قِطعةُ خُبـزٍ .

1K 123 244
                                    

بعض الأشياء لا تتغيَّر مهما مرَّ عليها مِن الزمَـن .
--

"ماذا حدثَ لشعركِ؟". سأل آرثر بتفاجؤ ، هو متأكد أن شعرها كان يصل لكتفها ، لكنه الآن يصِل لمُنتصف عنقها .

تراجعت أودري للخلف بخطوتين ليترُك آرثر شعرها ، ثم قالت ببعض البرود "لا تتدخل ، ألا يُمكنني قص شعري؟".

"أنتِ لم تقومي بقصِّه ، إنه ليسَ مقصوصًا بإنتظام و أنتِ لن تفعلي هذا بشعركِ! هل لديلان علاقةٌ بهذا؟". قال آرثر بصدمة بينما يقترب منها و يُمسك بشعرها مُجددًا ليتفحصه .

"و ماذا إن كان كذلِك؟". قالت بتردُد .

"لماذا قامَ بذلِك؟ لمَ لم تحاولي منعه؟". سأل آرثر بعدم استيعاب .

"آرثر ، أنا لا أستطيع منع شخصٍ كديلان من فعل ما يرغب به ، لقد قصَّهُ لأنه يُحب الفتيات ذوات الشعر القصير لمُنتصف العُنق بما أنه يُريد تملُّكي! هو بمُجرد أن أتى لي قامَ بقصِّه و لم أستطِع منعه أو حتى المحاولة!". قالت بحنق ، إنه الآن يضع عليها اللوم كونها لم تحاول منعه!

"ألم تقُل أنك لن تجعله يمسّني بسوء؟ و أنا كالحمقاء آمنتُ بكلامك و وثقتُ بك ، بعدما خذلتني في المرة الأولى قررتُ ألَّا أثق بكَ مُجددًا لكنني منحتُكَ فُرصةً أخرى و ها أنتَ قد ضيعتها مرةً أُخرى! أنا حقًا لا أضع اللوم عليك فيما حدث فأنتَ لم تكُن تعلم أنه سيفعل شيئًا ، لكِن رجاءً إن وعدتَ شخصًا بأمرٍ ما فعليكَ تنفيذه ، لا تعدني إن كُنتَ ستخلف بوعدك! أنا لا أثقُ بالأشخاص أيًا كانوا لكنني جربتُ أن أثِق بك ، و ليتني لم أفعل! آسفة لأنني لم أستطِع منع ديلان مِن قصّ شعري الذي أُحبه كثيرًا ، آسفةٌ أيضًا لأنني وثقتُ بك!". قالت أودري بندم ثم دخلت المنزل مُسرعة ، هي حتمًا لم تعُد تودُّ الوثوق في أي شخصٍ مُجددًا .

و آرثر حقًا كانَ مصدومًا ، ما الفائدة مِن مجيئه إلى كوكب الأرض إذا أصبحَ مصدر حُزنها و كآبتها؟ لم يكُن هذا ضمنَ خطته!

دخلَ المنزل سريعًا خلفَ أودري و هو يُنادي بإسمها لكنها لم تُجِبه و ظلت تسير نحو غرفتها بلا اهتمام ، و عندما أوشكَ على إمساك ذراعها دخلت الغرفة سريعًا و أغلقَت الباب في وجهه ، كان آرثر سيفتح الباب لكنه سمع صوت المفتاح يدور في القفل فلم يستطِع فتحه .

أودري لم تُرِد حقًا فعل كُل هذا ، لكِن كونها وثقت بآرثر مرتين و هو أول شخصٍ تثق به و خلفَ بوعده جعلها تغضب مِنه ، و أيضًا ذاكَ الجدار الأسود في عقلها و قصّ ديلان لشعرها بتلكَ الطريقة زاد مِن غضبها .

لقَد اجتمعت كُل تلك العوامل معًا مما جعلها تصِل لذروة غضبها ، و للأسف أخرجَت كُل ذاك الغضب في وجه آرثر ، رُبما لأنه السبب في حدوث كل ذلِك؟ لم يكُن ليظهر ذاك الجدار الأسود و ديلان إن لم يظهَر آرثر .

Hold my hand || تَشبَّثي بِيَـديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن