكلمت مع الضابط وسأعود ان شاء الله في العيد لأقضيه معكِ فقد إشتقت اليكِ..
.
زينب:سأنتظرك.. ولكن اعتني بنفسك
.
مجتبى:سأفعل وانتي اعتني بنفسك وب (درة) لا اعلم لما اشعر اني لن اراها
.
زينب:مجتبى!!!! بالله عليك لا تخوفني عليك اكثر مما انا فيه من الخوف
.
مجتبى:ههه لا تخافي سيكون كل شئ بخير والان سأذهب وداعا.
.
زينب:وداعا.
.
جاء اخر يوم من شهر رمضان وحضرت المنزل لعودة مجتبى اتصل بي قبل اذان المغرب بساعة.
.
مجتبى:زوزو سأذهب لأعطي الرواتب الشهرية لـ الجنود واعود بعدها
.
زينب:مجتبى عد الان واترك الرواتب على نهاية اجازتك.
.
مجتبى:لا زوزو هم بحاجتها الان فالعيد قادم ويريدون إسعاد عوائلهم.
.
زينب:حسنا اعتني بنفسك.
مجتبى:سأفعل وداعا..
.
احساس الخوف يزداد عندي ..قلبي يؤلمني..
الكل يخبرني انها أسباب الولادة القريبة..
.
سمعت اذان المغرب فذهبت للافطار بعد يوما من الصوم والتعب حتى رن هاتفي.
.
ابتسمت حين قرأت الاسم (مجتبى) .
زينب:مرحبا مجتبى.
.
سمعت صوت رجل غريب لم يكن صوت مجتبى
.
الرجل:هل انتي زوجة المجاهد صاحب الهاتف؟؟
.
زينب(بخوف): ن..نعم
الرجل:هل والدك او اخوك موجود؟
.
زينب:ن..نعم
الرجل:سلميه الهاتف لو سمحتي
زينب:ه..هل هناك امر ما؟؟
الرجل:الامر ضروري.
.
سلمت الهاتف لوالدي ودموعي بدأت تجري بلا شعور مني
.
امي:لما البكاء ؟! هل حدث شئ؟!
زينب:امي انا خائفة..
.
لم انتهي من كلامي حتى رأيت وجه والدي قد اصفر ودموعه بللت خديه.
.
زينب:م...ما الامر؟!!
.
ابي:م...مجتبى ل..لقد استشهد.

@shahad_r98 .
يتبع

حكاية مجاهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن