الأجواء هادئة، والجميع نيام، دخلت روفيدا بخفةٍ البيت،
ودلفت لغرفتها، عثمان لا زال بين أحضانها وحاتم يتمتم
ببعض الكلمات، وكأنّه يسبّ ويلعن. جلست روفيدا علي
طرف السرير، ووضعت عثمان بجوارها، نظر لها قائلً :
بيتكم شكلً جميل، ولكنه يفتقد للروح، غرفة أخوكي هي
الوحيدة التي تشع نور.
وحيد؟! طيب إشمعني؟
غرفة بسيطة خالية من الصور والتماثيل، كان يتعبد بها،
وجاعلها محرابٍ، وإضاءتها بسبب صلًته لقيام الليل،
أتدرين أن قيام الليل شرف المؤمن حق ا أخوكي كان يبكي في
خشوع وهو يصلي كل شيء بغرفته يفتقده الآن. فإذا خرجت
الملًئكة من بيت، عششت به الشياطين، وما شاء الله ما
أكثرهم ببيتكم.
سمعت روفيدا صوت صراخ، فمسحت بعينيها الغرفة بحث ا عن حاتم لم تجده سألت عثمان:
خالك مطرش فين يا عثمان؟
لا أدري، ولكن ألم أخبرك أن هذا سر بيننا لا تقوليه، لابد
أن تنسي هذا الإسم.
طيب خلًص ما تزعلش.
خرجت روفيدا من الغرفة سريع ا، فوجدت والدها يركض
خلف حاتم بالشبشب في البيت ويصرخ به قائلًً :
والله لأوريك يا غراب الكلب، أنت من ساعة ما شفتك
والبيت منحوس.
حاتم يركض ويولولول ولا أحد يسمعه سوي روفيدا.
يالهووي يا فيفي يالهووي، أبوكي جاله عمي ألوان
مفكرني غراب، يااختاااي.
قذفه والدها بالشبشب، فصرخ:
ااااااااااااااه الهي تتشك في مناخيرك يا بعيد، الولية حامل.
ثم نظر لروفيدا وأكمل:
ما تحوشي الراجل ده بدل ما انت واقفة متسمرة كده، أنا
ماضي علي تعهد مع جوزها، لو جرالها حاجة هروح في
داهية يا فيفي، أبوكي إتجنن يا فيفي.
حاولت روفيدا أن تهدأ والدها، فقالت:
غراب إيه يابا، دي حمامة، وبعدين عملت إيه عشان
تضربها كده.
صرخ بها والداها:
أتكتمي يابت إنتِ، وأدخلي أوضتك أنا مش طايق أشوفك
![](https://img.wattpad.com/cover/138976953-288-k831676.jpg)