الفصل الاول

92.2K 1.6K 35
                                    

وقفت الصغيرة علي أطراف أصابعهـا حتي تستطيع فتح الباب وتدلف إلي غرفة والديها ، دلفت بخطوات سريعة حتي وقفت أمام الفراش وهي تبتسم بمرح طفولي ، ثم صعدت تداعب وجه أبيهـا النائم وهي تهمس بخفوت : بابا حبيبي ، إصحي بقي إنت وحشتني قوم .. 

فتح أكـرم عينيه وراح يبتسم لـ إبنته ، ثم تفوه بنعاس وهو يتمطع بتكاسل : حبيبي ، صباح الخير يا قلب بابا ..
قبلته ندي من وجنته وهي تقول بحماس : تيته بتقولك يلا عشان تفطر وصحي ماما كمان ..
زفـر أكرم بضيق وهو يقول بنفاذ صبر : ماما مفيش مرة تصحينا هي ولا تعمل فطار زي مخاليق الله حاجة تقرف يا نودي ..
وضعت ندي يدها علي فمها بحذر وهي تقول بخوف : شش يا بابا هتسمعك وتقوم تضربنا ..
ضحك أكرم وهو ينهض جالسًا بإيجاز ثم جذبها إلي أحضانه وهو يقول بحنان : متخافيش يا حبيبي ، متقدرش تضربك ولا حد يقدر يضرب حبيب قلب بابا خالص..
ضحكت بمرح وهي تتعلق بعنقه ، بينما قالت بتذمر : أنا عاوزة أروح المدرسة بقي يا بابا هروح إمتي ؟
أجابها مبتسما : هتروحي الشهر الجاي يا عيون بابا أنا قدمتلك خلاص وهتروحي مع صحباتك
- هييييه ، هتفت الصغيرة بمرح ، لتنتفض سها من فراشهـا قائلة بحدة : ندي إيه صوتك العالي ده مش عارفة إني نايمة ؟؟
رد أكرم مزمجرًا : قومي يا هانم بدل ما تزعقي لبنتك قومي فطريها وشوفي طلباتها زي كل الأمهات مش نيمالي كده ولا علي بالك ..
تأففت سها وهي تقول بضيق : هو أنت كل يوم هتسمعني الاسطوانة المشروخة دي يا أكرم ، إنت إيه مبتزهقش !!
صر أكرم علي أسنانه وتابع بغضب : أنا قايم أفطر ، قبل ما أمد إيدي عليكي ، تعالي يا ندي ..
خرج بصحبة إبنته ، تاركا زوجته تستشاط غضبا ، لكنها تسطحت مرة أخرى لتستكمل نومها بلا مبالاه ..
بينما قال أكرم وهو يمسد علي شعر إبنته : حبيبي روحي أنتي لتيته وأنا هدخل الحمام وجاي ماشي ؟
أومأت برأسها وركضت إلي خارج الشقة متوجهه إلي شقة جدتها حيث تقطن جدتها في الشقة المقابلة لهم بنفس الطابق ..
.............
وفي الطابق العلوي من نفس البناية..
تململت زينــة في فراشهـا وهي تفتح عينيها السمراوتين ببطئ وتغالب نعاسها ، نهضت بتكاسل ثم دلفت إلي المرحاض ومن ثم إرتدت ملابسها البسيطة ثم خرجت لتقول بإيجاز : صباح الخير ..
ردت والدتها السيدة نجلاء : صباح النور يا زينة ، خدي يا حبيبتي هاتي الفطار قبل ما شكري يصحي وبعدين يطين عيشتي !
زفرت زينـة أنفاسهـا بضيق وتابعت : يا ماما أنا عندي جامعة ، أنا مش شغالة عندكم ، قولتلك ميت مرة أنا مبحبش جوزك ده ولا بحب أعمله أي حاجه ..
قالت نجلاء بعتاب : عيب يا زينة ده في مقام أبوكي إتكلمي عنه كويس !
زينـة بحدة : في مقام مين ؟؟ .. ده ولا حاجة بالنسبالي ، بابا مفيش حد زيه لو كان عايش كان رحمني من الي أنا فيه ده !
تأففت نجلاء وقالت بنفاذ صبر :
- طيب خلاص إسكتي ، معلش ناوليني فول وطعمية بس من المطعم عشان مش قادرة أنزل ..
تنهدت زينة بضيق ثم قالت علي مضض : طيب .
إتجهت زينـة خارج المنزل وهي تتمتم بغضب ، بينما قالت نجلاء حانقة : مش عارفة بتكرهيه كده ليه بس !
......................

بين أحضان الوحش - الكاتبة فاطمة حمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن