ليلة العيد

845 70 6
                                    


في صبيحة ليلة العيد جلست روفيدا بجوار فلفل تواسيه قبل

ذبحه، كانت تتجنب الذهاب إليه من الباب الكبير المطلة

فتحته على الشارع، لأن هذه الفكرة كانت ستجعلها تخرج

من البيت في هذا الوقت، فكانت تمشي بخفة تجاه الباب

الداخلي للحظيرة المتصل مباشرة بالبيت، تنزل السلم

بخطوات ثابتة وتركض نحوه، بالأمس لم تنم؛ تعلم بأنه

سيكون الأضحية؛ عندما دخلت الحظيرة ورأته، أجهشت

بالبكاء جلست بجواره على حجر صغير، وأخذت تتحدث

معه:

فلفل آخر يوم هشوفك النهاردة، إنت ما قعدتش في بيتنا

كتير، بقالك أقل من شهر، بس أنا حاسة إن بقالك سنين هنا،

وكأنك مولود وسطينا، اتعودت عليك وحبيتك أوي، إنت

عارف إنك كنت صديقي الوحيد، لإن المكان اللي إحنا فيه ده

ما فيهوش بنات كتير علشان بيتجوزوا وهما صغيرين وحتى

فرحانة صاحبتى، أبويا مش بيرضى يخليني أروحلها.

صمتت روفيدا قليلًً وابتلعت ريقها وقالت:

أنا خايفة من الجواز أوي يا فلفل، فرحي بعد أسبوعين،

حاسة بقلق كده ومرعوبة، ما أعرفش محمد هيبقى كويس

معايا وألا لأ؟ ويا ترى هيضربني زي ما أبويا بيضرب أمي

ويشتمها؟

تأففت وزفرت بضيق، وأكملت كلماتها وهى تجهش ببكاء

عنيف:

فلفل أنا مش عايزة أتجوز، ساعات بحس إني مش عايزاه،

بس بخاف أقول لأبويا، إنت الوحيد اللي بتسمعني لما ببقى

عايزة اتكلم.

سمعت صوتًا أجشا قريبًا منها يقول:

ما تخافيش أنا مش هسيبك.

نظرت حولها بذعر، وأخذت تبحث عن مصدر الصوت فلم

تجد أحدًا.

انتفضت واقفة وذهبت لتتأكد من غلقِ باب الحظيرة

الخارجي، وأن الرجال لا يزالون بالمساجد يكبرون تكبيرات

العيد، تنهدت باطمئنان، وعادت لتكمل حديثها مع فلفل، وهي

لازالت توليه ظهرها وتنظر إلى الشارع:

أنا شكلي إتهبلت وألا أيه، الناس لسه في الجوامع بتصلي،

كل ده بسببك يا سي فلفل الواحد المفروض ما يتعلقش

بعصفورة حتى.

سمع ت الصوت مرة أخري :

هيدبحوني النهاردة، ولا هتلًقي حد تهزري معاه ولا غيره.

نظرت للخلف وهي مرعوبة، فوجدت فلفل ملقيًا ظهره على

الحائط، كأنه يحكه، واقفًا على قدميه الخلفيتين، محدقًا بها،

وتلوح بعينيه نظرة مقلقة، اتسعت عيناها فزعًا، وأخذت

تسأل نفسها، هل هذا الذي تراه حقيقة؟ أم أنها يخيل إليها؟

صرخت ولكن ضاع صوتها وسط مكبرات الصوت. اعتدل

فلفل في وقفتهِ، وهي تسمرت بمكانها دون حراك، ما إن

يصمت صوت التكبير لبرهة، حتى يتحدث فلفل، وعندما

يكرروا التكبير يصمت، اهتزت لثوان، ولكنها تحاملت على

جسدها، وهرعت لباب الحظيرة، أمسكت بالمقبض وحاولت

الهرب ولكن دون فائدة، فالباب وكأن أحدهم أغلقه من

الخارج.

انطفأت المأذن في المساجد، وبدأ الأشخاص في الخروجِ،

ركض فلفل نحوها وقال:

بصي أنا هحكيلك قصتي بس تهدي شوية، علشان كلها

دقايق والجزار يجي؛ لو فضلتي كده مش هتكلم وهتندمي

طول العمر.

أومأت رأسها بالموافقة وهي تتصبب عرقًا من كثرة الخوف.

يتبع................

 بحب التشوييييق نياهاهاهاهاه

عارفه انه صغنن

 بس رايكم ايه ؟؟؟؟؟؟؟


سلااااااااااااااام.

نيكوبارحبيبتى الانسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن