محمود وهو بيلحق الموقف دى اختى وهى بتعتبره زى والدها انما انت مقلتلناش هو فى ايه
الغفير / ابدا يا بيه المهندس محمد كان متعود ان واحد من اصحابه بيتصل بيه بيصحيه عشان يصلى الفجر حاضر
وهنا سلمى ادركت انه يتكلم على اتصالها هى
الغفير مكملا / والست حياة صحيت على صوت التليفون وهوعمال يرن ولقت البيه بيحاول يمد ايده يجيب التليفون عشان يرد بس مش قادر يقوم اتخضت على شكله وجريت تنادى البهوات ولما سمعوها وجم لقوه كان متسند عالسرير بالعافية وبيحاول يرد عالتليفون بس كانت خلاص الزمة اتمكنت منه ووقع منهم وجت عربية الاسعاف ونقلوه لسة حالا عالمستشفى
سلمى سمعت الغفير وهى مصدومة وفجاة مسكت فى رقبة الغفير وبصريخ هيستيرى لا متقولش كدة انا بابا مش تعبان هو كان هيرد علي ....هيرد علية
الغفير اتصدم من فعلها وتالم من مسكها لرقبته اما محمود ففضل للحظات مش قادر يستوعب اللى حصل واللى سلمى بتعمله بس فجاة حضنها من ظهرها ومسك ايدها جامد من اجل ابعادها عن الغفير وهى ايدها متيبسة على قبه الغفير حتى انها لواستمرت للحظة اخرى بهذا الوضع كان مات فى ايدها وما كان من محمود الا انه صرخ فيها فجاة قالها اهدى يا سلمى خلينا نعرف هو فى انهى مستشفى وهنا كانها بدات تحس باللى هى بتعملة فاخذها محمود عالعربية وهو لسة حاضنها وفتح باب العربية وقعدها وقالها هروح اشوف هو فى انهى مستشفى
محمود / موجه كلامه للغفير انا مش عارف اتاسفلك ازاى بس انت شايف حالتها اول ما سمعت اللى انت قولته
الغفير / دى مجنونة وانا هقول للبهوات لما يرجعوا وخاصة ادهم بيه
محمود / انا بحذرك ماتغلطتش يا اما هيكون ردى انا كمان قاسى عليك
محمود مكملا كلامه بتنهيده وهو ينظر لحال سلمى وهى تبكى بهيستيريا طيب هو دلوقتى الاسعاف اخدته على انهى مستشفى
الغفير / مستشفى القوات المسلحة بس ممكن بأه انا اسال حضرتك سؤال
محمود وهويمشى من ادامه متجه لعربيته / اتفصل اسأ ل
الغفير / هى الانسة بتقول ليه عالمهندس محمد انه والدها هو المهندس متجوز واحدة تانية غير الست حياه
محمود بصله باشمئزاز وماردش عليه وركب عربيته ومشى بسرعه فائقة متجه للمستشفى
الغفير / يا ليلة زرءة هى المصايب كلها بتيجى فى يوم واحد ليه كدة ده لو الجبل عرف ان المهندس محمد كان متجوزغيرالست حياه يا عالم هيعمل ايه وسرح بخياله للحظات عن رد فعل ادهم لوعرف باللى حصل ولخوفه منه مقدرش حتى يكمل خيالاته مع نفسه
سلمى وهى فى العربية عمالة بتعيط بتشنج ومحمود متالم من منظرها وحاسس باللى هى حاسة بيه لانه عارف انها خايفة لتفقد ابيها للمرة التانية ومش هتلاقى حد تتحامى فيه مرة خاصة بعد ما احاطها بامانه خلال فترة السنة الماضية ومر شريط ذكريات تصرفات محمد عامر مع سلمى اما عينه فتالم هو كمان من حنان ذاك الرجل اللى لمهم كلهم تحت جناحه وساعدهم وحاول هو الاخر ان يمحى فكرة انه ممكن يفارقهم بالموت وانتبه من سرحانه على صوت سلمى بتكلمه
سلمى / شوفت يا محمود انا اخر واحدة كان عايز يكلمنى ...كان بيحاول يتغلب على ازمته وقام وكان هيرد عليه....ياريته رد عليه...ياريته سمعنى صوته....طيب يا ترى كان هيقولى ايه ...كان هيقولى الحقينى ولا هيقولى هتوحشينى ولا كان هيدينى اخر نصايحه....0طب كان يقولى اعمل ايه من غيره ....ولا اتعامل مع الناس ازاى.... طب انا هصحى مين كل يوم الصبح للفجر واصبح عليه ....طب مين هحكيله عاللى جوايا ....0ولا مين اللى هيسلمنى لعريسى ....هو كان مواعدنى بكدة ....طيب انا لوجالى عريس هيقابل مين ..ااااااااه هو انا مكتوبلى امشى فى جنازة ابويا قبل مايمشى هو فى فرحى ... انا خلاص ضيعت وانتهيت انا من غيره مسواش
محمود بعصبية نتيجة لكلامها اللى كان زى السكاكين بيقطع فيه فهو متالم على محمد عامر وعلى حالها واحساسه انها خلاص فاقده الامان حتى وهى جنبه....حرااااام ....حرام عليكى يا سلمى ايه اللى بتقوليه ده دى مجرد ازمة وهتعدى ادعيله بالشفا بدل ماتعيطى ..اقرى قران زى ما كان بيوصيكى
وخلال ثوانى كانوا وصلوا للمستشفى ولقوا شروق وياسين على بوابة المستشفى فى انتظارهم لان محمود كان كلم ياسين وقاله انه ياخد شروق ويسبقوهم عالمستشفى عشان شروق تخلى بالها من سلمى لانه مش هيقدر عليها لوحده
سلمى شافتهم ومادتهمش اى اهتما وجريت عشان تعرف هو فى انهى اوضه الا ان ياسين وشروق مسكوها من ايديها بسرعة ووقفوها
سلمى بصريخ / سيبونى انتوا ماسكنى كدة ليه انا عايزة اطمن على بابا
شروق / طيب اهدى بس يا سلمى واسمعينى
سلمى / اهدى ايه بقولك سيبونى عايزة اطمن عليه
شروق / طيب بس اسمعينى للحظة.....احنا سالنا عليه ولقيناه فى اوضة العناية المركزة
سلمى / العناية المركزة ...هى حصلت العناية المركزة طب اوعوا سيبونى انا لازم اطلع اشوفه واطمن عليه واقعد تحت رجله هو اكيد هيسمع صوتى وهيقوم على طول انا عارفة ده بيتشجع بكلامى
ياسين ومحمود واقفين حواليها ومتاذيين من كلامها ومن حالتها المزرية اللى وصلت لها
ياسين / اهدى بس يا سلمى واسمعى اللى هقولك عليه اولا اولاده فوق ومراته كمان وانتى عارفة انهم ميعرفوش بطبيعة العلاقة اللى بينك وبينه او بمعنى اصح علاقتنا كلنا بيه ومش عايزين ندخل فى مهاترات معاهم وكمان هو ولا هيسمعنا ولا هيحس بينا وهما اصلا مانعين عنه الزيارة يعنى طلوعك ملوش اى لازمة
سلمى / بابا كان حاكى لطنط حياه مراته عنى واكيد هى عارفانى وهتخلينى اشوفه انا لازم اكون جنبه
محمود / اهدى يا سلمى وحافظى عالسر اللى هو كان مآمنا عليه متجيش انتى فى لحظة وتكشفى اللى هو كان مخبيه بسبب انه خايف على شعوراولاده انتى كدة هتكونى بتزعليه
سلمى بصريخ هيستيرى ....انتوا ايه اللى انتوا بتتكلموا فيه ده انا لازم اطمن عليه وهفضل فى المستشفى وتحت رجله مش هسيبه ابدا ومش هيهمنى اى حد المهم اكون جنبه اسمع نفسه واشم ريحته اااااه ده ابويا انتوا فاهمين انا محدش هيقدر يمنعنى انى اكون تحت رجلين ابويا
محمود / طيب بص يا سلمى انا عندى فكرة تريحك شوية
الكل انتبهله
محمود / انتظرونى هنا وهرجعلكوا على طول
بعد حوالى نص ساعة رجع محمود وقال تعالى معايا يا سلمى ومد لها ايده
سلمى مدتله ايدها هى كمان بدون وعى وفى استسلام مشيت معاه وهى مش عارفة رايحة فين لان كل اللى كان يشغل بالها انها عايزة تطمن على ابيها باى شكل
ياسين وقف محمود وساله انت واخدها ورايح فين يا محمود متفهمنا
محمود / تعالوا بس فوق وانا هشرحلكم
وبالفعل طلعوا معاه واثناء ما هما لمحها شخص ما واتعرف عليها وحزن لما شاف حالتها المزرية وما حاولش انه يتكلم معاها ومشى بعيد عنهم واثناء ماهما ماشيين مروا على حجرة العناية المركزة وكان واقف ادامها اولاد محمد عامر وزوجته وطبعا ولاهما عرفوا سلمى ولا سلمى عرفتهم وبعد حوالى دقيقتين محمود وقفهم ادام اوضة معينه وفتحها وقالها تعالى يا سلمى
سلمى داخلت معاه وهى لسة مستسلمة ليه ومش بتنطق
ياسين / ممكن بأه افهم هو ايه دة
محمود / اقعدى يا سلمى او حاولى تنامى عالسرير دة
برده سلمى مستسلمة ومش بترد ولا بتسال فهى فى عالم تانى من التفكير
شروق / متقولنا يا محمود احنا هنا لية
محمود موجها كلامه للكل وقرب من سلمى اللى قعدت على اول كرسى قابلها وهو لايزال ماسك ايدها وقالهم ماكانش ادامى حل تانى لانى انا عارف سلمى مش هتسيب المستشفى الا لما تطمن على المهندس محمد فقابلت مدير المستشفى وقولتله انه والدها وانها تعبت لما شافته تعبان وانى خايف عليها ليحصل لها حاجة وعايز احجز لها اوضة عشان تكون تحت الملاحظة فى اى وقت ووجه كلامه لسلمى وقالها على فكرة اكيد هيبعتوا دكتور يكشف عليكى فمثلى بأه انك تعبانه
شروق وهى موجهه نظرها على سلمى بحزن عاللى هى وصلتله / على فكرة هو لو اى دكتورجه وشافها كدة هو بنفسه هيحجزها من غير اى تمثلية انتوا مش شايفين حالتها
محمود هز راسه بنعم كتعبير انه رايه زى راى شروق وبتنهيده حزينه كمل كلامه / وقال وبكدة هيبقى ادامها فرصة انها تشوفه اول اما تلاقى اولاده مش موجودين خاصة ان الاوضة دى زى ما انتوا شايفين فى نفس الدور اللى فيه اوضة العناية المركزة يعنى سهل انك تلاحظى عدم وجودهم
ياسين بهمس لكلا من محمود وشروق / انا خايف عليها دى لو جراله حاجة ممكن تموت فيها
شروق / حرام عليك يا ياسين متقولش كدة
ياسين / والله دة اللى كنت انا خايف منه لما لقيت سلمى اتعلقت بيه كدة ما انا عارفها لما بتحب حد بتديه كل مشاعرها ومش بتبخل بيها وبتكون سعيدة بكدة وبتتعامل بكل شفافية وصدق مع اللى ادامها عشان كدة صدمتها بتبقى كبيرة لما بتتوجع
محمود سمع كلام ياسين واغمض عينه واتنفس بصعوبه لانه افتكر حاله وتخيل حالها وهى بالمنظر دة لما اتخلى عنها وسابها
شروق غمزت لياسين لما شافت محمود بدا يتعب وبيجزعلى اسنانه
ياسين انتبه انه جرح صاحبه وداس على جرحه وهو مش حاسس فبادر بالاسف وقاله انا اسف يا محمود انا مقصدش انا بس خايف عليها اديك شايف هى مش سمعانا اصلا وفى عالم تانى
وفجاة دخل دكتور ومعاه ممرضة وسال فين المريضة ومن غير ماحد يرد عليه عرفها من شكلها وقال طيب ممكن تساعدوها انا تنام عالسرير
اتقدمت شروق والممرضة وساعدوها ونامت عالسرير وخرج ياسين ومحمود برة الاوضة
وبعد لحظات لقوا الممرضة خارجة بسرعة ورجعت تانى بسرعة ومعاها بعض المحاليل والحقن
اتفاجىء محمود وياسين بالموقف واتخضوا على سلمى ودخلوا ورا الممرضة بسرعة وسالوا الدكتور
محمود بتوتر / هو فى ايه يا دكتور
الدكتور / هى عندها صدمة عصبية وضغطها واطى جدا جدا واللى ساعد على كدة انها عندها انيميا بسبب سؤ التغذية
محمود بعصبية / طيب حضرتك اعمل المستحيل عشانها وشوف هى محتاجة اى واحنا تحت امرك
الدكتور مبتسما لانفعاله وقاله متخافش انا عملت اللازم حاليا وان شاء الله الضغط هيتحسن حالا وانا حطيتلها محاليل وفيها فيتامينات عشان انا عارف انها هترفض الاكل بس كل اللى عايزه انها لما تفوق حاولوا تهتموا بغذاها وتبعدوها عن اى توتر او اى اخبار سئة لانها ممكن تدخل فى مرحلة وحشة لان اللى انا لاحظته انها بتبقى تعبانة ومش بتشتكى اكتفت بس بعدم الكلام وده فى حد ذاته خطر لانه مش بيخلينا نعرف هى عندها ايه الا لما الموضوع يكون اتطور معاها
شروق ببكاء وجريت على حضن ياسين وقالتله انا خايفة على سلمى انا مش عارفة ايه اللى ممكن يحصلها لو بابا محمد حصله حاجة
ياسين ربت على كتفها بهدوء وقالها اهدى يا شروق مفيش حاجة ان شاء الله وبعدين المفروض ان انتى اللى تشجعيها وتقفى جنبها مش تعيطى
شروق بعدت عن حضنه بعدما انتبهت لفعلها وقالتله يا رب اشفيها ومسحت دموعها وقالت لياسين انا اسفة انا ماكانش قصدى
ياسين / محصلش حاجة انما من جواه حس بفرحة غريبة ان اول حاجة فكرت فيها شروق انها اترمت فى حضنه يعنى هى مش بتحس بالامان الا معاه وبابتسامة فى سره وقال لنفسه الله يخرب عقلك يا شروق وترتينى وخلتينى مش قادر اتلم على اعصابك يعنىة كان لازم الحضن دة ماكانش وقته خالص
انتبه من سرحانه على كلام محمود بانهم لاتزم يبلغوا اخوات سلمى ويبلغوا اهل شروق انها هتبات مع سلمى
ياسين / لا انا هبلغ اهل شروق بس انما اخوات سلمى سيبهم دلوقت لما بس نستقر على الوضع عشان مانوترهمش وبعدين هما وراهم بيوتهم وعيالهم ومش عايزين نحسس سلمى باى حزن لو هما اتاخروا عليها فى اى حاجة
محمود / عندك حق طيب يالا بينا احنا ونبقى نيجى الصبح
فات يوم كامل دون اى جديد سلمى فى اوضتها بيتغير لها المحاليل وفيها فيتامينات ومحمد عامر دخل فى غيبوبة واولاده دايما جنب اوضة العناية المركزة عشان لو فاق فى لحظة وادهم ( الجبل ) منع والدته انها تفضل فى المستشفى لان حالتها هى الاخرى كانت صعبة واقنعها ان وجودها ملوش لازمة لان الزيارة ممنوعه عنه وهو فى غيبوبة ومش دارى بحد ووعدها انه لما يفوق هياخدها تزوره وما كان لامه الا انها توافق لانها مش هتقدر تتناقش فى قرار هو اخده وفضلت انها تقعد فى البيت تقرا قران وتدعيله
وفى فجراليوم ده بدات سلمى تفوق نتيجة للفيتامينات اللى ساعدتها انها تشد حيلها وبصت حواليها لقيت شروق نايمة جنبها عالكرسى فحزنت لما شافت انها تعبت صاحبتها كدة وبهدوء سحبت من ايدها الكانيولا بالمحاليل واتسحبت على اطراف اصابعها وخرجت تبحث عن اوضة العناية المركزة ووصلت فعلا ولحسن حظها ملقتش حد من اولاده او زوجته وحاولت تدخل الا انها لقيت دكتور العناية بيمنعها فبكت واترجته وهو مستغرب اية اللى جابها فى الساعة دى وكمان رجليها حافية وبلبس المستشفى فشك فيها وسالها انتى مين وقبل ما ترد لقيت الدكتور اللى كان كشف عليها وعارف حالتها بيقولها ازيك النهاردة يا انسة سلمى عاملة اية وفجاة لقى ان الدم سايل من ايدها نتيجة انها شالت الكانيولا بطريقة غلط فبسرعة قالها اخلى ودخل بيها اوضة العناية وطلب من دكتور العناية قطن ومطهر بسرعة لانه لاحظ ان عندها سيولة فى الدم وان مجرد مكان سحب الكطانيولا خلاها تنزف وهى من الاساس عندها انيميا
مدت سلمى ايدها للدكتور فى استسلام من غير ماتنطق ولا حرف انما كل اللى همها انها اخيرا دخلت اوضة العناية المركزة وفضلت تجول بنظرها فى الاوضة بلهفه عليه انما كل سرير محاط بستائر خاصة بيه منعت عنها رؤيته وطبعا الدكتور بتاعها اخد باله من بحثها على ابيها وبعد ما طهرلها الجرح ووقف النزيف قالها خليكى هنا يا انسة سلمى ثوانى وراجعلك واوعدك انى هخليكى تشوفة والدك بس ما تتحركيش
سلمى بلهفة اومات راسها بحاضر
وبعد لحظات رجع الدكتور ومعاه دكتور العناية المركزة بعد ما فهمه انها بنته وانها عندها صدمة ولازم تشوفه وتطمن عليه مما خلا دكتور العناية اشفق عليها وقالها خلاص يا انسة سلمى اناهخليكى تشوفيه ووعد منى كل يوم فى نفس الميعاد ولمدة الاسبوع كله تقدرى تيجى وانا هخليكى تشوفيه بس بعد الاسبوع موعدكيش لان الشيفت بتاعى هيكون بالنهار وانا مش هقدر ادخلك بالنهار عشان مدير المستشفى بيبقى موجود ودى مسئولية عليا وانتى عارفة
سلمى بصوت هامس/ شكرا ليك
وشاور لها على سريره فجريت ناحيته واتصدمت لما شافته وهو فى الغيبوبة واجهزة كتير موصله بيه فبكت بصوت مكتوم وقعدت تبوس رجليه وتقوله اوعى تسيبنى يا بابا انت وعدتنى انك مش هتفارقنى ....ارجوك قوم انا محتجالك اوى ....انا من غيرك تايهه ...انا عارفة انك سامعنى واكيد وحشك صوتى ...طيب مش بترد عليه ليه...ومدت ايدها ومسكت ايده وقالتله طيب امسك ايدى وقولى انك سامعنى .... اوعدنى انك هتبقى اقوى وتقوملى بسرعة....طيب موحشكش صباحى وكلامى معاك انا عارفة انى وحشاك زى ما انت وحشنى ...طيب بص بأه انا هحكيلك على كل اللى حصل معايا من ساعة اخر مرة شوفتنى فيها وفضلت تحكى كانه صاحى وسامعها
وفى حجرتها قلقت شروق ملقيتهاش فى سريرها واتخضت لما لقيت نقط من الدم عالارض مكان ما نزفت سلمى واتخضيت اكتر لما لقيت ان المحاليل مش متعلقة فخافت لتكون سلمى جرالها حاجة وخرجت بسرعة تدور عليها بدون فايدة واتصلت بسرعة بياسين وقالتله وفعلا جاء ياسين ومحمود وهما قلقانين ليتفاجاوا بسلمى وهى خارجة من اوضة العناية المركزة وهى بتتسحب على اوضتها عشان محدش يحس بيها وتتسبب فى اذية لدكتور العناية
واول مادخلت كلهم جريوا عليها وسالوها بلهفه انما لما شافوا حالتها منعوا نفسهم من سيل الاسئلة
سلمى وهى بتنام مكانها / متخافوش انا كويسة وحكيت لهم على اللى حصل مع الدكتور وكلهم انبسطوا لما عرفوا انه سمح لها انها هتقضى معاه طول فترة الليل
تكرر الموقف وكل يوم سلمى تقعد تحت رجليه وتفضل تبوس ايده ورجله وتحكيله على يومها كانه سامعها وشوية وتقراله قران وتدعى وهى بتبكى وتقول يا رب اجعل يومى قبل يومه انا مش هقدر اعيش لحظه من غيره .....يارب اشفيهولى وفجاه قامت سالت الدكتور هو خلاص كدة مفيش امل انه يرجع لوعيه تانى
الدكتور / بصى فى التقرير اللى ادامى من نبطشية الدكتور بتاع النهار بيقول انه تقريبا فاق مرتين لمدة دقايق وبيرجع تانى للغيبوبة
وفى هذه اللحظة تذكرت امر اولاده وخاصه من يسمى بالجبل ولقيت نفسها بتشتمه بدون وعى لانه لولاه هو بالاخص كان زمانها شافته بالنهار او لربما سمعت صوته
واكمل الدكتور كلامه وقال بس الغريب انه النهاردة قبل ما تدخلى على طول نطق باسمك كذا مرة
رجعتله جرى وقعدت تانى تحكى معاه ....يا حبيبى يا بابا انا عارفة انك بتحبنى وانى وحشاك زى ما انت وحشنى واكيد نفسك تطمن عليه زى ما انا نفسى اطمن عليك بس انا جنبك دلوقتى ...قوم سمعنى صوتك ...كلمنى ....اشتمنى ....زعقلى زى اول مرة شوفتنى فيها بس اتكلم
فجاة لاحظ انه ضغط على ايدها اللى حاضنه ايده ونطق باسمها
سلمى من الفرحة صرخت وقالت بابا انت شديت على ايدى صح انا مش بحلم مش كدة ...طيب رد عليه ...ولا اقولك بلاش تتعب نفسك هز راسك بس ....ولا اقولك برده بلاش تتعب نفسك شد على ايدى تانى وانا هفهم انك سامعنى ....بابا انا هضيع من غيرك اوعى تسيبنى .... اوعى تنسى وعدك لية انك انت اللى هتسلمنى لعريسى .....اوعى تسيبنى بالله عليك انا عايشة بيك وانت اللى بتدينى القوة انت اللى دايما بتدينى نصايحك التى بتخلينى دايما اكون انا الصح وقعدت تبوس فى ايده وفى دماغه ودموعها نزلت على جبينه وهوشعر بيها وهزلها راسه
محمد عامر بصوت غير مسموع الا لمن يقترب منه فقط سلمى ...سلمى
سلمى ببكاء شديد / حبيبى انا سمعاك قول...اتكلم انا وحشنى صوتك ....قول انك خلاص خفيت ....قولى انادى عالدكتور يشيل كل الاجهز دى ...و
قاطعها محمد عامر بنفس الصوت الخافت وقالها يا بنتى اسمعينى واهدى شوية
سلمى / خلاص يا حبيبى اهه انا مش هنطق تانى انا عايزة اسمع صوتك وبس
محمد عامر / اسمعينى للاخر يا سلمى ومتقاطعنيش عشان خلاص مفيش فى العمر بقية وانا دلوقتى شايف اللى انتى مش شايفاه ...المهم انا عايزك تكونى قوية وتعتمدى على نفسك واوعى تخافى من حاجة ومش عايزك دايما تبقى ساذجة وقلبك ابيض مع كل الناس ومتسلميش قلبك الا للى تحسى انه هو بيحبك قبل ما انتى تحبيه وافتكرى دايما كلامى معاكى ...بس اهم حاجة عايزك تسمعيها دلوقتى وهيكون فيها خلاصة نصايحى ليكى وكمان رجائى منك
انا عايزك تعرفى انى كنت ناوى قريب جدا اقول لاولادى على مشروع المجلة واحكيلهم عليكى وكنت هدخلك بيتى وهعرفك عليهم بس للاسف الوقت مش هيسمح بس اللى انا طالبه منك دلوقتى انك لازم تدخلى بيتى يا سلمى ومتخافيش من حد واحكيلهم انك كنتى بنتى اللى مخلفتهاش واتعرفى على اولادى انا عارف انهم مش هيحبوكى فى الاول بس استحملى لانهم هما دول اللى هيكونوا سندك وهتشوفينى فيهم انا ولادى رجالة يا سلمى وهيعرفوا ازاى يحموكى وعمرهم ماهيكسروا قلبك وعايزك تبقى تعمليلهم توكيل بالادارة معاكى فى المجلة صدقينى هيساعدوكى وعمرهم ما هيخدعوكى او ييجوا عليكى
واهم حاجة انا بتمناها واللى كنت برتبلها بقالى فترة انى هجوزك واحد فيهم وهساعدك انك تختارى منهم اللى هتحسى ان قلبك دقله بس للاسف دلوقتى هسيبك تتعرفى عليهم لوحدك
وعايز اقولك على حاجة تانية لما تدخلى بيتى ادخلى اوضة مكتبى ومراتى حياة عارفة كل حاجة وهتلاقى هناك اجندة كنت كل يوم بفتكر لو مت ايه المواقف اللى ممكن تلاقيها وكنت بكتبلك فيها نصايحى بس مش عايزك تقريها كلها مرة واحدة لأ اقريها كل اما يحصل معاكى موقف مفرح او محزن او عايزة نصيحة فى اى خطوة هتعمليها وكمان هتلاقى تسجيل بصوتى عشان لو وحشك صوتى
من الاخر كدة هتلاقينى معاكى حتى وانا ميت متقلقيش هكون معاكى فى كل خطوة
بس طلبى الاخير منك انك تحبى مراتى حياة روحى وتخليكى جنبها وعايزك تفتكرى دايما انى بحبها وكونك هتراعيها يبقى بتسعدينى زى ما انا عارف انك لو دخلتى بيتى هتحبى اولادى وهما كمان هيحبوكى
على فكرة يا سلمى انك حبيتك اوى وعمرى ما حسيت ولو للحظة انك مش بنتى اللى انا خلفتها انا حاسس انى انا اعرفك من زمان وانك تربية ايدى لان ابوكى الحقيقى رباكى صح ويارب يكون دة فى ميزان حسناته
سلمى بصوت مبحوح / يا بابا متقولش كدة انت بقيت كويس ومش هتسيبنى اوعى تستسلم عشان خاطرى خليك قوى وفضلت تشد على ايده ورفعت وجهها لاعلى ودعت ربها وقالت يارب اجعل عمرى قبل عمره يا رب انت عارف انى من غيره ولا حاجة يارب انا عمرى ماعملت حاجة وحشة فى حد وانت يارب حاسس باللى بيه يا رب اشفيه او خلينى اموت قبله يا رب انت عارف انى مش هقدر اشوف الدنيا من غيره يارب ...يا ... وفجاة سمعته بينطق الشهادة وصوت الاجهزة اللى موصله بقلبه توقفت
سلمى اتصدمت للحظة وقعتدت تحرك فيه بعصبية وتقوله لااااااااا ...لا يا بابا اوعى تقولى انك موت ...اوعى تكون سيبتنى ...رد عليه ...شد على ايدى ...اكيد انت روحت فى غيبوبة وهتفوق تانى صح ... انا عارفة ان ربنا استجاب لدعاءى وهموت انا الاول ....اصحى كلمنى ...ااااااه
جاء دكتور العناية المركزة حاول انه يشوفه انما اتاكد انه فعلا توفى وقام غطى وجهه
انما سلمى لسة مش مصدقة وزعقت للدكتور وقالتله انت بتعمل ايه انت بتغطى وشه ليه ده هو راح فى غيبوبة وهيفوق تانى صدقنى هو كان مواعدنى انه عمره ماهيسيبنى
الدكتور حاول انه يخرجها من اوضه العناية لكن مفيش فايدة متشبثه بيه ومش عايزة تسيبه ولما حس انها كدة هتعمله مشكله خرج بسرعه واستعان بالممرضين وبعد محاولات غير عادية قدروا يخرجوها من اوضة الملاحظة ودخلوها اوضتها وهى فى حالة هيستريا واتفاجات شروق بالممرضين داخلين الاوضة وهما شايلينها وهى بتحرك اطرافها الاربعة فى الهواء محاولة انها تتخلص منهم وتروحله تانى واخيرا جاء الدكتور اللى بيتابع حالتها واداها حقنة مهدئة وبالفعل خلال دقائق سكن كل جسدها فى وسط السرير بدون اى حراك وفى هذه الاثناء دخل ياسين ومحمود وكانوا عرفوا بخبر وفاته لما لقوا اولاده برة بيحاولوا يخلصوا اوراق خروجه انما كانوا كلهم مش مصدقين الحالة اللى وصلت لها سلمى
الدكتور موجها كلامه لمحمود وياسين وشروق / خلى بالكوا ان المفروض الحقنة دى تهديها لمدة لا تقل عن اربع ساعات انما فى حالتها دى اعتقد هتفوق بسرعة والدليل زى ما انتوا شايفين فاتحة عينيها ومن الواضح انها مش عايزة تستسلم للمهدىء عشان مخها شغال على حاجة معينة مش قادر يتوقف
محمود / تقصد ....
قاطعه الدكتور وقاله ايوة ز ما فهمت هى خايفة تغمض عينيها لحسن تبعد عنه فياريت تخلوا بالكوا مها عشان انا مش ضامن تصرفها هيكون ازاى
وبالفعل بعد حوالى ساعة قامت مريم من على السرير وهى بتصرخ وبتكسر فى كل اللى حواليها حاول محمود وياسين انهم يمسكوها انما مش قادرين من الهيستيريا اللى هى فيها ومصممة انها تشوفه
ياسين / اهدى يا سلمى المهندس محمد الله يرحمه واولاده اخدوه وراحوا يدفنوه يعنى هو خلاص مش موجود هنا فى المستشفى و.....
قاطعته سلمى بصراخها وقالتهلم طيب لازم اشوفه قبل مايدفنوه وزقتهم بكل قواها وجريت بلبس المستشفى وجرى وراها كلا من محمود وياسين وشروق عشن يلحقوها وبالفعل لحقوها ولبولها طلبها وراحوا للمقابر واتفاجات هى بانهم حاملين التابوت ونازلين لمثواه الاخير
اتفاجا كل اللى موجود فى المقابر بصريخ سلمى وهى بتنادى عليه
سلمى بصريخ /استنى يا بابا عايزة اسلم عليك ....كدة خلاص هونت عليك وسيبتنى وجريت ناحية التابوت ولمسته وقعدت تقبله بهيستسريه وفجاة بصت على اولاده وقالتلهم انتوا السبب ياريتنى كنت فضلت جنبه ليل ونهار انتوا السبب انى مقدرتش اشبع منه
الكل مستغرب مين دى وليه بتقول يا بابا وليه كل الهيستيريا اللى هى فيها دى واولاده مستغربين وبيحاولوا يعرفوا مين هى وكل واحد قاعد يسال اللى جنبه الا واحد بس عارف هى مين ومتكلمش وكمان مدام حياه عرفتها وبكت هى كمان على بكا سلمى وحزنت على شكلها وقالت لنفسها له حق يحبك يا بنتى
وما كان من اولاده الا انهم قدروا يبعدوها عن التابوت فى صمت ونزلوا بيه لمثواه الاخير
سلمى فضلت قاعدة مكانها وسط المقابر ومش بتنطق عينها بس متعلقة بمقبرة والدها وما كان من محمود الا انه نزل لمستواها ومن غير كلام مد ايده وحملها وراح ناحية العربية ووضعها بجواره ومعه كلا من ياسين وشروق د
وبعد الانتهاء من مراسم الدفن اول حاجة عملها اولاده انهم سالوا والدتهم مين اللى كانت بتبكى دى
مدام حياة ردت عليهم ودموعها مسبقاها وقالتهم / دى حبيبة ابوكوا وبنته اللى مخلفاش
الكل باستغراب انتى تعرفيها
مدام حياه اكتفت بانها تهز راسها بنعم
رجعوا سالوها تانى طيب تبقى مين
مدام حياة / بعدين مش وقته
اما سلمى فقدت فى العربية من غير ما تنطق واستسلمت لمصيرها
شروق / انتوا هتعملوا ايه دلوقتى معاها انا خايفة عليها ....شايفين مابتنطقش ازاى
محمود / لازم نرجع بيها عالمستشفى
وبالفعل دخلت المستشفى ودخلت فى حالة غيبوبة
ومر حوالى اسبوع وسلمى مفيش اى تقدم من حالتها
محمود وياسين وشروق / سالوا الدكتور عن حالتها وعدم تقدمها واستسلامها للغيبوبة
الدكتور / على فكرة هى حاسة باللى حواليها وسمعاه بس عقلها رافض يرجع للواقع وعايزكوا تتكلموا معاها وتقولولها عبارات تشجعها انها ترجع للحياه تانى
شروق ببكاء على حال صاحبتها / حاضر يا دكتور
وفى يوم اتفاجات سلمى وهى فى غيبوبتها بصوت محمد عامر جنب ودانها وبيكلمها
صوت محمد عامر / ازيك يا سلمى وحشتينى مع انى زعلان منك ....انا قولتلك خليكى قوية ومتستسلميش ودايما هكون جنبك انما لقيتك مع اول موقف استسلمتى ومسمعتيش كلامى ...انا عايز اشوق ضحكتك ونشاطك تانى ....وبعدين انا عايزك تقريلى قران وتدعيلى ....قومى يالا انا عايز اشوف نجاحك زى ما اتفقنا .....ايه هتخزلينى وهتخلبينى اقول انى ماعرفتش اربى وبنتى مسمعتش كلامى ؟
اتفاجىء الدكتور بسلمى بترد وبتقول لا يا بابا انا خلاص هبقى كويسة وهعملك كل اللى كنت بتتمناه ومش هخزلك ابدا وبدات تفتح عينيها وترجع لوعيها ونادت على شروق
شروق بفرحة / انا هنا جنبك يا سلمى يا حبيبتى حمد الله على سلامتك
سلمى قامت بهدوء من سريرها وقعدت مكانها وسالت انا كنت سامعة صوت باتبا بيكلمنى صح ولا انا كان بيتهيالى
ياسين / لا صح يا سلمى احنا اتفاجئنا بالدكتور داخل ومعاه سى دى وقال انى دى هتساعدك انك ترجعى للواقع
سلمى / افتكرت كلام محمد عامر لما قالها انها هتلاقيه دايما جنبها حتى وهو ميت وسالت طيب مين اللى جاب السى دى ده ومين اللى وصله للدكتور
محمود / احنا سالناه نفس السؤال بس هو رفض يجاوب وقالنا ان اللى ادهوله قاله مايقولش هو مين
ياسين / يا سيتى مش مشكله نعرف هو مين المهم انه ساعدك انك تفوقى ولما تخرجى ابقى دورى عليه بنفسك المهم دلوقتى حمد لله على سلامتك
مر حوالى اسبوع استعادت فيه سلمى صحتها وبدات تستسلم للامر الواقع وانها تصدق ان محمد عامر مات والدكتور كتبلها على خروج
محمود وياسين وشروق وهما مع سلمى وخارجين من المستشفى
ياسين / طبعا يا شروق انتى هتروحى مع سلمى صح
قبل ماتجيب شروق ردت سلمى انا مش هروح عالبيت
ياسين باستغراب / امال هتروهى فينانتهى بحمد الله الجزء الاول انتظرونا مع الجزء الثانى
أنت تقرأ
بكى لأجلها الجبال (الجزء الاول) - الكاتبه رباب عبد الصمد
Romanceكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه رباب عبد الصمد مقدمة لما البنت بتحب بجد فبتحب باخلاص وبتدى كل ما عندها ولو اتخانت بتتوجع بقدر حبها ولما فجاة تلاقى فى نفس الوقت ان عائلها وسندها مات هو الاخر فبتحش بوحشة الدنيا وفجاة انسان يظهر فى حياتها يعوضها كل معانى...