حطَب، نار، مدفئة، كوب قهوة ساخنة، معطَف صوفي، صوتُ رياح قوية، اريكة جلدية، جوارِب قطنية.
هذا فقط كلُّ ماتحتاجه فتاة ريفية تسكنُ الكوخ الصغير الذي يتوسَّط الجبل الجليدي..
تُمسِكُ بدفترها وتكتُبُ مذكَّراتها, لاشيء جديد لكن تحاول اختلاق قصة تُلهيها في هذا الفراغ..
حياة مُملَّة تكمُن في ذهابها الى المدرسة كلَّ صباح وعودتها قرابة الظهر لتكملَ روتينها اليومي بجلوسها على تلكَ الاريكة قبالَ المدفئة تشاهدُ التلفاز او تكتبُ مذكراتها التي باتَت منسوخةً في كل صفحة.
تصنعُ طعامها بنفسها وتذهبُ الى السوق كل شهر لتُكمِلَ ماينقصها بالمال الذي يرسلهُ لها خالها من امريكا..
❄️❄️❄️
رنَّ ذلكَ المنبه الذي بان على صوته القِدم لتطفئه وتتوجَّه لتأخذ حماماً دافئاً مائلاً الى الحرارة, لكن تراجعت عن تلكَ الفكره حين أبت المياه أن تدفىء ولو قليلاً..
لذا قررت ان تُبدِّل ثيابها لترتدي تلكَ الثياب الثقيلة مع وشاحها الصوفي الأحمر ثم تخرجُ متوجهةً الى مدرستها في القرية..
تصلُ الى هناك بعد نصف ساعة من خروجها وتمشي مع نظرات ومهامسات الطُّلاب التي قد اعتادَت عليها..
توقفَّت خطواتها حين اوقفها ذلكَ الشخص امامها "أيَّتُها الأميرة الزرقاء هل ستثلجُ اليوم ام ماذا؟؟"
فضحِكَ من حوله واكملو طريقهم.. لم تُلقي لهم بالاً فقد باتَ شيئاً معتاداً بالنسبة لها,
وذلكَ اللقب الذي اطلقوه عليها بسببِ قنوطها في الجبل الجليدي فقد اوشكَت على نسيان اسمها لكثرة مناداتهم لها بتلكَ الكنية..
تجلسُ في الفصل كالخيال تماماً لا تُعير اهتماماً لأحد ولا يعيرها أحدٌ اي اهتمام..
البعض يلقون النكاتَ عليها والبعض الآخر يهابُ مظهرها المريب بشعرها الذي يُغطِّي وجهها وشفتاها الزرقاوات والهالات السوداء تحت عينيها وبشرتها المائلة للزرقة من شدة البرد..
ما ان ينتهي دوامها حتى تعود ادراجها للكوخ ثانيةً كعادتها..
فهكذا هي حياتها روتين اعتيادي لا اكثر..ولكن كان ماهو غير معتاد لليوم؟! تشعرُ بشيءٍ غريب!! عقدَت حاجبيها لإبعاد تلكَ الأفكار من عقلها ولكن..
يبدو أنها تشعر بشخص يمشي خلفها!! التفتَت لتتأكد لكن لم ترى اي شيء..
أنت تقرأ
بلَّوْره ثلجِيه
Fanfictionيَامَنْ أذَبْتَ بُرودَتِي بِدفْئ يَدَيْك، أوَدُّ اخْبَاركَ بأنَّكَ أزلَتَ الجَلِيد عَنْ قَلبِي، فَجَعَلْتَهُ يَنبِضُ حُبَّاً مِنْ جَدِيدْ، Started: 3-March-2018 End: 14-May-2018