الفصل الثامن

28.9K 1K 14
                                    

بعد مرور شهر كامل ..

كانت زينة تذهب وتعود من جامعتهـا باذن من أكرم حتي تتجنب بطشه وغضبه ويظل هو علي وعده لها وبالفعل لم يخل بالاتفاق لكنه كان يغازلها دائما دون ملل غير مباليا بتأففها الزائف فإنه رأي ولاحظ عليها التغيير حتي وان كان بسيطا لكنه سَعد لذلك.

إنتهت ذات يوم من محاضراتها وسارت بصحبة صديقتهـا إسراء..
اردفت إسراء في تساؤل مرح:
- زينة انا حاسة انك متغيرة يا تري الوحش سبب التغيير ده؟؟
وكزتها زينـة في ذراعها وهي تقول بتحذير: إسراء!
اسراء ضاحكة:
وربنا شكلك وقعتي يا زوز..
لوت زينـة فمها بتهكم وتابعت: لا طبعا انتي عبيطة ولا ايه، انا بس عايشة كده وضع مؤقت لحد ما ربنا يفرجها عليا.
إسراء بعدم اقتناع: جايز برضو يلا نروح بها.
اومأت زينـة وسارت بصحبتها حتي خرجتا من البوابة الرئيسية، وما ان خرجت حتي فغرت شفتيها بصدمة وهي تراه أمامها بهيبته وطلته المشرقة.
همست إسراء بتساؤل: ايه ده مالك، اوعي يكون هو ده أكرم؟
أومأت لها زينة بصمت لتقول اسراء بإعجاب: واااو، بجد ده أكرم انتي مجنونه حد يكره القمر ده؟؟
زينـة بحدة: ما تسكتي بقي!
ضحكت إسراء بإيجاز: طيب انا همشي بقي واسيبك مع الوحش، بالفعل تركتها وإنصرفت ليقترب منها أكرم قائلًا بهدوء: وحشتيني.
خفق قلبها بقوة لكنها تظاهرت باللا مبالاه كعادتها معه، وأردفت في حزم وصوت عالي بعض الشيء :
- بطل بقي تقولي كده وبعدين انت ايه الي جابك هنا اصلا؟
صر أكرم علي أسنانه وراح يجذبها نحوه قائلًا بتحذير: كام مرة اقولك توطي صوتك وتلمي نفسك وبعدين انا اعمل الي انا عايزو!!
تنهدت بغيظ وهي تتابع:
طيب، طيب طيب
ابتسم وهو يتركها ويمسح علي ذراعها بحنان كعادتـه وهو يقول باستفزاز: وجعتك يا قلبي؟
عضت علي شفتها السفلي بغيظ شديد بينما قال أكرم ضاحكا: امشي قدامي.
سارت معه ولكنها تساءلت بجدية: بجد مقولتليش ايه الي جابك؟
قال بإيجاز: بصراحة عاوز اشتري لبس المدرسة لندي فقولت انتي تنقيه ليها وكمان عاوز اجبلها شوية لعب وكنت عاوزك معايا عندك مانع؟
حركت رأسها نافية وهي تردف بخفوت: لا طالما لندي يبقي عنيا لندي.
اكرم مازحا: وابو ندي ملوش حاجة، ارحميني بقي وحني عليا يا زوز.
أشاحت زينـة بوجهها بعيدًا عنه حتي لا يفضحها تورد وجهها فلقد دق القلب تجاه ذلك الوحش العاشق ولكنها تعاند نفسها قبل أن تعانده! ..
.........

كان يسير بصحبتها يتجولان بين المحلات الخاصة بملامبس الاطفال والألعاب.
يعنفها تارة ويمزح تارة حتي شعرت أنها تريد قتله من أسلوبه الغريب ذاك!!
جلست علي أقرب مقعد قابلها لتستريح قليلًا بينما قالت بتأفف وضيق:
أنا تعبت منك مش عارفه أنت معمول من ايه اووف
جلس إلي جوارها وحاوط كتفيها بذراعـه ثم أردف بمزاح:
من نفس الي أنتي معموله منه يا زينة البنات!
أغلقت عينيها وهي تقول حانقة:
اوعي ايدك بقي انت غريب أوي، كل شويه تزعقلي وبعدين تهزر ده ايه ده ان شاء الله؟
ضحك وهو يهمس: ما انتي الي بتنرفزيني ومبتسمعيش الكلام وبعدين تصعبي عليا واصالحك عادي يعني يا زوز.
قالت بتذمر:
متقوليش يا زوز!
رفع أحد حاجبيه وهو يهتف:
ايه ده مش عاجبك؟!
اومأت رأسها بنفاذ صبر، فأردف بعناد: طب بحبك يا زوز!
نظرت له بغضب ليغمز لها وهو يهمس:
حتي وانتي مكشرة زي القمر، بس لو تحني عليا!
ابتسمت رغما عنهـا وهي تطأطأ رأسها للأسفل، فأردف أكرم بعدم تصديق:
انتي بتضحكي؟ بجد وربنا بتضحكي!! ياااا فرج الله.
نهضت سريعا وهي تقول بجدية:
مش بضحك يلا بقي عشان نلحق نجيب باقي الحاجات!
نهض وهو يتنهد بغيظ:
اه منك يا زوز!
سار معها عدة خطوات حتي إصطدم بشخص ما، فأردف بإندهاش: هشام بيه!
إبتسم الأخير وهو يصافحه:
أكرم! .. ازيك عامل ايه..
بادله أكرم الابتسامة وهو يقول ؛ انا كويس الحمدلله.
قال هشام ممازحا:
ايه اخبار الخناقات معاك يا وحش عاوزك علي طول كده في حالك!!
اكرم ضاحكا: في حالي يا باشا والله بس الي بيدوسلي علي طرف انت عارف انا مبأذيش حد.
هشام مؤكدا: عارف.. ابقي كلمني لو احتاجت حاجة يا اكرم تمام؟
اومأ اكرم مبتسما: تمام يا باشا.
إنصرف هشام لتردف زينـة في تساؤل فضولي: مين ده؟
أجابها وهو يسير بها:
ده الظابط هشام صديقي.
قطبت ما بين حاجبيها وهي تقول: يا سلام، صاحبك أنت يبقي ظابط ليه يعني!
أكرم رافعًا أحد حاجبيه:
ليه ان شاء الله، هو يعني الظابط أُنزل وممنوع يصاحب حداد!!
زينـة بنفاذ صبر:
مش قصدي بس غريبة شويه، هو أنت تعرفه منين؟
أجابها بإيجاز:
أبدا يا ستي في مرة اتخانقت وأخرة الخناقة ان البوكس جه وخد عاطل مع باطل وكان هشام بيه ده من ضمنهم ساعتها إستجدعني لأني إتخانقت مع عيل من العيال السكرانه علي طول دي، عشان اتعدي علي بنت وانا جبتلها حقها!!
زينـة بدهشة:
وجبتلها حقها ازاي بقي منه؟
مط شفتيه وتابع هادئا:
أبدا كلمته بالذوق قل أدبه رحت معلم عليه في وشه عشان يحرم!
جحظت زينة عينيها وتابعت: يعني عورته!
أومأ مؤكدا:
سبع غرز بس!
وضعت يدها علي فمها لكنها عادت تسأله بفضول: وبعدين؟
ضحك وتابع: أبدا، راح جابلي شوية عيال زيه وقومت معاهم بالواجب، واحد فيهم بلغ وجات الشرطة وهشام بيه استجدع معايا ومعملش محضر!
زينـة بجدية: انت ليه مش بتخاف علي نفسك؟ انت علي طول كده من زمان تتخانق وميهمكش.
أكرم غامزًا: عمر الشقي بقي يا زينة البنات، وبعدين أنا لازم أعمل كده والي بيتحامي فيا لازم أحميه!
أومأت رأسها في صمت،فتابع هو بمراوغة: انتي خايفة عليا؟!
ردت متلعثمه: ل..لا طبعا وهخاف عليك ليه!
مط شفتيه وقال ساخرًا:
يعني أنا في مقام جوزك أو تكوني بتحبيني ولا حاجة!
أدارت وجهها سريعا للجهة الأخري وهي تبتسم بخجل فإقترب يهمس لها بعشق:
يا حلاوته ما احنا حلوين أهوووو
.................

علي جانب آخر.

جلست سهـا وهي تقول بضياع:
- إلحقني يا أنور.
جلس أنور جوارها وقال بتساؤل: ايه في ايه؟
قالت وهي تلطم علي وجهها:
- أنا حامل
إتسعت عينيه بصدمة جلية وهو يهتف: نعممممم!!!
أجهشت في البكاء وهي تقول:
- دي مصيبه يا أنور، أكرم لو عرف مش بعيد يقتلني.
مسح أنور علي شعره بعصبية ثم قال:
طب ما ممكن تكوني حامل من أكرم فيها ايه!
أردفت بحدة:
نعم يا اخويا! أكرم عايش معايا عشان بنتي ومش بيلمسني خالص بقاله كتير جدا!!
أغلق أنور عينيه بضيق شديد:
يادي المصيبة السودة، ازاي متعمليش حسابك ازاااي!
قالت من بين بكاؤها:
عملت وكنت باخد حبوب منع الحمل بس معرفش ايه الي حصل.
أنور بجدية:
الي في بطنك ده لاااازم ينزل انتي فاهمة.
توسلته وهي تقول:
تعالي نهرب ونعيش مع بعض يا أنور أبوس إيدك، أنا حبيتك أنت وعاوزة أكمل حياتي معاك مش معاه هو.
زمجر أنور ونهض دافعًا إياها بقسـوة:
إبعدي أتجوز إيه انتي كمان، أنتي شيطانة، عارفه يعني إيه شيطانة! أنتي الي جريتي رجلي وأغرتيني وخلتيني أخون أعز أصدقائي واطعنه في ضهره!!
صرت سها علي اسنانها وتابعت: دلوقتي هتحملني أنا الذنب هتخلي بيا يا أنور وتعمل نفسك شريف ومخلص!!
جلس مرة أخرى بانهاك ثم قال بحدة: خلاص اسكتي وروحي دلوقتي واوعي يبان عليكي حاجة وأنا هشوف وهفكر وهكلمك.
...................

بين أحضان الوحش - الكاتبة فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن