( الى عالم مجهول ) الفصل الثاني

212 8 4
                                    

طفل يعيش في قرية صغيرة متواضعة في الريف مع والديه واخيه الذي يكبره بسنتين ، كانوا عائلة متواضعة الى حد كبير من بين العوائل لتي سكنت هذه القرية ، كل شيء فيها جميل ومسالم ، قرية تتمتع بالأمان لأبعد وصف ومدى ، حتى بدء بناء ذلك محطة القطار التي انقطعت أعمال بناءئها فجأة ليتم هجر هذه المحطة تماما لتصبح مكان مخيف يهابه الجميع بسبب الاشاعات التي انتشرت عن هذه المحطة ليتناقلها الأجيال بأنها مكان مشؤووم ومروع خصوصا ليلا ، كان هذا الصبي وعائلته يسكنون في البيوت المحيطة بالقرية ، اي على حدود هذه القرية ليكونوا  من ضمن أكثر البيوت التي ترى المحطة بشكل واضح ، كان هذا الفتى الذي اصبح بعمر الثامنة فضولي بأمر هذه المحطة وما يتعلق بها ، متجاهلا كل الاشاعات المخيفة عنها ، الفضول والجرأة صفات غرزت فيه منذ صغره لتحثه للتفكير في محاولة زيارتها مره ليلا دون معرفة والديه رغم تحذيرات والدته المتكررة له ولاخيه الذي يكبره بسنتين من العمر ،  لذا في منتصف الليل في احدى الليالي ايقظ هذا الفتى أخاه بهدوء ليرافقه في رحلة استكشاف هذه المحطة ليلا بعدما وافق على ذلك اخاه الأكبر رغم أن اخاه ليس بتلك الجرأة والشجاعة التي يتسم بها ، ولكنه وافق على ذلك ليخرج هذا الصبي وأخاه ذو العشر سنوات ويسيران ليلا تجاه طريق يؤدي للمحطة المهجورة ليلا بهدوء ومهل ، حتى تجاوزا القرية كاملة وهما يمشيان وسط سهول واسعة تقع محطة القطار وسطها ، توجه الصبي بشجاعة وهو يعبر هذه السهول رغم تحذيرات اخيه الخائف والمتردد قليلا بشأن ما يفعله اخاه الأصغر ، ولكن الصبي كان يتجاهل كلام اخيه الأكبر ويخطوا خطوات سريعة ومتحمسة بلهفة تجاه المحطة ليخطو عليها بأول خطواته وهو يحمل بيده مصباح يدوي ويحاول أن يرى ويميز طريقه به ، ورغم ذلك مازال أخاه الأكبر يردد ويقول : هيا لنعود سريعا قبل أن يحدث لنا شيء ، أو يخيف ويقلق والداي علينا .
قال الفتى الأصغر : عد أنت أنا لن أعود .
قال الأخ الأكبر بغضب : لن تعرف طريق العودة بدوني .
قال الأخ الأصغر وهو يحدق بأخيه الأكبر : أعدك يا أخي أنني فقط سأذهب لالقاء نظره سريعا ونعود بسرعة للمنزل آمنين .
قال الاخ الأكبر بمضض : هيا اذن اسرع والقي نظرتك السريعة عليها وعد .
قال الأخ الاصغر وهو يبتعد عن اخيه الاكبر : سأذهب لرؤية شبح من الاشباح التي يقال انها موجودة هنا .
قال الاخ الاكبر وهو يرفع صوته : انتبه على نفسك ، انها تحب الاطفال الاصغر سنا .
ابتعد الأخ الاصغر أكثر ليتجه نحو القطار وهو يحدق به بهدوء ويقول : أنا لا أرى أي شبح من الاشباح التي يقولون عنها الكثير من الاقاويل !!
انتظر الاخ الاصغر بضع دقائق وهو يتحول حول القطار ولكنه على عكس ما ظن ، اذ لم يرى أي شيء يثير دهشته أو يثير شكه على الأقل ، شعر بالملل ليعطي ظهره للقطار في نيه منه للعودة لأخيه الاكبر الذي ينتظره ولكنه شعر بقشعريرة تهز جسده ، شعر بشيء يجذبه بشدة بشأن هذا القطار ، شيء يجذبه اليه ويحثه على الدخول قي القطار ، وكأنه سحر قوي جدا ، استدار الفتى ليتوجه نحو باب القطار المغلق باحكام ليحاول فتحه بصعوبة ، ولكن دون جدوى ، حتى سمع صوت قادم من داخل القطار وهو يقول : هل تريد الدخول للقطار لهذه الدرجة يا هيفين ؟!
قال هيفين وكأنه مسحور بما يجذبه بالقطار تماما : نعم ، اريد بذلك وبشدة .
قال الصوت : ولكن عليك ان تعرف أنك ان دخلته لن تخرج منه أبدا .
لم يتردد الفتى هيفين كثيرا وانفتح الباب سريعا ليدخله الفتى ذا الثامنة من العمر بهدوء دون أن يعرف أخاه الأكبر ويسافر ويطير به الى مكان مجهول ، كان اخاه الأكبر الذي شعر بقلق شديد عندما تأخر أخاه الأصغر فترة ليست بالقصيرة ليبدء هو الآخر في البحث عن أخاه الأصغر مثل المجنون ، حيث كان يصرخ باسمه عاليا ولكن دون اجابه أبدا ، حتى استقر أمام القطار وهو يظن ان أخاه قد دخل القطار بدافع الفضول ، حيث حدق بخوف في القطار المهترئ الصدئ بتردد كبير حتى شعر بشعور قوي بأن أخاه قد دخل القطار بشكل مؤكد ، لذا حاول فتح باب المحكم الاغلاق بصعوبة ولكن دون جدوى ، حيث كان مرعوبا من أن يضيع اخاه في محطة ومنطقة مهجورة كهذه ، وقد ازداد رعبه عندما سمع صوت قادم من داخل القطار وهو يقول : هل تريد الدخول للقطار الى هذه الدرجة يا هيفار ؟!
قال هيفار برعب باكيا : ...لا ...لا ....ولكنني ابحث عن أخي الصغيير ...هيفين ...ارجوك لا تقتلني .....
قال الصوت : هيفين ....اممم أظن أنني اعرف اين هو الآن ...
قال هيفار مرتعبا : أين هو !؟؟
قال الصوت : داخل القطار .
قال هيفار : أرجوك ...اخرجه ...لا تقتله ...أمي ...والداي سيقلقان عليه بشدة .
قال الصوت : لقد دخل بارادته ، ومن يدخله لن يخرج منه أبدا ..
بدء هيفار بالبكاء والجزع ، ولكن الصوت قال : هل تريد انقاذ اخيك ؟؟!
قال هيفار بتردد : ن...نعم .
قال الصوت : لتدخل القطار اذن .
قال هيفار وهو يحدق بالباب ويمسح دموعه : الباب لا يفتح .
قال الصوت : لانك متردد في الدخول عبره .
قال هيفار بحزم : أريد اخراج اخي منه .
قال الصوت : اذن ادخل عبر الباب .
قال هيفار بتردد : ولكن .....
قال الصوت : هناك اوقات يجب الا تكون متردد فيها .
شعر هيفار بأن شيء شديد يجذبه للدخول الى هذا القطار أكثر من حافزه للدخول اليه بدافع انقاذ اخيه الأصغر ، هنا حيث انفتح الباب لهيفار ذي العاشرة من العمر ليأخذه ويخطفه ليسافر به الى عالم مجهول .
                          *   *   *         
رأى نفسي في منزل يوبين ، أرى يوبين وهو مرمي على الارض أمامي بتعب ، هرعت نحوه ولكنني كنت مفزوعة بشدة عندما رأيت جسد هفرون وألفين المرميان على أرضية المنزل أيضا وهما مغطيان بالجروح المتوسطة الى القوية ، شعرت بقلق واضطراب ، ولكنني سمعت صوت رادون القادم من خلفي وهو يقول : سأساعدك على مداواة هؤلاء الجرحى سريعا لذا لا تقلقي .
حدقت به لأراه وهو يتجسد في هيئة صبي كما رأيته من قبل وهو يمشي ويأخذ معه هفرون وألفين الى غرفة في اليسار ، أما أنا كنت على نفس حالي وأنا احدق بيوبين المتعب وهو فاقد وعيه بسرحان ودهشة منا حدث ، وهنا رأيت رادون وهو يخرج من الغرفة التي دخلها من قبل وتوجه نحوي وقال : أعرف أنك مازالتي مصدومة ولذا سأعتني بسيدي أيضا ...وانه لشرف لي .
رفعت رأسي وحدقت برادون الذي أخذ يوبين معه الى غرفة مجاورة للغرفة التي دخلها قبلا بذهول اكبر ، حيث بعدها عاد رادون الي وهو يحدق بي ويدنو مني ويقول : دعيني أتفحص جسدك حتى أتأكد من أنك سليمة .
لم أرد عليه باكتفيت بالصمت المذهول والمصدوم لأرى رادون وهو يتفقد جسدي بهدوء ثم يقول لي : أنت بخير يا شيري ....مجرد خدوش بسيطة .
قلت وانا احدق به : ....نعم ...مجرد خدوش .
بعدما قلت هذا فقدت وعيي سريعا لأرى سواد يظلم في عيناي .
فتحت عيناي لأرى نفسي مستلقية على سرير ناعم كبير ،  رأيت رادون وهو يقترب مني بخطوات متزنة ويقول لي : هل انتي بخير يا شيري؟؟!
قلت بتعب : ما الذي حصل ؟!
قال رادون : لقد فقدتي وعيك آخر مره .
قلت وأنا ازفر بتعب : نعم ...تذكرت .
قال رادون : جبد انك بخير الآن .
قلت : ولكن ...ماذا عن السيد وهفرون والفين ؟!
قال رادون : ....سيدي بخير ...ولكن هفرون وألفين مازالوا يتماثلون الشقاء .
قلت وأنا اتنهد : على الأقل هذا مريح .
قال رادون وهو يخرج من الغرفة : سأنصرف الآن ، لأن سيدي بخير وقد امرني بالانصراف ما ان أتاكد أنك قد استيقظتي وبخير .
قلت بابتسامة : أشكرك يا رادون .
خرج رادون من الغرفة بهدوء بينما كنت أحاول تذكر ما حصل بالضبط والموقف المرعب عندما رأيت جيد ذلك الرجل الصريع أمامي بينما أختفت كل تلك الظلال المخيفة ، ولكن دخول يوبين الغرفة قطع هذا تماما ، استقر يوبين أمامي وقال : تبدين بخير .
قلت وأنا احدق بجسده المغطى ببعض الضمادات القلال : نعم ...انا بخير ...سيدي ...
قال يوبين وهو يجلس على الكرسي الذي كان بجانب السرير الذي كنت عليه : مازالت مندهشا مما حدث قبلا .
قلت وأنا اجلس سريعا مكاني : تقصد ما فعلته انا .
قال وهو يحدق بي : جيد أنني مازال اخفيك عن عامة المدينة ، والا فقد يعرفون بأمرك .
قلت بتوجس : لا أفهم سبب اخفائك لي ؟!!
قال ببرود : ستعرفين ذلك لاحقا .
قلت : ولكن ....
قاطعني وقال بشيء من القلق : يجب ان يتماثل كل من ألفين وهفرون الشفاء بسرعة .
قلت باستغراب : ولكن لماذا ؟!!
حدق بي لثوان قصيرة شعرت أنني قلت شيء خاطئ اغضبه ليقول وهو يتنهد : لان زيارة جوكين قريبة .
قلت باستغراب : ولكن ما المهم بأمر أن يتماثلوا الشفاء !؟؟
قال بعصبية : لم اسئلتك كثيرة ؟؟!
حيث قام من مكانه وقال لي : أهم شيء أنك بخير ....لا يمكنك هذه الفترة الخروج أبدا من المنزل .
بعدما قال هذا خرج سريعا ليتركني وسط ذهولي ودهشتي واستغرابي الشديد ، ولكنني كنت متعبة لأستسلم للنوم سريعا واغط في نوم عميق .
استيقظت الساعة الثالثة فجرا وانا مرعوبة من كابوس مرير أخافني ، لم اعره أي اهتمام بعدها وقمت من السرير وحاولت غسل وجهي الذي امتلأ بالعرق رغم درجة حرارة الغرفة الباردة ، خرجت من الغرفة لأشعر بفزع عندما رأيت رادون وهو يحدق بي ويبتسم ويقول : اعتذر لأنني اخفتك ولكنه أمر السيد .
قلت وأنا امسح وجهي بمنشفة صغيرة بتجهم : انه شخص عصبي وغامض ، لا يطاق .
ضحك رادون وقال : ظننت أنك نائمة في وقت كهذا ، ولكنك كنت مستيقظة ،!!
قلت وأنا أجلس على طرف السرير وأتنهد : لا أعرف ....مجرد كابوس اصابني .
قال رادون وهو يجلس على الكرسي الذي كان بجانب السرير : السيد ليس عصبي كما تظنين ولكنه قلق وقد اصف شعوره بخائف مع احترامي الشديد له .
قلت باستغراب : خائف ؟؟! من ماذا ؟!!!
قال رادون : من زيارة روتينية كل شهر .
قلت : زيارة روتينية ؟؟!
قال رادون : وقد صادف أن موعدها بالغد .
قلت بتوتر وفزع : غدا ؟!!!!
قال رادون : لذا سيدي خائف ومستعجل بأمر شفاء
كل من ألفين وهفرون .
قلت : لا أفهم ؟!! لماذا هو مستعجل على شفائهم !؟؟
قال : حتى لا يلاحظ جوكين ما يخطط له سيدي ، انه يقوم بأعمال لم يأذن له جوكين بالقيام بها .
قلت وأنا استوقفه : انتظر انتظر ...أنا لا أفهم ...سوى أن جوكين حاكمكم وسيدكم جميعا ،  ويبدو أنه أقواكم ، ولكن حتى الآن ما اعرفه عن سبب اخفائه لي هو أن العالم الخارجي مخيف ويجب أن اكون جاهزة له أكثر ....وكأنني طفلة .
ضحك رادون وقال وهو يحدق بي : لا تقلقي ، هو لم يكن يفعل ذلك من أجلك او حتى من أجل مشاعرك ....هو فقط يفكر في مصلحة هذه العصبة وكذلك مصلحته ، وبالنسبة لجوكين ، فهو ليس اقوانا .
قلت باستغراب : اذن لم أصبح حاكم لكم بهذه السهولة ؟؟!
قال رادون : ليس بهذه السهولة أبدا .
قلت : ..........
قال : السبب الرئيس الذي جعله حاكم لنا هو أنه خالد في هذا العالم .
قلت : ....ماذا ...خالد ؟؟!! 
قال : نعم ، فقد تموتين في هذا العالم ايضا كما تموتين في عالمك الاصلي ، ولكنه أصبح مخلد في هذا العالم ، اي انه حتى لو مات في العالم الحقيقي سيكون حي هنا للأبد ، لن يعيقه شيء .
قلت والصدمة ظاهرة علي : وما الذي ينويه يوبين ؟؟!
قال رادون : .........لا استطيع اخبارك الآن ، ستعرفين ذلك لاحقا .
قلت : ....ولكنني اكره اخفائه لي .
قال رادون وهو يحدق بي بحدة : اخفائه لك هي نعمة لن تفهميها الا عندما ترين وحشية وقذارة هذا العالم ، ناهيك من انه يعاملك باحسان .
قلت : ............... 
قال رادون : تستطيعين والآن الخلود للنوم .
قلت وانا أحدق به باستغراب : وماذا عندك ؟؟!
ضحك وقال : أنا لا أنام ...سأبقى هنا لحمايتك كما أمر سيدي .
قلت وانا مبتسمة بنعاس شديد : حسنا اذن ..
بعدها غطيت في نوم عميق سريعا ، بينما كان رادون يراقبني .
                           *   *   *
استيقظت وأنا أرى نور الشمس القوي  الذي يتخلل المكان شيء فشيء عبر نافذة الغرفة ببطئ ، حيث جلست مكاني وأنا احدق حولي بهدوء وسرحان ، سمعت بعدها صوت رادون وهو يقول لي بابتسامة : صباح الخير .
قلت بابتسامة عفوية : أظن انني نمت طويلا .
قال رادون : نعم .....
قلت : كيف أصبحت حالة ألفين وهفرون ؟؟!
قال رادون : يجب أن تزوريهم بنفسك لكي تعرفي .
قلت : .....لماذا ...هل حالهم سيء لهذه الدرجة ؟!
اصطحبني رادون الى الغرفة التي كان بها ألفين وهفرون لأرى سريران ممد عليهما جسدان متعبان رغم ان أغلب جروحهما قد شفيت تماما ، فقلت لرادون بقلق : لماذا هم بهذا الحال ؟؟!
قال رادون : لا اعرف ...الأمر يعتمد عليهم ...ولا أعرف ما الذي يفكر به سيدي أيضا .
قلت بقلق لرادون : أين يوبين ؟؟!
قال رادون : في غرفته السفلية ، ولكنني لن اسمح لك بالذهاب هناك .
قلت بوجه جاد : أريد الذهاب .
بعد جدل طويل انتهى أمري لأظل برفقة رادون حتى غروب الشمس ، بينما تلاهى رادون عني قليلا تركته على عجالة وتوجهت للغرفة السفلية سريعا لأرى بابها المغلق أمامي ، فتحته ببطئ لأرى درج يمتد للأسفل والظلام يملأ المكان ، شعرت بخوف ولكنني خطوت خطوات ثابتة دون اصدار صوت نحو الأسفل لتلمس قدمي الأرض أخيرا ، حيث بدأت اتلفت حولي لتفقد المكان ، كان كل الأماكن مظلمة ما عدا مكان واحد ، كانت غرفة مضيئة بأضواء ، لذا حاولت التوجه نحوها بهدوء ، ودون اصدار أي صوت حتى اقتربت من الغرفة لأدخلها لأرى أنها عبارة عن سيب طويل مؤدي الى غرفة بباب مغلق ، توجهت دون تردد للغرفة لأصلها وأرفع يدي التي تريد فتح الباب عن طريق المقبض ولكنني سمعت وقتها صوت يوبين وكأنه يتحدث مع احدهم فيقول بغضب وعصبية : ستساعدنني بأي حال يا ايلي ، لأنك مضطرة .
صرخت ايلي بغضب وقالت : حسنا اذن سأساعدك ولكن بمقابل .
سمعت ضحكات يوبين المستفزة وليقول : مقابل ......كم أنت غبية جدا ، مازلتي تظنين أنك تستطيعين خداعي بكلامك .
حاولت التملص والتجسس عليه ورؤية ما يجري داخل الغرفة من خلال النظر من ثقب صغير موجود في الباب ، رأيت زنزانة متوسطة الحجم يقبع بها ايلي ويوبين يمسك بعنقها بيديه التي دخلت لزنزانة بعنف ، حيث قال يوبين مهدد لايلي : لا يوجد لك مقابل سوى أن تقومي بما أقوله لك طواعبة والا ستموتين يا ساقطة .
رمى يوبين بجسد ايلي التي سقطت أرضا وهي تسعل بشدة ثم تبتسم بمكر وتحدق بالباب بصمت دون أن تتحدث ، حيث قال يوبين بغضب : لماذا تبتسم ساقطة مثلك في موقف كهذا ؟؟!
فقالت ايلي وهي تتعلق بسرعة في قضبان الزنزانة وتضحك وتقول : جميلتك تريد مشاركتك في هذا النقاش الحاد من خلف الباب .
حدق يوبين بالباب بحدة لأشعر بأنني مكشوفة تماما وأن كل ما علي هو الخروج من هنا بأسرع وقت لذا استدرت محاولة الهروب لأخرج من ذلك السيب المنور الى  المنطقة المظلمة ، لم أستطع تحديد طريق الخروج بسبب الظلام ، ولكنني حاولت الاختباء في الظلام بصمت وهدوء ، بعدما اختبأت رأيت يوبين وهو يخرج من السيب المنور ويحدق بالظلام بهدوء ، لم اصدر أي صوت ، لأرى يوبين ينصرف بهدوء بدون تدقيق للبحث عني ، شعرت براحة تلاشت عندما رأيت ظل رجل كان يقف أمامي مباشره يحدق بي بابتسامة مخيفة ، حاولت الصراخ ولكنني كتمته بيداي لأحدق بالرجل برعب مكتوم ، فقال وهو مازال يحدق بي : سآخذك لسيدي الذي لم يستطع تحديد مكانك في الظلام ولكنني فعلت .
حدقت به برعب لأرى نفسي في الغرفة نفسها التي كانت في نهاية السيب ، حيث كنت جالسة على كنبة متوسطة الحجم وحمراء اللون بينما لاحظت اختفاء تلك الزنزانة تماما عن الغرفة  ، رأيت يوبين وهو يجلس مقابل مني وهو يحدق بي بابتسامة اخافتني كثيرا ، فقلت بقلق : لماذا استدعيتني هنا ؟؟!
قال : وما السبب برأيك ؟؟!
قلت بضيء من العصبية : سؤالي واضح ...لا يمكنك أن تجيب عن سؤال بسؤال .
تبسم وقال : ما الذي رأيته ؟؟!
قلت بجدية : لا شيء .
ضحك قليلا وقال : لم يكن هفرون وألفين بجرأتك هذه رغم انهم رجال .
قلت : لا افهم ما الذي تقصده ؟؟!
قال : لا شيء ، ولكن ألم يكن مخيف أن تأتي الى هنا ؟؟!
قلت بابتسامة : هل تظن أن الظلام يخيفني ؟!
حدق بي بهدوء ثم قال : أليس مخيفا بالنسبة لك ؟؟!
قلت : لا ...تبدو مستغرب مني .
قال : كل ما رأيته كان لمصلحة عصبتنا .
قلت : لا أفهم .
قال : ايلي تجيد التشكل على هيئة حيوانات وأشخاص أيضا ، لذا هي ستساعدني في حال قدوم جوكين لنا .
قلت : هل تعني ؟؟!
قال : نعم ...ستكون على هيئة احدهما .
قلت : ماذا عن الآخر ؟؟!
قال : الرجل الذي قابلك قبلا يجيد ذلك أيضا .
قلت : ذلك الرجل الغريب ...ماذا عن غيره ؟! انت تجيد تسخير الكثيرين غيره.
قال : غيره لا يستطيع ذلك .
قلت : جميع الباقين ؟؟!
قال : نعم ....
قلت : وما اسمه ؟؟!
قال : غلوين .
قلت : كم عدد الذين تستطيع تسخيرهم؟؟!
حدق بي يوبين بابتسامة وقال بدهشة : سؤالك صدمني قليلا .
قلت : لماذا ؟؟!
قال : لم اتوقع سؤال جرئ كهذا !!
قلت : لم أنت خائف ؟؟!
حدق بي بابتسامة اسعت أن أفهم منها أن سؤالي ليس مناسب وفي مكان خاطئ تماما ، حاولت تدارك الوضع ووقفت مكاني وحاولت التجول في الغرفة بهدوء ، ولكن يوبين استوقفني وقال : هل تعرفين مصير الخونة هنا في هذا العالم ؟!
التفت اليه وقلت : ماهو ؟
قال : على حسب قانون جوكين بانه النفي .
قلت : عقاب مقبول .
حدق بي بحدة وقال : ليس كذلك وغير منصف .
قلت : لماذا ؟؟!
قال وهو يحدق بي : القتل أقل عقاب .
قلت : ..........
قال : ولكن كل خيانة بالنسبة لي فهي مدونة عندي ، حتى لو انكرها فاعلها فانه خائن عندي .
قلت : واضح أنك تعرفضت لخيانات كثيرة .
قال : نعم .....انها مؤلمة ومخيفة .
قلت : هل كانت شخصية اسمها فيوليت ؟!
حدق بي بدهشة وقال : كيف عرفتي ؟!
قلت : ...لقد قضيت وقت طويل مع رادون .
قال : تلك الحرباء كانت منهم أيضا .
قلت : ...........
في هذه اللحظة بدت نظرة القلق في وجه يوبين ، حيث قال : هل أنت متأكد ؟؟!
قلت باستغراب : مع من تتحدث ؟!
حدق بقلق وقال : رادون اعتني بأمر شيري .
تركني يوبين بينما رأيت رادون يستقر أمامي ويقول لي : سآخذك للأعلى يا شيري  .
حيث رأيت نفسي في الغرفة التي بت فيها ذلك اليوم ، فقال لي رادون والقلق ظاهر عليه : لنتمنى بألا يكشف أمر سيدي .
قلت : ايلي وغلوين سيتولون ذلك .
قال : كيف عرفت يبدو أن سيدي قد اخبرك ، ولكن المخيف في الموضوع هو ايلي .
قلت : لماذا ؟!
قال : ماذا تتوقعين من اللجوء الى ثعلبة خائنة في حال الحاجة اليها .
قلت : الثعلب مكار دائما .
قال رادون : حال ألفين وهفرون يحتاج أيام اخرى ليتمثلا الشفاء  ، لنتمنى التوفيق لسيدنا .
حدقت به وقلت : سيدنا !! نعم  ....نعم .
حيث توجهت نحو الغرفة التي يوجد بها ألفين وهفرون لأجد أجساهم المتعلبة مرمية على السرر ، شعرت بشيء من الغرابة وأحاول الخروج من الغرفة ولكنني سمعت صوت أنين قادم منها ، استدرت متجهة نحو مصدر الصوت لأرى هفرون وهو مستيقظ ويحدق بي بتعب ، هرعت نحوه وقلت : هل أنت بخير ؟؟!
قال بتعب : متى سيأتي جوكين ؟؟!
قلت : اظن انه الآن .
قال وهو يسعل بتعب : تبا ....سيكشف امرنا اذن .
قلت بابتسامة وأنا احاول طمأنته : لا ...يوبين ...أقصد سيدي استطاع ايجاد وسيلة تغطي عنكم ذلك .
قال هفرون : ...كيف ؟؟!
قلت : لا تتهب نفسك الآن واسترح قليلا ، سيمر الأمر على خير .
قال بتعب : هل أنتي متأكدة ؟؟!
قلت : ..نعم ..
قال : كله بسبب تلك الساقطة ايلي .
قلت : ..حاول ان تهدأ وترتاح ، سيمر الأمر على خير .
قال وهو يمسك بيدي بعنف رغم تعبه : جوكين ....يكره يوبين كثيرا ، وأكثر أهل هذه المدينة يقفون في صف جوكين ، لذا يجب أن يمر الامر على خير والا سنموت جميعا .
حدقت به برعب وقلت : ماذا !!!!
خرجت من الغرفة سريعا وبقلق وتوجهت نحو النافذة المطلة لساحة المنزل الأمامية ، حاولت فتحها ولكن رادون منعني لأقنعه بأن يسمح لي على الأقل بالتملص والنظر من طرف النافذة ، حيث رأيت منظر ليلي أشعرني بمشاعر غريبة ، حيث كان الجو ماطر قليلا ذلك الوقت ،  رأيت رجل شاب بالطبع فالكل بهذا العالم شباب ، كان يبتسم بمكر ويحدق بيوبين الذي كان ينحني له وكذلك ايلي التي تنكرت بهيئة هفرون وكذلك غلوين الذي تنكر بهيئة الفين لينحنيا هما أيضا لذلك الرجل الذي رأيت خلفه مجموعة من الرجال والنسوة القلال وهم يراقبون هذا المنظر بابتسامة ماكرة ، قال الرجل وهو يضرب كتف يوبين باستهزاء : لقد وعدتني بانحنائة أكثر أحتراما لي في المره السابقة .
قال يوبين بمضض وهو مازال منحني : بالطبع سيدي .
انحنى يوبين أكثر لينحني كل من ألفين وهفرون المزيفان معه أكثر ، ضحك الرجل وقال : جوكين لن يرضى عنك الا لو سجدت له يا هذا .
رفع يوبين رأسه لجوكين وقال وهو يحدق به بنظرات السخط : أمرك يا سيدي جوكين .
جثى يوبين على ركبتيه بهدوء ليجثو معه هفرون والفين المزيفان طواعية بينحني يوبين ساجد لجوكين ، ضحك جوكين وضرب بساقه جسد يوبين وقال بتغطرس وكبر : لا يرضيني هذا حتى ادوس على رأسك .
ضحك جوكين وداس برجله على رأس يوبين وقال بابتسامة ماكره : مكانك هنا ، ليلمس التراب والطين المبتل وجهك .
ضحك مجموعة الرجال والنسوة المصاحبين لجوكين جميعا مع جوكين الضاحك بخيلاء ثم انصرفوا بهدوء بينما كان كل تركيزي على يوبين الذي رفع رأسه المتسخ بالطين المبتل من الأرض بهدوء وكذلك معه ألفين وهفرون المزيفان ، ولكنني بعد عدة لحظات لاحظت أن جوكين كان يحدق بالنافذة التي كنت أراقب منها هذا المنظر الذي اشعرني بشيء من الغضب الذي اشتعل بصدري ، لذا حاولت الاختباء خلف الجدار الذي بجانب النافذة بهدوء دون ان يلاحظ يوبين ذلك ، بعدما تأكدت من انصراف جوكين ومجموعته القذرة هرعت نزولا للساحة الأمامية للمنزل بينما كان رادون يلحق بي ، حيث استقريت أمام الباب الرئيس للمنزل بينما كان رادون يمسك بي وهو يحاول منعي من الخروج من المنزل لأرى يوبين ووجهه وثيابه الملطخة بالطين المبتل وكذلك غلوين المتسخ بالطين وكذلك ايلي المتسخة من ذلك الطين مثلهم وهي تعطيني نظرة وتحدق بيوبين وتقول بابتسامة متفاخرة : لقد أنقذتك ، واوفيت بوعدي لك ، لست خائنة الى ذلك الحد ، لذا يجب أن تحررني كما وعدت .
قال يوبين : لم اعدك بشيء .
حيث وجه نظرة غريبة لغلوين ، وتركهم خلفه بهدوء لأرى غلوين وهو يشل حركة ايلي ويقيدها بينما كانت ايلي تحدق به بنظرات السخط والحقد ، دخل يوبين من الباب الذي كنت احدق منه بهذا المشهد ليصعد بهدوء للطابق الثاني بينما حاولت اللحاق به ولكن رادوم منعني وقال : حاولي تجنب السيد هذه الليلة ، فانها ليلة معروفة بالنسبة لنا بأنها ليلة مشؤومة للجميع ، وما فعله جوكين كان أقل شيء فعله مقارنة الزيارات السابقة .
قلت والقلق على وجهي : ما الذي فعله قبلا ؟!
تبسم وقال : لن تحبي سماع حكايات إذلال سيدك وافراد عصبتك .
قلت : .............
صعدت للأعلى مع رادون بهدوء لأرى أن المكان خالي تماما من أحد ، قال لي رادون : يجب الأ نخرجي من المنزل حتى لو انتهت أمر هذه الزيارة الكريهة .
قلت : أعرف ذلك .
قال لي رادون : سأذهب للسيد الآن ولكنك يجب أن تطبقي ما قلته لك .
قلت : ...لا أظن أن لدي خيار آخر .
قال رادون : سانصرف اذن .
قلت : بالطبع .
حيث أدار رادون ظهره لي لأستوقفه بشكل سريع وأقول : ألا يفكر سيدي بالانتقام أو أي شيء من هذا ؟!
قال لي رادون وهو يلتفت الي بابتسامة غريبة لم افهم معناها : ستعرفين ذلك لاحقا .
قلت : ............
اختفى رادون بينما كنت اشعر بغرابة وغضب غريب ، توجهت نحو الغرفة التي بها هفرون وألفين لأرى اجسادهم المتعبة مازالت ملفاة على السرير ولكن ما ان دخلت حتى رأيت هفرون يجلس بصعوبة مكانه ويحدق بي باهتمام وكذلك ألفين ، حيث توجهت نحوهم بهدوء كسره ألفين وقال بقلق متعب : كيف صار الأمر ؟! هل مر الامر بخير ؟!
قال هفرون : مؤكد أن جوكين يعد لنا في كل مره موقف أصعب .
قلت : لقد مر الأمر على خير ولم يكشف امرنا ولكن .....
قال هفرون بقلق : ماذا ولكن ؟!!
قلت : هل يحدث هذا كل مره ؟!
قال ألفين وهو يدير نظره لهفرون : نعم وأسوأ .
قلت : انه يذل يوبين .
قال هفرون بابتسامة حزينة : انها ليست أول مره ، ولكنني قلق من موقف سيدي .
قلت : تقصد أنك تخافه .
حدق الفين بي وقال : مهما كانت الأمور صعبة علينا فنحن يجب أن ننصاع لأمر يوبين ، والا فاننا سنكون منفيين .
قلت : هل هو من يفعل هذا ؟!
قال هفرون : شيري الامر مشابه الى حد كبير لوطنك الذي تعيشين به في عالمنا الاصلي  ، اذا خنتي وطنك بأن اقل عقاب لك هو الموت .
قلت : ....هل تخبرني أن يوبين هو لرئيس لنا ؟! أقصد أن ولاءنا كله له ؟!!
قال ألفين : نعم .
حدقت به وقلت أنا ازفر بتعب : أي عالم قد أقحمت نفسي به ؟؟!
قال الفين : ما الذي تقصدينه ؟! هل تخططين للخيانة مستقبلا ؟!
قلت : لا ...أبدا ..مادام سيدنا يشعرنا بالأمان ويعاملنا باحسان .
حدق بي هفرون وقال : باحسان ؟؟! أمان ؟؟! هذه كلمات شعرت بقيمتها وقت العسرة .
قلت : ما الذي تقصده ؟!
قال : ستفهمين ذلك لاحقا عندما تبدئين معنا رسميا .
قلت بابتسامة : اريد ذلك .       
                           *   *   *
رادون وهو يدخل غرفة سيده بعدما استأذنه ليسمح له بالدخول ، استقر رادون أمام سيده وبجانب مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص الى جانب رادون ، من بينهم غلوين وكذلك رجل آخر وامرأة اخرى الى جانبه  ، فقال يوبين الجالس على كرسي كبير وهو يحدق بهم بعدما اغتسل من الطين الذي غطى جسده ووجهه : ما الذي تعتقدون بشأن ما يفكر فيه جوكين ؟؟!
قال رادون : أظن انه يخطط لشيء يكون لك خصيصا .
قال يوبين وهو يحدق بالمجموعة : مثل ماذا ؟؟!
قال غلوين : أقل تقدير هو هجوم عاجلا ام آجلا.
قال يوبين مشيرا بنظره الى الرجل الذي بجانب غلوين : ماذا عنك يا رومان ؟!
قال رومان : أوافق غلوين الرأي ، ولكنه لن يهجم علينا بدون سبب ، لذا فهو يفكر في أن يستكشف أي خطأ تقع فيه ليخرجك من المدينة وينفينا جميعا معك .
حدق يوبين بالمرأة التي بجانب رومان وقال : ماذا عنك يا بالين ؟!
قالت بالين : اوافق كلام رومان ، خصوصا وأن جوكين يشعر بتهديد منك ومن قواك التي تعتبر مميزة أكثر من غيرك وكذلك شيري التي لا يمكن الاستهانة بقواها .
قال يوبين وهو يحدق ببالين بتركيز : ما الذي تقصدينه ؟!
قالت بالين : لأنك قد تتمكن من أن تسلب منه ما هو يحتفظ به ليكون مخلد ، وتصبح مكانة وأكثر .
تبسم يوبين ابتسامة ماكرة واتكأ على كرسيه الكبير وقال : نعم ...الخوف يفعل كل شيء .
قالت بالين : لذا يا سيدي يجب أن تبدأ بتنفيذ ما كنت تخطط له دون تضييع أي وقت .
قال رومان : نعم سيدي أنا اوافق بالين الرأي .
قال يوبين وهو يحدق بهم بحدة : ولكنني قد بدأته من قبل ، ولكنه انقطع فقط وتوقف .
قال رادون : نعم سيدي ويجب أن تكمل ما بدأته .
قال يوبين : كنت قد أنجزته ، ولكنه توقف تماما بسبب تلك الخائنة ، بالطبع هي من أوشت بي عند جوكين .
قال رادون وكأنه يشير للآخرين بالانحناء ليوبين جميعا ثم ينحني لينحني جميعهم معه : نعدك يا سيدي بأن ذلك لن يتكرر أبدا .
قال يوبين : لقد تساهلت مع أول خائن بينكم ، ولكنني لن أتساهل مع الآخر .
                           *  *  *
كنت في رعاية هفرون وألفين ، منتظرة قدوم يوبين وكذلك هفرون وألفين ، اذ أنني كنت اريد الذهاب لتلك الغرفة السفلية مره اخرى ولكنني هذه المره شعرت بخوف لذا لم أذهب اليها او اقترب منها واكتفيت بالبقاء برفقة هفرون وألفين ، وقد غلبني التعب والنعاس لأنام على كرسي كان بجانب سرير هفرون المتعب ، استيقظت وأنا مفزوعة على صوت يوبين الذي يقولي لي بهمس وهو يشير لي بالصمت :  اهدئي ، لا اريد ايقاظ هفرون وألفين .
حدقت به بقلق وقلت بهمس : لماذا اذن تريد ايقاظي أنا وحدي ؟؟!
حدق بي وقال : ألا تشعرين بشيء من الفضول بشأن ما رايته من قبل في الغرفة السفلية؟!!
قلت : ولكنني لم اطلب منك التوضيح .
قال : وهذا هو سبب الريب عندي ، الصمت والسكوت على شيء لا يجب السكوت عنه ، في بعض الأوقات يكون الصمت قاتلا .
حدقت به بقلق وقلت : هل نخرج اذن للتحدث بشكل أوضح وأكثر راحة ؟!
اشار لي بالموافقة ولكن في تلك اللحظة استيقظ هفرون بفزع وكأنه كان يرى كابوس في أحلامه ليحدق بيوبين بقلق وتوتر ، اشار لي يوبين بأننا سنتحدث لاحقا ، ثم توجه تجاه هفرون وقال له : تبدو قلقا ، ولكن الأمور كلها صارت بخير  .
بدت نظرة الاطمئنان على وجه هفرون .
                            *  *  *
بعد عدة أيام قلال تحسن حالة هفرون وألفين تماما ليعودان لصحتهما وعلى طبيعتهما تماما ، حيث كنا جميعا مجتمعون لنتاول الطعام معا ولأول مره بعد فترة صعبة مرت علينا ، ليقول يوبين لنا جميعا بابتسامة ارتسمت على وجهه : هذه مناسبة لم نقم بفعلها من قبل ولكننا ها نحن فيها ، فقط مجرد ترحيب بسيط بشيري وكذلك بمناسبة شفاء كل من ألفين وهفرون .
قلت بابتسامة موجة كلامي لهفرون وألفين : لقد كنا قلقين عليكما كثيرا .
حدق بي هفرون بغرابة ولكن ألفين ابتسم لي وقال : هذا جيد على الأقل هناك من يلطف لنا الأجواء على عكس حالنا من قبل .
قلت باستغراب وعفوية : ما الذي تقصده بحالكم قبلا ؟؟!
حدق ألفين بهفرون ويوبين بابتسامة ماكرة ثم قال : من يريد الشرب ؟؟!
حيث امسك الفين بيده قنينة كبيرة يوجد بها مشروب يميل للزرقة ، فقلت وأنا احدق بهفرون : هل هذا ما اخبرتني عنه قبلا ؟!
تجاهلني هفرون وقال وهو يشير لألفين بأن يسكب من هذا المشروب ليوبين أولا  ، توجه ألفين سريعا دون تردد تجاه يوبين وبدأ يسكب له يقول له بعض عبارات المدح والثناء الزائد عن حده ليسكب لهفرون بعده بعض المشروب ثم يتوجه تجاهي ويقول بتملق مصطنع : هل تريدين البعض يا آنسة شيري ؟!
قلت بابتسامة عفوية ومحرجة : لا مانع .
حيث بدأ الجميع بتناول الطعام وكذلك الشرب من ذلك المشروب الغريب الازرق ، فيما عدا أنا ، حيث كنت أتناول الطعام ولكنني شعرت برهبة عندما أمسكت بالكأس الذي يحمل هذا المشروب الغريب بين أحضانه ، حدقت به وتظاهرت بأنني أشرب منه ، ولكنني لم أشرب منه في نية مني لمعرفة تأثيره على شاربيه أكثر ، ولم أكن أريد أن أكون فأر التجارب ، لذا كان الآخرون عبارة عن فئران التجارب ، بعد مدة ليست بالقصيرة من تناول الطعام وتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين شعرت بأنني أصبحت مع مجموعة من الأشخاص الشبه سكارى ، ولكنني لم أكن متأكدة ، لذا حاولت الانتباه على الكلام الذي انطق به ، فقال ألفين لي بشيء من الضحكات المترددة : يبدو ان شيري تستطيع تحمل تأثير هذا المشروب ، ولكن كيف ؟! لا أحد يستطيع تحمله ..........
صمت بينما كنت أحدق بيوبين الذي كان يراقب حوارنا بنظرات لم أعرف ما معناها ، لذا صمت ولم أرد على ألفين الذي أصبح في حالة خدر وسكر واضحة ، بينما كان هفرون يحدق بي بصمت غريب حتى كسر صمته وقال : يجب ان تكوني ممتنة بانضمامك لنا ، لاننا ..لاننا ....فقط يجب ان تردي هذا الجميل ببقائك معنا وولائك لنا دائما .
قلت باستغراب من كلامه : ..بالطبع ...سأكون كذلك .
رفع يده وهو ممسك بكأس المشروب الغريب الذي كان فارغ تماما وقال بشيء من الضحكات الغريبة : أرييييد كأس آخر .
بعدها سقط الكأس من يده ليسقط على الارض وهو مكسور  ، شعرت بشيء من الفزع والارتعاب بسبب هذا الموقف الذي جعلني أتأكد من أن هفرون في حالة ثمالة واضحة حيث سقط مكانه نائما ، حيث وقفت مكاني بقلق وأنا احدق بالكاس المكسور ، فقال يوبين وهو يبتسم : لا تقلقي ...مجرد ان اعراض الثمالة تظهر فيهم .
حدقت به بقلق وقلت : ماذا عنك ؟!
قال بابتسامة ماكرة : ماذا عنك؟!
جلست مكاني بقلق وقلت : لم أشعر بتأثيره بعد .
قال يوبين وهو يحدق بي ويتكئ على الطاولة مقتربا مني أكثر : لا أظن بأنك شربتي منه .
قلت بشيء من التوتر : لا ...لقد شربت منه .
قال يوبين بابتسامة وهو يحدق بهفرون والفين : أنت جديدة على هذا العالم ...ولم تكتشفي أي شيء من اسراره الدفينة المخيفة بعد .
قلت : ولكنني سأتعلم .
حدق بي لثواني قليلة بصمت ثم قال : الوقت ينفذ مني ...ويجب أن أقوم بما أخطط له قبل فوات الأوان .
حدقت به وقلت : ما الذي تقصده ؟!
قال : هذا العالم مخادع ...عبارة عن خدعة .
قلت : .........
قال : كل من في هذا العالم عبارة عن شباب ، جميعهم في ذورو العمر ، ولكنك لم تسألي نفسك سؤال واحد ( كم أعمارهم الحقيقية ؟!) .
قلت : ......لا ..لا اعرف ...لا اظن انني اعرف عمري حتى .
تبسم يوبين بحزن وقال : اذا متي في هذا العالم بانك ستموتين في عالمك الأصلي ، واذا متي في عالمك الاصلي فانك ستموتين هنا .
حدقت به بقلق وقلت : هل يعني انني مجرد طفلة في عالمي الأصلي ؟!
قاطعني وقال : ...حاولت معرفة هذه الاشياء ولكنني لم تجد إجابة واضحة .
قلت : لا يهم العمر الآن .
حدق بنظرة الاستغراب فقلت : نعم ...لا يهم الآن ، المهم هو أن تقوم بما كنت تخطط له .
ق بي بابتسامة حزينة وقال : الكلام سهل جدا مقارنة بالفعل .
قلت : .........
قال : أحتاج سنوات أخرى للقيام بما اخطط له .
قلت باستغراب : ولكن لماذا ؟!
حدق بي بصمت لثوان هذه المره كانت اكثر من ذي قبل ثم قال : لم اخبرك حتى آخذ منك ثقة .
قلت : ثقة ؟!
قال : نعم ....مع أنني أظن أنك شخصية موثوقة .
قلت : وكيف أستطيع جعلك تثق بي ؟!
قال : سأرسلك لمهمة ...ولكن نجاحك وفشلك هو من يحدد ثقتي بك .
قلت : ....حسنا اذن موافقة .
قال يوبين وهو يمد لي كأسه : اسكبي لي البعض من ذلك المشروب .
امسكت بقنينة ذلك المشروب اخذته لأسكب بعضه في كأس يوبين ، ثم أضعه جانبا وأنا احدق بهفرون النائم وألفين الغير واعي ، ثم قلت : هل ستترك هذان الثملان على هذا الحال ؟؟!
قال : بالطبع لا ....رادون سيتولى امرهم .
قلت : مازالت في حيرة .
قال : ستفهمين كل شيء حولك وستنتهي هذه الحيرة اذا بقيتي هنا اكثر من سنة .
قلت بقلق : ...ولكنني لا اريد البقاء .
قال يوبين : ليس لديك خيار الآن ولا حتى نحن سوى البقاء في هذا العالم ...الذي قد اصفه بعالم مخيف .
قلت : .........اريد الخروج .
حدق بي وقال بحزن : القول اسهل من الفعل ، لو كان كل شيء يحدث فقط بمجرد قوله لكانت كل مشكلة محلولة .
قلت : ....كلامك صحيح ، ولكن ما الذي تخطط له ؟
لاحظت يوبين الذي تحدث فجأة وقال بشيء من القلق : يجب أن أتحرك .
قلت وانا مستغربة : الى اين ؟؟!
قال مقاطع كلامي : رادون .
رأيت رادون الذي ظهر من العدم وانحنى ليوبين وقال : استأذنك يا سيدي ولكنه امر عاجل .
حيث بدأ رادون بالهمس في اذن يوبين بامر لم استطع سماعه ولكن يوبين التي كانت يحدق بي  بنظرات وكأنها تتحدث معي و تريد اخباري بشيء ، حيث بعدها حول يوبين نظره لهفرون وألفين وقال بشيء من الاحباط : حتى لو كانوا في وعيهم لم يكونوا ليستطيعوا فعل شيء كالعادة .
قلت : ما الذي تقصده ؟؟!
رفع يوبين يده وأشار لرادون بأخذ هفرون وألفين معه ثم قال وهو يحدق بي : ستذهبين الى وكر الشيطان .
قلت والقلق ظاهر علي : ...ولكن لماذا ؟!
قال : الشخص الوحيد المخلد في هذا العالم .
قلت بقلق : من هو ؟؟!
قال : هو سيد مثلي ،  لديه عصبة مكونة من اعضاء مثلنا ، ولكننا لسنا مخلدين مثله .
قلت : ..........
اقترب مني بهدوء وهمس لي وقال : لهذا نحن يجب ان نكون مخلدين ، حتى لا نموت في كلا العالمين .
قلت : انه شخص واحد مخلد فقط ، كيف يمكن ان يكون هناك اكثر من شخص مخلد ؟؟!
قال يبتعد عني : هو مخلد الآن وعصبته كذلك .
قلت : .....
قال : لذا نحن نريد اخذ هذه الميزة منهم عنوة .
قلت : .........
قال وهو يحدق بي بابتسامة : لتذهبي لوكر الشيطان وانتي متخفية بهيئة سونين .
قلت : ومن هي سونين ؟!
قال بابتسامة : نسيت انك جديدة على هذا العالم .
قلت بغضب خفيف : ما الذي تعنيه بسونين ؟؟!
قال : سونين ليس اسم لاحد بل هو اسم يطلق على الاشخاص الذين كانوا ضمن عصبة ما ، ولكنهم خانوا عصبتهم ليطردوا منها ويكونوا منفيين ، لأن لاحد من العصبات الاخرى يستطيع ضم شخص آخر من عصبية اخرى بسبب الوسم الذي يميز كل عصبة على اجسادهم .
قلت : هل تعني انني سأكون في هيئة امراة سونين ؟! خائنة ؟!!
قال : نعم ...بالضبط .
قلت : وما الحكمة من ذلك ؟
ضحك يوبين وقال : هل تظنين انني لم اخطط لذلك ؟ انا اعرف عدوي اكثر من نفسي ، لذا لا تسألي عن السبب  .
قلت : .............
قال : ستذهبين اليه لهدف محدد .
قلت : وما هو ؟؟
قال : ستذهبين اليه لكي تبحثي لي عن معلومة ولو قليلة عن اي شيء غريب ترينه عنده .
قلت : شيء غريب ....ولكن كيف ؟؟! أقصد ...أين هو و ...؟!!
استوقفني وقال : اردت ان يساعدك في هذا هفرون وألفين ولكنهم ليسوا متاحين الآن لذا سأمدك بمساعدين .
قلت : ومن هم ؟؟!
قال : اثنان منهم يكتفى بهم .
قلت : ......
قال : بالين ورومان سيكونون كافيين لك .
قلت بقلق : ومن هذان ؟؟!
قال وهو يبتسم : يجب ان تكونان هنا لكي لا تفشل شيري في المهمة بسبب جهلها بكما .
رأيت امراة ورجل يظهران من العدم وهم يقفون امام الطاولة التي كنا جالسين عليها ليقول لي يوبين : سيفيان بالعرض ويساعدانك على أكمل وجه .
قلت وانا ابلع ريقي بقلق : اين نستطيع تنفيذ المهمة ....
قال يوبين : هم يسخبرونك بكل تفصيل عنه .
ثم حدق بهما وقال : لا تتأخرا ....لأن زيارة جوكين قد تكون قصيرة .
قالت المراة : أمرك يا سيدي .
حيث انحنت هي والرجل الذي بجانبها ثم أخذاني الى المكان المنشود  .
                           *   *   *
أرى المرأة التي قالت لي بابتسامة : تفضلي .
دخلت الغرفة لأراها كأي غرفة عادية ، حيث قالت المراة وهي تنحني لي : تشرفت بمعرفك ومقابلتك يا سيدتي شيري .
قلت وأنا غير مرتاحة : ....أنا ...أنا ايضا يا ...
قال وهي ترفع رأسها : بالين ...اسمي بالين .
قلت : تشرفت بمقابلتك يا بالين .
قالت : هناك بعض التجهيزات التي يجب ان اجهزك بها لكي تكوني مستعدة تماما بكامل احتياطاتك للقيام بالمهمة دون أي شكوك .
قلت : وما هي ؟!
قالت : وسمك اولا ...يجب ان نخادع عدونا بوسم آخر ...ولكن وسم مشوه الى حد ما لأنك ستكونين سونين .
قلت : ....تقصدين انني سأكون شخصية منفية .
قالت : نعم ..والمنفيين يباد ويحرق وسمهم .
قلت : ....ما الذي تنوين به ؟!
قالت : سأضع لك وسم مزيف على رقبتك ، ولكنه سيكون مشوه الى حد ما لتكوني سونين .
قلت : لا امانع .
قالت : انت ستواجهين عدو واحد وهو جوكين .
قلت بقلق : لست بمستواه .
ضحكت وقالت : لا تقلقي ..لقد واجهته انا ايضا اكثر من مره ولكنه كشف أمري ...لأنني لست بشرية مثلك ....هو لن يستطيع كشفك الآن .
قلت : وأين سأذهب ؟!
قالت :  السونين ...وهم المطرودين والمنفيين يكونون منتشربن في خارج هذه المدينة او ابعد حتى ...ولكنه يتخطف بعضهم بعدما ينفيهم .
قلت : يتخطف ؟!
قالت : نعم ويأخذهم في مكان خاص لتجميعهم ...يستغلهم في مهام معينة نظرا لقواهم التب تكون في اكثر الاحيان فتاكة اكثر من غيرها .
قلت : .......وهل اظهر له قوتي ؟!
قالت بالين : لتحاولي بشكل بسيط .
قلت وأنا ابلع ريقي : سأحاول ...
قالت بالين بابتسامة : سيختارك من بين المئات .
قلت : لماذا انتي متأكدة ؟!
قالت : بسبب الوسم الذي سأضعه لك ...رغم انه مشوه الى انه يشبه الوسم الذي كان في عنق المرأة الوحيدة الذي عشقها والأقوى ايضا ، ولكنن للأسف فقد نفيت ، وعلى ما اظن ماتت .
قلت : ..........
قالت : يجب ان تستغلي هذا .
قلت : ...سأحاول ، ولكن كيف ؟!!
قالت : انه شخصية قذرة ابى حد ما وشهوانية ، مع ذلك بانه يبحث عن الأقوى مهما كان
قلت : .......هذا يرعبني .
بعدما جهزتني بالين تماما خرجت من الغرفة لأجد رومان الذي كان بانتظارنا ، حيث قال وهو يحدق ببالين : أراك هناك .
قالت بالين لي : سأراك هناك يا شيري .
حيث اختفت بالين ليأخذني رومان معه الى المكان المنشود .
                         ( ساحة السونين )
اخذني رومان معه الى منزل كبير أشبه الى حد ما بالساحة الكبيرة الغطاة ، حيث استقرينا امامها ليقول لي رومان : يجب أن تعرفي أنها ساحة مليئة بالاعداء وكذلك الاقوياء بقوة تضاهي قوتك واكثر ، لذا لا تحتكي او تتحدثي مع الناس هناك أبدا .
قلت بقلق وتوتر ظاهر علي : ...ف...فهمت .
قال رومان : سآخذك الى داخله الآن ، لذا لا يحتاج منك الأمر للدخول من باب الساحة لأنها لا تملك باب اصلا .
قلت وأنا احدق بالساحة الكبيرة المغطاة بسقف والمحوطة بجدران كبيرة من حولها : نعم ...أنا لا ارى باب لهذا المكان .
مد رومان يده لي لأمسك بيده لأجد نفسي في لحظات داخل ساحة كبيرة اكتظت بالناس ، كانت ذات سقف عالي جدا ،  كانت ساحة مزدحمة تماما بالاشخاص الذين كانت تبدو اشكالهم غربية ومريبة بالنسبة لي ، حيث شعرت برهبة وخوف لأسمع صوت رومان الذي يهمس لي دون ان يظهر لي : افعلي كما اخبرتك ، بالين وأنا سنكون في مراقبتك طوال الوقت لنعطيك التعليمات من الحين للآخر .
قلت وأنا ابلع ريقي بقلق : سأحاول .
اختفى صوت رومان بينما كنت أحدق بالأشخاص من حولي بخوف أحاول اخفائه ، ليتجمع الحشد الكبير هذا قرب منصة كانت عالية عنا بكثير ، ليظهر فيها رجل يخطب ويقول بصوت عال : تعرفون ما يفعله سيدكم الذي تكرم عليكم بفعل هذا يا جموع السونين .
ثم صمت لثوان قلال وقال : واحد منكم هو من سينجو .
بعدما قال هذا انصرف سريعا لأشعر بشيء من الغرابة من كلامه الذي قاله ، ولكنني شعرت بخوف عندما رأيت نظرات الرعب والخوف في أعين بعض الاشخاص الذين لم أعرف عنهم شيء ، ولكنني تمالكت نفسي وحاولت الاسترخاء ، ولكن دون جدوى ، وبعد مدة قصيرة ظهر نفس ذلك الرجل الذي ظهر قبلا على المنصة العالية مره اخرى ليقول : لقد ارسلنا اتباعنا وقد تم الاختيار يا جموع السونين ، وليس لديكم الحق بالاعتراض .
ثم انصرف الرجل مره أخرى ، ولكن هذه المره بعدما انصرف الرجل رأيت نفسي أطير عاليا بين جموع السونين ، حيث شعرت بعدها بدوار شديد ،  حيث رأيت نفسي أخرج من أحد النوافذ الكبيرة الموجودة أعلى الجدران طيارانا وكأن طير كبير يخطفني ،  ولكنه لم يحول بيني وبين صوت الصراخ القوي والنيرلن التي اشتعلت في الحشود وجموع السونين ، حيث بعدها فقدت وعيي تماما .
                         ( في وكر الشيطان )
استيقظت وأنا مستلقية على سرير كبير ناعم بينما كانت رؤيتي غير واضحة تماما ، حيث كنت مازلت أشعر بالدوار قليلا ، بعد فترة قصيرة زالت كل هذه الاعراض لأرى امرأة أمامي ، كانت ملامحها ملموحة بالنسبة لي وكأنني قد رأيتها من قبل ، حيث قالت وهي تبتسم لي : يجب ان تكوني شاكرة لسيدك جوكين ، حيث أن كل اثنى يختارها سيدي لتخدمة ستكون محظيته لأيامها الأولى .
حدقت بها وأنا مازلت غير مستوعبة لما تقوله بشكل كامل ، حيث قالت وهي تبتسم : سأدعك تستريحين قليلا .
تركتني بهدوء بينما وأخير استوعبت ما قالته وبدت ملامح القلق والتوتر علي ، حيث بعدها ظهر لي كل من رومان وبالين لتقول بالين : هل انت بخير يا سيدتي ؟؟!
قلت وانا امسك برأسي بتعب وقلق : نعم ولكنن....ألم تسمعي ما قالته ....محظيه !! هذا أمر جديد علي ولم تخبريني عنه .
قال رومان : التمثيل بذلك أسهل وسيلة واكثرها اختصارا للوصول الى ما تريدينه ثم سيسلبه سيدي بنفسه .
قلت وانا احدق به بقلق : ولكن.....أظن ان هذه المهمة صعبة .
قالت بالين : يجب أن تتميها لكي تحصلي على ثقة سيدي .
قلت بقلق : ...ولكن ....
اختفى كل من بالين ورومان لأرى نفس تلك المرأة التي كان وجهها هو أول ما رأيته منذ استيقاظي لتبتسم لي وتقول : هل تحسنتي ؟!
قلت وانا احدق بها : أنا اعرفك ....تبدين ملموحة .
حدقت بي بشيء من البرود وقالت : أعتذر اليك ولكنني لا اعرفك ، وللتو قد عرفت اسمك ، انت شيري ، سونين ذات قوة رهيبة ، أنا دورين ، المساعد الأول لسيدي جوكين .
قلت : ..............
قالت : سآخذك معي لبعض الوقت ، لكي تكوني جاهزة لليلتك مع سيدي جوكين .
قلت وأنا ابلع ريقي بقلق : حسنا ....ااا.
اخذتني دورين لتضع بعض مساحيق التجميل على وجي وتحسن من هيئتي ثم تساعدني في ارتداء فستان أحمر قصير ، وتحدق بي بابتسامة راضية : ها أنت جاهزة .
قلت وأنا ابتسم بمضض : ......
اخذتني دورين الى مكان ما بدى كبير وفاخر لنصل ونستقر امام غرفة بباب كبير أبيض ، فقالت لي دورين : تستطيعين الدخول والتشرف بما بفرصتك هذه الليلة  .
قلت : أي فرصة ؟!
قالت بابتسامة خبيثة : يجب ان تستغليها حتى تعيشي .
ثم انصرفت وسط نظرات المرتعبة التي كانت تحدق بالباب الأبيض الكبير .
                     ( ليلة في وكر الشيطان )
توجهت نحو الباب لأطرق بابه الذي انفتح لي تلقائيا لأرى رجل هزيل يحدق بي بأعين واسعة ويبتسم بغرابة ويقول : سيدي بانتظارك ...لا تغضبيه ...لأنه اذا غضب فلا شيء يمنعه من قتلك .
حيث خرج الرجل الهزيل واغلق الباب خلفه سريعا وكأنه مرعوب ويريد الهرب بأسرع وقت بالخروج من الغرفة ، حيث تقدمت خطوات متتالية لأرى غرفة كبيرة واسعة كبيرة فاخرة يتوسطها سرير كبير يوجد على يسارها نبتة كبيرة  وعلى يسار الغرفة مدفئة من طراز قديم تتوسطها نار مشعلة دون وجود أي شيء آخر ، حيث توجهت نحو ذلك السرير ووقفت بجانبه برعب وترقب ، هنا سمعت صوت رجل وهو يقول بصوت ضاحك : لم تخذلني دورين أبدا .
قلت بقلق : هل انت سي...سيدي جوكين ؟!
ظهر لي جوكين من النار التي كانت مشعلة في لمح البصر ليقول لي وهو يحدق بي بخبث : اخترتك دون تردد .
قلت وانا احدق به بقلق واضح على وجهي : .......
قال وهو يقترب مني بخطوات متسارعة ثم يمسك بعنقي الذي رسم الوسم المزيف فيه : بسبب هذا كان اختياري لك .
قلت بتوتر ظاهر علي : لماذا هو بالذات ؟؟!
تبسم بخبث وقال وهو مازال يحدق بالوسم : يجب أن تكوني ممتنة وشاكرة لي ، لأنني سأعيدك كشخص عادي غير منبوذ او منفي .
قلت بتوتر : أشكرك يا سيدي .
قال وهو مازال يحدق بعنقي : وسمك واضح الى حد ما ......لم ارى وسم كهذا منذ فترة طويلة .
قلت بقلق اخفيه : ما الذي تقصده ؟!
قال : وسم الآنجين .
قلت : .........ن..نعم .
قال وهو سارح في الوسم الذي على رقبتي : وها انا اجمعهن واحدة تلو الأخرى .
قلت : ...........
قال وهو يقطع سرحانه : هل يمكنك اظهار شيء قوتك لي ؟!
قلت : ..نعم ..
قال وهو يشير لي تجاه النبتة التي كانت خلفي مباشرة : جربي قواك عليها .
قلت : امرك  ...سيدي ..
حيث سقطت تلك النبتة ميتة في لحظات وهي مهترئة ومهشمة ، ضحك جوكين يتركني و يحدق بتلك النبتة ويتفقدها بهدوء ثم يستدير لي ويقول : قوة مثيرة لم أرى مثلها من قبل ، هل توجد قوى مثل هذه في عصبة الآنجين ؟!
قلت بقلق : ..ن..نعم ..
ضحك جوكين بمكر ثم توجه نحوي وقال : هل يعرف المنفيين مثلك ما هي قوة سيد سادتهم ؟!
قلت بقلق : للأسف لم تتسنى لي الفرصة سوى الآن بفضل كرمك .
وجه جوكين يده للنار التي تحولت الى جسد مشتعل يتحرك بسلاسة ، فقلت بقلق : أنت ...ساحر ؟؟!
ضحك وقال : نعم شيء من هذا القبيل ، ولكنه سحر ناري .
قلت بتوتر: .......شرف كبير أن ....أتعرف على قواك .
قال وهو يقترب مني : لا تدعي الغباء .
قلت بنظرات الرعب  : ...ما ..ما الذي تقصده يا سيدي ؟؟!
قال : أنا مخلد ....
قلت : نعم ....أنت وحلفاؤك يا سيدي ، وهذا ما اطمح له لخدمتك للأبد .
حدق بي لثوان من الصمت ثم قال : ولكن سبب خلودي هو عدة أشياء .
قلت : ......هل يمكنني التعرف عليها ؟؟!
قال : نعم ....بالطبع ...ولكن قبلها يجب أن اوسمك حتى أأمن واتفادى خيانتك .
قلت وانا انحني له : كيف لي ان اخونك ؟!!
قال بعصبية : نعم ..بدأت اتوقع المزيد من الخيانات بسبب صاحب الوهج الازرق .
قلت بقلق : ....ومن هو ؟؟!
ضحك وحدق بي بصمت مخيف ثم قال : صغيرتي ...تبدين مستعجلة ....لكن عجلتك لن تفيدك .
قلت وانا احدق به برعب : ....اعتذر لك سيدي .
اقترب مني وقال وهو يهمس لي بقذارة : لا تستعجلي ، فالليلة يجب ان نستمتع .
قلت وانا اتظاهر بالدلال الذي اصطنعه بصعوبة : أتشرف بأن اكون محظيتك الليلة سيدي .
بدء جوكين يمسكني بقذارة كرهت نفسي بسببها ولكنني تمالكت نفسي وحاولت الاصطناع برغبتي بذلك ، بعد ساعات من القذارة التي اغرقني بها جوكين الذي كان في حالة ثمالة بسبب الخمور المتنوعة التي شربها بينما كنت ادعي شربها  قال لي هامسا : قلادة في عنق أول شخص داس بقدمه هذا العالم وشعلة نارية وسط جبال من الثلج ،كافي بجعل شخص ما مخلد في هذا العالم للابد .
قلت : ..........
قال وهو يحدق بي بخبث : أظن انك اكتفيتي ...
قلت : ........
قال وهو يمسك بعنف وعصبية : مخادعة مثلك يجب ان تموت .
قلت برعب : ما الذي تقصده يا....
قاطعني واخرج سكين من جيبه وشق جزء من جهة ثوبي أو فستاني اليمنى ليظهر وسمي الذي يوضح من انني من عصبة الوهج الازرق وأنني لست من السونين ليحدق به جوكين الذي قال بغضب وعنف : شيري أحد اعضاء عصبة وهج الزرقاء التي يكون كل ولائها ليوبين الذي أرسل جميلته الجاهلة لي .
قلت والرعب ظاهر علي : ..........
أمسك بعنقي بدء بخنقي بقوة وهو يقول : اخبري يوبين بأن خطته باءت بالفشل بسبب سوء الحظ الذي يحيط بك .
قلت وأنا أختنق : تبا لك ...أيها القذر  ...
رمى بجسدي على الارض وقال وهو يعطيني ظهره : مع سوء حظك بانك محظوظة ....أنت احسن حالا من غيرك من النسوة اللاتي عذبتهن بدون سبب .
حيث التفت جوكين لي يجدني قد اختفيت فجأة وسريعا .
                          (  نجاة )
بينما كان جوكين يتحدث بعصبية سمعت صوت همسات رومان لي التي تقول : ضعي يدك على الارض سريعا في الجهة اليسرى منك .
لم ارد عليه ووضعت يدي على الارض سريعا في الجهة اليسرى لأرى نفسي في منزل عصبتي ، حيث كنت مرمية على الارض بتعب وانا اسعل بشدة ، رايت ظل رادون وهو يقترب مني بهدوء  ، بعدها شعرت بدوار شديد افقدني وعيي .
استيقظت على سرير اعتدت النوم عليه في الغرفة المخصصة لي وأنا مفزوعة ، حيث رأيت هفرون الذي كان أمامه الفيم الذي كان يبتسم لي ويقول : هدئي من روعك لقد نجوت ...لقد نجوتي .
قلت وأنا اتنفس بسرعة  : ..ااه لقد نجوت ...
قال لي : لقد كنتي قوية وماطلتي بشكل جيد .
قلت وأنا احدق به : ...ااه ..اه ما الذي تقصده ؟!
قال هفرون وهو يحدق بي : أنت محظوظة لحسن حظك .
قلت بقلق غاضب : هل تقول هذا لأنني لم أمت ؟! يبدو أنك تتمنى موتي !!
قال ألفين متدارك الوضع الغريب : هو لم يقصد شيء ....فقط لنخرج نحن ونتركها مع سيدي .
خرج كل من هفرون وألفين سريعا من الغرفة ليدخل بعدهم يوبين ، كنت احدق به بشيء من الغضب والقلق ، حيث اقترب مني وجلس على الكرسي الذي كان بجانب السرير وقال : لقد أحسنتي العمل .
قلت : ........
قال : انت بخير وكنتي بخير لأنني تفقدت من شيء ما يعتبر مهم .
قلت : ما هو ؟؟!
قال : وسم عصبته ووسم من نوع آخر ، يكون بشكل اقرب الى علامة على الجلد .
قلت : وما هي هذه العلامة ؟؟!
قال : علامة تخبرك بأنك بخير جنسيا وأنك لست حامل .
قلت بقلق : ما هذا ....لقد كنت ضحية على كل حال .
قال : أنت بخير الآن .
قلت بعصبية : لم يكن عليك ارسالي لمهام  لم مخيفة كهذه .
قال بجدية : نعم ....لم يكن علي لذا قد أرسلت قبلك هفرون وألفين اللذان قد كشف أمرهم مثلك .
قلت بزمجرة : ولكن مع ذلك جوكين قد اخبرني بشيء عندما كان ثملا .
قال يوبين باهتمام : ما هو ؟!
قلت : قلادة في عنق أول شخص داس بقدمه هذا العالم وشعلة نارية وسط جبال من الثلج ، كافية بجعل شخص ما مخلد في هذا العالم للابد .
قال وهو يحدق بي بتركيز : هل اخبرك شيء آخر غير هذا ؟؟!
قلت : لا .....
قال وكأنه يتحدث مع نفسه : هذا ليس كل شيء ...أنه يخفي شيء ما يجب أن أصل اليه قبله .
قلت : ........لا أفهم ما الذي تخطط له !
قال : قلادة في عنق أول شخص داس بقدمه هذا العالم وشعلة نارية وسط جبال من الثلج ، كافية بجعل شخص ما مخلد في هذا العالم للابد .
قلت : نعم ..ولكن لماذا تكرر ما قاله لي ؟
قال : هل كان يرتدي قلادة عندما رأيته ؟!
قلت : لا .
حدق بي بأعين حادة ثم قال : هل انتي متأكدة ؟!
قلت : ...نننعم .
قام من مكانه وقال : ترددك لا يعجبني .
قلت : ......اذن حاول ان تتحقق من ذلك بنفسك .
تبسم بمكر وقال : لا أصدق أنك تملين على سيدك الأوامر !!
قلت : ....اااه ....ولكن أظن انه لا بأس به .
اقترب مني وجلس على طرف السرير وقال : يجب ان ترتاحي قليلا ...لأننا بعد هذا سنذهب للسفر في رحلات طويلة جميعا  .
قلت : ....سأفعل ...أشكرك .
قال وهو يحدق بعنقي : يجب أن تزيلي هذا الوسم المزيف .
قلت وانا امسك به بشيء من الفزع : ألم تزله عني بالين سابقا ؟!
قال : لا يجب ان تنتظري فعل اي شيء من الآخرين ، يجب أن تعتمدي على نفسك .
قلت : ولكنه ..ولكنه وسم منقوش على جلدي ، لا يوجد حل لازالته بنفسي سوى حرقه أو تشويهه بالسكين .
حدق بي بابتسامة غريبة وقال : أنت جاهلة رغم ان صفات الذكاء الفطانة ظاهرة عليك .
قلت : ....لا أفهمك .
أمسك بعنقي وقال لي : سأساعدك على ازالته لك .
قلت وانا متصلبة : .........
حيث كان ممتكا بعنقي وسط تصلبي وتجمدي مكاني ليضع يده على مكان الوسم ويهمس بكلمات غريبة لمدة ثوان معدودة ثم يقول : لقد انتهينا .
قلت وأنا امسك بعنقي وابتعد عنه : هل اختفى ؟
حيث توجهت نحو المرآة التي كانت في الجانب الايمن من الغرفة قفزا وبسرعة وكأن التعب لم يداهمني ابدا لأرى ان الوسم اختفى ، فقلت بابتسامة وأنا التفت الى يوبين : لقد اختفى .
قال : اظن انك تستطعين تعلم ذلك مني .
قلت : سأحاول ذلك .
قال : انها طلاسم سحر من هذا العالم الذي قد يكون محظ خيال ، ولكنه سحر واقع .
قلت : ....لا أهتم ...أظن أن هذا لا يختلف عن عالمنا الاصلي .
قال : يبدو انك لم تعودي متعبة ومرهقة بعد الآن .
قلت بابتسامة : أنا جاهزة لأي مهمة توكلها لي .
قال وهو يقف مكانه : خففي من حماسك ...قد يتلاشى دون ان تعرفي ذلك .
خرج من الغرفة بينما كنت احدق به بعبوس ، ثم قلت : لماذا كلامه كله عبارة عن الغاز ؟؟! ولكنني لست جيدة فيها ابدا .
                 ( الى منزل عجوز شابة ! )
امرأة شابة تجلس على كرسي متواضع في منزل منعزل عن العالم المحيط به في مكان بعيد عن أي تجمع لسكان ، منزل قديم متواضع الى حد كبير ، حيث بينما كانت تجلس على كرسيها المفضل تحتسي مشروب ساخن وسط البرد الذي يحيط بالمكان ليطرق باب منزلها شخص ما ، تقف المرأة مكانها وتضع كوب المشروب الساخن على طاولة كانت مستقرة بجانبها لتتجه بخطوات ثابتة نحو الباب بهدوء ثم تفتح جزء بسيط من الباب بقفل مثبت عليه وتحاول رؤية وجه الطارق لتبتسم ثم تغلق الباب لتفتح القفل باناملها النحيلة وتفتح الباب للشخص الذي طرق بابها وهي تحدق به بابتسامة : لم اتوقع قدومك ....ولكن تفضل على كل حال .
ادخلت المراة الشابة الرجل منزلها واجلسته على كرسي متواضع بجانب كرسيها الخشبي المتوضع لتبتسم وتقول : ما الذي اتى بك الى هنا يا يوبين ؟؟! رغم أنك تعرف أنه غير مسموح لك بذلك ....بعدما قد عفى عنك جوكين .
قال يوبين : كيف كانت احوالك قبلا ؟!
قالت كورا بابتسامة : بخير ، أنا سعيدة بزيارتك لي ، سعيدة جدا .
قال يوبين : أنا ايضا سعيد بذلك ، وقد جئت ايضا للاجابة عن استفسار بسيط .
قالت كورا بمزاح : أنت تعرف انني لا اعطي شيء بدون ثمن .
قال يوبين بابتسامة ومزاح : بالطبع ، أعرف ذلك ..لانه لا يمكن انكار حقيقة امرأة مثلك في هذا العالم اجمع .
قالت كورا : ولكنني واقع محزن ...
قال يوبين : أتشرف بأن أزور حفيدة أول شخص داس بقدمه على هذا العالم مره اخرى ، بعد مدة طويلة ، مع انني وعدتك بزياراتك قبلا وقد تأخرت .
حدقت المرأة في يوبين وقالت : هذه الفترة انا بخير وكذلك مدينتي ، ولكنني أشعر بشعور  غريب رغم انني امرأة فاتنة شابة ، فانا لا انكر حقيقة أنني مجرد عجوز شمطاء الآن .
قال يوبين : هذا ليس سبب لكي تبقي هنا وحدك .
ضحكت كورا وقالت : بالطبع انا اذهب الى زيارات متكررة الى مدينتي ولكنني اصبحت افضل البقاء هنا ، والعيش ببساطة .
قال يوبين : ....قد يكون هذا أثر العمر الذي لا يمكن انكاره .
ضحكت كورا وقالت : لا تقلق لم اكن قبلا وحيدة ، لقد تزوجت ، وانجبت طفل واحد ، وأنا بخير ،  مع ان زوجي قد تركني ، ولكن قد يكون كما قلت بسبب أثر الهرم الذي لم أشعر به او اعره اي اهتمام سوى الآن ، انه شيء غريب جدا ، انا عجوز شابة !!
قال يوبين : ....قلادة في عنق أول شخص داس بقدمه هذا العالم وشعلة نارية وسط جبال من الثلج ، كافية بجعل شخص ما مخلد في هذا العالم للابد .
حدقت كورا بيوبين وقالت : من أين عرفت هذه المعولمات ؟؟!
قال يوبين بابتسامة ماكرة : رغم أنك وزدتني بمعلومات كثيرة قبلا ولكن هذه لا .
قالت كورا بنظرات حادة : لأنها سيئة الاثر .
قال يوبين : هل يمكن أن تخبريني عنها ؟
قالت كورا والتردد ظاهر عليها : لماذا !؟
قال يوبين : هل تتذكرين ما قلته لي قبلا بشأن مدينة جوكين وعنه ايضا ، هذا ما افكر به الآن ، وكما اخبرتني يجب ان تذكره جيدا عندما تتاح الفرصة .
قالت كورا وهي تحدق به : ....اااه لقد اردت ذلك بشدة ، هههه طلبته من زوجي ، ولكنه رفض ، مثل الغبي ، وابنتي الصغيرة لا اريد اقحامها بهذا ، لذا قد خمد ذلك في قلبي ،  ولكنك الآن تقول هذا ، وتريد هذا !! لا اعرف ما اقوله لك ، ولكن شكرا لك ، انا ممتنة لك ، ولم اخطئ قبلا ، لأنني رايت ذلك فيك منذ ذلك الحين .
قال يوبين : سأنفذه من اجلك ومن اجل الجميع بهذا العالم .
قالت كورا : معلوماتك كفيلة بشكل كبير في جعل شخص واحد فقط مخلد للابد .
قال يوبين : واحد فقط ؟!!!
قالت كورا : نعم ...ولا يمكن لشخص آخر ان يكون مخلد في هذا العالم الا شخص واحد ، ومن يدعي انه مخلد وعصبته كذلك بانه كاذب .
قال يوبين  : .........
قالت كورا : هل من معلومات أخرى تريدها ؟!
قال يوبين : نعم .
قالت كورا : عن ماذا؟!!
قال يوبين : ...شيء يريده كل من موجود في هذا العالم ، ويحلمون به بشكل متكرر .
                          (في الافق )
يوبين وهو يخرج من منزل كورا ويقف عند باب منزلها ويحدق بالافق بهدوء بينما كان رادون يحدثه بهمس : هل عرفت ما تريده من السيدة  يا سيدي ؟!
قال يوبين : مازالت شابة الروح .
قال رادون : ما الذي تعنيه سيدي ؟
قال يوبين : نعم لقد عرفت منها ما اريده ، واظن انني اريد ان ارد لها جميلها الذي قدمته لي بكل كرم عما قريب .
قال رادون : هل تريد العودة يا سيدي ؟!
قال يوبين : بنعد الآن قبل ان يلاحظ أحد من العصبة غيابي .
                           ( سر مكشوف ) 
أضع يدي على مقبض باب الغرفة التي كانت مخصصة لالفين وهفرون دون ان افتح باب الغرفة ، أسمع أصوات همسات صغيرة من داخل الغرفة ، حيث كنت استطيع سماعها بشكل واضح حيث كانت محادثة بين هفرون وألفين ، قال ألفين : أصحبت لا ارتاح لأمر ما بشأن يوبين .
قال هفرون : أعرف ما تقصده ، أنه لا يخبرنا بكل ما يفكر به ، ولكنني متأكد من شيء واحد ، وهو أنه لن يضرنا ويؤذينا أبدا .
قال ألفين : اقدر هذا منه بالطبع فقد قضيت معه سنوات خوالي طويلة أيضا معك ، ولكنني مازالت غير مرتاح .
قال هفرون : اظن أن في بالك شيء تريد الافصاح عنه .
قال ألفين : نعم ، شيء عرفته .
قال هفرون : وما هو ؟!
قال ألفين : بشأن فيوليت .
قال هفرون وهو يزفر : أليست منفية ؟؟!
قال ألفين : كانت كذلك ، ولكن جوكين ساعدها للتآمر معها ضد يوبين .
قال هفرون : ومن من عرفت هذه المعلومة ؟!
قال ألفين : ما جعلني غير مرتاح بشأن يوبين هو انني عرفت هذا الخبر من شخص خارج عصبتنا وليس من يوبين .
قال هفرون وهو يتنهد : قد يكون الخبر غير اكيد ومكذب لذا لا تصدق شخصا خصوصا من هو خارج عصبتنا ، كما قال يوبين .
قال ألفين بصوت هامس : انتظر ..انتظر احس بحركة خفيفة عند الباب .
قال هفرون : هل تقصد ان احد قد سمعنا ؟!
قال ألفين : نعم ..سأذهب للتحقق .
في هذه اللحظة طرقت الباب دون ان أظهر اي تعبير يثير شكهم بي ، واستأذنت للدخول ، حيث دخلت الغرفة لأرى ملامح الغرابة على وجه كل من هفرون وألفين ، فقلت باستغراب : ما الخطب ؟ تعابير وجوهكم غريبة .
حدق بي ألفين بينما كان هفرون يشوح بنظره عني ، حيث قال ألفين وكأنه يحاول تغيير الموضوع : لا .....مجرد تفاهات كنا نتحدث بها .
قلت : ..........هذا جيد ...لقد كنت قلقة .
قال هفرون : وما دخلك بما كنا نتحدث عنه ؟! لا تحاولي اقحام نفسك في أشياء لم تعرفي شيء عنها أصلا .
قلت بشيء من الاحباط : نعم ...لم قد أهتم ، على كل حال ، جئت الى هنا فقط لكي أخبركم بأنني رأيت شيء غريب في الساحة الامامية للمنزل عندما كنت أطل عليها من النافذة الامامية للمنزل من أعلى .
قال ألفين : ما الذي رأيته ؟؟!
قلت : يجب أن تراه بنفسك يا ألفين ، وكذلك يجب ان نخبر سيدي يوبين بها ......
بينما كنت أقول هذا قام هفرون من مكانه وخرج من الغرفة على عجالة وسط استغرابي وذهولي ، فقال الفين وهو يقف ويقترب مني ويطبطب على كفتي : ستعتادين على هذه الشخصية العدوانية قريبا .
حيث بعدها خرج ألفين لاحقا هفرون الى الساحة الأمامية للمنزل نزولا بالسلالم سريعا ، حيث لحقتهم لأرى المنظر الذي رايته من قبل ، ولكن هذه المره بشكل أقرب بكثير ، حيث كانت هناك بعض الزروع المزروعة في الجهة اليمنى من الساحة لأراها متيبسة مكانها وميتة ومتهمة بشكل غير طبيعي بحد كبير ، فقال هفرون وهو يحدق بالزروع المتهشمة : يجب أن يصل هذا الأمر لسيدي يوبين .
فقلت : ولكن أين هو سيدي يوبين ؟!
قال ألفين : أليس بغرفته السفلية ؟!!
بعدها سمعنا جميعا صوت يوبين وهو يخرج من المنزل ويقول : خبر شؤم .
التفتنا اليه جميعا تجاهه ليمر بنا ويقول لي : ملاحظة جيدة وسريعة منك يا شيري .
حيث بعدها قطعنا وتوجه نحو الزروع واقترب ودنى منها وحدق بها دون ان يلمسها ، بينما كان يحدق بها بهدوء قال : ما الذي تعتقدون أنه السبب في هذا ؟؟!
قال ألفين وهو يحدق بنا : أليس الأمر واضح ؟!
قال يوبين وهو ييحث عن اجابات رغم انه يعرف الاجابة : ما هو الشيء الواضح ؟!
قال هفرون : انذار لهجوم قريب .
قال يوبين : من من ؟!
قلت : لا يوجد اي شخص يوى جوكين .
قال يوبين : اجابة ليست صحيحة تماما ،  بل يوجد الكثير غيره ، ولكنه منهم .
قلت وانا احدق بهم جميعا باستغراب : من غيره .
قال يوبين : يجب ان نحذر من كل شخص خارج عصبتنا حتى لو كان طيب معنا .
قلت : .................
قال يوبين : ولكن على كل حال ، ان نستعد لهجوم قريب .
قلت بقلق : هجوم !!!
قال ألفين : وسيكون من جوكين تحديدا .
قال يوبين وهو يتركنا : يجب أن نكون مستعدين كل يوم لاي هجوم من اي شخص
حيث انصرف عنا وتبعه هفرون بينما كنت احدق بقلق وأقول : أي شخص ؟؟!
همس لي ألفين وقال : لا يوجد شخص سوى جوكين بعينه .
قلت : ..............
قال : لا تقلقي ....أنت قوية بما يكفي لقتل جيش جوكين كاملا دفعة واحدة .
قلت : ...ولكن .....
قال : هل ستبقين هنا للأبد ؟!
قلت : لا .
قال ألفين وهو يتركني ويدخل المنزل : اذن ادخلي المنزل .
لحقته بعجالة للداخل بينما انا اشعر بقلق بشأن ما حدث .
حيث في ليلة ذلك اليوم اجتمع بنا يوبين في غرفته السفلية .

حيث في ليلة ذلك اليوم اجتمع بنا يوبين في غرفته السفلية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الى عالم مجهول _into New Worldحيث تعيش القصص. اكتشف الآن