جميعُنا نجهل كُل ما يدور في خُلد مَن حولنا ، لا أحدَ يعلم إن كان مَن أمامه يضمر له الكُره أم الحُب ، يتوجَّب علينا الحذر بطبيعة الحال لكِن أغلبنا كبَشر قد لا نتوقَّع الكُره مِن أقرب الأشخاص لنا ، لذلِك نحنُ مَن يتضرر في النهايـة .
--"أودري ، هذا وجهي الحقيقي". قال آرثر بينما يضعُ يديه في جيبيّ بنطاله و يبتسِم لي بصدق لأُصعق .
بقيتُ أحدّقُ به لبعض الوقت دون أن أجِد شيئًا لقولِه ، لماذا فجأة؟
"هل أنتِ مُتفاجئة؟ إنهُ الوقت المُناسِب لظهوري ، لقد سُمِح لي بذلك! لا أقنِعة ولا اختفاء مُجددًا". قال آرثر بينما يقترِب مني بعض الشئ و ما زالت ابتسامته على وجهه .
"هل يوجَد شخصٌ بهذه الوسامة حقًا؟". تحدَّثتُ أخيرًا و ما زلتُ تحتَ تأثير الصدمة ليُقهقه .
لكنَّهُ أصبحَ جادًّا فجأة و قال بينما ينظُر لعينيّ "أودري ، ألا تتذكرينني حقًا؟".
أوه صحيح ، لقد قال أنه شخصٌ أعرفه جيدًا .
"حسنًا ، وجهكَ مألوفٌ بالنسبة لي لكنني لا أتذكَّرُ مَن أنت". قلتُ بينما أُدقق بملامح وجهه محاولةً التذكُّر .
"لقد قُلتِ لي جُملة 'هل يوجَد شخصٌ بهذه الوسامة؟' عندما رأيتنِي أول مرةٍ مُنذ سنتين ، ما زلتِ لا تتذكرين؟".
"لكِن.. هذا مُحال!". قلتُ بينما عينيّ تتسعان شيئًا فشيئًا .
لقد ماتَ آرثـر الذي قابلتُه مُنذ سنتين في أمريكا!
"أنتَ هو آرثر ذاكَ حقًا لكِن مِن المُفترض أنك ميتٌ الآن ، مِن المُفترض أن جُثتكَ قد تحللت مُنذ زمنٍ طويل! أنا لا أُصدقك!".
"لا يوجَد دليلٌ على أنني هو حقًا إلا ملامح وجهي ، لقد مِتُّ بالفعل لكنني انتقلتُ لعالمٍ موازٍ و فعلتُ كُل ما أستطيع فعله لأعود إليكِ الآن و أستعيدُ جسدي ، ما زلتُ شبحًا و شخصًا ميتًا لكِن لقد أصبحَ لي جسد الآن و أستطيع الإستمرار بالعيش ، لكِن إن مِتُّ مُجددًا فلن أستطيع العودة مرةً أُخرى". قال بهدوء بينما يتجِّه لغُرفة الجلوس و يجلس على طرف الأريكة الأيمن .
أنا حقًا لا أستطيع فهم الأمر ، هذا جنونيّ!
ذهبتُ نحوه و جلستُ على الطرف الأيسر مِن الأريكة ، عليّ أن آخُذ حذري منه ، إنه شبحٌ في النهاية .
"لا تخافي ، أنا لن أقوم بإيذائكِ ، هدفي الأساسي الذي عدتُ مِن أجله هو مُساعدتكِ". قال و هو يقترب مني و ينظُر لي كأنه يقول 'ثقي بي'.
"آرثر ، هُناك حاجزٌ أسود اللون بذاكرتي الآن يمنعني مِن تذكُّر شئٍ مُهِمٍ عليّ تذكُّره . عندما كنتُ في أمريكا و بعدما تعرفتُ عليك ببضعة أسابيع أنا استيقظتُ في أحد الأيام في المشفى ، و أنتَ أخبرتني بأنني تعرضتُ لحادث سيارة في اليوم السابق و ......". تحدَّثتُ بينما أنظُر للفراغ مُحاولةً تذكُّر ما حدث .
أنت تقرأ
Hold my hand || تَشبَّثي بِيَـدي
Fantasi"هل أصبحتِ بخيـرٍ الآن؟". "أجل ، بطريقةٍ ما". "ابتَسمي إذًا!". ---- [القصَّة تخيُلية بالكامِل ولا تمُتّ للواقِع بِصِلَة].