( الى عالم مجهول ) الفصل الثالث :

120 3 10
                                    

                     ( اجتماع العصبة الزرقاء )
حيث في ليلة ذلك اليوم اجتمع بنا يوبين في غرفته السفلية ، حيث كنت برفقة هفرون وألفين اللذان قد ارشداني للطريق ندخل معا الغرفة الموجودة في نهاية السيب الطويل ، حيث رأيت غرفة جدرانها وسقفها وكل شيء فيها ابيض ، حتى الاثاث كان ابيض اللون ، اجلسنا يوبين على اريكة طويلة وكبيرة بيضاء واستقر في كرسي ابيض كبير أمامنا بمسافة وبدء حواره وهو يقول : يجب ان نكون شفافين معا في اوقات كهذا ، الاجتماعات ، وسيكون كل أفراد مجموعة الجرعة الزرقاء معنا ، قلت مقاطعة لكلامه : من هم مجموعة الجرعة الزرقاء ؟؟!
قال يوبين : اقصد بهم بالين وغلوين ورادون ورومان .
قلت : أها لقد فهمت الآن .
ضحك الفين بصوت مرتفع وقال : هل انتي غبية يا شيري ؟!!
قال يوبين : بما انها مازالت جديدو بيننا فمن حقها ان تسأل لتعرف .
صمت ألفين بعدها ليظهر لنا أفراد مجموعة الجرعة الزرقاء وهم يقفون حولنا ، فقال يوبين وهو يحدق بأعين كل واحد منا  : الآن نستطيع بدء الاجتماع رسميا ، أولا وأهم شيء في اجتماعتنا هو الشفافية فيما بيننا .
قلت : أليس هذا الاجتماع مجرد استعداد لمواجهة الهجمات التي توقعناها ؟!
قال يوبين : بالطبع ولكن الشفافية مقدمة لاجتماعنا ، والمقدمة أهم من صلب الموضوع .
قلت الاستغراب ظاهر على وجهي : هذا شيء غريب !!
تجاهلني يوبين وقال وهو يحدق بهفرون وألفين اكثر مني : هل لديكم ما تريدون اخباري به ولم تتح لكم الفرصة ؟!
قال الفين بابتسامة يرسمها على وجهه بصعوبة : لا ...والا فقد كنا سنخبرك به سابقا .....هههه
قال هفرون بأعين جادة وحادة متجاهلا كلام ألفين : لقد عرفنا خبر قريب عن فيوليت ، الجنية الخائنة ؟!
انزل يوبين نظره للارض وتبسم بابتسامة غريبة ثم رفع نظره نحو هفرون وقال : ما الذي عرفتوه عنها ؟؟!
قال ألفين : جوكين ساعدها رغم أنه خالف القوانين بالطبع ليحرضها ضدك .
قال يوبين بابتسامة ساخرة : قوانينه سخيفة ولا اعترف بها على كل حال ، لذا لا أهتم بما يفعله بشأن قوانينه ولكن بشأن فيوليت فانني كنت متوقع ذلك .
قال هفرون : ما الذي سنفعله اذن ؟!
قال يوبين : يجب ان نستعد من الآن لأي هجوم متوقع ، سأعطيكم أماكنكم ، مجموعة الجرعة الزرقاء وهم في المقدمة ونحن في الخلف ، ولكن مهما كان الوقت الذي هوجمنا فيه يجب أن نكون في استعداد تام .
قال ألفين : ولكن هل كنت تعرف بشان فيوليت ولم تخبرنا بهذا !!
قال يوبين وهو يحدق بنا جميعا وكذلك مجموعة الجرعة الزرقاء  : نعم ....كنت أعرف ، ولكنني لم أخبركم بذلك لأنني لم أرد منكم الاهتمام لأمر شخص رمانا من قبل ، كل ما علينا هو رميه كما رمانا خلفه ، وان نثبت له ولغيره أننا مستعدون له ولانهاء حياته عما قريب ليخاف منا مثل المجنون .
قلت : ...نعم ، اظن أن كلام يوبين صحيح ....
صمت بعدها لأن الوضع كان جدي جدا ولم يرد أحد على كلام يوبين ، حيث كانوا يحدقون بيوبين وكأنهم يعارضون ما قاله ، حيث قال يوبين : يبدو أنني خيبت ظنكم بي ، ولكن يجب عليكم فعل هذا ، لأنكم تعرفون ما أخطط له منذ سنوات وأنتم معي .
انهى يوبين الاجتماع بموافقة كل من افراده على النقاش الذي جرى أثناء الاجتماع ، حيث بعدها فتح يوبين جرعة او قنينة زجاجية دخل فيها كل من بالين ورادون وغلوين ورومان ليغلق بعدها الجرعة الزجاجية بغطاء فضي اللون ثم ينصرف كل من هفرون وألفين وبعدها أنا خلفهم ليستوقفني يوبين ويقول : لا تخرجي ، ابقي هنا ، لان لدي ما اخبرك به .
التفت اليه بينما انتظرنا حتى خرج الكل من الغرفة ، بينما كنت اقف امامه وانتظر ما يريد قوله لي ، فقال وهو مازال ممسك بالقنينة الزجاجية ويمسك بيده عليها : انهم المجموعة التي كنت استطيع التحكم بهم وكأنني أحرك أصابيع يدي .
قلت : ولكن ماذا عن تلك التي اسمها فيوليت ؟
قال : تلك كانت الاصبع التي تؤلمني لانها كانت مريضة وقد بدأت بالتعفن ، لذا قطعتها قبل أن تضر باقي اصابيعي .
قلت : .....ولكن لماذا تخبرني انا بهذا الكلام دون غيري ؟؟!
قال : لأنك آخر من انضم لنا ، وقد لا تعرفين ذلك  بينما كل من كان حولك يعرف ذلك حق المعرفة .
قلت : ...نعم ...صحيح هل هذا ما ابقيتني لكي تخبرني به ؟؟!
قال : بالطبع لا .
قلت : انا منصتة .
قال : هل فهمتي خطتنا بشأن الهجوم المتوقع ؟
قلت : بالطبع .
قال : انت يجب أن تغيري مكانك ، ستكونين معي في آخر صف .
قلت : ولكن ..لماذا ؟!
قال وهو يضع الزجاجة التي بيده على طاولة بجانبه : لا تجادلي ، هذا امر ، ولا تخبري اي أحد بهذا ، الا اذا سألك أحد فقط فاخبرهم انه امري .
قلت : ...... . .......
خرجت من الغرفة وأنا مستغربة من كلامه ولكنني استطعت فهمه قليلا لذا لم أخبر أحد من هفرون وألفين وغيرهم بهذا ، كنا متوقعين هجوم قريب في تلك الليلة ولكن لم يحدث اي شيء أو أي مؤشر يدل على ذلك ، مرت أيام لتصبح اسبوع ، صار الاسبوع لأسبوعين ونحن مازالنا في استعداد لهذا الهجوم ولكن لم يحدث شيء يدل على ذلك خصوصا ان غلوين الذي كان موكلا بمراقبة الاوضاع حولنا ومعرفة اي تخطيط لهجوم من جوكين لم يخبرنا بأي شيء يثير شكنا باحتمال هجوم قريب .
                           ( خدعة الحرب)
كنت أجلس بجانب ألفين وهفرون حيث قال ألفين وهو يحدثني ويقول : لفد انتظرنا طويلا ولا يوجد اي شيء يدل على هجوم جوكين ؟!
قلت : ولكن يجب أن نكون مستعدين في اي وقت .
حدق بي وقال : تبدين مخلصة جدا .
قلت وانا انكر كلامه علي : يجب أن تكون مخلص دائما .
قال وهو يحدق بالأرض : نعم هذا ما يجب أن أفعله ، ولكن الانتظار اصبح اطول .
قال هفرون : لقد انتظرنا اطول من هذا بكثير يا ألفين ، انتظرنا سنين أيضا .
قال ألفين وهو يلتفت لهفرون : ولكنني لم أعد اريد ذلك .
قلت باستغراب : ما الذي تقصده يا ألفين ؟!
قال : هذه الفترة أفضل اللجوء لما اريده انا وليس ما يأمرني به غيري .
قال هفرون باستغراب : كلامك ليس طبيعي يا الفين ؟؟! هل شربت من الشراب الازرق ؟!
قال ألفين وهو يحدق بهفرون بجدية : لا ولا رشفة .
قلت : اذن انت تفضل الخروج من العصبة ؟!
قال ألفبن وهو يقف مكانه بعصبية : أنا لم اقل ذلك .
قلت بغضب : اذن ما الذي تقصده ؟!
صرخ ألفين وقال : هل ستطيعونه للأبد ؟! طوال سنوات ؟! لماذا تحتم علبه ان يكون سيدنا ؟! من الذب اختاره ليكون سيدنا ؟! انه غير مؤهل ذلك لذا قام بطرد فيوليت .
هدء ألفين بينما كانت النظرة المصدومة ظاهرة على وجهي ووجه هفرون بوضوح ، فقال الفين وهو يجلس مكانه بهدوء : أخيرا استطعت تحرير هذا السر الذي فتك بقلبي .
قال هفرون بعصبية : ما الذي تقصد بقولك هذا ؟! جميعنا نعرف ما فعلته فيوليت لتطرد منا ونتفى على حسب قوانين جوكين الغبية ، وكل من في مجموعة الجرعة الزرقاء وافقوا على ذلك طواعية .
قلت بقلق : لا افهم ما يحصل ؟! ما الذي فعلته فيوليت ؟!
ضرب هفرون الطاولة بعصبية اكثر هذه المره وقال : أنت تفكر في أفكار تفرق بيننا وتأخذنا للهلاك يا الفين .
حيث بعدما قال هفرون هذا أعطانا ظهره ليتركنا ولكن ألفين قال وهو مازال جالسا : ماذا اذا كان هذا السر هو الحقيقة بشأن يوبين ؟!
قال هفرون بغضب وهو مازال مكانه : لا يمكن ليوبين ان يفعل هذا ، وانت اكثر شخص تعرفه وعاشرته ، اكثر مني ، ومهما كان فهو لن يفعل هذا !!!
قال ألفين وهو يلتفت لهفرون : لذا انا أعرفه اكثر منك .
التفت هفرون وهو يحدق بألفين بتردد وعصبية : ما الذي تقصده ؟؟!!!! لم يكن ليفعل هذا !! لقد كنا دائما اعز أصدقاء !!!!
ضحك ألفين وقال : لقد كان يخدعك ويهددني لكي أصمت وألا افضح سره .
قال هفرون والتردد والشك واضح عليه : هل ما تقوله صحيح ؟!
قال ألفين بانتعاش وهو يحدق بي : أنا حر الآن من سر كتمته في قلبي طيل سنوات .
فقلت بمزبج من الاستغراب والدهشة : ما الذي يحدث هنا ؟؟! هل تصدقه الآن يا هفرون ؟!!!
قال هفرون مترددا وهو ينظر للأرض : لأكون صريح ...نعم الآن فقط .
قلت بقلق : كيف لك أن .....
قال ألفين : ما الذي تعرفه فتاة للتو اصبحت منا وهي لا تجهل كل شيء يحدث حولها ؟؟!
قلت بعصبية : ولكنني متأكدة من أن سيدي يوبين لم يفعل هذا !!
قال هفرون : اذن لماذا حاول اخفاء هذا الأمر عنا ؟!
قلت بغضب : لا اعرف ...ولكن كلام ألفين غير صحيح .
قال هفرون بغضب : كيف عرفتي أنه صادق ؟؟! أقصد يوبين !!
قلت وانا احدق بهم : أليس ما يقوله واضح في عينيه ؟!!!
ضحك ألفبن بسخرية وقال : هل وقعتي بالحب يا شيري ؟!!!
قلت بعصبية : لا ...ولكنني أعرف اذا ما كان الاشخاص يكذبون او لا من اعينهم .
قال هفرون : اذن اثبتي ذلك .
حدقت في أعين ألفين وقلت له : هل ما تقوله حقيقة ؟!!
قال ألفين : أنا مرتاح لأنني افصحت عن هذا الثقل الذي اتعب قلبي .
أشرت بيدي تجاه ألفين وقلت بصوت عال : أنه كاذب !!!
قال هفرون : كيف عرفتي ذلك ؟!
قلت بعصبية : اقد عرفت ذلك فقط .
قال هفرون بعصبية : كيف تفسرين فقط هذه ؟! أنت كاذبة مثل يوبين .
قلت بحزن : ....ولكنني أقول .....الحقيقة !
قال ألفين بعصبية لهفرون : لنقيد حليفة يوبين هذه على الارض سريعا ثم نهرب قبل عودة يوبين .
قال هفرون بتردد : ولكن ....لا اريد الهرب .
قال ألفين : ماذا تريد ؟!
قال هفرون بتردظ : اريد مواجهة يوبين لكي اجعله يقول الحقيقة بنفسه .
قال ألفين بعصبية : هل تصدقها الآن ؟! تبا لك .
حيث بعدها امسك بي ألفين بعنف وحاول تقييدي بقوة ولكنني كنت اصارعه بعنف فقلت وانا اصرخ بغضب : لا ترغمني يا ألفين على قتلك انت وهفرون دفعة واحدة .
قال ألفين لهفرون : لتساعدني على تقييدها قبل ان تقتلنا .
في هذه اللحظة جاء يويين الذي ظهر من العدم وقال وهو يحدق بألفين : لا يمكن ان تحيي سيدك القديم بهذه الطريقة يا فيوليت .
                          ( انذار داخلي )
كان يوبين في غرفته السفلية وحده ، بينما كانت الجرعة الزرقاء بجانبه ، حيث كان يحدق بها بهدوء ، حيث كانت داخلها ثلاث كرات مضيئة بوهج أزرق تدور مكانها بهدوء ، لان غلوين كان محرر للحراسة والمراقبة  ، حيث كان سارحا فيها يفكر بذكريات كانت من الماضي قبل ١٢ او ١٣ سنوات أو اكثر ، حتى راى احدى الكرات وهي تتحول للون وردي ثم تتحول للون احمر ، فتح يوبن الجرعة الزجاجية سريعا وحرر منها تلك الكره الحمراء التي كانت عبارة عن رادون الذي قال على عجالة : فيوليت حاضرة عند أفراد عصبتك .
قال يوبين بابتسامة ماكرة : افراد المجموعة يحسون ببعضهم حتى لو كانوا منفصلين ، يجب انهي امرها هذه المره سريعا ...أسرع من المره السابقة .
قال رادون : يجب ان تكون حذر منها ...لانها قد تكون انذار داخلي بشأن هجوم جوكين .
قال يوبين : انذار داخلي.....لقد اعجبني هذا !!
ثم قال يوبين : تدبر اي امر آخر اذا وجدت أي شيء فانها تتشكل بهيئة اي شخص منا .
قال رادون : سأتدبر ذلك وستجدني عنك بعد عدة
دقائق .
توجه يوبين بعدها تجاه المكان الذي كنا في صراع مع بعضنا فيه ليتدخل سريعا وهو يقول : لا يمكن ان تحيي سيدك القديم بهذه الطريقة يا فيوليت .
حدق ألفين في يوبين بغضب وقال : ما الذي تقوله يا يوبين ؟! أنت تريد فقط التشكيك بي فقط لكي تفوز .
حيث في هذه الأثناء ظهرت نظره الدهشة والاستغراب على وجهي ووجه هفرون ، فقال يوبين : اكشفي عن نفسك ، لأنني حررت ألفين من قيودك التي قيدته بها في أحد الجدران الخلفية للمنزل .
قال ألفين وهو يضحك : ما الذي تقوله يا ....!؟!
حيث تحول ألفين سريعا الى امرأة تقف أمامنا بشعر طويل أشقر وقامة طويلة وبشرة بيضاء وأعين سواد ، ثم قالت بشفاه وردية : اشتقت اليك يا يوبين .
قال يوبين : ما الذي جاء بك الى هنا ؟!
قالت فيوليت : اردت فقط اللعب بأفراد عصبتك الأغبياء ، يبدون ضعاف جدا ومثيرون للشفثة مثلك تماما .
قال يوبين : سأتأكد هذه المره من قتلك باسرع وقت .
قالت فيوليت وهو تحدق بي : هذه العضوة الجديدة تبدو غبية رغم انني خفت من كلامها عندما قالت انها ستقتلني دفعة واحدة ، عرفت حينها انها قوية ، لذا أظن انها هي الوحيد التي لن أقتلها لأنها ستكون مفيدة لي كثيرا .
قال يوبين : ليست مفيدة لك ، بل لجوكين ، أعرف انك مجرد انذار داخلي لهجوم جوكين الذي سيحدث الآن في اي لحظة .
ضحكت فيوليت وقالت : اوووه يبدو انني فضحكت نفسي ! ههههه
هنا شعرت بهزة قوية ضربت المنزل بأكمله ، حيث في هذه اللحظة اختفت فيوليت وتركت المكام  مع ضحكات مخيفة ملأت المكان ، هنا حضر رادون ومعه ألفين الذي كان يتنفس بقوة ويقول وهو مذهول : ما الذي حدث هنا ؟!
                       ( اكتشاف خدعة )
بعدما ترك رادون يوبين توجه سريعا لمكان معزول خلف المنزل ، وما ان وصله حتى سمع صوت أنين ونداء مكتوم ، توجه نحو مصدر الضوت ليجد ألفين وهو مقيد على الجدرا الخلفي للمنزل ، توجه نحو وحرره من قيوده وقال له : من فعل هذا بك ؟!
قال ألفين وهو يسعل بتعب : تلك الساقطة فيوليت ، مؤكد انها تخطط لعمل شيء  ما .
قال رادون وهو يهدئ من روع ألفين : لقد تدبر يوبين الأمر .
                      ( هجوم الشيطان )
هنا شعرت بهزة قوية ضربت المنزل بأكمله ، حيث في هذه اللحظة اختفت فيوليت وتركت المكام  مع ضحكات مخيفة ملأت المكان ، هنا حضر رادون ومعه ألفين الذي كان يتنفس بقوة ويقول وهو مذهول : ما الذي حدث هنا ؟!
قال يوبين وهو يحدق بنا جميعا : لنطبق الخطة التي اتفقنا عليها حالا .
حيث وضح يوبين لهفرون وألفين بأنه يريدني معه في الصفوف الخلفية ، وقد تركنا كلاهما سريعا وهما يتوجهان نحو اماكنها ، حيث كنت مع يويين الذي كان يحدق من النافذة بجوكين الذي لم يكن موجودا بين افراد مجموعته التي أرسلها للهجوم علينا ، حيث كانوا عبارة عن عشرة افراد بأشكال مخيفة وغريبة ، حيث كان بعضهم على هيئة حيوانات ،  فقلت وانا احدق معه بالمنظر الذي كان مخيفا ومرعبا بالنسبة لي : ما الذي يريده جوكين منا ؟!
قال يوبين : لا شيء سوى أنه يريد قتلي أنا فقط ، ولكنه لن يتردد في قتلكم أبدا اذا ما اعترضتم طريقه لحمايتي .
قلت والقلق ظاهر علي : انهم يبدون مخيفون جدا .
قال يوبين : ولكنني متأكد أنه لم يحصل أو يحظى بقوة مثل قوتك التي حظيت بها .
قلت وأنا أحرك يداي بقلق : لست متأكدة هذه المره .
قال يوبين وهو يحدق بي بجدية : ترددك قد يقتلنا ، يجب ان تكوني أقوى مثل قواك القوة ، انها تعتبر أقوى من قواي !
قلت وأنا احدق به بقلق : ما الذي تقصده ؟!
قال وهو يشوح بنظره عني ويحدق بالخارج : قوتك ليست شيء بينما ان سيدك وسأظل كذلك .
قلت بقلق وأنا أحدق بالخارج : أنا ارى اكثر من حيوان واحد عندنا ، أليش ألفين هو الوحيد الذي يستطيع ذلك ؟!
قال يوبين وهو يحدق بابتسامة  : لا ....الثعبان هي بالين ، والذئب هو ألفين والفهد الاسود هو غلوين .
قلت وانا أحدق بقلق : ومتى سيبدأ دوري ؟
قال يوبين : ظهورنا مقيد بظهور جوكين لنا .
قلت :لا يجب ان تختبئ كهذا مثل الجبان خلف الجدران بينما أفراد عصبتك يقاتلون من أجلك .
قال وهو يحدق بي : أنت لا تفهمين الأمر ، جوكين ليس من الاشخاص المباشرين ، انه يحمل دائما في هجوماته خدع وطرق ملتوية ليلتهم بها ضحيته بطريقة بشعة ، ونحن لن نكون ضحيته ، بل هو من سيكون .
قلت : ...............
بعدها وجهت نظري أنا ويوبين للخارج لنرى صراع قوي يحدث بين أطراف القتال .
                    ( في ساحة المعركة )
اصطف كل من ألفين الذي كان على هيئة ذئب  وهفرون وبالين التي كانت على هيئة ثعبان  و غلوين الذي كان عبارة عن فهد أسود ، والى جانبهم رومان ورادون ، بينما كان يواجههم أشخاص بأشكال غريبة وكذلك كان من بينهم حيوانات ، ذئب وحرباء كبيرة ودب أسود ، حيث بينما كانوا يواجهون بعضهم البعض وقبل ان يشتبكوا ، قال هفرون وهو يتحدث معهم جميعا : لنركز على القتال عدا غلوين الذي سيراقب كما أمر سيدنا .
بعد هذا بدأ اشتبك الفريقان بقوة وعنف ، حيث بدأت بالين بالالتفاف حول الذئب الذي كان يواجهها وهي تعتصر وتكسر عظامة بينما كان يقوم بعضها بشراسة ، وكذلك ألفين الذي هجم على الحرباء الكبيرة وهو يقضم باسنانة الحادة جسدها بعنف بينما هي كانت تضربه برأسها الكبير وتعض جسده بفكيها الكبيرين ، حيث ان غلوين الذي واجه الدب الكبير وقفز سريعا تجاه وجهه ليفقأ عيناه بسرعة بينما بعدها سقط على الأرض وعلى جسده جروح بسبب مخالب الدب الكبيرة ، حيث بعدها اختفى غلوين سريعا ، في هذه الاثناء كان هفرون يتصارع مع امرأة كانت لها قوى من نوع غريب ، حيث كانت تستطيع التحكم بالحديد ، حيث كانت تصنع من نسج يدها على الهواء جنود من الحديد ، كان هفرون يحاول تقييدهم بغصون الاشجار الكبيرة القوية التي كانت تتدفق حوله بانسياب ، وكذلك رومان الذي كان متخفي وسريع ، حيث كان يخطف رؤوس الاشخاص حوله بسرعة ، وسط كل هذا الكم من الاضطراب توجه غلوين الذي كان يحدق حوله من كل الجهات بينما كان يقف على سطح المنزل بكل حرص وانتباه ، حيث رأى في الأفق جوكين ومعه أشخاص كثيرون ، حيث كانوا يعبرون من بين البيوت المحيطة وهم يقتربون منا ، حيث توقفوا في منتصف المسافة وبدى انهم يخططون لشيء أكبر ، حيث في اللحظة توجه غلوين سريعا وعلى عجالة للمكان الذي كنت فيه مع يوبين ونحن نراقب منظر كان لا يبشر بالخير ابدا .
                    ( انسحاب غير مباشر )
قلت بقلق وانا احدق بالخارج وبالتحديد تجاه الساحة الامامية للمنزل التي كانت عبارة عن خرابة كاملة : سيدي ....الوضع لا يبشر بالخير ...أكثر اعواننا مصابون بشدة .
قال يوبين وهو مازال يحدق بقلق بذلك المنظر : يجب ان انتظر عودة غلوين .
في اللحظة ظهر لنا غلوين وقال على عجالة : يجب أن تخرج من هنا يا سيدي .
قلت بقلق : م...لماذا ؟؟!
قال يوبين مقاطعا لي : هل الوضع خطر لهذه الدرجة بالبقاء داخلا ؟!
قال غلوين : لتخرج من هنا يا سيدي قبل أن يرسل جوكين طيور النار للمنزل .
قلت بقلق : ومن هي طيور النار ؟!
قال يوبين بقلق وهو يحدق بالخارج من النافذة : انقذهم يا غلوين .
قال غلوين : وماذا عنك سيدي ؟!
قال يوبين : سأتدبر حالي ، وسأقابلكم خلف الجبل الاخضر .
قال غلوين : امرك سيدي .
انصرف عنا غلوين بينما مد يوبين يده لي لأمسك به وارى نفسي وسط غابة مليئة بالأشجار الكثيفة وحدي .
                         ( اجساد متهالكة )
غلوين وهو يقف وسط الساحة الامامية للمنزل وسط النزاع الذي صار في طرف ومصلحة اعوان جوكين بشكل واضح ، حيث كان يسحب أجساد بالين ورومان الملقاة على الارض بينما كان رادون أحسن حالا منهم ليأخذ بأجساد هفرون وألفين مع غلوين وينسحبوا بهدوء ليلقوا باجسادهم أمامي وانا احدق بهم بقلق وانا اقول : ما الذي حصل لهم ؟! يبدون متهالكين !!
قال غلوين لي بقلق وتوتر : لماذا انتي وحدك هنا ؟؟! أين سيدي ؟؟!
قلت بقلق : وجدت نفسي هنا وحدي منذ أن جئت الى هنا .
قال رادون لي بجدية وهو يصرخ بي : هل انت متأكدة ؟!
قلت : بالطبع وقد ظننت أن سيدي  كان معكم .
قال غلوين بقلق : أين قد يكون ؟!
قال رادون : أظن انني اعرف أين يكون .
                       ( ولاء وكرامة )
يوبين وهو يترك شيري في تلك الغابة خلف ذلك الجبل الأخضر وحدها ويتجه تجاه منزل الذي تركه خلفه ليرى ان جميع اعوانه انسحبوا وانهم غير موجودون ، بينما كان اعوان جوكين يضحكون ويقومون بتحطيم المنزل ببرود ، حيث وسط هذا كله ظهر لهم يوبين والغضب واضح على وجهه ، حيث حدقوا به باستخفاف واستهزاء حيث قال لهم يوبين : الافضل لكم الموت الآن وليس لاحقا ، لأنني سأنحر سيدكم بلا رحمة في يوم سيكون اسوأ يوم لكم ، قد يكون الموت مريح لكم الآن ، فقط نفخة واحدة ستأخذ ارواحكم بهدوء دون ألم .
بعدما قال هذا يوبين رفع يده التي كانت تستقر امام وجهه وبدأ بالنفخ عليها بهدوء بينما سقط جميع من كانوا هناك موتى وصرعى .
فقال يوبين وهو يختفي : انا لم اكن لأترك منزلي هذا لولا ان سيدكم سيحرقه .
بعدما اختفى يوبين ظهرت طيور النار التي رمت بجمرات وأغصان محترقة على المنزل ليحترق المنزل بعدها بالكامل .
                        ( ولاء منهار )
امرأة تقف وحدها أمام منزل محترق وتحدق بجثث أعوان جوكين بهدوء وتقول : أنا ميتة معهم على كل حال ، هذا ما يجب ان يصدقه جوكين .
                    (  هدف غير مكتمل )
جوكين وهو يدوس بأقدامه أرض المنزل المحترق وهو يقول بابتسامة ماكرة وساخرة : يجب أن تظل جبان وخائف طوال حياتك يا يوبين .
قال أحد أعوان جوكين الذي كانوا مرافقين له : سيدي ....أظن انني وجدت جثث اعوانك .
قال جوكين بعصبية وغضب وهو ينهر الرجل الذي كان يحدثه : ماذا ؟!!!! لا هذا غير صحيح مؤكد انها جثث أعوان يوبين الاغبياء الجبناء وليس اعواني ، تأكد من ذلك الآن !!
قال الرجل : أنا متأكد من انهم .....
في هذه اللحظة احترق الرجل الذي كان يتحدث وسقط وهو ميت على الارض ، حيث قال جوكين بعدها ببرود لأتباعه الباقين : تحققوا من ذلك .
قالت فيوليت التي كانت ترافق جوكين كشخصية مهمة من ضمن اتباعه : لقد تأكدت بنفسي بأنهم جثث أعوانك يا سيدي .
قال جوكين بغضب : لن يهجر الثعبان منزله حتى ينفث سما قاتل عند بابه .
                         ( هزيمة بكرامة )
بينما كنا قلقين بشأن اختفاء يوبين الذي دام لحظات لم تكن طويلة حتى عاد لنا وهو يحدق بنا بقلق ويقول لي : حاولي مداواة جروح هفرون وألفين .
قلت بقلق : ولكن ...أين كنت سيدي ؟!
صمت بينما كان رادون وغلوين يحدقون به بصمت حتى قال رادون وهو يكسر هذا الصمت : لا يمكنك يا شيري ان تحققي كثيرا بأمر ما يفعله سيدك .
قلت وانا ازفر وأتركهم بهدوء واتجه تجاه هفرون والفين وانا احاول مداواتهم والعناية بهم : اعتذر ....ولكن ...أنا سانصرف .
بينما كنت بعيدا عنهم واحاول العناية بحال هفرون وألفين بدأ حوار بين رادون ويوبين وغلوين الذي بدأه يوبين وهو يقول لغلوين ورادون : هل انتم بخير ؟؟! تبدون مصابين .
قال غلوين : أنا بخير وكذلك بالين ورومان سيتحسن حالهم عندما يدخلون الجرعة الزجاجية .
قال رادون : نعم انا كذلك ، ولكن ما الذي سنفعله الآن ؟!
قال غلوين : سيدي هل أخذت معك الجرعة الزرقاء اصلا ؟!!
قال يوبين : لا ...ولكنني خبأتها في مكان آخر قريب من هنا من قبل .
قال غلوين : سأذهب اذن لاحضارها .
قال يوبين : نعم هذا جيد .
بينما انصرف غلوين قال رادون وهو يحدق بيوبين : هل ستبقى هنا ؟! مع ان الوضع غير جيد بالنسبة لهفرون وألفين أبدا .
قال يوبين : نعم لذا سنبقى هنا .
قال رادون : لا أفهم ما الذي تقصده ؟!
قال يوبين : سنبني لنفسنا منزل في هذا المكان ، لأننا الآن وكما قد يعلن جوكين على حسب قانونه الغبي عنا بأننا منفيين وأن بعضنا ميتين .
قال رادون : يجب ان نبدأ هذا عما قريب ...ولكن ماذا عن ايلي المحبوسة في منزلك ؟!
قال يوبين : مصيرها كان مماثلا لأعوان جوكين غير انها ماتت حرقا .
قال رادون : هل هذا يعني انك تركتها في المنزل عندما كان يحترق ؟!
قال يوبين : أليس هذا اقل عقاب لما كانت تفعله ؟! يجب ان تموت لانها لا تتوب مما تفعله ابدا ، الموت هو الوحيد الذي يستطيع ايقافها .
قال رادون : ما الذي تأمر به الآن سيدي ؟!
قال يوبين وهو يحدق بي وأنا احاول العناية بهفرون وألفين : احضر لي يا رادون بعض من ذلك المشروب الازرق بأي طريقه ....
قال رادون : أمرك يا سيدي .
انصرف رادون وبينما كنت مازالت أحاول العناية بهفرون وألفين أشار لي يوبين بالقدوم اليه ، توجهت نحو وقلت : هل هناك شيء تريده مني ؟!
قال : منزلنا قد احترق بأكمله .
قلت والفزع ظاهر علي : ماذا !!!! هل هو جوكين ؟؟!
قال يوبين : من قد يكون غيره ؟! ولكننا الآن مرتاحون اكثر .
قلت : كيف نكون مرتاحون في هذا الحال ؟؟!
قال : لأننا وأخيرا منذ سنوات سنرتاح من زيارات جوكين التي ترعبنا وتستفزني كل مره .
قلت وانا احدق بهفرون وألفين وغيرهم الفاقدين الوعي : وماذا عنهم ؟! انهم غير مرتاحون ومتعبون .
قال يوبين وهو يحدق بي : ليست اول مره لهم ....أنت لا تعرفين ايش شيء عما ما مررنا به من قبل ، كان اقسى من هذا بكثير ، رغم ذلك لقد عشنا .
قلت : .......ما الذي حدث لكم ؟!
في هذه اللحظة حضر غلوين ومعه الجرعة الزجاجية وسلمها ليوبين الذي فتحها وقال : لتعد يا غلوين انت وبالين ورومان وسيلحق بكم رادون لينالوا قسطا مع الراحة لتشفى جروحكم .
قال غلوين : أشكرك يا سيدي .
دخل ثلاثتم داخل الزجاجة ليغلقها يوبين وهو يقول : عشت أيام الرعب قبل أن ارى هذه الزجاجة أمامي .
قلت : ما الذي تقصده ؟؟!
في هذه اللحظة جاء رادون معه البعض من ذلك المشروب في ثلاثة زجاجات منه ، حيث استلمه يوبين منه وفتح تلك الزجاجة التي دخل فيها رادون واغلقها وهو يقول لي : قصة طويلة ليتم روايتها لك .
بعدما قال هذا وضع الزجاجة بجانبه ثم امسك بقنينة المشروب واشار لي : هل تريدين الشرب منه ؟!
قلت بقلق : لا ....لقد رأيت قبلا اثر على هفرون وألفين ، لم يكن جيدا .
قال يوبين وهو يبتسم بحزن : يبدو أنني لن احظى بشريك اليوم ليواسيني على ما فقدته .
قلت : لقد فقدنا منزلنا جميعا معا .
قال يوبين وهو يحدق بي : نعم بالطبع ولكنني فعلت المستحيل من قبل لابقائه من اجل انتظار قدوم اشخاص مثلك انتي وهفرون والفين .
قلت : ما الذي فعلته ؟!
قال وهو يمد لي زجاجة من ذلك المشروب ويقول : احتسي بعضه .
قلت وأنا مسك بالزجاجة على مضض : حسنا ...
بدأ يوبين يشرب من تلك الزجاجة ذلك المشروب ويقول لي : حكاية طويلة بدأت عندما فتحت عيناي وأنا ارى وسط صالة كبيرة جاثي على ركبتاي .
                   ( حكاية ولادة جديدة )
فتح يوبين عيناه التي كانت لا ترى بوضوح المكان حوله وهو جاثي على ركبتيه ويشعر ببرودة بجسده ، حيث سمع حوار يدور بين أشخاص كانوا حوله ، حيث قال الأول : ما هو مصيرنا ؟! هل سنظل تحت رحمة تلك المرأة القذرة ؟؟!
قال الثاني : لا أعرف ، ولكن سلالتهم هي الوحيدة التي تستطيع الإنجاب في هذا العالم بشكل عادي ، لذا هم من سيحكمون .
قال الثالث بصوت خائف : يجب أن نهرب من هنا قبل ان نموت .
قال رابع : القوي هو الذي سيبقى ، والضعيف ليس له مكان في هذا العالم .
قال الثالث بخوف : ماذا !!!؟
قال الثاني وهو يشير للأول : انظر انظر أمامك ، أليس هذا الفتى الذي كان فاقد لوعيه من قبل ؟!
قال الأول : نعم ..ولكن ماذا عنه ؟!
قال الثاني : انظر بنفسك فيه ، انه يتحرك ، يبدو انه استيقظ .
رفع يوبين رأسه وهو يحدق حوله بقلق بعدما استوعب أنه مقيد مكانه بجانب المئات من المقيديين حوله من الرجال الاناث ،  حيث كان الرجال منهم عاريون من الجزء العلوي من جسدهم ، والاناث كانت فخوذهن مكشوفه ، بدأ يتلفت حوله وهو مفزوع ، بينما قال للشخص الذي كان مقيد بجانبه : أين نحن ؟؟! ولماذا نحن مقيدون ؟! هل فعلنا شيء ما ؟!
قال الشخص : لأننا بانتظار قرار تلك المرأة التي قرارها يقضي كل شيء .
بدء يوبين وهو يحدق بالمكان حوله بقلق ويرفع راسه لينظر للأعلى وكأنه يحاول اشتكشاف المكان أكثر ، حيث بعد دقائق قليلة ظهرت امراة كان صوتها واضح للجميع وكذلك جسدها الذي يدل على إمرأة في كامل شابها وهي تقف أمام كل ذلك الجمع الغفير وهي تقول : من سينجو منكم هو من يستحق أن يكون سيد لعصبته .
اختفت بعدما قالت هذا سريعا حيث في هذه اللحظة انفتحت أبواب كبيرة من داخل القاعة لخارجها ، ولكن أبوابها كانت محروسة من قبل ذئاب كبيرة ، كانت هذه الذئاب تدخل عليهم واحد تلو الآخر وتقوم بافتراس الأشخاص المقيدين الذين لم يحلوا وثاقهم بعد ، ولحسن حظ يوبين ةنه كان وسط الحشد الغفير اذ كان له من الوقت الكافي لتحرير نفسه من القيود ، ولكنه لم يستطع ذلك لذا اتفق هو والشخص الذي كان بجانبه على مساعدة بعضهم لحل وثاقهما ، وقد نجحت خطتهم ليتحرروا من الوثاق بسرعة ، ولكن كان أمامهم طريق طويل للنجاة من الذئاب الضارية العنيفة ، وقد شعر يوبين بتردد كبير وهو يحدق حوله عندما رأى أشخاص أقوياء حوبه يقاتلون بقوى غريبة يستعملونها ، حيث رأى أشخاص يتحولون لذئاب مماثلة للذئاب التي تهجم علبهم ويفتكون بها أو هي تفتك بهم ، وأشخاص يستطيعون قتل هذه الذئاب بسهولة بوهج ذي ألوان مختلفة منها البنفسجي والأحمر ، وأشخاص يقومون بقتل الذئاب النار التي يستطيعون التحكم بها بسهولة ، كان الوضع مربكا وغريب جدا ، حيث قال له صاحبه وهو يبتسم له : انا سانصرف ، واذا نجوت وأنا أيضا نجوت فمؤكد بأننا سنلتقي مره أخرى .
حيث رأى يوبين صاحبه الذي كان يحدثه قد تحول لظل أسود وبدأ يفتك بالذئاب المسعورة بعنف ، شعر يوبين بأن عليه النجاة قبل كل شيء ، لأنها السبيل الوحيد في هذا الموقف ، حيث حاول استحضار قوة قد تظهر له وتنقذه ، ولكن الوضع لم ينجح ، حيث قرر التركيز اكثر لكي يستحضر قوته التي يجب أن يكتشفها الآن والا فانه سيموت ، ولكن تركيزه انقطع عندما رأى ذئب مسعور يجري نحوه بسرعة ، هنا احتمى يوبين مكانه برعب شديد وهو يغمض عينيه بقلق ، حيث فتح بعدها عيناه ليرى أن الذئب الذي كان يهجم عليه قد انتهى امره وقد مات ، عرف حينها  يوبين بأنها تلك هي قوته ، وما ان حرك يده وهو يحاول استحضارها مره أخرى حتى رأى وهج أزرق يظهر له بين يديه بسلاسة وانسياب ، استطاع بعد ذلك الخروج من ذلك المكان بعدما استطاع بكل سهولة قتل كل الذئاب التي اعترضت طريقه ، حيث خرج من ذلك المكان ليرى نفسه وسط صحراء  كبيرة وكانت عبارة عن بر وسط الليل البارد ، حيث  استطاع الابتعاد عن ذلك المكان مسافة كبيرة حتى وصل الى مكان لم يستطع فيه تحديد أي اتجاه قد يستطيع الذهاب اليه للنجاة من هذه الصحراء القاحلة ، حيث بينما كان يمشي وسط صحراء قاحلة مظلمة لا يضيؤها سوى نور القمر البسيط ، سمع صوت وكأنه صوت أنين من مكان بعيد بشكل نسبي ، ولكنه كان صوت واضحا ، حيث شعر بخوف شديد ولكنه استجمع قواه وتوجه تجاه ذلك الصوت الذي كان قادم من خلف تل من الرمال الحمراء ، استقر عند مصدر الصوت ليجد امرأة مرمية هناك وجسدها مملوء بالجروح ، حيث كان على وشك مساعدتها ولكنه شعر بشيء من التردد فجأة عندما سمع صوت من خلفه وهو يقول : لا تساعدها انها تحاول خداعك .
التفت يوبين خلفه برعب ليجد امرأة اخرى وهي ترتدي وشاح أسود كبير تغطي به راسها وتقول له : لا تساعدها انها جنية تحاول خداعك .
قال يوبين بقلق : من أنتي ؟!
قالت المرأة : لا شأن لك ، فقط اردت ان اساعدك ، لانني كنت اراقبك من قبل وقد كانت قواك مميزة فعلا ، ولا اريد أن تموت مثل غيرك .
قال يوبين بغضب : من انتي؟ ولماذا تريدين مساعدتي ؟!
قالت المرأة وهو ينصرف عنه بهدوء : شخص لا يريد لشعب هذا العالم الذي ورثته عائلتنا أن يموت  .
ابتعدت تلك المراة كثيرا حتى اختفت عن ناظر يوبين المذعور ، حيث ترك تلك المرأة التي كانت تئن بألم وهو يشعر بقلق شديد وتأنيب ضمير رغم انها قد تكون جنية تحاول خداعه ،  حيث توجه بعدها تجاه صخرة كبيرة كانت قريبة منه وجلس خلفها وحاول اشعال نار لتدفء جسده البارد ولكن دون جدوى ، في هذه الاثناء سمع صوت زحف قادم من داخل الصخرة نفسها والتي كان يجلس قريب منها ، حيث شعر بذعر وهو يراقب أمامه حرباء خرجت من جحر كان موجود تحت الصخرة التي كان قريب منها وهي تحدق به بصمت ، فقال يوبين وهو يبتعد ببطء وخوف : لقد اخطأت ، أعتذر على ازعاجك ، سأذهب بسرعة وانصرف .
عندما قال هذا يوبين كان يظن ان تلك الحرباء مجرد حيوان من الحيوانات التي تسكن الصحراء حيث اعطى تلك الحرباء ظهره وحاول الهرب رغم انه قادر على الدفاع عن نفسه بقتلها ولكنه لم يرد قتل اشخاص لم يؤذوه ، لذا حاول الهرب ولكنه رأى لسان تلك الحرباء وهو يلتف حول جسده بسرعة ، كان يوبين مرعوبا وعلى وشك قتلها سريعا ولكن تلك الحرباء سحبته لعندها لتفك عنه لسانها وتحدق به بابتسامة غريب وهي تقول بصوت انثوي : هل تشعر بالبرد ؟
شعر يوبين بالرعب اكثر عندما رأى تلك الحرباء تتحول لامرأة جميلة شابة وهي تحدق به باعين سوداء وتقول : سأساعدك .
قال يوبين وهو يتنفس بقلق : من انتي ؟!
قال المرأة : يجب ان تخبرني بذلك اولا ، لأنني انا من سيساعدك .
قال يوبين : أنا لا اعرف ما هو اسمي حتى .
ضحكت تلك الحرباء وقالت وهي تقترب من يوبين وتحدق بصدره المكشوف : أليس اسمك مكتوب هنا .
قال يوبين بقلق وهو يحدق بصدره : ما الذي تقصدينه ؟!
ضحكت المرأة وقالت : كيف يمكن أن تتجاهل هذا الوسم المرسوم على صدرك كل هذه المدة ؟ ألست فضولي ، ألم ترى اوسمه اخرى على صدور رجال مثلك قبلا ؟! او على فخوذ نسوة كن معك في ذلك المكان ؟!
قال يوبين بوجه خالي من التعبير : لاحظته ولكن ...
بدأت تلك المرأة بتلمس صدر يوبين المكشوف وهو تقول : قوة مثيرة ونادرة ، وسم جميل يا يوبين .
حدق يوبين بها وقال : هل اسمي يوبين ؟!
قالت المراة وهي تبعد يدها عن صدر يوبين : سعدت بلقائك يا يوبين ، أنا ايلي .
قال يوبين بقلق : ما الذي ستساعدينني به ؟!
قالت المرأة : نار ...أشعل لك نار لتدفء به جسدك البارد .
اشعلت ايلي النار ليوبين الذي بدء في حوار معها بقوله : أين انا ؟! اين نحن ؟
قالت ايلي وهي تجلس أمامه : اين تعتقد ؟
قال يوبين : أنا من اسألك .
قالت ايلي : أنت وانا ونحن كلنا في عالم مجهول .
قال يوبين بقلق : وكيف لي ألا أعرف اسمي ؟!
قالت ايلي : لقد كنت مثلك عندما دخلت لأول مره هذا العالم ...عالم مخيف ..يجب ان تكون الاقوى فيه لكي تتمكن من النجاة .
قال يوبين بقلق : ومن انتي ؟ وكيف جئت الى هنا ؟
قالت ايلي : كنت مثلك تماما ولكن قبل سنوات قليلة ، لقد تهت فيها وذقت اسوأ أيام عمري ، وانا الآن اعيش وحدي لانني كرهت الاشخاص في هذا العالم .
قال يوبين : لماذا تساعدنني اذا كنتي تكرهين الناس في هذا العالم ؟
قالت : انت لا ...لأنك حديث الولادة في هذا العالم وانقى من اولئك الذين استغلوني وخدعوني وعذبوني .
قال يوبين : هل لديك ثياب ؟
قالت ايلي بابتسامة غير مريحة ليوبين : يجب ان تجلبها بنفسك لأن قادر اكثر مني على ذلك .
قال يوبين بقلق : ما الذي تقصدينه ؟
قالت ايلي : أين شياطينك ؟
قال يوبين بقلق : لا افهم ما  تقصده؟!
قالت ايلي وهي تبتسم بخبث : انت اذن وحدك للاسف ، ولكن لا تقلق أنا أستطيع مضاجعة أشخاص مثلك .
قال يوبين وهو يحدق بحدة : هل ساعدتني لهذه الغاية ؟
ضحك ايلي وقالت : لا بالطبع ...ولكنني أستطيع ذلك .
قال يوبين : سانصرف اذن .
قالت ايلي : لدي ما يساعدك .
قال يوبين وهو ينصرف عنها : ...لا اريد منك شيء .
حاول يوبين الابتعاد عنها قدر المستطاع لأنه شعر بشك في كلامها وسلوكتها شدة ، ولكنها لحقت به ومنعته من الهرب وهي تمسك به بلسانها السميك الذي تلفه حول جسده بقوة ، حيث شعر يوبين الخوف وتلقائيا استدعى قوته التي وجه بها تجاه تلك الحرباء التي سقطت على الأرض وهي صريعة ، انصرف يوبين عنها بسرعة وقلق شديد  بينما استطاع التوجه نحو مكان آخر متبعدا عنها ، مرت ايام بقي فيها يوبين يواجه أقران كثيرين كان اكثرهم يريدون انهاء حياته ، بينما كان يستطيع بسهولة  قتلهم وفي بعض الاحيان بصعوبة ، حيث التقى باقران كثيرون كن نسوة او رجال فقط كان أكثرهم هدفهم القتل ، وجد له ثياب تدفئه من برد الصحراء ليلا ، حيث في احد الأيام الليلية التي قرر فيها المشي ليلا حتى رغم خطره الشديد الى انه اراد انهاء هذه المرحلة والوصول الى اقرب منفذ يخرجه من هذا الحجيم ، حيث عرف انه هناك اسوار في نهاية الصحراء تكون نهاية هذا الحجيم ، حيث وبينما كان مازال يمشي ليلا راى في الافق الذي اناره ضوء القمر المكتمل شيء ارعبه  ، حيث رأى ظل أسود يتذبذب وسط الرمال بشكل غريب ، كان فضول يوبين يهزم خوفه للحظات ، حيث اقترب من ذلك الظل ليرى أن الظل اختفى ورمى خلفه جسد مرمي على الرمال الحمراء ، اقترب يوبين من ذلك الجسد بقلق ليرى جسد ذلك الرجل الذي كان يستقر بجانبه عندما كان داخل تلك القاعة المرعبة ، حيث شعر بقلق شديد عندما رأى جسد ذلك الرجل وهو مليئ بالرضوض وبعض الجروح الغائرة ، حيث اراد انقاذه بينما هو يعرفه ، حيث اخذه وتوجه به الى صخرة كانت مستقرة بجانبهم بمسافة يسير ، وتأكد من عدم وجود شيء يستقر تحت ااصخرة او حولها ، حيث القى بجسد ذلك الرجل المتعب وحاول مداواته رغم ان الوضع يفتقر الى الادوات اللازمة ذلك ، حيث ومع محاولات كثيرة استطاع أن يشعل نار لتدفء جسده وجسد ذلك الرجل ، ثم محاولة حرق بعض جروح الرجل الغائرة ، حيث ذلك كان العلاج الوحيد ، وقد استطاع ذلك ، حيث بعدها حاول البحث عن بئر او اي بئر للماء ، وقد ابتعد عن الرجل للبحث عن الماء ، حيث مضى وقت طويل بينما كان يبحث حتى وجد بئر يستقر امامه ، حيث توجه تجاهه ، وبدأ يحاول ان ينزل دلوه ليأخذ معه بعض الماء ، وقد استطاع ذلك ، حيث بعدها حاول الابتعاد عن البئر للرجوع للصخرة التي كان يوجد بها الرجل   ، ولكنه سمع صوت افزعه ، حيث سمع صوت من داخل البئر وهو يقول : لن تأخذ من مائي بدون مقابل .
استدار يوبين تجاه البئر بقلق وقال : وما مقابلك ؟
قال الصوت : لحم بشري .
قال يوبين بقلق : ما الذي تقصده ؟!
قال الصوت بغضب : بدأت افقد أعصابي بسبب جوعي ، اريد لحم بشري ...لحم بشري شهي .
قال يوبين : أنا استطيع ان اقدمه لك ، ولكن ليس الآن .
صرخ الصوت وقال : قدم لي لحم بشري والا فستكون انت وجبتي الليلة .
قال يوبين : ....سأبحث عن لحم بشري من أجلك .
قال الصوت : قدمه الآن بدون تأجيل .
قال يوبين : لا استطيع الآن .
صرخ الصوت بغضب بينما ظهر سريعا له شخص بشع جدا وقال له بصوت مخيف ورائحة نتنة : أنت هو لحمي البشري .
حدق يوبين به بقلق كان يخفيه بصعوبة وقال : لماذا تختبئ في هذا البئر ؟! بينما لا تبحث عن لحمك البشري بنفسك .
قال الشخص البشع : ......ستكون لحمي الذي سأنهشه الليلة
قال يوبين والقلق يتسرب اليه بينما كان يقاومه بصعوبة : بل أن من ستموت أولا .
حيث رغم قلق يوبين استطاع أن يوجه له ضربة سريعة ويهرب سريعا و بذلك الماء بعدما سمع صوت زمجرة عالية من البئر  ، حيث هرب بحياته سريعا واستطاع النجاة والتوجه تجاه تلك الصخرة التي كان صاحبه فاقد وعيه عندها ، حيث عندما عاد ساعد صابحه على شرب بعض الماء وكذلك العناية به والبقاء في حراسته لليالي متتالية ، حيث في احدى الليالي استيقظ صاحبه بتعب وهو يقول وهو مفزوع دون ان يشعر بأي الم : أين انا ؟؟!
بعدها شعر بالم جروحه التي مازالت تلتئم ، حيث قال له يوبين مهدئا له : انت تخير ، لن أؤذيك ، لقد انفذتك وساعدتك على تماثل شيء من الشفاء الذي ان عليه .
قال الرجل وهو يحدق بيوبين : أشكرك على انقاذي يا .......
قال يوبين : يوبين ..نحن لم نتعرف  على بعض لأن الفرصة لم تسمح .
قال الرجل بتعب : أنا كاجون 
قال يوبين وهو يبتسم لكاجون : سعدت بلقائك يا كاجون .
قال كاجون : أرى انك بخير على عكسي .
قال يوبين : هذا هو سبب وجود صاحب او صديق ، يساعدك وقت الحاجة .
قال كاجون : لقد كنت ضحية جنية لعينة .
قال يوبين : كنت ايضا سأكون ضحية لشيطان يسكن بئر ما ، ولكنني فررت بدمي .
ضحك كاجون بصعوبة وقال : وضعنا مزري .
قال يوبين : لذا يجب أن تنجو ، وانا ايضا للانتهاء من هذا الجحيم .
قال كاجون : لقد همست لي تلك الجنية بأن العالم الحقيقي الذي ينتظرنا اسوأ من حالنا الآن بكثير .
قال يوبين : .......ولكننا نستطيع البقاء ...القتال ...الصمود ...
قال كاجون بتعب : نعم ...وهذا ما سأفعله .
بعد ايام تحسن حال كاجون ليكون بكامل عافيته ، حيث ودع يوبين في محادثة صغيرة بدات بقوله ليوبين : يجب ان ارحل .
قال يوبين : لماذا لا ترافقني ؟!
قال كاجون : ....يجب أن تكون النجاة فردية بهذا العالم ...اذا نجوت أنا وأنت فان لقاءنا مؤكد بشكل مؤجل .
قال يوبين : نعم  ...يجب أن يكون كذلك .
قال كاجون : اشكرك بامتنان شديد على انقاذك لي ، سأرد جميلك هذا وحراستك لي ليلا المتعبة بشيء أكبر مستقبلا .
قال يوبين وهو يبتسم : الوداع .
ترك كاجون يوبين مبتعدا عنه وقد تحول الى ظل اسود وسط الصحؤاء ليختفي سريعا .
وقد استطاع يوبين النجاة من كل هذه المواجهات والعقبات حتى وصل الى اسوار كانت عالية جدا ، حيث حاول تجاوزها ولكن ذلك كان صعبا جدا ، حيث كان ينتظر عندها لتفتح أبواب هذه الاسوار ، ولكنه أحس في هذه اللحظة التي كان مستقرا فيها امام ابواب الاسوار المغلقة بوجود شخص ما ، بل وجود أشخاص كثيرين نسبيا ، كانوا عبارة عن رجال ونسوة ايضا ، حيث اقتربوا منه بعدوان وهمجية وقاموا بتقييده جاثيا بينما حاول مقاومتهم ولكنهم كانوا يمتلكون قوى أقوى من قواه ، حيث قيدوه وحاصروه من حوله حتى تحدث احدهم وقال له : من أنت ؟!
قال يوبين : ومن انتم ؟!!
قال الرجل الذي طرح عليه السؤال : موقفك هو من يجبرك على اجابتنا طواعية .
قال يوبين : اسمي يوبين .
ضحك كل من كان حوله بسخرية وبمن فيهم ذلك الرجل الذي استوجبه وقال : لا يجب ان تخبرنا باسمك ، اسمك لا يفيدنا بشيء .
قال يوبين : ..........
قال الرجل وهو يشير لاحد الاشخاص الذين كانوا حوله بابتسامة : اخلع ثوبه لكي نرى وسمه .
خلع ذلك الرجل ثوب يوبين بعنف حيث حدق الجميع بوسمه الذي نقش على صدره ليقول الرجل : انت مثلنا يا يوبين ، وجميعنا مثلك ولكننا قطعنا وعدا بعدم قتلنا لبعض حتى تفتح ابواب هذه الاسوار أمامنا .
قال يوبين : وأنا ايضا أعدكم بذلك على أن تعدوني بذلك أيضا .
قال الرجل : حسنا ...نعدك بذلك ، لذا يجب أن تلتزم بذلك لسلامتك .
وافق يوبين على ذلك وقام الرجل بتحرير قيده ، بقي هذا الجمع ينتظر أيام وأيام في انتظار فتح أبواب السور ،ولكن بدون جدوى ، حيث شعر الجمع بفقد للأمل وخيبة واحباط حتى زارتهم امرأة ترتدي ثوب طويل أسود تغطي به رأسها ، كان استقبالهم لها مليئء بالتوتر والقلق حتى قالت تلك المرأة بصوت مسموع لجميع الأشخاص ضمن الجمع : أنتم لن تدخلوا .
قال احدهم بهمجية : ومن أنتي حتى تقرري هذا ؟
قالت المرأة : نعم ....من أنا ؟؟! ليس لدي الحق في ذلك ولكنكم لن تدخلوا وهذا مؤكد .
قال احدهم : ولكننا نريد الدخول .
قالت المرأة : هناك طريقة واحد للدخول .
قال الرجل : وما هي ؟!
قالت المرأة : أن تقترعوا لتكونوا عادلين ، أي عشرة اشخاص يخرج اسمه من ضمن القرعة سيدخلون .
قالت احدى النسوة : وماذا عن البقية ؟!
قالت المرأة : يموتوا .
صمت الجمع والقلق والتوتر ظاهر عليهم حتى قال احدهم : وماذا ادراك ؟! أنتي فقط تقولين هذا بدون سبب وجيه لنفعله .
قال آخر : نعم اخبرينا بسبب واحد يجعلنا نفعل ما تقولينه .
قالت المرأة :  ...كل سنة يفتح هذا الباب لعشرة أشخاص فقط ، لا اكثر ولا أقل ، والباقين محكوم عليهم بالموت ، وستفعلون هذا الا لو اردتم البقاء هنا حتى الموت .
قال احدهم : ولكن من انتي ؟!
قالت المرأة : لا شأن لكم .
قال احدهم : ولماذا تساعديننا ؟!
قالت المرأة : لأنني لا اريد لشعب هذا العالم  أن يموت  .
ضحك الجمع بأكمله عدا يوبين الذي عرف انها هي نفس تلك المراة التي ساعدته من قبل وحذرته من تلك الجنية ، فقال يوبين بصوت مسموع للآخرين : يجب أن نصدقها .
حدق كل الجمع بيوبين ، حيث قال احدهم : يبدو أنك خليلها لكي تساعدها .
قال يوبين : لا ..ولكنها ساعدتني من قبل .
قال احدهم : أنت كاذب .
قالت المرأة : لست هنا لكي تصدقوني أو لا ، انه قراركم على كل حال .
في هذه اللحظة امسك أحد الرجال بثوب المرأة الأسود الكبير وحاول نزعه بهمجية ولكنه المرأة تصدت له ليسقط الثوب الذي يخفي وجهها عن الجمع ويظهر وجهها واضحا لنا بينما بقي الثوب يحيط بجسدها ، رأى الجمع ويوبين امرأة جميلة بشعر شديد السواد وبشرة شديدة البياض وملامح بارزة ، فقالت المرأة وهي تحدق بهم : سأتغاضى عن هذا لا اكثر ....اذا تعديتم حدودكم ستموتون جميعكم على يدي .
قال احدهم : أنتي غريبة بيننا ونحن لا نصدق الغريب .
قال أحدهم والقلق واضح على وجهه : انظروا ، هناك وسم على وجهها .
حدق الجمع بالوسم الذي كان مرسوم على وجنتها اليمنى من وجهها ليقول احدهم : وما الذي يعنيه هذا ..مجرد وسم تريد اخافتنا به ساحرة مثلك .
قال أحدهم بخوف : أليس هذا وسم العائلة المالكة والأولى .
قال أحدهم : نعم ..نعم .
بدء الخوف والرعب يتدفق في الجمع حتى قالت المرأة : نعم ...أنا حفيدة اول شخص داس بقدمه على هذا العالم .
بدت نظرات القلق على الجمع حتى قالت تلك المراة مره اخرى : أنا فقط اريد مساعدتكم ، لذا ...
سمع كل الجمع صوت رجل كان يقترب منهم عنوة من مكان بعيد حتى صار أمامهم وهو يحدق بتلك المرأة ويقول بأعين شاحبة : ولكنها كانت مطرودة من ورثة عائلتها او الحكم ، لانها خالفت القانون الوضيع هذا بسبب طيبة قلبها .
قالت المرأة والغضب ظاهر على وجهها : لماذا جئت الى هنا أيها المنفي الغبي ؟!
قال الرجل : أنا بالجحيم ويجب أن آخذ معي أشخاص آخرين اليه ، لا اريد ان اكون وحدي فيه .
لوحت المرأة بيدها على الرجل وقالت : ابقى في الجحيم للأبد .
بعدما قالت هذا سقط الرجل صريعا مستا على الأرض ، شعر الجمع كلهم بالخوف بما فيهم يوبين ،
حيث اختفت بعدها وهي مبتعدة عن الجمع وهي تقول : لقد انتهى دوري ودوركم حان .
بقي الجمع بعدها في شجارات طويلة حتى اتفق الكل على الاقتراع عندما أحدس أكثرهم بعدم قدرتهم على تحمل الجوع والعطش ، وقد بدأ سمحب عشرة أسماء بشكل عشوائي ، حيث ظهر اسم يوبين من بين تلك الأسماء وكان الاسم السادس ، حيث توجهت مجموعة العشر الأشخاص تجاه بوابة السور ، ولكنها لم تفتح ، فقال أحدم الاشخاص العشرة : لماذا لا تفتح البوابة ؟!
قال الآخر : هل هذا لأننا لم ننهي حياة الاشخاص الذي تركناهم !؟
قالت احدى النسوة التي كانت محظوظة معهم : نعم ...يجب أن نقتلهم لكي ننجو .
قال أحدهم : ولكنهم أكثر منا ، وقد يقتلونا ، انهم أقوياء أيضا .
عاد العشرة الاشخاص تجاه المجموعة التي تركوهم للهلاك ليجدونعم ميتين جميهم ، حيث وجدوا حولهم أشخاص يأكلونهم بنهم ، حيث رجعوا الى تلك البوابة بخوف ، حيث فتحت تلك البوابة لهم بهدوء ودخلوا الى قاعة كبيرة واسعة
وتوجهوا وسطها ليجدوا أمامهم امرأة تجلس على كرسي عالي و كبير مزخرف وهي تحدق بهم وتقول : عشرة اشخاص فقط ....جميل جدا ....مبارك لكم على نجاتكم من الاختبار الذي كان لكم ...أنتم الآن تستحقون ان تكونوا رؤساء لجماعاتكم الخاصة .
قال احدهم باستغراب : ما الذي تعنيه يا سيدتي ؟
قالت وهي تضحك : الوسم في صدر الرجال وفخوذ النساء يمثل رؤساء كفئين للعصبات  ، ونجاتكم الآن أمامي كافي لان اوقول بأنكم كفؤ .
في هذه اللحظة حدث شيء جعل الكل مفزوعين حيث دخل رجل غريب القاعة بشراسة بينما كان هناك حراس يلحقون به بسرعة ليسقطوا مكانهم وهم ميتون حرقا ،  حيث توجه الرجل تجاه تلك المرأة وهي تحدق بقلق ليستقر أمامها ويقول : لقد انتهى عهدك يا اردوين ، لقد جئت بما وعدتك به ، وهو موتك .
حيث صرخت اردوين بصوت عالي ليخرج جيش مكون من ثلاثين شخصا تقريبا وهم يتوجهون نحو ذلك الرجل الذي لم يحدق بهم ولم يعطهم أي اهتمام ،  حيث احترقوا جميعا مكانهم بنار كانت نار حمراء صارت بنفسجية ثم زرقاء ليسقط جنود الجيش رماد على الارض حيث كانت رادوين تصرخ بغضب شديد بينما كانت تحترق مكانها ، حيث كان الرجل الغريب يحدق بها ببرود ويضحك ويحدق بالاشخاص العشرة بابتسامات ماكرة .
بعدما تحولت جثة اردوين لرماد توجه الرجل الغريب تجاه كرسيها الكبير المزخرف وقام بنفض الرماد من على الكرسي وجلس عليه ببرود وسط ذعر الأشخاص العشرة امامه وقال وهو يضحك : لا تقلقوا بشأن الساقطين الذين احترقوا مكانهم ، انهم يستحقون هذا على عكس اشخاص مثلكم يمكن وصفهم باشخاص شجعان حديثين الولادة برئيين لا يعرفون أي شيء عن هذا العالم .
قال احدهم : ومن انت ؟ هل انت سيدنا الجديد ؟
قال الرجل الغريب : نعم ...أنا جوكين سيدكم الاول والآخر ، وانتم ستنضمون للشعب الذي ساحكمه ، وستنفذون امري .
في تلك الفترة حكم فيها جوكين كل المدينة التي كانت موجودة في ذاك العالم رغم انها مدينة فقد كانت كبيرة جدا ، حيث كانت هناك مدينة صغيرة مجاورة للمدينة الكبيرة ، كانت موجودة منذ حكم المرأة التي اسمها اردوين ، وحتى عندما كان يحكم جوكين ، حيث كانت مدينة مخصصة للأشخاص المسالمين فقط ، وشرط اقامتك فيها هو انك لن تستعمل قواك في أي غرض سواء كان كبيرا او صغيرا ، حيث كان يسكنها اناس عاديين كانوا يشتاقون للعودة لعالمهم الاصلي للعيش بشكل طبيعي ، حيث كانت هناك امرأة قوية جدا أسست هذه المدينة وقد كان اسمها السيدة سوان ، حيث كان اكثر اهل المدينة لا يعرفون شكلها ولكنهم يعترفون بفضلها عليهم في توفير الحاجات والاغراض التي يحتاجونها من طعام وشراب ودواء وغيرها لهم بدون أي امتناع ، حيث ايضا كانت تشرف على اشخاص ذو قوى فتاكة لكي يقوموا بحماية حدود المدينة من أعدائهم من المدينة التي اصبح جوكين يحكمها ، وعلى عكس كل هذا كان حكم جوكين تلك المدينة الكبرى ، كان يترك أهل المدينة بدون اي قوانين سوى قانون واحد اجباري وقهري وهو قانون النفي ، حيث كان يقوم ينفي أي شخص يخالفه في امر ما ، واذا رفض الخروج من المدينة وفهذا يعني انك حكمت على نفسك بالموت ، وسيكون جوكين مستعدا لتجهبز جيش كامل يطاردك حتى تموت ، جيش متنوع من البشر والجن وغيرهم ، حيث كان يقوم بجولات على أنحاء مدينة في ايام معلومة فقط لاظهار جبروته وقوته على الآخرين ، حيث كان لا يمنع اي مخالفات اخلاقية مثل السرقة القتل وغيرها ، كان كل شيء مستباح في مدينته ، وكانت جملته الواضحة في أذهان كل شعبه وهي ( القوي هو من سيبقى ) ، حيث كان الأقوياء هم من يستطيعون البقاء والعيش بشكل طبيعي ، أعاد كل المنفيين تحت قانون اردوين للمدينة وكأنهم اشخاص عاديين ليخدموه طواعية او كراهية ، خدمته للأبد حتى مماتهم ، حيث كان حاكما قامع ، حيث كانت في تلك الفترة حال العشرة الاشخاص الذي كان يوبين من ضمنهم في فترة حرجة وضعيفة جدا ، حيث لم يستطع اكثرهم العيش في هذه المدينة وخصوصا ان ليس لديهم أي فرد جديد في العصبة ، يحتاجون للانتظار على الأقل سنة واحدة ، وكان الوضع صعب ليموت اكثرهم ضحايا لأهل شعب جوكين القامع الظالم ، ولكن يوبين استطاع الفرار والنجاة من هذه المدينة هو وثلاثة اشخاص آخرين ، ولكنهم تفرقوا تماما ، حيث انتهى حال يوبين وهو موجود عند اسوار المدينة التي تحكمها سوان وهو في حال مزرية جدا ، ساعد اهل تلك المدينة يوبين بعدما تعهد لهم بعدم استعمال قواه ابدا ، وقد ساعدته سوان كثيرا حتى استجمع قواه ، وقد اقام عندها بعدما قدمت له ذلك كمكرمة منها له لانه من الاشخاص المحظوظين بنجاتهم من جوكين وفرارهم منه ،
حيث كانت مكرمتها له باعطائه سكن له في قصرها الكبير ، حيث كان ممتنا لها ، حيث كانت أول زيارة له لها ليشكرها على ما بذلته له هي  عندما قاده الحراس لقاعة كانت كبيرة وفاخرة ، حيث جلس على كنبة كبيرة كانت بلون أحمر غامق ، او قرمزي ، حيث بعدها دخلت القاعة امرأة شابة جميلة بملامح بارزة وشعر شديد السواد وبشرة شديدة البياض ، وقد كان يرافقها رجل ما ، حيث امرته بالخروج من الغرفة ليحضر للضيف بعض الضيافة ، حيث جلست امامه على كرسي كان بلون أحمر غامق مائل للعودي ، حيث قالت وهي تحدق به : كيف حالك يا يوبين ؟!
قال يوبين وهو يحدق بها وكأنها شخص قد رآها من قبل : ..هل ..أنتي السيدة سوان أظن انني رايتك من قبل ؟؟!
قالت بابتسامة : نعم .
قال يوبين : أنتي تلك المرأة التي ساعدتنا قبل دخول اسوار مدينة الجحيم تلك ؟!!
قالت سوان : نعم ..أنا هي .
قال وهو ينتهد : جئت لكي اشكرك على كب ما قدمته لي حتى الآن .
قالت سوان : انا افعل هذا لكل ناجي يأتي هاربا من تلك المدينة لأنني اريد تكثير أهل مدينتي ، وبالطبع الترحيب بك من صالحي في النهاية .
قال يوبين : اشكرك يا سيدتي على كرمك .
قالت : لست أول ناجي ...ولكنك الأول منذ سبع سنوات او اكثر .
قال يوبين بقلق : ماذا !!؟ منذ سبع سنوات ..ألم يكن هناك ناجين ؟!
قالت سوان : تقول هذا وكأن مدينتي ملجأ لأي شخص .
قال يوبين بجدية : نعم ...لقد كانت كذلك بالنسبة لي واكثر .
قالت سوان : هذا يسعدني ..ولكن نعم منذ سبع سنوات او اكثر لم يأتي أحد لهذه المدينة ، اما انهم استطاعوا التأقلم مع اوضاعهم في مدينة جوكين او انهم ماتوا صريعين عندما كانوا يهربون من بطش جوكين واتباعه .
قال يوبين : نعم ...لقد مات اكثر الاشخاص الذين قد نجوت معهم قبلا .
قالت سوان : ولكنك نجوت وهذا ما يهمني .
قال يوبين : أشكرك كثيرا على كرمك .
قالت سوان وهي تحدق به بسرحان : هل رأيت اردوين ؟!
قال يوبين : نعم ...تلك التي ماتت محروقه مكانها على يد جوكين ، يبدو انها كانت حاكمة تلك المدينة من قبل .
قالت سوان : انها أمي .
قال يوبين بدهشة : .........
ضحكت سوان وهي تقطع سرحانها وتقول : هي من اختارت هذا ...وقد تم نفيي من تلك المدينة لأنني اعترضت حكمها الغير عادل ، وها أنا في حال احس منها .
قال يوبين : ولكنها امك !!
ضحكت سوان وقالت : نعم ...وهذا ما يؤلم قلبي رغم انها لم تهتم لي أبدا .
قال يوبين : ..........
في هذه اللحظة طرق أحد الخدم باب القاعة ليدخل ومعه ضيافة كريمة ليوبين ، حيث خرج الخادم وقد بدء يوبين بالأكل من الضيافة بشيء من النهم ، فقالت سوان بابتسامة : تبدو جائع .
قال يوبين وهو يمسح شفتاه المتسخة : لدي سؤال .
قالت سوان : ماهو ؟!
قال : كيف أعرف أين أمي ..أبي ..أهلي هنا ؟!
حدقت سوان به لثوان دون الحديث بشيء ثم تبسمت وقالت بحزن : كل من يدخل هذا العالم فانه يتيم ...وحيد ..حتى لو دخل معه احد من اهله فانه سينسى قريبه ، لأنه سينسى نفسه اصلا .
قال يوبين : وماذا عنك ؟! لماذا هي والدتك ؟! أم تبنتك ؟!
قالت سوان : لا ..هي امي الحقيقة .
قال يوبين : اذن هي تذكرت انها امك وأنتي تذكرتي أنك ابنتها .
قالت سوان : لا ...أنا من حفيدة العائلة المالكة الحاكمة ، جدي هو أول من داس على هذا العالم بأقدامه ....ونحن الوحيدون من نتميز بقانون واحد .
قال يوبين : ما هو ؟!
قالت : الانجاب في هذا العالم .
قال يوبين : ما الذي تقصدينه ؟
قالت : هذا يعني أننا وحدنا هكذا وان اشخاص مثلك سينجبون اذا تزوجوا ، ولكن اطفالهم سيولدون في العالم الحقيقي وانت محروم من رؤية وجوههم الا اذا خرجت من هذا العالم .
قال يوبين : .......هذا مؤلم ...
ضحكت سوان وقالت : لا اظن ان الزواج من الافكار الاولى لديك .
قال يوبين : ..ماذا عنك ؟!
قالت سوان : بالطبع انا مثلك لست متزوجة ، ولا ارغب في هذا ، لأنني لا اريد لذريتي أن تعاني من كل ما اعاني منه .
قال يوبين : ...نعم كلامك صحيح ..
أمضى يوبين كضيف عدة اشهر حتى استأذنها بانه يريد العمل بأي عمل ظ حتى لا يبثى عبء عليها ، وقد واقفت سوان على ذلك ، ولكنه وعدها بعدم استخدام قواه ابدا ، ابدا هذه كلمه كان لا يعرفها يوبين ، حيث كان يحاول استعمال قوته والتحكم بها في السر وخصوصا ليلا عندما يكون كل الناس نائمة ، وكما اعتاد ، حيث كان يخرج ليلا من قصر سوان خلسة لممارسة قوته في مكان كان منعزل قليلا وقد كان في حدود تلك المدينة ، حيث وقد مرت سنة كاملة وقد كان على هذا الحال ، حيث في احدى الليالي التي خرج فيها كالعادة لنفس المكان لممارسة ما كان يعتاده اختطف معه ارنب ليجرب قواه عليه ، فقد كانت قواه بدون تطبيق لو انه كان فقط يستدعيها ، حيث وضع الارنب في مكان بعيد عنه ، وقد كان يتتبعه بينما كان الارنب يهرب بسرعة حتى استطاع محاصرته وقتله في ثوان ، حيث كان يوبين سيتحضر ما يفعله على ما كان يفعله سابقا عندما استطاع قتل العديد من الاشخاص ، حيث كان يريد تطبيقها على بشر ولكن يعتبر هذا مخالف جدا وخصوصا و انه يقوم باستعمال قوته الآن وهذا مخالف اكثر ، بينما كان يفعل هذا رأى في الافق شيء ما يطير في السماء وهو يتوجه تجاه المدينة ، وقد كان واضح بأنه من خارج حدود المدينة ، حيث شعر بتردد في استعمال قوته اذ انه لم يرى اي دفاع ضده ممكن يحرسون حدود تلك المدينة حتى رأى ظلا آخر قادم من خلف ذلك الظل ، وقد كان عبارة عن خيال امرأة ، حيث  بقي يحدق وهو يختبيء في احد زوايا المكان بهدوء ، حيث رأى ان الظل القادم كان لرجل بملامح مرعبة الى حد كبير ، حيث كان عبارة عن مسخ الى حد أكبر ، حيث كان ظل المرأة يحاول منعه من الدخول للمدينة او تخطي حدودها ، حيث رغم ذلك كان قتالهم شرسا حتى تمكن المسخ من تجاوز أول اسوار المدينة حتى كان قريبا ليوبين كثيرا حيث بدءت تلك المرأة بالصفير بهدوء مما شل حركة ذلك المسخ وكذلك يوبين الذي تجمد مكانه مشلولا عن الحركة ، حيث رأى يوبين في هذه اللحظة أعين تلك المراة وهي تتحول للون الأحمر ، وكذلك شعرها ، حيث ثوان من التجمد والشلل توقفت المرأة عن الصفير لينفجر رأس ذلك المسخ وتلطخ دماءه كل مكان وكذلك جزء كبير من يوبين المرعوب وهو يراقب هذا المنظر ، حيث شعرت الك المرأة بوجود شخص ما كان يراقب هذا لذا توجهت نحوه بينما كان يحاول الفرار منها ، ولكنها استوقفته وقالت : يوبين ؟؟! ما الذي أتى بك الى هنا ؟؟!
رفع يوبين رأسه وهو يحدق بتلك المرأة التي سوان ، حيث قال بشيء من التردد : لقد كنت مارا من هنا فقط .
قال سوان بعصبية : لا يجب أن تكون على الحدود .
قال يوبين أعتذر يا سيدتي .
قالت سوان وهي تضحك فجأة : هل خفت يا يوبين ؟! لا تقلق ..أنا أعرف منذ مدة ليست بالقصيرة بأنك تفعل ما تفعله ، هذا يجعلني متفائلة ، اقصد أنك الوحيد الذي تفعل هذا ، وأنك الوحيد الذي يملك رغبة في استخدام قواه وعدم طمرها ودفنها للأبد كأهل وشعب مدينتي .
قال يوبين : ماذا عنك سيدتي ، هذا خطر بأنك بالخارج على حدود المدينة لأن الكثير من الاعداء يترصدونك .
قالت سوان بابتسامة : أنت تشجعني لقول شيء واحد لك .
قال يوبين : ما هو ؟
قالت : أنك ستستطيع أن تدمر جوكين على عكسي يوما ما .
قال يوبين : ما الذي تقولينه يا سيدتي ؟!
قالت سوان : لا تقول سيدتي ...أنا أكره هذا .
قال يوبين : لا يمكنني مناداتك بشيء آخر يكرم من مكانتك .
قالت وهس تمسح الدم عن وجهه : أنا حظيت بصديق مثلك من قبل .
قال يوبين : ....... .
قالت سوان : ولكنه مات أمام عيناي .
قال : هذا مؤسف .
قالت : نعم ...جدا ...لقد كان مميزا ودائما ما يشجعني ، وبسببه استطعت تأسيس هذه المدينة وحمايتها .
قال يوبين : ...........
قالت : وأنا اريد خدمته بك .
قال : .......
قالت : لقد أراد تحرير تلك المدينة من القيود التي وضعتها أمي عليها ولكنه لم يستطع لانها أمي ، لأنه احبني وقد أحببته .
قال يوبين : ..........
قالت وهي تبتسم : حاول ان تنسى ما قلته لك ، ولكن تذكره جيدا عندما تتاح لك الفرصة لفعل هذا .
قال يوبين : ....قواك كانت مميزة .
قالت سوان بحزن : نعم ..ولكنها مخيفة .
قال يوبين : لا اظن هذا ، انها فتاكة وقوية مثلك .
قالت سوان : أنت الوحيد الذي سأسمح له باستعمال قواه في هذه المنطقة المعزولة فقط .
قال يوبين : اشكرك يا ....
ضحكت سوان وقالت : لنعد فقط للقصر .
مضت فترة على ذلك الموقف ، حيث في هذه الفترة كانت علاقة يوبين بسوان مجرد صداقة عادية ، حيث وكلته سوان بمهام متعددة ومهمة لثقتها به ، حيث كانت تزوده بالمعلومات التي قد يستفيد منها عن هذا العالم د بل واكثر ، حيث مرت سنتين على اقامة يوبين عند سوان ليدخل يوبين على سوان التي كانت تجلس على كرسيها المزخرف في القاعة المفضلة لها وجلس امامها وهو يحدق بها بينما كانت تقول : ما الذي جاء بك يا يوبين ؟! اليوم ليس اليوم الذي أردت منك تسليم بعض التقارير عن ....
قال يوبين مقاطعا لها : ارغب في الرحيل من هذه المدينة .
حدقت سوان به بوجه قلق وقالت : ألست سعيدا هنا ؟! لماذا تريد الرحيل ؟!
قال : لأنني اظن أن هناك أفراد من عصبتي قد ولدوا كما يقال ، اريد العودة لتلك المدينة والبحث عن منزل محدد يدخل منه أفراد عصبتي كما قلتي لي سابقا .
قالت سوان والحزن واضح على عينيها : بالطبع أتذكر ما قلته لك ، نعم يجب أن ترحل ، يجب أن تحدث هذا عاجلا ام آجلا .
قال يوبين : سأرحل بالغد .
قالت سوان : ....لقد مرت سنتين سريعا .
قال يوبين : سأزورك من حين لآخر .
انصرف عنها يوبين حتى اليوم الثاني الذي استأذن فيها بالدخول عليها للقسام بالوداع الأخير لها ولشكرها على كل ما قدمته له من كرم ، حيث دخل القاعة التي كالعادة كانت تبقى فيها دائما ، حيث استغرب قليلا لأنه لم يجدها فيها ، ولكنها بعد مدة قليلة دخلت عليه بعجل وقالت : أعتذر يبدو أنني تأخرت عليك .
قال يوبين : لست كذلك وابدا ، بل أنا من يشكرك على كل ما قدمته لي من كرمك .
اقتربت سوان من يوبين وقالت : هل سترحل حقا ؟!
قال : نعم .
قالت سوان ونظرات الحزن والاسى تنبع منها : لدي ما اخبرك به .
قال يوبين : ما هو ؟
قالت : هذا سر بيننا .
قال يوبين : ماهو ؟
قالت : اسمي كورا ، وليس سوان ، ولكن سوان اسمعي الذي اتخفى به من شعبي الذي لا يعرف أنني ابنة تلك المرأة السيئة .
قال يوبين : ساحفظ سرك يا سيدتي .
قالت سوان بحزن : رغم أنني شابة حتى الآن ولكن هذا ليس عادل .
قال يوبين : ..........
قالت بحزن : ليس أي شخص تقابله هو حقا ما تراه على هيئته ، كثير من النسوة مثلي كبيرات بالسن ، وأكثر ، ولكنهن وقعن بالحب .
قال يوبين : ............
قالت سوان او كورا : لقد وقعت بحبك يا يوبين ، ولكنه بسبب ذلك الشخص الذي احببته من قبل ، بسببه فقط لانك تذكرني به .
قال يوبين : لا ترمي بحياتك للماضي .
قالت كورا : ولكنك لم تلاحظ أنني احببتك ، وهذا جيد انك لم تلاحظ ، كم انا مضحكة !
قال يوبين : اشكرك على ذلك ، قد تكون نعمة لم استوعبها بعد ، ولكنني مضطر الآن لتركها .
قالت كورا بابتسامة حزينة : هناك قصة حب أحب ان أتذكرها عندما اكون في موقف كهذا .
قال يوبين : وما هي ؟!
قال كورا : قصة ابنة سيد قبيلة برامين والذئب الابيض .
قال يوبين : أخمن ان هذه القبيلة ليست قبيلة للبشر .
قالت كورا : نعم .
قالت كورا : تلك الفتاة احبت شخص اسمه فابيان ، حيث كانت تعشقه بينما كان يعشقها ، ولكن جوكين عرض على فابيان ثمن كبير مقابل افشائه عن مكان قبيلة برامين الذين دائما ما يختبئوون في اماكن يصعب ايجادها ، حيث فضح فابيان عن مكانهم وهرب بفعلته ليلحق بتلك القبيلة كل اذى بينما انكسر قلب تلك الفتاة التي تعتبر وريثة والدها الوحيدة ، ويبدو ان  جوكين هو من فرق بينهم كما يحدث الآن ، انت تذهب اليه ، الى مدينته الآن .
قال يوبين : .....يجب علي ذلك ..
قالت كورا : تعال لزيارتي في اي وقت ، أنا سارحب بك .
قال يوبين : سأحرص على ذلك لرد جميلك .
قالت كورا : حسنا اذن اظن ان هذا هو الوداع .
قال يوبين : نعم .
قالت كورا وهي تشير بأحد الخدم الذي استأذنوا بالدخول : نعم ...قم بذلك .
قال يوبين وهو ينظر للخادم الذي خرج من الغرفة سريعا : ما الذي تقصدينه !؟
قالت كورا وهي تحتضن يوبين : سأشتاق لك كثيرا .
حيث ودع يوبين كورا وبعد هذا اعطى يوبين ظهره لكورا التي كان الحزن ظاهرا عليها وانصرف عنها ،  حيث خرج ووجد الخادم الذي اشارت له كورا بانتظاره ، حيث قال له الخادم : لقد جهزت السيدة لك عدة بسيطة من الطعام والماء والثياب والدواء ومال وغيرها .
قال يوبين : لا اريده ، ساتركه .
قال الخادم باصرار : يجب ان تأخذه يا سيدي ، والا فأنني سأخسر وظيفتي .
قال يوبين : .....هل علقت سوان وظيفتك بهذا ؟!
قال الخادم : لأنها تعزك كثيرا ، قدر هذا منها وخذه معك ، انه محمل على شخص ستجده بالخارج ، هو من سيوصلك لمنزلك آمنا .
قال يوبين وهو يحاول العودة لكورا : لم ارد ان تفعل هذا .
استوقفه الخادم وهو يتوسل ليوبين بقبول كل هذا وهو يقول : سيموت أطفالي اذا خسرت وظيفتي ، ارجوك يا سيدي ، اتوسل اليك .
توقف يوبين مكانه وقال وهو يترك الخادم : سانصرف اذن وأقبل بهذا الكرم الكبير .
ودع يوبين أهل القصر الذين عاملوه باحسان وشكرهم وترك تلك المدينة .

ودع يوبين أهل القصر الذين عاملوه باحسان وشكرهم وترك تلك المدينة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الى عالم مجهول _into New Worldحيث تعيش القصص. اكتشف الآن