الفصل الثانى

33.5K 1K 35
                                    

  ظلت زينـة تسيـر ودموعها لم تتوقف ولو للحظة حتي إستقلت أول سيارة للأجري تمر أمامهـا لتذهـب إلي جامعـتهـا ...
وفي المنزل .

قالت نجلاء بحنق : ليه كده يا شكري بطل بقي تضرب في البت عمال علي بطال ! 

زمجر شكري هاتفا بنبرة حادة : بقولك إيه إسكتي بدل ما أمد إيدي عليكي إنتي كمان ، دي بت قليلة الأدب وكفاية إني مستحملها في بيتي !! حد غيري كان طردها برة لكلاب السكك تنهش فيهـا ..
ردت عليه بخفوت : متنساش إن دي شقة أبوهـا يا شكري وأنا بغباوتي كتبتها بإسمك ودلوقتي بتقول أنه بيتك عيني عينك .
نهرها بشدة وهو يهتف : إمشي غوري حضري الفطار ! غوري من وشي .
إنصاعـت له وإنصرفت من أمامـه حتي تتجنب بطشه وإلا سيفعـل ما لا يحمد عقباه وإن أزادت في الكلام سيضربهـا كعادتـه معهـا دائما !!...
..............

في منزل أكـرم .

نهضت سهـا أخيرًا بتكاسل حيث نهضت جالسة علي الفراش وهي تفرك عينيها وتتثائب بتكاسل .. نظرت حولهـا لتقول بحِنق : البيت هادي شكله نزل الورشه ، أووف راجـل خنيق ! ..
أنهـت جملتها وراحت تجذب هاتفها من علي الكومود ، ثم ضغطت أزراره ومن ثم وضعته علي أذنهـا منتظرة الرد من شخصٍ ما ..
ليأتيـها صوتا رجوليًا وهو يهمس بغزل : صباح الورد يا قلبي .
إبتسمت بدلال وهي تبادله الهمس : صباح النور ، وحشتني مش هشوفك بقي ولا إيه .. ؟!
أجابهـا بهدوء : أنا موجود في أي وقت يا جميل بس أنتي الي مبتجيش ..
ردت حانقة : مش عارفه أزوغ من أكـرم ، يومين كده وهقـوله راحة عند أختـي بس يارب يرضي وأنا أجيلك جري حبيبي
قال بمكر : قشطة يا سوسو وأنا في الإنتظـار وعلي نــاار !!
تفاجئت بالصغيـرة تفتح الباب وتدلف ثم قالت بتساؤل : بتكلمي مين يا ماما .. ؟
أغلقت الخط سريعـا ثم قالت بإرتباك : أبدا دي واحدة صاحبتي ، قوليلي فطرتي ؟
أومأت ندي : أيوة فطرت مع بابا وتيته .. ثم أكملت بمرح طفولـي : وبابا هيوديني المـلاهي بكرة يا ماما ..
سألتهـا سهـا بمـكر : هو قالك بكرة متأكدة يا نودي ؟؟
أومأت ندي مؤكدة : أيوة تعالي معانا يا ماما .
قالت سهـا متنهدة : لا يا حبيبتي روحي إنتي وإتبسطي ..
.............

في الجامعـة ..

جلست حزينـة تبكـي بصمت ، تذكرت حين توفي والدهـا منذ ثلاثة أعـوام كم كانت تحبـه وتشعر بالأمان حينهـا ، ولكن هيهات ليتركهـا ويرحل ، وتبقي هي وحيـدة ضعيفـة بدونـه ، فبعـد وفاتـه بعام تزوجت أمهـا من "شكري " وتركتـه يفعـل بإبنتهـا ما يشـاء حيث أنهـا إمرأة سلبية إلي حد كبيـر وضعيفـة شخصية أيضـا ورغم ما يفعله تحبه!! ..
شعـرت بيد حانيـة تلمـس كتفـها ، فإلتفت لتجدها صديقتهـا "إسراء" .
إبتسمـت إسراء وهي تسألها بحنو : مالك يا زينة فيكي إيه ؟
مسحت زينـة دموعها وهي تجيبها بحـزن : مفيش حاجه يا إسراء ..
قالت إسراء بتنهيدة : برضو جوز أمك صح .. ؟
أومأت زينـة برأسهـا وتابعـت بخفوت : أيوة .
تابعت إسراء بضيق : مد إيده عليكي تاني ؟ .. استغفر الله هو الراجل ده عاوز منك إيه !!
لم تجيب عليهـا بل ظلت صامتـه بحـزن شديد ، فقالت إسراء بهدوء : ربنا يبعتلك الإنسان الي يعوضك عن كل ده يا زينة ويكون ليكي الأمان والسند .
زمجرت زينـة وهي تقول عابسة : أتجوز راجـل عشان يبيع ويشتري فيا وأشوف المرار من أول وجديد !!
تابعت إسراء بتعجب : ليه كده يا زينة مش كل الرجالة زي جوز أمـك علي فكـرة !
حركت زينـة رأسهـا بإعتراض وهتفت : أكتريتهم كده ، كلهم زي شكـري وحشين وأنانين جدا ! أنا مش عاوزة أتجوز أنا هفضل لوحـدي لحد ما أموت وأرتاح .
رفعت إسراء حاجباها معا في دهشة وهي تقول بعتاب : بعد الشر عنك يا زينه ، يا حبيبتي خلي عندك امل واكبر دليل إن مش كل الرجالة زي شكري ، باباكي مش أنتي كنتي بتحبيه وبتقولي إنه حنين أوي عليكي ؟؟
إنفجرت زينـة باكية وهي تقول من بين شهقاتهـا : الله يرحمـك يا بابا
ربتت إسراء علي ظهـرهـا برفق وحنـان ، ثم قالت بتهـوين : ربنا يسعد قلبك يا زينـة .
..................

بين أحضان الوحش - الكاتبة فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن