آرثَـر؟

1.9K 179 504
                                    

جحودكَ لنعمة الرب و إيذاؤكَ لنفسكَ و جسدِك هو بحدِّ ذاتِـه إساءة لإستعمال عقلكَ .
--

لقد حاولتُ دائمًا أن أهرُب مِن واقعي إلىٰ عالمي الخيالي حيث لا يوجد أصوات انفجاراتٍ في عقلي ولا كارل ولا أحد ، فقَط أنا أستمتع في الأرجـاء .

لكنني اكتشفتُ أنني دومًا وحيـدة ، مُشتتة ، و تائِهـة.. أنا فقَط لا شئ! لا معنىٰ لوجودي ، حتىٰ والـداي رحلا و تركاني هكذا بلا أدنىٰ ضميـر ، و الآن أنا مريضة و أحلامي بدأت تُصبِح غريبـة و رأسي يكادُ ينفجِر و أشعُر بالضجر!

لطالمَا شعرتُ أنني أُريد الوقوف علىٰ حافَّة الكُرة الأرضيـة و القفز إلىٰ حيثُ لا أدري ، فقَط أُريد الشعور أنني حُرّة ، أُريـد السقوط إلىٰ الهاويـة فحسب!

هل مِن المُمكن أن يتحوّل الأمر لأسوأ مِن هذا؟

وقفتُ فجأة رغم أنني ألهثُ بالفعل لأن حرارتي ارتفعت مُجددًا بعض الشئ ، نظرتُ حولي ، لمَ تبدو غُرفتي مُرتبة هكذا؟

أمسكتُ بصحن الحساء و أوقعتُه علىٰ الأرض لتتخلل بعض قطع الزجاج قدمي و يتخلل صوت تحطيم الصحن أُذنـاي بينما بدأتُ أضحكُ بشدَّة ، هل جُننت؟ احتمالٌ وارِد ، لكن هذا مُمتعٌ حقًا!

سحبتُ ملاءة سريري و ألقيتُها أرضًا ، ألقيتُ بجميع ملابسي علىٰ أرضية الغُرفة ، رميتُ المُنبـه بجانب الملابس و مِن ثم بدأتُ أُلقي الكُتب التي بقيتُ ساعاتٍ أُرتبها مِن قبل علىٰ الأرض بإهمال بينما صوت ضحكاتي يعلو شيئًا فشيئًا!

حتىٰ تلكَ الزهور في الإصيص الموجود بجانِب النافذة لم أترُكها و اقتلعتُها مِن جذورها و ألقيتُها علىٰ الأرض ، لقد كانت هذه أزهارِي المُفضلة التي اعتنيتُ بها أكثر مِن اعتنائي بنفسي .

اتجهتُ للمرآة و رميتُ بها أحد عطوري الثمينـة لتتحطم تمامًا ، أخرجتُ جميع عُلب مساحيق التجميل و دمرتُها جميعها ، دبابيس الشعر و مُرطبات الوجـه أيضًا لاقَت نفس المصيـر.. ألا يوجد أصوات ضجيجٍ و تحطيمٍ بعقلي بلا سبب؟ لنجعل لها سببًا الآن!

وقفتُ بمُنتصف الغُرفة و أسدلتُ شعري و أنا أنظُر للفراغ ، لم أعُد أُريد أن أكون مُرتبة و مُنظمة كما السابِق ، لقد اكتفيتُ مِن كوني تلكَ الفتاة المُنظَمة التي يراها الجميع! أنا لستُ تلك الفتاة!

"أجل أودري ، أنتِ لستِ مُهذبة ، لستِ مُنظمة أو مثاليـة ، فقَط فلتكوني حُرة! لا تكترثي لأحد ، ولا حتىٰ لتلكَ الضوضاء في عقلك!". تحدثتُ بهستيريـا بينما أضحك بصوتٍ عالٍ .

نظرتُ لقدماي لأجدهما تنزفان ، لقد سِرتُ علىٰ الزُجاج في النهايـة ، لكِن هذا ليسَ مؤلمًا أبدًا!

أمسكتُ بأحد قطع زُجاج المرآة و جلستُ على الأرض و بدأتُ أجرح نفسي أكثر ، في ذراعاي و ساقاي ، سأترُك وجهي للنهاية .

Hold my hand || تَشبَّثي بِيَـديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن