لكزتها أمها، فنظرت جوارها وجدت نفسها على مائدة
الطعام، خجلت وظنت أن ما حدث كان خيال ليس أكثر؛
سمعت صوت حماتها تقول:
كل السكوت ده علشان بنتكلم عن الفرح؟
تحدثت أمها:
معلش أصل البنت بتتكسف.
تبسمت روفيدا وحاولت أن تشاركهم الطعام.
هو أنا طلعت من الحمام إزاي؟ ولبست إمتى ؟ وبقالي قد إيه
قاعدة معاهم؟
كلها أسئلة دارت في ذهنها بينما هم يتحدثون. كان الجميع
يجلس على الأرض، هناك "طبلية" للرجال، وأخرى
للنساء، محمد يرمقها كل فترة بنظرة، وهي لا تراه، أحست
بحماتها تتابع طريقة أكلها ومضغها للطعام، فتحاشت النظر
لها، وتناولت رغيف خبز، وضعت يدها لتقطع جزء من
الرغيف؛ فسمعت صرخة:
آاااااااااااي كده تقطعي إيدي، إنتِ مافيش عندك رحمة
بالإنتاج الغذائي.
نظرت جهة الصوت، وجدت كف إنسان مبتور أمامها؛
جحظت عيناها ولجم لسانها، عندما وجدت الجميع يكمل
طعامه ولا أحد يرى ما تراه؛ نظرت لأمها طويلًً، وأخذت
تغمز لها تجاه الطعام، زمت والدتها شفتيها في غضب
ورمقتها بنظرة حادة معناها. "خلي ليلتك البيضة دي تعدي
على خير"
سمعت صوت حماتها جوارها:
مالك ياروفيدا إنتي ما بتاكليش لحمة ليه؟ لسه صعبان
عليكي، والله عشنا وشفنا بنات أخر زمن.
انطلقت تلك العبارة منها بصوت عال ثم تبعتها ضحكة
سخريه. نظرت لها روفيدا بابتسامة خفيفة مغلفه بصمت؛
كانت تخاف كل شيء، تعيش برهبة المستقبل وهذا البيت
الذي ستذهب إليه في القريب العاجل، وتشيب فيه وتموت
بين جدرانه، تركتها تسخر منها كما تريد وادعت الخجل
لتتفادى الرد. بنهاية جلستهم اتفقوا على يومِ الزفافِ وكل
شيء.
عندما وجدتهم يهموا بالرحيل، ذهبت لتتحدث مع خطيبها
كما وعدها ولكنه تحجج بأن يوم العيد من طبعه الازدحام
ولابد من مغادرته مع أهله ليعايدوا على باقي الأهل. غادرت
حماتها بضجر وهي تصب على أذن ابنها النصائح التي