الفصل السابع من ( الى عالم مجهول )

162 3 0
                                    

البداية :

                              ( شيطانية )
فيوليت وهي تزور سوان في غرفتها المعتادة ، حيث هذه المره ظهرت لها فجأة بدون أن تدخل من الباب بهيئة بشرية ، حيث قالت سوان بانزعاج : ظهورك المفاجئ هذا مفزغ ، لماذا لا تكونين طبيغية وتطرقي الباب فقط كعادتك ؟!!
قالت فيوليت : لا شان لك عزيزتي أنا افعل ما اريد ، لست طبيعية وأنت تعرفين ذلك يا كورا .
قالت كورا : ما الذي لديك ؟! هل طبقتي شيء من تجهيزات خطتنا ؟!
قالت فيوليت ببرود : لا ، لاشيء .
قالت كورا بعصبية بسيطة : ما الذي تقصدينه ؟! ألن تفعلي ؟!
قالت فيوليت : لا تستعجلي يا كورا وتتهوري بغباء .
قالت كورا بتجهم : ما الذي تقصدينه ؟
قالت فيوليت : فكري جيدا ، اذا ما هددتي سارا بتسليم القلادة لجوكين رغم انني أظن انها سترفض ولكن ذلك سيكون تحريض ليوبين وكذلك لجوكين لكي تسير الخطة بسلاسة .
قالت كورا ووجهها الغاضب تحول لابتسامة خبيثة : هذا سيكون سهل وأفضل أيضا !
قالت فيوليت : ولكنني سأذهب أنا لفرد من أعوان جوكين لكي أطلب منها ذلك ، واظن انها سترفض لذا فان دورك سيحين .
قالت كورا بابتسامة شيطانية : هذا افضل ، سيكون ممتع على هذا المنوال ، أليس كذلك !!؟
ضحكت فيوليت وقالت وهي تبتسم لمكر : سنرى ملحمة قريبة سنستمتع بها كثيرا .
ضحكت كورا وقالت : ما الذي ننتظره ؟!
                    ( انذار الحرب الأول )
كنت مع ألفين في نفس المكان الذي تركنا فيه يوبين وهفرون ، حيث بقيت مع ألفين الذي تولى البحث عن ذلك الذئب الابيض بينما بقيت في نفس المكان الذي تركني به ألفين ، حيث كنت اشعر بالملل بشدة بسبب ترك ألفين لي وحيدة ، ولكنني كنت جالسة بدفء حول النار التي تركها لي ألفين مشعلة ، حيث بينما كنت جالسة وحدي ليلا في نفس تلك الليلة التي تركنا فيها يوبين وهفرون كنت اجلس مكاني ادعوا لهما بالنجاة ، لم ارد تخيل معناتهما ابدا ، رغم انني اعرف ان طريقهم سيكون صعبا خصوصا وانهم سيصلون الى الجبل مشيا على الأقدام او التسلق ، وهذا أسوا شيء ، حيث وبينما كنت ادمع بحزن بمشاعر مختلطة سمعت أصوات خطوات متتالية تجاهي في الثلج وفي الظلام المحيط بي ، شعرت برعب وخوف شديد ، ولكنني كالعادة اتظاهر بالقوة الصلابة لكي ابقى جالسة مكاني وكأن شيء لم يحدث ، حيث وبينما بقيت متجمدة مكاني برعب شعرت بأنفاس تقترب مني شيء فشيء ، تصاحب الانفاس زمجرة بسيطة ، حيث ومازلت مكاني متجمدة عرفت انه حيوان من حيوانات البراري الثلجية ، حيث بقيت متمسمرة مكاني بينما اقرب ذلك الحيوان مني شيء فشيء من خلفي حتى شعرت بفرو وزغب ذلك الحيوان وهو يلمس ثيابي وجزء من عنقي ، حيث التفت البه بشكل جزئي بسيط جدا لارى فرو ابيض وهو يلمسني ، حيث عرفت أنه اما دب ثلجي أو ذئب ثلجي ، حيث كنت اتمنى انه مجرد دب ثلجي لكي أتمكن من قتله بدون أي مانع وندم ، ولكن عرفت انه ذئب ابيض عندما رايت وجهه الكبير وأسنانه الكبيرة التي يبرزها لي ، قلت وانا جالسة مكاني : هل أنت فابيان ؟!!
قال الذئب بصوت مألوف : هل كنتي خائفة ؟!
قلت : ألفين ؟!!!
تحول ألفين هيئته البشرية بينما سقط على الارض ضاحكا وهو يسخر مني ، حدقت به بتجهم وقلت : لا اظن انه الوقت المناسب للمزاح يا ألفين .
قال ألفين وهو يتقرب مني بينما يتدفأ بمعطفه الطويل الأسود الثقيل : هل اخفتك ؟
قلت بعصبية : هل تجد ذلك ممتعا ؟ تبا لك .
قال ألفين بوجه مستغرب : ظننت ان ذلك سيضحكك قليلا ؟!! لم أكن اظن ان ذلك سيزعجك !!
قلت بعصبية : هل انت ثمل ، يبدو أنك لا تفكر بعقلك السليم .
قال وهو يضحك : أنا آسف ، اعتذر اليك ولكنني اردت ان اغير من جو الملل والكآبة التي كنا بها .
قلت بتنهد : نعم ، كنت اشعر بملل شديد .
قال ألفين : مؤكد انك كنتي قلقة على يوبين وهفرون .
قلت : ألست مثلي ؟! قلق عليهم ؟ السنا عائلة واحدة نقلق ونساعد بعضنا ؟!!
قال ألفين بابتسامة : نحن دائما عائلة ، لا تقلقي .
قلت وانا ابتسم : هذا مريح ، ولكن ما هي نتاىج بحثك عن ذلك الذئب الابيض ؟!
قال ألفين وهو يزفر : لقد كنت غاضب وحزين لأنني لم أجده ، لذا اردت تغيير جوي وجوك الكئيب بتمثيل ذلك الذئب الابيض .
قلت : لقد كنت تشبهه كثيرا ، لقد كدت اصدق انك هو .
قال ألفين : اشعر بالسوء من اجل يوبين وهفرون لتركي لهم بدون أن اساعدهم ، ادرت ان اكون دفء لهم في البرد القارس ، أقصد أنني لم اشعر ببرد ابدا عندما كنت على هيئة ذلك الذئب الابيض الذي امتلأ جسده بالفرو الابيض وهذا سيساعد يوبين او هفرون على الشعور بشيء من الدفئ أليس كذلك ؟!
قلت بحزن : نعم ، بالطبع ، اتمنى انهم بخير .
قال الفين : أنا متإكد من انهم بخير وسيعودون وهم بخير .
قلت : .......
قال ألفين : كل ما حصل لنا ولحولنا مؤلم .
قلت : ما الذي تقصده ؟
قال ألفين : كثيرا من الاشخاص ماتوا على يد جوكين رغم انه لا ذنب لهم ، ومنهم سوارا وعصبتها وغيرهم الكثير بالطبع .
قلت وانا احد بالفين : لقد حكى لي يوبين قصة سوارا كاملة وما حدث لها .
قال ألفين بحزن : عاجلا ام آجلا اظن ان مصيرنا مثلهم .
قلت بحدية : لماذا تظن ذلك ؟! انا لا اظن ذلك ، اظن أننا سنكون بخير رغم صعوبة الظروف .
حدق بي ألفين وقال : أردت ذلك ، من قال انني لم ارده ، كلنا نريده .، ولكن كما أن حياتنا الاصلية ليست عادلة فهذا العالم ايضا ليس عادل .
قلت : .....لا تقل هذا وكن متفائل .
حدق ألفين بي وقال : اظن انه قريبا سيمر عليك سنة كاملة على بقائك بهذا العالم .
قلت : نعم .
قال ألفين : ما هي اكثر فترة صعبة كانت لك بهذه المدة؟!
قلت : لم تكن مدة طويلة ولكن سبع شهور على غيبوبتك أنت وهفرةن كانت الاصعب .
قال ألفين : أظن انك ويوبين كنتم في حالة يرثى لها .
قلت بحزن : لم تتخيل حالنا الذي كان اسوا من السيء .
قال ألفين : اظنها فترة كفيلة لكي تكوني في علاقة مع يوبين .
قلت : ...........
قال ألفين : اظن انك عرفتي فيعا بان يوبين يتظاهر بالقوة فب احسان كثرة بينما هو خائف ولديه اشياء كثيرة يخافها وتضعفه ، بما انه انسان مثلنا ، حتى الأن كنت معه اكثر من عشرين سنة ، ولكنك فاتنة حقا يا شيري .
قلت : ........
قال ألفين : ولكن حب الشكل والجمال ليس حب صادق ، الحب يظهر في الاوقات الصعبة لمواسي ، وكذلك الحب عبارة عن تضحية ، لذا اظن ان هذا سبب حب يوبين لك .
قلت : كلامك صحيح .
قال ألفين : لقد لاحظت ذلك منذ مدة انا وهفرون .
قلت : ..........
قال ألفين وهو يبتسم لي : اظن انك الانسب لسيدي يوبين .
قلت بخجل : أشكرك .
حيث في هذه اللحظة حضر غلوين الذي ظهر لنا وهو يقول بقلق : أين سيدي يوبين ؟ انا لا اراه بينكم !
قال الفين : لقد ذهب لاحضار الشعلة .
قال غلوين بتوتر وقلق : لقد جاء مرسول للانذار عن حرب قريبة من جوكين .
قلت بقلق : ما الذي تعنيه يا غلوين ؟!
قال غلوين بقلق : اظن ان جوكين عرف مكان قرية الكهوف الحمراء وهو بدأ بارسال اتباعه لسارا للضغط عليها لتسلم القلادة بإرادتها دون أي اذى ، ولكنهل ترفض ذلك ، ولكنني لست متأكد الأن من ذلك بما أنه قد مرت مدة تعتبر طويلة على ذلك .
قال الفين بقلق : تبا ، كيف عرف بمكانهم ؟! يوبين لن يفشي بذلك ، هل هناك خائن بينهم ؟!
قال غلوين : يجب ان اذهب للجبل والبحث عن سيدي يوبين لاخباره .
قال ألفين بعصبية : هل جننت ؟! بهذه الطريقة ستكشف امر سيدي يوبين !! وسيذهب كل تعبه سدى .
قلت بقلق : اذن ما الذي تقترحه يا ألفين ؟!
قال الفبن وهو يحدق بي : بما اننا لا يمكننا اخباره حتى رجوعه فيجب أن نتصرف ، ساذهب أنا مع غلوين لتدبر الحال ، اما انت ستبقين هنا للبحث عن ذلك الذئب الابيض .
قلت : حسنا اذن ، سأفعل ، ولكن لا تتهور يا الفين ، حاول فقط تدارك الامور بالمعقول .
تحول الفين لطائر كبير وطار في السماء برفقة غلوين ، حيث اختفوا وسط ظلام السماء التي امتلأت بالنجوم المنيرة .
                              ( تهديد )
فيوليت وهي تمشي بخطوات واثقة تجاه الكهف الذي تستقر فيه سارا ، حيث ما أن حاولت الدخول اليه من فتخته الكبيرة حتى منعها احد الحراس وقال بعصبية : ليس مرحب هنا بالغرباء .
قالت فيوليت وهي تبتسم بكبر : هل تعترض طريقي يا غبي ؟!! من أنت حتى تفعل ذلك!؟؟!
اخبر سيدتك أن هناك مرسول من جوكين قد جاء ويريد عمل مفاوضة واتفاقية بيننا .
قال الحارس وهو يرسل احد الحراس الداخلين الى سارا ليوصل ما قالته فيوليت لها : يجب ان تنتظري قليلا .
ضحكت فيوليت بسخرية ، بينما كان الحارس يحدق بها بتجهم حتى عاد ذلك الحارس وهو يشير للحارس الذي كان يحدق بفيوليت بتجهم ، فقال الحارس لفيوليت : لقد سمحت لك السيدة بالدخول ، ولكن برفقتي .
حيث تبعت فيوليت ذلك الحارس حتى دلها على مكان استقرار سارا ، حيث دخلت فيوليت على سارا وهي تبتسم وتقول : شرف كبير بأن اقابل ابنة سيد قبيلة البرامين .
قالت سارا بحدة : ماذا عندك ؟! ما الذي ارسلك به جوكين ؟!
قالت فيوليت بحدة : سلمي القلادة بين يداي الآن .
ضحكت سارا بسخرية وقالت : هل هذا ما امرك به سيدك جوكين ؟!!!
قالت فيوليت : هذا ما أمرني به سيدي جوكين ، سلمي القلادة لي بكل طواعية وانقياد ، وهو سيكون ثمن امن قبيلتكم ، اذا سلمته الآن لن يضطر سيدي للقيام بحرب ضد قبيلتكم ، وسيكون بيننا عهد على ذلك ، أما اذا رفضتي ذلك الآن فذلك لن يكون من صالحك يا ابنة سيد قبيلة البرامين ، لانه يعني حرب كبيرة .
قالت سارا بتجهم : هذا ليس عهد او اتفاقية كما تقولين او يقول سيدك ، انه تهديد !!
قالت فيوليت ببرود : لك الخيار .
قالت سارا : ماذا اذا رفضت ؟!!
قالت فيوليت : لقد اخترتي الحرب بنفسك .
ضحكت سارا وقالت بسخرية : لا فائدة من سيدك ، حتى لو اعطيتك القللدة التي تعتبر ثمن لحماية قبيلتنا  وعهد واتفاقية بيننا فإن سيدك سيلغي كل ذلك ويخون كل ما يقوله وسيفعل ذلك .
قالت فيوليت : اذن أظن ان جوابك واضح ، للأسف ، اذن سأذهب لكي اوصل ذلك لسيدي .
خرجت فيوليت من المكان وخرجت من الكهف الذي كانت فيه سارا ، حيث في هذه اللحظة حضرت سوان لسارا وقالت لها بينما كانت سارا مصدومة من حضورها الغريب المفاجئ : أظن ان من الغباء أن ترفضي ذلك .
قالت سارا : ما الذي جاء بشخصية كريمة مثلك الى هنا ؟! مع انني أظن انك متواطئة مع جوكين ورفيقته .
ضحكت سوان وقالت بعصبية : ستكونين يا صغيرتي مثلما مات والدك قبلا على يد والدتي .
قالت سارا : ها قد ظهرت حقيقتك التي تخفيها خلف قناع الطبية والرفق .
قالت سوان وهي تمسك بعنق سارا بعنف : لقد اخترتي الحرب على كل حال ، وجوكين كل سيقتل افراد قبيلتك ، ولكن لا تقلقي ، لست مختلفة عن والدتي ادروين ابدا ، حيث سأنزع راسك هذا من مكانه بنفسي ، وذلك سيكون شرف لي واكمال لما بدأته أمي .
قالت سارا وهي تبعد يد سوان عنها بقوة : لنرى ذلك يا ساقطة ابنة السفاحة .
قالت سوان : لنرى ذلك ، انت ويوبين ستكونون ميتين مع جوكين جميعكم ، وأنا ساكون سيدة هءا العالم باسره ، لأنني الوريثة الرسمة لذلك كما تعرفين .
قالت سارا وهي تضحك بمكر : تردين ان تخرجي من المعركة هذه كبريئة ، ولكنك الشيطانة الكبرى و المسبب الاساسي لها .
قالت سوان : لادوس على جثتك انتي ويوبين وجوكين جميعكم لياخذكم الجحيم .
قالت سارا بابتسامة ساخرة : اريد رؤية ذلك بشدة.
                          ( ذئب الثلج )
بقيت في الظلام والثلج وحدي وانا احدق بالنجوم المنيرة امامي بقلق ، حيث ما قاله غلوين من أخبار ليس مطمئن أبدا ، حيث بقيت مكاني رغم أنني اصبحت الآن موكلة بالبحث عن ذلك الذئب الابيض ، ولكنني لا استطيع ، أنا خائفة من انني اذا قابلته بفقد اقتله دون ان اشعر ، وهذا ليس ما يريده مني يوبين ، هذا صعب ، وسيكون صعب ، بينما كنت ومازلت على حالي سمعت صوت حركة في الظلام حولي ، صوت خطوات ثقيلة تتجه نحوي ، صوت زمجرة مضخمة قادمة الظللم المحيط بي ، ولكنني تبا ، أعجز عن تحديد مكان محدد لذلك الصوت ، حيث وبعد مدة من التجمد والتصلب مكاني برعب وقلق وخوف مختلطة رأيت ظل خفيف عكسته النجوم المضيئة لحيوان كبير ، حيث شعرت بعدها بأن ذلك الحيوان يدور حولي وسط الظلام ، حيث كان هذا هو سبب عدم مقدرتي على تحديد مكانه ، حيث بعد مدة قصيرة رأيت فرو أبيض يظهر وسط الظلام ، عرفت انه مؤكد انه ذئب ابيض ، ولكن هل هو الفين ؟! يريد المزح معي ؟!!! يريد اغاظتي !!! فقلت بصوت مرعوب : هل انت ألفين ؟!!!
لم يرد الذئب وهو مازال يدور حولي ويقترب اكثر واكثر ، حيث عرفت انه قد يكون ذلك الذئب الابيض الذي نبحث عنه ، فقلت بثقة اتظاهر بها هذه المره : هل انت فابيان ؟!!!
توقف الذئب عن المشي لأنني لم أسمع صوت دهسه للثلج المحيط بي ، حيث قلت : لماذا توقفت ؟!! هذا يؤكد أنك فانيان .
قال الذئب وهو يقترب مني ويظهر لي بالنور الذي تضيئه النار امامي : ومن أنتي لتعرفينني ؟!
قلت : انت تعرف ان هناك من يبحث عنك ، ولكنك ظهرت لي بعكس ذلك ، يجب أن تختبئ من الباحثين عنك .
قال وهو يبرز لي انيابه الحادة الكبيرة لي : هل كنتي تترصدينني وتبحثين عني ؟! ومن أرسلك لي ؟!
قلت : نعم انا اترصدك وابحث عنك ، ولكن بالنسبة لجواب سؤالك الثاني فانه واضح ولا أحتاج توضيحه لك ، انت تعرفه اكثر مني .
قال الذئب بعصبية : لماذا انتي واثقة ؟! استطيع تقطيع لحمك في لحظات .
قلت له : وانا استطيع قتلك في اقل من ذلك .
حدق بي بتجهم وقال وهو يبرز لي انيابه الكبيرة اكثر : اهربي يا صغيرة قبل ان تموتي على يداي .
قلت ببرود : لا تخيفني انيابك يا فابيان ، اذا عدت معي الى سارا الآن طواعية ستفكر سارا في تخفيف عقوبتك لحد لا بأس به ، اما اذا رفضت ذلك فانني سآخذك اليها غصبا وستقتلك كعقاب لك .
قالت فابيان بعصبية : لقد قررت موتك الآن يا صغيرة .
                      ( شعلة وسط الثلج )
يوبين وهو جالس على الثلج بينما يراقب الافق العالي ، ثم يحول نظره للأسفل وهو يتنهد ويقول : هل سيكون كل شيء بخير ؟! هل سيجد ألفين وشيري الذئب الابيض ؟! هل سيستيقظ هفرون لنكمل رحلتنا ؟! هل ساستطيع الحصول على الشعلة ؟! هل سيكون كل شيء بخير في قرية الكهوف الحمراء دون أي هجوم محتمل ؟!
كل هذه كانت اسئلة ادور في عقل يوبين وهو يحتاج الى اجابات فعالية لها ، حيث مرت يوم كامل بينما كان هفرون غائب عن الوعي ، حيث وفي ليل اليوم التالي ، لم يفكر يوبين بترك هفرون وحده او ان ياخذه رادون الى ألفين وشيري ابدا ، كان فقط يريد الانتظار ، وقد ظن ان ذلك خير له ، حيث ببنما كان يوببن نائما شعر بحركة ما ، حيث راى ان هفرون قد استيقظ ، حيث هرع وقال لهفرون : هل انت بخير ؟!! هل تشعر بجسدك ؟!
قال هفرون : نعم ، انا بخير ، ولكن ما الذي حصل لي ؟!
قال يوبين : لا شىء ، فقط كنت خائف من ان نتجمد .
قال هفرون : لننطلق اذن يا سيدي ، سأكون بخير لو مشيت ، سأحس وقتها باطرافي ، وسأتحسن .
حيث بدا كل منهما المشي وتسلق الجبل مره اخرى ، عبروا طريق طويل ، حيث كان تعبهم كبير ولكنهم لم يستسلموا ، حتى وصلوا لقمة الجبل الثلجي ، حيث كان البرد شائكا ولا يحتمل أبدا ، حيث وما ان وصلوا القمة ليروا شعلة كبيرة تشتعل مكانها ، حيث كانت غير محروسة ومحصنة ، لم يكن يوجد اي حراس وجنود حولها ، وهذا ما جعل يوبين يستغرب كثيرا ، حيث قال هفرون ليوبين وهو ينوي التوجه تجاه الشعلة : لننطلق فقط ونأخذ الشعلة ، انها ليست بعيدة .
قال يوبين وهو يمنع هفرون من التوجه للشعلة : لا تفعل ، قد يكون هذا فخ ينصبه لنا جنود وحراس جوكين .
قال هفرون وهو يقف مكانه بتردد : ح...حسنا ، لم افكر بذلك .
حيث قال يوبين : هذا غريب وغير طبيعي ، هل هم يعلمون بوجودنا ؟! يبدو انهم ينتظرون أي غلطة منا لكي ينقضوا علينا .
قال هفرون : ما الذي سنفعله إذن ؟! لا يجب ان نقف مكتوفين الأيدي !!
قال يوبين وهو يحدق بهفرون : اذا كنت تفكر في الذهاب اولا فانا من سيذهب .
قال هفرون : ولكن .....يجب ان اتحقق انا بذلك لك اولا .
قال يوبين : لننطلق معا .
حيث توجه كلا من يوبين وهفرون الى الشعلة سريعا ، ولكن ظنهم لم يخيب ، حيث كان صحيح ، كان فخ غبي من حراس جوكين لهم ، حيث ظهر لهم بهذه اللحظة ثلاثة شياطين وهم يستقرون حول الشعلة ليمنعوا يوبين وهفرون من الاقتراب منها ، حيث هجم اوسطهم على يوبين وهفرون : ولكن يوبين لم يكلف نفسه ولا هفرون بعمل أي شيء ، حيث نفخ يوبين عليه ببعض من مسحوق مميت ، حيث سقط الاول صريعا ، حيث هجم الآخرين على يوبين ولكن مصيرهم كان بنفس مصير صاحبهم ، حيث وبكل سهولة استطاع يوبين الوصول للشعلة وبدء يحدق بها بأعين لامعة بينما أمسك بفتيلها وحاملها حتى رفعها امام عينيه وهو يقول لهفرون : لم اكن اعلم انها كبيرة وثقيلة بهذا الحد !!
قال هفرون : ولا انا يا سيدي ، ولكنني انها انها تستحق ذلك ، تستحق تعبنا .
                    ( اول حركة للحرب )
فيوليت وهي تستأذن لتدخل على سيدها جوكين بينما قال لعا بعصبية : هل لديك خبر عن تلك القلادة ؟! اذا لم يكن لديك خبر عنها لتغربي عن وجهي ، لا اريد رؤية وجهك التعيس الذي جلب لي التعاسة والنحس .
قالت فيوليت ببرود : لقد عرفت مكان القلادة .
حدق جوكين بها بصدمة وقال : تقصدين مكان قبيلة البرامين صحيح ؟!!  هل أنت متأكدة ؟!! اين هي ؟!! أين هي ؟!!!
قالت فيوليت : هل ستذلني الآن ؟!!
صرخ جوكين بعصبية وقال : تبا لك ، انطقي بمكانها والا قتلتك .
قالت فيوليت بابتسامة قذرة : انت تحتاجني الآن ؟!
صرخ جوكين بعصبية وقال : اين هي يا ساقطة !؟
قالت فيوليت : اذا ما واصلت اذلالي بألفاظك هذه لن أخبرك بمكانها ، وأنت تعرفني جيدا .
قضحك جوكين بسخرية وقال بغضب مكتوم : لا تتصرفي وكأنك سيدة لي ، ساجعلك تنطقين غصبا اذا لم تنطقي طواعية الآن .
قالت فيوليت ببرود شديد : ما الذي ستفعله اذا اخبرتك بمكان القلادة ؟!!
قال جوكين بعصبية : سآخذ تلك القلادة غصبا بعدما اعدم كل اهل تلك القبيلة اللعناء الذين يخفون الك القلادة عني .
قالت فيوليت بابتسامة : هذا جيد سأخبرك الآن .
                               ( ...)
قلت والقلق يتدفق بجسدي بشيء فشيء : حاول ان تصلح اخطاءك بعودتك معي سارا .
قال فابيان : هل انت غبية ؟! ذلك يعني موتي !!
قلت : قد تغير سارا رايها بك .
قال فابيان : انا احس بالخوف الذي يتدفق داخل جسدك ، دماؤك على وشك التجمد من الرعب وانت تخفين ذلك ، ولكنك واثقة لسبب اجهله ، وهذا ما انا حذر منه ، ولولا لكنتي لحم ميت انهشه .
قلت بثقة اتظاهر بها : هذا يضطرني لفعلها .
قال فابيان : لنفعلي ، لنر من سيفوز .
شعرت بخوف اشد هذه اللحظة لأنه لو اعتدى علي فانني لا املك شيء سوى قتله فب ثوان ولحظات ، وهذا ليس من صالحي ، هذا ليس ما تريده سارا كثمن للقلادة ليوبين ، حيث وبينما كنت أحدق بفابيان بثقة اتظاهر بها تحول فابيان الى هيئة بشرية وقال : هذه الهيئة ستساعدك قليلا على الموت بدون ألم من انيابي الحادة .
قلت : .........
هجم علي فابيان لأستسلم مثل الضعيفة أمام هذا الوضع ، حيث اغمضت عيناي بقوة وانا اودع حياتي التي كانت قصيرة جدا ، أنا ام اكمل سنة حتى الآن منذ ولادتي بهذا العالم الغريب ، كل شيء غريب فيه ، وكأنك كنت على قيد الحياة فيه من قبل دون علمك ، ولكنك كنت كذلك ، حيث شعرت انه لحظة موتي طويلة ، ما هذا ؟! هل مت بدون الم ؟! انا لا اشعر باي ألم؟!!! فتحت عيناي المغلقتان لأرى هفرون الذي كان يقيد فابيان بعنف وقوة بينما رأيت يوبين وهو يهرع تجاهي ويقول :  هل انتي بخير ؟!! هذا خطر ؟! لماذا لم تدافعي عن نفسك ؟!!
قلت وأنا اتنفس بخوف وانا احدق بفابيان : لم تكن لتسعد لو قتلك فابيان .
قال يوبين وهو يحول نظره تجاهه : كان ذلك وشيكا .
قلت : ولكن اين تلك الشعلة ؟!! هل استطعت ايجادها ؟!!
قال يوبين بابتسامة : نعم .
قال هفرون : ماذا عن الفين ؟! انا لا اراه ؟!!
قلت وانا احدق بيوبين بقلق : نعم ...لقد ذهب مع غلوين لقرية الكهوف الحمراء .................
حيث حكيت لهم كل ما نقله لنا غلوبن من اخبار ، وكل ما حدث ، حيث قال هفرون بقلق : ألا تظنون ان هذا انذار حرب لنا ؟!!!!
قال يوبين : إنه كذلك .
                               ( ... )
ألفين وهو يحدق في اللفق من اعلى احد الجبال المحيطة بقرية الكهوف الحمراء ، حيث قال غلوين الذي كان يستقر بجانبه : لقد أرسل جوكين فيوليت الى سيدة قلبية البرامين ، يبدو انه يفكر بهدنة من نوع خاص .
فقال الفين باستغراب : ولكن ...هذا ليس اسلوبه ، انه شخص لا يميل للاتفاقيات والهدنات ابدا ، اسلوبه العنف والقسوة دائما ، وما توقعته هو الحرب ، وليس هدنة !!!
قال غلوين : على كل حال لن نفعل أي شيء من انفسنا ، يجب ان ننتظر أمر من سيدي يوبين .
قال الفين وعيناه منتصبة على فتحة الكهف الخاص بسارا ، حيث راى فيوليت وهي تخرج منه بعجرفة بينما وقفت مكانها فجأة والتفتت الى الجبل الذي كان غلوين وألفين يراقبان منه ، حيث كانت تحدق به بابتسامة ماكرة وكانها ترى او تعلم بأمر مراقبة كل من الغين وغلوين لها ، حيث بقبت تحدق بصمت واستمرار فيهم دون ان تتحرك ، فقال ألفين بتوتر : لماذا فيوليت تحدق بالجبل الذي نحن عليه بهذا الاهتمام ، وكأنها سارحة فيه !
قال غلوين : لانها تستطيع رؤيتنا .
قال الفين بقلق : تبا ، هذا ليس جيد .
حيث بقيت تحدق فيوليت فيهم لمدة تعتبر طويلة قليلا ، ولم يقطع تحديقها سوى خروج سوان من فتحة الكهف وهي تحدثها ، حيث قال ألفين وهو يراقب بأعين مصدومة بسوان : هل ...هل هذه سوان ؟!! ما الذي تفعله هنا برفقة فيوليت ؟!!!
قال غلوين : اظنها متواطئة مع جوكين .
قال ألفين بقلق : لا أعرف ولكن يجب نوصل هذا لسيدي يوبين .
حيث قرر ألفين وغلوين التوجه ليوبين والوصول اليه طيارانا ، حيث تحول الفين لنسر كبير وبدا بالطيران مع غلوين ، حيث في هذه اللحظة رأى كل من غلوين وألفين سوان وهي تطير نحوهم بأعين حمراء وهي تقوم بالصفير ويرفقتها فيوليت ، حيث توجهت سوان تجاه ألفين لتهجم عليه بعصبية بينما فعلت فيوليت نفس ذلك مع غلوين ، حيث بدء نزاع واشباك بينهم ، و لكنه كان اشباك على الهواء ، حيث كان الفين يهجم على سوان كنسر بمخالبه الكبيرة القوية ، ولكن صفير سوان شله تماما واسقطه ارضا ، حيث أمسكت فيوليت بعنق غلوين بقوة وعنف اسقطته ارضا ، حيث بينما كان كلاهما مرميين على الارض بدأت سوان تهبط وتمشي على الأرض وتقول وهي تبتسم بمكر : ما رايكم يا حلفاء يوبين الغبي ؟!! هل اقتلكم الآن لكي اشعل النار في قلب سيدكم ؟! أم اعفو عنكم لكي تنقلوا خطالي الذي سألقيه عليكم الآن لسيدكم ؟!!
قال ألفين بعصبية بينما كان مصابا بجروح جراء سقوطه القوي على الارض من ارتفاع : انت خائنة !! مخادعة ايضا !! لماذا كنتي تساعدين سيدي لو كنتي تريدين موته ؟!!
ضحكت سوان وقالت وهي تمسك برأس الفين بعنف : اسمع كلماتي جيدا يا ضعيف ، وانقل ذلك لسيدك كلمة كلمة بحذافيرها ، اخبره بأن جوكين عرف مكان قرية الكهوف الحمراء ، وهو في استعداد كامل للحرب ، وسوان سوف تشاهده هو وجوكين وهما يقطعان لحوم بعضهما ، سيكون مشهد ممتع جدا بالنسبة لي .
قال الفين بعصبية : بل انتي من ستموت على يدي سيدي .
ضحكت سوان وقالت وهي تحول نظرها لفيوليت  : هل سمعتي ما قاله هذا الضعيف التابع للغبي يوبين ؟!!
ضحكت فيوليت وقالت وهي تحدق بغلوين : فقط لنخلي سبيلهم هذه المره لكي يوصلوا الرسالة ليوبين الغبي ، وهو سيموت اول شخص بما انه غبي ، وكذلك اتباعه الاغبى .
حيث ضحكت سوان بمكر وقالت وهي تبتسم بقذارة : ليس بهذه البساطة يا فيوليت ، لنذيقهم عذاب من نوع خاص قبل ذلك .
حيث بدأت سوان بالصفير الذي ازدادت حدته بشدة ليبدا كل من ألفين وغلوين بالتلوي على الأرض ألما من آذانهم التي كانت تنزف دما ، حيث بعدها توقفت سوان عن ذلك ليسقط كل من غلوين وألفين وهما منهارين ، فقالت سوان وهي تضرب جسد ألفين بساقها باهمال : هذا سيحثك جيدا على نقل كلامي لسيدك  .
حيث اختفت كل من فيوليت وسوان بعد ذلك سريعا ، حيث في هذه اللحظة وصل ما حدث لسارا التي خرجت من كهفها سريعا وهي تحدق بأجساد الفين وغلوين المنهارة وسط الدم الذي احاط بهم ، حيث قالت وهي تشير لأحد حراسها : قم باحضار الحراس لاسعاف هاذان المرميان عل ى الارض .
قال الحارس : أمرك سيدتي .
حيث حدقت بهم بغضب مكتوم وقالت : سوان اللعينة ستموت على يدي .
في هذه حضر كل من يوبين واتباعه هفرون وشيري ، حيث شهدوا منظر ألفين وغلوين المنهارين على الارض الدامية بصدمة .
                       ( دماء الصفير )
توجهنا جميعا عائدين الى قرية الكهوف الحمراء ومعنا ذلك الذئب الابيض ، حيث وصلنا هناك ، ولكنه كان مختلف ، مخيف وصادم ، حيث رأيت انا ويوبين وهفرون بعدما استقرينا على وسط قرية الكهوف جسد كل من ألفين وغلوين ملقاة على الارض بلهمال وهما ينزفون الدماء بغزارة من الآذان ، حيث كانت اجسادهم مليئة بالجروح ، حيث كنت مصدومه ومرعوبة بينما كان هرع خفرون تجاه ألفين بقلق ، حيث بقي يوبين يحدق بذلك المنظر بصدمة وغضب مختلطين ، حيث بعدها تمالك نفسه وتوجه تجاه سارا وقال لها : هل الذي حدث هنا ؟!!!
قالت سارا وهي تحدق بحراسها الذين بداوا بحمل الفين وغلوين لاسعافهم : لم يكن جوكين ، انها سوان وفيوليت واحدهما ، هذا يؤكد ان كلتاهما متواطئتين معا .
قال يوبين بانكار : هل كانت سوان ؟!!!
قالت سارا بثقة : نعم هي بعينها ، وهي من فعل هذا بألفين وغلوين ، وكذلك بمساعدة فيوليت .
حدق يوبين بسرحان مصدوم في الدماء التي تبل الارض بعدما أخذ حراس سارا ألفين وغلوين ، حيث قالت سارا : لماذا أنت مصدوم ؟! ألم أخبرك بأن لا تثق بها ، هذا كان أمر متوقع منها .
قال يوببن وهو يتنهد : نعم ...نعم أظن ان هذا كان متوقع ، ....كثيرا الى حد ما .
ضحكت سارا بسخرية وقالت : بعدما تنتهي من صدمتك بشكل كامل تعال الي ، لدي امور يجب ان اخبرك بها بشكل مستعجل .
حيث انصرفت سارا عنه ودخلت كهفها هي وحراسها ، حيث قال هفرون بينما توجه تجاه يوبين بعصبية : فيوليت ليس لها هذا النوع من القوى ، مؤكد انها سوان ، وانت اول شخص يشهد بقواها ان تأثيرها بهذا الحال ، ولكن لماذا تفعل هذا تلك الساقطة ؟!!!
قال يوبين : يبدو انها تريد اخافتنا .
قال هفرون وهو يحدق بالحراس الذين جاؤوا لتنظيف الدماء التي على الارض : قد تكون خطيرة ولكننا سنكون اقوى منها .
قال يوبين بغضب : هذا يعني انها تريد اعلان الحرب ، لنرى من سيربح فيها .
حيث توجهت تجاه أولئك الحراس الذين ينظفون الدماء وقلت لاحدهم : اعطني ما في يدك ، سأساعدكم في هذا .
قال الحارس وهو يرفض مساعدتي باصرار : لا يمكنك هذا ، انها مهمتنا نحن فقط .
قلت باصرار : اقبل مساعدتي الصغيرة .
قال هفرون بعصبية : مساعدتك الصغيرة لن نغير شيء ولن تساعدهم .
حدقت بهفرون بعصبية بينما رأيت يوبين وهو ينصرف عنا ويدخل الى كهف سارا الخاص ببرود ، كنت احدق بهذا المنظر بتجهم بينما تركت المكان وتوجهت الى الكهف الذي كنا نقطن فيه ، حيث وصلت اليه وحدي ، حيث جلست على ارضيته واتكأت على احد جدرانه بحزن وغضب ولكنني قد اكون مخطئة ، قد يكون يوبين أكثر حزنا وغضب مني ، لذا بقيت هادئة مكاني ونمت فيه .
                       ( صوت الحزن )
حيث في صباح اليوم التالي استيقظت لارى هفرون الذي كان يجلس قرب فتحة الكهف بحزن وصمت ، هرعت نحو وقلت : اين يوبين ؟! وكيف هي حالة كل الفين وغلوين ؟! هل هم بخير ؟!!
صمت ولم يرد علي ، حيث قلت بغضب وانا امسك به بعنف : اجبني ، اين هم ؟ هل هم بخير ؟!!
حدق بي بحزن وقال : لا اعرف ....اذهبي فقط لسؤال يوبين  .
قلت بعصبية : تحدث ، انا ارى الحزن والضيق في عينيك ، اخبرني ماذا حدث ؟!!
قال بحزن : لم تتحسن حالة الفين على عكس غلوين ، وقد ياؤت حالة الفين كثيرا .
قلت وانا احدق به بصدمة : ......الى ...اي احد ؟ الى اين حد ساءت ؟!
قال وهو يدمع بحزن : قد يموت .
قلت بمشاعر مختلطة ودموع عابرة : لا يمكنه هذا !! هو سيتحسن ، لا تكن متشائم .
قال هفرون بحزن : لا اعرف ، ولكن حالته لا تبشر بالخير .
قلت : ..............
قال هفرون وهو يبتسم بحزن : لم يكن عليه ان يكون متهور كهذا ، انه متسرع ومتهور .
قلت بحزن : ............
قال هفرون : لم يأتي يوبين بالامس لهنا ، ويبدو أنه كان برفقة الفين الليلة الماضية .
قلت : ...........
قال هفرون بحزن : ستكون هناك حرب قريبة ، لن يكون الفين مستعد لها ، وهذا يؤكد انه لن يصمد لها .
قلت بعصبية : ما الذي تقوله ؟!! لن يحدث هذا له ، ثق بي .
قال هفرون بحزن : لم انم طيلة ليلة الامس ، هذا هم مخيف وكبير .
احتضنته وقلت بحزن : ستحل كل الأمور .
في ليلة ذلك اليوم رايت انا وهفرون حراس سارا وهم يحملون جسد ألفين المتعب الى الينا ويدخلونه الكهف عندنا ، حيث هرع هفرون اليه بينما كان يوبين يحدق بذلك المشهد بحزن من خلال فتحه الكهف الكبيرة من الخارج عن قرب ، حيث وضع الحراس جسد ألفين المتعب داخل الكهف ، بينما كان هفرون برفقته ، حيث بعدها انصرف الحراس من المكان بينما توجهت الى يوبين وقلت بحزن : سيكون بخير ، سيتحسن .
قال يوبين بحزن : اتمنى ذلك .
قلت : ........
قال يوبين بغضب : يبدو ان سوان اختارت الحبل الخطأ للعب به .
قلت : ما الذي ستخطط له اذن ؟!
قال يوبين وهو يحول نظره له : نشعل الحرب ببساطة .
قلت : ............
قال يوبين : هدف جوكين سيكون انا ، وهدف سوان هو انا وجوكين ، ولكن لا بأس لان سوان اصبحت هدفي الآن .
قلت : سيتحسن ألفين ، واذا لم يكن فثق بي ، وبهفرون ، لأننا سنهتم ونحمي الفين وانت كذلك .
تركني يوبين وبدات يشعل نار بهدوء غريب ، حيث حدقت به بحزن ، بينما حولت نظري بعدها لهفرون وألفين الذين كانوا بداخل الكهف ، حيث رايت جسد الفين المتعب وهفرون النائم بجانبه ، حيث بعدها توجهت تجاه يوبين الجالس أمام النار بصمت ، حيث جلست بجانبه وقلت بحزن : لا تبدو بخير ، ولكن ستتحسن الامور ، رغم ان امامنا حرب قاتلة سنخوضها .
قال يوبين : يجب قتل الخونة وتداركهم قبل ان يقتلوك .
قلت : ولكنك لم تفعل هذا !
قال يوبين : نعم ، لم افعله ، ولكنني سأفعله .
قلت : وفيوليت ، انها لا تطمن ابدا .
قال يوبين : تلك الجنية القذرة ستموت فور ان ارى وجهها البشع .
قلت بسخرية : لقد كن كلاتاهما مخيفات اكثر من جوكين نفسه !!
قال يوبين بحزن وهو يحدق بداخل الكهف : اظن ان الفين لن يصمد ، لقد نزف كثيرا .
قلت وانا اتنهد : لا تقل هذا ....فقط ...
قاطعني يوبين وقال بحزن ودموع : لم يكن عليه ان يكون متهورا ، ولكنه كان كذلك ، تبا ...أتمنى فقط ان يصمد ، هذا ...مرعب ، انه مؤلم اذا ما فقدته ، ولكن ما الذي سيحدث في الحرب التي سنخوضها ؟! قد افقدكم جميعا وأفقد نفسي ايضا ....انه مخيف جدا ...
قلت وأنا احتضن يوبين بدموع حزينة : نحن سنفعلها ، سننتصر ، على الاقل لن نكون مثلما نحن الآن ، لن نكون منفيين بدون كرامة او شرف مثل الآن ، سنموت بشرف .
قال يوبين : نعم ، قد ننتصر بأي احتمال .
حيث بينما كنت احتضنه ابتعد عني يوبين وهو يحدق بي بنظرات غريبة ، حيث بعدها قال : ....غ...غدا او الليلة او في اي وقت حتى بعد عدة ...أشهر لنكن مستعدين للحرب القادمة لنا .
قلت بابتسامة : نعم ، بالطبع ، ولكن ما بال نظرتك الغريبة تجاهي ؟!!
قال يوبين بتوتر غريب اراه فيه لاول مره : لا شيء ، لا شيء ، يبدو انني لم استطع النوم ليلة الأمس وقد كنت متعب فقط .
قلت بابتسامة بريئة : نعم ، يبدو كذلك .
قال يوبين وهو يحدق بي : اظن انني حملت أفراد عصبتي اكثر مما يستطيعون تحمله ، اننا الآن لسنا عاديين او كاي عصبه ، نحن في حرب كبيرة تحتاج عصبة من نوع قوي وكبير ايضا .
قلت : ولكن نحن نستطيع ذلك .
قال يوبين بابتسامة : نعم ، اشكرك على كلامك المواسي لي ، انه يلطف لي الوضع كثيرا ، مؤكد انتي كنت محتاج لك .
قلت بابتسامة غرور اتصنعها : نعم كنت كذلك .
قال يوبين : ان انني اريد ان اكشف لك عن سر غريب في هذا العالم كآخر سر لم اكشفه لك .
قلت : وما هو ؟!
قال يوبين : مؤكد ان الحب والزواج موجود بهذا العالم ولكنه مازال وحيد .
قلت باستغراب : وكيف ذلك ؟!
قال : اقصد ان النسوة في هذا العالم لا ينجبون .
قلت :......هل ..ما تقوله صحيح ...هذا محزن ..
قال يوبين : ولكن قد يشفي جرح الوحدة عندهم علامات محددة .
قلت : ماهي ؟!
قال يوبين : للاسف لا اعرفها .
قلت : ساعرفها يوم ما .
قال يوبين : أريد ذلك معك .
قلت : سنفعلها معا ، وسيكون كل شيء بخير .
قال يوبين : أنتي مميزة وجديرة بالاعجاب الثقة ، أنا احبك .
قلت : لماذا تقول هذا فجأة ؟! هل تفكر بأننك او انني ساودعك او تودعني ، لا يمكنك ذلك نحن وجميع العصبة سنظل معا كعائلة كما تقول دائما .
احتضنني يوبين بحزن وقال : لا اعرف .
قلت : بلى نحن كذلك .
حيث قبلني يوبين بعدها ، وهو يحتضنني بين يديه ، حيث كنت سعيدة وحزينة بمشاعر مختلطة ، حيث ابتعد عني بعدها وقال لي وهو يخرج من جيبه قلادة بجوهرة زرقاء : هذه قد تكون شيء بسيط اريد اهدائه لك تعبير عن حبي لك .
قلت وانا احدق بها : أنها فاتنة ، لونها المزرق أخاد .
قال يوبين وهو يمسك بها ويساعدني على ارتدائها : ستكون جميلة عليك .
حيث ابتعد عني بعدها لأرى أنني قد لبست القلادة وانها ملائمة علي ، فقال يوبين وهو يحدق بها بابتسامة : لقد كانت مجرد جوهرة ، ولكنني اظن انها ملائمة لك .
قلت وانا احدق بجوهرة القلادة : أحب لونها .
قال يوبين : سوف تساعدك عندما تظلم الأضواء .
قلت بابتسامة : نعم .
                     ( جيوش الحرب)
بعد جلسة طويلة لطيفة رومنسية مع يوبين خلدت أنا وهو في نوم عميق ، حيث في ساعات متأخرة من الليل ، وبينما كنت نائمة في الخارج بجانب يوبين ، حيث سمعت اصوات عالية بشكل غريب من الافق البعيد ، حيث بعدها استيقظت سريعا وانا مفزوعة ، حيث رأيت امامي حارس وهو يجري تجاهنا من الأفق البعيد بسرعة ، كنت خائفة ولكن شعرت براحة عندما عرفت أنه احد حراس السيدة سارا فقط ، حيث جاء تجاهنا واستقر أمامنا بينما ايقظت يوبين سريعا ليقول الحارس وهو يوجه خطابه ليوبين بجدية : السيدة لديها خبر لك ، لقد عرفنا من المراقبين أن هناك جيش كبير لجوكين متوجه تجاه مكاننا ، وقد رصدنا قريبا سوان التي جهزت جيش ليس كبيرا جدا ، كان موجود بالافق البعيد ولم يتحرك مكانه على عكس جيش جوكين .
قال يوبين بقلق : أين هي سيدتك ؟!
قال الحارس وهو يشير لقمة الكهف الخاص بسارا : انها هناك .
قال يوبين وهو يحدق بي : سأتركك قليلا ، يجب ان اذهب اليها ، الوضع اصبح خطرا جدا .
قلت : لا تقلق ، سأكون هنا .
حيث ذهب يوبين بمرافقة الحارس للقمة العلوية من الكهف ، حيث استقرت سارا على كرسي كبير مزخرف بينما استقر الحارس بجانبها ليقول يوبين بقلق : يبدو ان جوكين قرر الحرب هو وسوان .
قال سارا بابتسامة وهي تحدق بيوبين : يبدو أنك كنت في جو الحب من قبل .
قال يوبين : ما الذي تقصدينه ؟!
ثم التفت للخلف ليرى أن الكهف الذي مكث فيه كان منظره واضح من ذلك الارتفاع الذي كان فيه ، حيث حول نظره لسارا وقال : انت محقة .
قال سارا وهي تحدق بالافق وتشير يوبين للجهة اليمنى منها : انظر ، هل تستطيع رؤية جيش قادم من هناك ؟!
قال يوبين وهو يحدق بتركيز في ذلك المكان : على ما اظن .
قالت سارا : اااه نسيت ان أشكرك بشان فابيان الذي احضرته لي كما ارد منك .
قال يوبين وهو مازال مركزا على بنظره في الأفق : لا داعي للشكر ، لانه ثمن القلادة التي لم تعطني اياها حتى الآن .
ضحكت سارا رغم صعوبة الموقف وكانها لا تأبه بما سيحدث : نعم . لقد نسيت ثمنك .
حيث نظر اليها يوبين باستغراب لتخلع القلادة من عنقها وتمد بيدها ليوبين ثم ترميها له ليلتقطها يوبين : هذا هو ثمنك يا صديقي .
قال يوبين : ولكن ما بالك ؟!! تبدين مسترخية اكثر من اي وقت مضى رغم انه يجب ان تكوني في حالة معاكس لهذا ؟!!
قالت سارا : لقد قتلته .
قال يوبين : من ؟!!
قالت سارا ببرود وابتسامة حزينة : فابيان .
قال يوبين ببرود : اليس هذا ما كنتي تريدينه ؟!
قالت سارا : نعم ولا ، ولكنني في آخر لحظة لم ارد ذلك ، ولكنني سأخوض حرب مؤلمة على كل حال ، وقد أموت ، بل مؤكد انني كذلك ، لذا لا اريد له ان يتاذى أكثر ، وأن يموت قبلي لكي الحقه .
قال يوبين : .........يبدو انك حبك لم يضمحل ، ........
قالت سارا وهي تبتسم ليوبين : لا تقلق سأساعدك ، لدي جيش كبير جهزته لك ، وايضا جيش آخر لي ، لا تكن ممتنا ، هذا ما اريد فعله على الأقل لكي أكسب شرفي مره اخرى عندما اموت ، وألحق بفابيان وأبي .
قال يوبين : انت لن تموتي .
قالت سارا وهي تشير للجهة الامامية منها : هناك بالافق البعيد يوجد جيش بيسط جهزته سوان ، ولكنه لا يتحرك ، هو فقط يراقب ، ويتدخل في الوقت المناسب .
ضحكت يوبين بعصبية وقال : لنرى اذا ما استطاعت تلك اللعينة النجاة !!
                        ( جرس الحرب )
قالت سارا وهي تحدق بالافق : جيش جوكين على وشك الوصول الينا في دقائق معدودة .
قال يوبين : نعم ، ويجب ان اخبر افراد عصبتي بذلك .
قالت سارا : لا تقلق لقد ارسلت اليهم مرسول يوصل كل الاخبار اليهم ولكي يكونوا مستعدين ، وسيحضرهم الى هنا ، ولكننا لن نحتاجهم ، ليس الآن ، الآن ستكون الحرب بين الجيوش فقط .
قال يوبين : ولكنهم لا يمكنهم ترك ألفين ؟!!
قالت سارا : لقد ارسلت مرسول برفقة خادمي المرسول ، حيث سيكون في العناية بالفين .
حيث بعد عدة دقائق استطاع جيش جوكين الدخول الى قرية الكهوف الحمراء ، بينما بدأت جيش قرية الكهوف الحمراء بالدفاع ضدهم بعنف وقوة ، حيث استمر عراكهم وسط تحديق سارا البارد بذلك المنظر بينما يوبين قال لها على عجالة : ما هي خطتك بعد هذا ؟!
قالت سارا : بعدما ينتهي جيشي من القتال ، سيأتي الجيش الذي خصصته لك ، ولكن المشكلة انه ليس لدينا جيش متاح لكي يكون في الجهة الامامية من القربة للتصدي لهجومات سوان اذا ما فكرت في ذلك بلا شك .
قال يوبين وهو يرتدي القلادة  : اتركي سوان ، لا اظن انها ستفعل شيء هي فقط ستراقب .
قالت سارا : ولكن عليك الحذر منها ، العدو الاكبر هو الذي يراقب بصمت وخفية بينما يكون الجميع في صراع كبير ليستغل ذلك ويهجم وسط غفلة الجميع .
قال يوبين : لا أفضل البقاء والمراقبة فقط .
قالت سارا : لا انا ولكننا ننتظر اللحظة المناسبة للتدخل ، وانت تعرف ان جوكين سيأتي الى هنا بنسفه لينزع عني تلك القلادة بيديه حرصا عليها ، لذا انا ساتعامل معه بنفسي ، اما انت عليك ان تختبئ منه حتى لحظة مناسبة ، أنت وجميع اعضاء عصبتك الذي سيحضرون قريبا ، يجب ان تشرح لهم ، وأنا اعتمد عليك بشان سوان .
قال يوبين : سأفعل .
حيث في هذه اللحظة حضر أفراد عصبة وهج الزرقاء ، حيث كانوا يحدقون بقلق في منظر القتال والحرب الكبيرة التي تقترب اكثر فأكثر منهم أمام اعينهم .
                      (الحرب المشعلة  )
حدقت بخوف في المنظر الذي اشعل الرعب في قلبي ، ولكنه موقف لا مكان فيه للضعاف ، حيث بدات احاول استجماع قوتي بينما رايت السيدة سارا وهي تجلس على كرسي وتحدق بالمنظر الذي كان بعيدا لالأسفل منا ببرود ، بينما هرع هفرون تجاه يوبين وقال بقلق وهو يحدق بذلك المنظر : ما الذي تخطط له سيدي الآن ؟
قال يوبين : لننتظر حتى يخرج لنا جوكين بنفسه مع حراسه .
قال هفرون : ولكن ماذا اذا لم يفعل ؟!!
قال يوبين : بل سيفعل .
قال هفرون : ما الذي يجعلك متأكد ؟
قال يوبين : انه يريد القلادة ، قلادة الجوهرة السوداء المخلدة لصاحبها اذا ما اجتمعت مع الشعلة ، مؤكد انه يريد انتزاع هذه القلادة من سارا بيديه والتأكد والحرص من ذلك بنفسه .
بينما كنا ومازالنا نحدق بمنظر الحرب الكبيرة التي تحدث أمامنا قلت بقلق : الا تظنون ان الغلبة لجيش جوكين ، جيشنا يقل عددا بشكل ملحوظ .
قالت سارا وهي تحدق بيوبين : لا تقلقوا بشأن هذا ، يوبين أظن أن عليك أن تفعل الآن ما قلته لك .
حدق يوبين بها وقال : حسنا .
حيث قال يوبين لي ولهفرون : نحن سنذهب لمكان آخر غير هذا المكان لذا اتبعوني .
حيث بينما كنت أتبع أنا وهفرون يوبين للانصراف الى مكان آخر استوقفت سارا يوبين وقالت : سيكون هذا هو الوداع يا يوبين ، قد اموت او احيا وقد تموت او تحيا ، ولكن اذا متنا لنمت بشرف .
قال يوبين وهو يمسك بالقلادة ذات الجوهرة السوداء وهو يظهرها لسارا بوضوح : الوداع اذن ، ولكنني لن أخون عهد هذه القلادة مهما حييت .
تبسمت سارا وقالت وهي تلوح ليوبين بالانصراف : ولا انا يا يوبين .
حيث انصرفنا عن سارا وتوجهنا سريعا لمكان ما  واختبأنا في كهف صغير خلف الكهف الكبير لسارا ، حيث دخلناه بينما قلت بتوتر ليوبين : لماذا نحن نهرب الآن ؟! وكأننا نختبئ في هذا الكهف !!
قال يوبين : نحن كذلك ، ولكننا سننطلق قريبا .
حيث بعد مدة ليست بالقصيرة سمعنا أصوات عالية للحرب التي كانت تحدث بالأمام من مكاننا ، حيث بعدما سمعنا تلك الاصوات بفترة قصيرة حل هدوء مخيف بالمكان ، ولم نكن قادرين على سماع اي شيء مما يحدث ، حيث قرر يوبين في هذه اللحظة تحرير رادون للتجسس ومعرفة ما يحصل ، حيث انطلق رادون تلك اللحظة بينما كنا ننتظر على نار مكاننا .
                        ( موته شريفة )
سارا وهي تراقب جموع جيشها الذي ينهزم سريعا رغم الخسائر الكبرى التي ألحقت بجيش جوكين ، حيث كانت رغم ذلك تحدق بقوة وثبات بذلك مكانها ، قد تكون باردة ولكنها كانت تريد ان تكون قوية ، حيث بدأ التوتر والقلق يتسرب لها عندما رأت خطوات جوكين التي كانت كلما اقتربت منها اكثر تكون هناك جثة قد احترقت مكانها وتحولت لرماد ، وهذا ما حصل مع افراد جيشها ، حيث كانت هناك مجموعة صغيرة من حراسها يحيطونها من حولها لحمايتها ، حيث وبينما كان جوكين يقترب منها وقد تخطى جيشها الذي سقط محترقا مكانه ليكون رماد قال جوكين وهو يقف أمام الكهف الخاض بها ويحدق بها في الاعلى : لقد كنت ابحث عن ساقطة مثلك منذ سنوات .
قالت سارا بهدوء : لأنك تريد القلادة .
قال جوكين وهو يصرخ بعصبية : نعم ، وسلميها الآن قبل ان تحترقي مكانك أنتي وحراسك مرة واحدة .
قالت سارا : انها ليست معي .
قال جوكين بعصبية وغضب : اين هي يا ساقطة ؟!
قالت سارا : لقد جاء شخص ما وقد سرقها مني .
صرخ جوكين بغضب شديد بينما رأى سارا وهي تقف امامه بقرب بثقة ، حيث انتقلت اليه بلحظات ، حيث صرخ فيها جوكين بغضب وقال : أين القلادة ؟! اين هي يا عاهرة ؟!
قالت سارا بصوت هادئ وهي تحدق بفيوليت التي كانت تقف خلف جوكين على الجانب الايمن منه  : شخص ما قد سرقها مني منذ سنوات طويلة ، ولم تكن معي ، ويبدو أن احد اتباعك قد اوصل لك خبر خاطئ عن القلادة بانها معنا للأسف .
حول جوكين نظره لفيوليت وقال بعصبية : هل ما تقوله سارا صحيح ؟!
قالت فيوليت بمكر : نعم ، ولكن ....
صرخ جوكين فيها بعصبية وقال : ولكن ماذا؟!!
قالت فيوليت : لم تسرق ، بل قد وهبتها سارا ليوبين .
قال جوكين بوجه متعجب : ماذا !! يوبين ؟!! ذلك الفأر الهارب !!
حيث حول جوكين نظره فجأة لسارا وقال : هل ما تقوله فيوليت صحيح ؟!!
قالت سارا : لا ، لقد سرقها شخص مني .
صرخ جوكين وقال : ومن هو ؟!!
قالت سارا : لا اعرفه .
ضحك جوكين وقال : هل تظنين انني ساصدقك ؟!! يبدو أنك نسيتي انني ساكون من يحكم هذا العالم بعد ان اقتل سوان .
قالت سارا وهي تبتسم بمكر وهي تحدق خلف جوكين وتشير باصبعها النحيل للافق خلفه : هناك سوان ، هي تراقب ما سيحدث لكي تستغل نزاعنا الآن وتفتك بنا جميعا .
حدق جوكين في الافق بعصبية وقال لسارا : تلك الساقطة ستموت بعدما تموتين الآن .
حيث هجم جوكين على سارا وحراسها وبدأ يحاول حرقهم ، ولكن تأثير قواه لم تأثر في سارا وحراسها ابدا ، حيث قال جوكين بغضب لسارا : كيف تجرئين ؟!!! انا سيدك .
قالت سارا وهي تبتسم : ليس لدي أي سيد بهذا العالم ، لأنني حره .
ضحك جوكين وقال بعصبية وهو يشير لفيوليت وحراسه :  اقتليها يا فيوليت وكذلك اقتلوا حراسها الاغبياء .
بدا نزاع قوي بين فيوليت وسارا وحراس جوكين وسارا ، حيث كان جوكين يحدق ببرود دون فعل شيء ذلك الموقف ، حيث بدى أن حراس جوكين كانوا اقوياء واكثر عددا وقد مات اكثر حراس سارا ، حيث وبعد نزاع وقتال طويل سقطت سارا ارضا بجسد مليء بالجروح ، بينما كانت فيوليت تقف فوق رأسها وتقول : تستحقين هذا يا خائنة ، هل تظنين أن العزة ليوبين ؟! أو انه سينتصر علينا ؟!! لتموتي .
حاولت فيوليت قتل سارا ولكن جوكين استوقفها وقال : أنا من سيقتل هذه الساقطة .
حيث في هذه اللحظة التي قرر فيها جوكين قتل سارا استوقفه صوت يقول : القلادة بحوزتي ، اذا كنت تريدها لتقاتلني اولا .
فصل جوكين بعصبية رأس سارا من مكانه ورماه امام اقدام يوبين الذي كان يقف أمامه .
                      ( مواجهة مصيرية )
يوبين وهو يحدق برأس سارا المفصول الذي كان يستقر أمام اقدامه بغضب شديد ، حيث قال يوبين بصوت مهتز وهامس : يبدو انك كنتي تشتاقين لفابيان ووالدك ، لذا اسرعتي في ذلك ، ولكنه كان اسرع مما توقعته .
قال جوكين وهو يضحك بسخرية : هل كانت هذه الساقطة تساعدك ؟! ولكنها ضعيفة ، ضعيفة جدا ، ماذا !! يبدو انك تبدو متألم عليها ؟!!
قال يوبين : لقد ساعدتني كثيرا وقد وهبتني القلادة لأنني ساقتلك اليوم .
ضحك جوكين بقوة وقال : ماذا الآن ؟! ماذا ننتظر ؟!
قال يوبين : تنتظر ان تصفي حساباتك مع الخائنة التي على يمينك أولا ، ثم معي .
قال جوكين وهو يحدق بفيوليت بتجهم : ما بها ؟!
قال يوبين : لقد كانت تحت امرتي ، ولكنها خائنة الآن ، وهي خائنة لك ايضا .
قال جوكين بضحكة ماكرة  : أنت تحاول ان تهزني الآن لكي تستغل ذلك ، ولكن خطتك لن تنجح علي .
قال يوبين وهو يبتسم : لنبدأ اولا بحراسك .
قال جوكين بتوتر : ماذا الذي تقصده ؟!
قال يوبين بمكر : هذا سيكون عادل .
حيث سقط كل الحراس المتبقي من جيش جوكين صرعى  ، حيث راى جوكين ذلك لام عينيه بغضب شديد بيننا بقي معه خمسة وفيوليت التي مازالت حية ، حيث قال جوكين بعصبية : لماذا لم تتخلص من الباقين ؟
قال يوبين وهو يبتسم بمكر : لانه ليس عادل .
حيث ظهرت انا وهفرون ومعنا رادون وغلوين ورومات وبالين لهم جميعا ، حيث تبسم جوكين وقال بخبث : حسنا اذن لنبدأ معركة عادلة .
حيث كان هدفي هو فيوليت ، ويوبين كان يواجه جوكين بينما هفرون وكل باقي عصبتنا كان لكل منهم خصم واحد يواجهه ، حيث بدأت معركتنا بعنف شديد ، بينما بقيت في عراك مع فيوليت حيث لم أفكر في قتلها ، مع انني استطيع ذلك في ثوان ولكن يوبين اراد قتلها بنفسه ، لانها خائنة له ، وقد اراد العفو عنها ولكن تعاونها مع سوان كان امر لا يمكن السماح فيه ، حيث كنت اصارعها بعنف بينما كان تمسك بجسدي بقوة تقول بعصبية : اقتليني صغيرتي ، لماذا لا تفعلين ذلك رغم انه سيكون سهل جدا بالنسبة لك ؟!
قلت وانا احاول ابعادها عني : أنت ومن بين كل الناس موتك محول لسيدك الاول .
قالت فيوليت بعصبية : ليس هناك شخص سيد لي يا لعينة ، أنا السيدة وليس هناك من هو سيد لي .
حيث بدأت فيوليت بخنقي بقوة حتى شعرت بأنني ساحتضر ، ولكن رادون الذي استطاع انقاذي بعدما انهى جياة خصمه ورمى بجسد فيوليت بعيدا وساعدني ، حيث قلت له وانا اسعل بقوة : إياك ان تقتلها ، انت تعرف السبب .
قال رادون :نعم ، ولكنها كانت ستقتلك لذا اتركيها لي .
قلت : حسنا .
حيث وبينما كنت مكاني اسعل بقوة وأنا مذهولة من النزاع الذي رايته بام عيناي .
             ( عندما تلتقي القوى المتعادلة )
يوبين وهو يعارك جوكين بوهجه الازرق الذي كان يضرب نار جوكين الكبيرة التي كانت تحرق كل من تمر عليه ، حيث استمر ذلك لوقت طويل ، ضربات قوية بينهما بشدة لدرجة ان اكثر الكهوف في تلك القرية تهدمت تماما وتحولت لرماد من نار جوكين او تفتت من قوة وهج يوبين ، حيث كان نزاع قوي جدا ولكن الغريب أنه لم تكن لهذا النزاع نهاية ، حيث استمر لوقت طويل جدا ، حتى تعب كل من جوكين ويوبين ، حيث ان اقدام يوبين خانته ليسقط مكانه وهو يجلس على الارض بتعب وهو يحدق بجوكين الذي كان حالة مشابه بشكل كبير لحال يوبين ، حيث قال جوكين وهو يتنفس بصعوبة وتعب : هل ستواصل يا يوبين ذلك ؟! لم اكن اعرف أنك ستناضل لهذا الحد لاجدك حي أو تجرؤ لكي تري وجهك لي ، الامر يتطلب شجاعة فعل ذلك .
قال يوبين وهو يرفع رأسه ليحدق بالافق بتعب : هل أنت تعرف ان سوان تكمل ما بدأته امها ؟
قال جوكين وهو يحدق بالافق مع يوبين : ستحترق كما احترقت امها .
قال يوبين وهو يحدق بسوان التي تبتسم بمكر من مسافة تعتبر بعيدة منهم وهي تمشي مع جيشها : ولكنني اريد قتلها أكثر منك .
حيث اقتربت سوان منهم وكذلك من المكان الذي كنت فيه لتبدأ صفيرها المميت ، حيث سمعه الكل عدا يوبين وجوكين وسوان نفسها ، حيث شعرت في تلك اللحظة أنني ميتة لا محالة ، كان صفيرها يخرج الدماء من اذناي بألم شديد مميت ، شعرت وكأنني أحتضر ، حيث سقطت ارضا بتعب شديد وكأنني ميتة ، وكذلك كل من كان حولي ، حيث في الوقت نفسه تحول كل جيشها لرماد قد احترق ، فقالت سوان وهي تحدق برماد جيشها المحترق ببرود : كنت أريد التخلص منهم على كل حال ، وانت قد سرعت ذلك لي .
قال جوكين بتعب : تبا لك .
ضحكت سوان ثم حولت نظرها لفيوليت التي كانت ضمن الذين سمعوا صوت صفير سوان المميت ، حيث حدقت سوان لحال فيوليت البائس ، حيث كانت الدماء تسيل من أذنيها وكأنها على وشك الموت والاحتضار ، فقط كانت مرمية على الأرض وهي تحتضر وتنتظر لحظة موتها وخروج روحها من جسدها وهي تحدق بألم في سوان ، فقالت سوان وهي تبتسم لها : جيد ، أظن ان هذه النهاية عادلة بالنسبة لك ، وليوبين وجوكين اللذان خنتهما .
قالت فيوليت وهي تسعل دما : كنت اعرف أنك ستفعلين هذا ، ولكنك سنجدين جزاءك يوم ما .
ضحكت سوان وقالت : فقط اردت منك أن تخدميني ، وفي هذه اللحظة انتهت خدمتك لي يا  جنية الوهج الازرق  .
قال جوكين بعصبية وهو يحاول ان يقف بصعوبة على اقدامه لسوان : لتواجهيني يا ساقطة .
ضحكت يوان وقالت : اشفق على حالك يا سيد النار ، ولكن نارك لن تأثر بسيدة الدماء ابدا .
اما حال يوبين كان مختلف في هذه الاثناء ، فقد كان يتلفت حوله بقلق وهو يحدق بأجساد اتباعه المرمية على الارض وسط الدماء ، حيث كان ومازال جالسا مكانه ، حيث كنت في هذه الاثناء بحال مشابه بشكل كبير لحال فيوليت ، وكذلك الجميع ، حيث رغم هذا كنت أحدق بمنظر تجمع كل من جوكين وسوان ويوبين بتعب وترقب ، حيث رأيت أعين يوبين التي كانت تنظر لي بحزن وألم ، حيث كنت اريد الحديث ، كنت اريد انقاذ الوضع ، اريد فعل شيء على الأقل ولكن كل ذلك لم يحدث ، ولن يحدث لأنني كنت على وشك الاحتضار ، حيث في هذه اللحظة صرخ جوكين بعصبية وقال لسوان : لتواجهيني ، وكذلك ان يا يوبين ، لنفعلها حتى لو تطلب الامر موتنا .
ضحك سوان وقالت وهي تشير ليوبين  : لا ، أنا لن اموت ، انت من سيموت ، انت وهذا السافل .
حيث في هذه اللحظة وقف يوبين مكانه بصعوبة وقال : لنفعلها .
حيث قالت فيوليت في هذه اللحظة وبينما كانت مرمية على الارض قربهم وبصوت مسموع وهي تحدق بهم وتبتسم بمكر وسخرية : لم اكن انا الشيطانة يا الهي ، لقد كانت سوان ، لقد كانت سوان ، انها تحاول جمع شمل الاخوة ثم تأخذ أرواحهم .
قال جوكين بتشتت : ما الذي تفصدينه يا فيوليت ؟!
قالت فيوليت : الاخوة يولدون في هذا العالم اعداء ، وقد عرفت انكما اخوة منذ اللحظة التي رايت فيها كل منكما .
قالت سوان مقاطعة كلام فيوليت وهي تحدق بيوبين وتبتسم بخبث : هل سوف تقتل اخاك ؟!
ظهرت ملامح التوتر والتشتت على وجه يوبين وكذلك جوكين بينما قالت سوان وهي تضحك : هذا سيسهل علي الأمر كثيرا الآن ، أشكرك يا فيوليت على هذا المعروف حتى في آخر ساعة من عمرك .
قال جوكين بعصبية : هذا ليس صحيح !! انك تريدين اضعاف عدوك كلامك الكاذب هذا !
قالت سوان وهي تبتسم : كلام فيوليت صحيح بكل تفصيل من تفاصيله ، وقد عرفت ذلك ايضا ، بالطبع وأكبر دليل أن قواكما متعادلة ، متعادلة بمعنى الكلمة وهذا هو سبب عدم انتصار احدكما على الآخر حتى بعد قتال استمر لوقت طويل ، هذا جزء من التعاسة التي يهديها لك هذا العالم .
قال جوكين وهو يحاول تدارك الوضع : ولكن هذا لن يضعفني ، سيموت اليوم كل اعدائي .
ضحكت سوان وقالت : هل ستقتل اخاك اذن يا جوكين ؟!!
قالت فيوليت وهي تضحك مكانها وتسعل دما : ما هذا المشهد الغريب والمؤلم ؟!!!! ولكنني لم اكن الشيطانة الكبرى يا الهي حتى النهاية ، انها سوان .
قالت سوان بسخرية وتجهم من فيوليت : يبدو انها في سكرات موتها .
قال يوبين وهو يحدق بجوكين بألم وحزن : سواء كان كلامها صحيح او لا ، لنواجه بعضنا ، حتى النهاية ، لقد كنا أخوة في عالمنا الحقيقي فقط ، ولكن هنا ، هذا عالم مختلف ، ونحن في اعداء ، وسنموت فيه ....وسنموت فيه أعداء .
قال جوكين بملامح متأثرة : لنفعل ذلك .
حيث في هذه اللحظة شعرت بأن جسدي يطير في السماء وكأنني طائر حر يجوب السماء وقد لمحت أمامي على الارض وهج أزرق يكيو جسد يوبين ثم يتسع بشكل كبير حتى يغطي كل المنطقة التي كنا فيها وكذلك كانت نار جوكين تفعل امر مماثل ذلك بينما كانت هناك وهج أحمر يقطع كل من الوهجين الناري والازرق ، شعرت بعدها بألم شديد في جسدي واغمضت عيناي بتعب لأفتحه بتعب مره اخرى ولكنني لم اكن ارى بوضوح ، حيث لمحت ايضا اجساد اشخاص تطير معي وترافقني ولكنني لم استطع تمييزها ، حيث بعدها قذف جسدي بعيدا ليسقط على ارض مجهولة .
                      ( هل أنا ميتة ؟ )
الضياع جزء من هذا العالم ، الألم الحزن جزء لا بتجزأ منه ، الشعور بكل لحظة منه شيء حقيقي ، السعادة والحب ، موجود فيه بشكل نادر ، ولكنني اسأل نفسي هل حقا وجدته في هذا العالم ؟!! احس بكل لحظة من لحظات ، احس بأحاسيس الاشخاص الاحياء لأنني حية ، لأن الحياة لم تغادرني ، اشعر ببرده وحره ، ولكن لماذا اشعر في هذه اللحظة بالبرودة ؟! جسدي بارد جدا ، ولا اشعر بأي شيء ، لا أشعر باي جزؤ من جسدي ، هل أنا ميتة؟!! هل مت بهذه السهولة ؟!!!! هل ودع روحي هذا العالم ؟!! هل انتهى كل شيء ؟!! هل سأنتقل للحياة الأصلية لنا ام اذهب الى الهي ؟!!
أم أنني سأحس بألم عندما أموت كما أشعر الآن ؟! أنا اشعر بألم بجسدي كله ، كله ، اشغر بألم يفتك بي ، وكأن كل ضلع في جسدي قد كسر ، لا بل تفتت !!! نعم هذا اقل وصف لألمي !! أين انا ؟! اذا كنت ميتة فلماذا اشعر بالألم ؟!!!! ما الذي يعنيه ذلك ؟!! لا اعرف ولكنني اريد النجاة باي طريقة ، اريد ان اعيش حياة اروع من هذه الحياة التعيسة !!!! هل ذلك ممكن ؟! هل أستطيع ذلك ؟! أريد ذلك ، اريده بشدة ، باي طريقه أنا أريده ، ولكن لحظة !!!!! أنا أسمع صوت نداء !! صوت ينادي علي بأعلى صوت ، صوت يناديني ب...بشيري ، هل انا شيري ؟!! اشعر بدافع قوي يحفزني للعودة ولكن هل يمكنني العودة ؟!!!

بشيري ، هل انا شيري ؟!! اشعر بدافع قوي يحفزني للعودة ولكن هل يمكنني العودة ؟!!!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الى عالم مجهول _into New Worldحيث تعيش القصص. اكتشف الآن