خرجت زينـة من الغرفه فتفاجئت بسها التي تجلس بصحبة السيدة نادية وإبنتها ندي..
هتفت ندي ما ان رأتها: ماما زينة هتعيش معانا..
رفعت سها حاجبيها بإندهاش وتابعت:
تعيش معانا؟!
جلست زينـة بارهاق ويأس قبالتهن علي الأريكه لم تعرف ماذا تقول لها الان..
أتقول انها ستتزوج من زوجها مجبرة علي فعل ذلك!
قالت ناديه متدخلة في الحوار:
زينه هتقعد عندي كام يوم يا سها عشان في مشاكل بينها وبين امها.
نظرت سها لها بشراسة فانها تعلم ان اكرم يريدها زوجه وحبيبه تعلم جيدا انه يعشقها هي وقد صرح لها ذات مرة بهذا الشئ، ورغم انها لا تحبه الا انها تحقد عليها الان فمن هذه حتي يعشقها الوحش!!
تحاشت زينـة النظر إليها وإزدردت ريقها بتوتر وهي تدعي الله سرًا ان يُنجيها من ذلك المأزق..
أصدر هاتف سها رنين معلنا عن وجود اتصال، فنهضت بعد ان رمقت زينه بنظرات ناريه مغتاظة وتوجهت الي شقتها..
ما ان دلفت حتي أجابت واضعه الهاتف علي اذنها:
- أيوة..
آتاها صوته هامسًا: مجتيش ليه يا بيبي؟
زفرت أنفاسها وتابعت بضيق ؛ أكرم مرضيش ينزلني
تابع بحنق:
اووف، ياربي ده انا كنت مستنيكي علي نار، يلا معلش يا قلبي تتعوض بعدين..
عضت على شفتها السفلي بغضب قبل ان تتابع حانقة:
انا زهقت منه ومن تحكمه فيا، نفسي أطلق منه بقي ونعيش انا وانت مع بعض.
تابع بمكر:
يا حبيبي وانا كمان بس مينفعش دلوقتي خالص.. سبيها بظروفها بقي
قالت بايجاب: حاضر..
قال بغزل: كنا بنقول ايه بقي امبارح؟
احمرت خجلا لتبادله همساته المحرمة وتغوص معه في عالم الحرام غير مباليه بأي شيء سوي انها وجدت ملاذها ومن يفهمها ونست انها تفعل ما لا يحمد عقباه..
...........
- سرحانة في ايه يا بنتي؟
أردفت السيدة ناديه بهذه الكلمات موجهه حديثها لزينه التي انتبهت قائلة: ها..
عادت تكرر: بقولك سرحانه في ايه يا زينه
أغلقت عينيها بألم وتابعت: في حالي يا طنط ناديه، يعني عاجبك الي ابنك بيعمله ده؟
حركت رأسها نافية قائلة بإتزان: مش عاجبني اندفاعه طبعا ولا عاجبني اصراره لكن انا لازم اقولك انه بيحبك وعمره ما حب غيرك حتي انه عمر ما حب مراته، هو اتجوز مراته لما ابوه الله يرحمه قاله عليها جواز عادي لكن حب لا..
تابعت زينه باختناق: وانا ذنبي ايه بس، انا مش عاوزة اتجوز ولا عاوزة اخد واحد متجوز وابقي خطافة رجالة في عيون الناس وانا يعلم ربنا بقول يا حيطه داريني!
تنهدت ناديه:
يابنتي الناس عارفاكي كويس ومن ناحية سها هي عمرها ما حبت اكرم اصلا..
قالت زينه بتوسل: طيب هو انا مينفعش اقعد معاكي فترة يا طنط ناديه لحد بس ما ارتب اموري كده وبعدين اشتغل واحاول أجر شقه صغيرة اعيش فيها من غير ما أتجوز أكرم!
صاحت ندي مقاطعة حديثهما:
لا عيشي معانا يا زينه بابا حلو ليه مش بتحبيه بابا حلو
قالت ناديه ضاحكة: بس يا زقرده قومي العبي واتفرجي علي الكرتون يا ندي..
قفزت ندي وهي تقول بمرح: ماشي يا تيته بس خلي زينه تحب بابا عشان بابا حلو يا تيته..
أومأت ناديه بإيجاز: حاضر يا قلب تيته يلا روحي بقي
ركضت الي داخل الغرفه لتلعب بألعابها بينما قالت ناديه بهدوء:
- يا حبيبتي انتي تقعدي وتنوريني علي عيني وراسي بس انا خايفه عليكي، من الدنيا مفيش بنت بتعيش لوحدها الناس يا بنتي نفوسها وحشه..
زينه بحزن:
يعني كده انا مقدميش حل غير اني اتجوز اكرم صح؟
ردت عليها بجدية:
ينفع يبقي زواج علي الورق بس؟ يعني يكتب عليكي بس عشان كلام الناس ووعد مني بقي مخلهوش يلمسك وتعيشي معايا معززة مكرمه لحد ما تقرري انتي عاوزه ايه وحاجة من الاتنين يا اما هترتاحي ليه وتحبيه يا اما هتكرري الطلاق وساعتها هحترم قرارك ايا كان وهساعدك برضو، ولو بقي عاوزة تتجوزي الراجل الي امك جيباه انتي حره يا زينه بس انا زي امك بقولك مصلحتك مع ابني اكرم وانا معاكي..
صمتت زينه بحيرة، وهي تفرك مقدمة رأسها بضيق وظلت الافكار تتخبط داخلها ما بين الرفض والقبول..
.........
أنت تقرأ
بين أحضان الوحش - الكاتبة فاطمة حمدي
Romanceجميع الحقوق تخص الكاتبة فاطمة حمدي زينـة البنـات والوحش العاشق ، هل سـتستسلم زينـة لـ عشق الوحش وتسكن بين أحضانـه كمـا وعـدهـا ؟؟...