البارت السابع عشر

19.7K 540 14
                                    


الجنسية وهنا جذبت مدام هانيا يد سلمى وخرجت بها وقدمتها للحاضرين اللى بدات كاميراتهم تلتقط الصور لهذه الفتاه الشرقية ذالت الذوق الراقى
وانتهى الحفل وسط فرحة الكل وما كان من سلمى الا انها جريت امام الكل على محمد عامر وةاحتضنته وبكت وقالتله انت صاحب الفضل دة عليه يا بابا
محمد عامر باعين دامعة مسح على راسها وهى فى حضنه وقال لها متقوليش كدة يا لولو انتى بنتى وده مجهودك انتى
بكت شروق على فرحة صديقتها ولكنها وجدت من مد يده ومسح دموعها وقالها الؤلؤ دة غالى ومش عايزه ينزل تانى حتى لو كان من الفرحة
شروق احمر وجهها وقالت انت بتقول ايه يا ياسين انت مالك النهاردة
ياسين كان لسة هيرد بس لقى سلمى جت تحضن صاحبتها وتقولها باتركيلى يا شوشو انا فرحانه اوى
شروق وهى محتضنة صديقتها انت تستاهلى كل خير يا سلمى وربنا دايما هتلاقيه واقف معاكى
محمود / مد ايده وسلم على سلمى وباركلها على نجاحها وكان فرحان بيها جدا ونفسه كان يكون هو مكان محمد عامر وانها تترمى فى حضنه هو كان نفسه يحسسها انه هو امانها الوحيد انما الظروف منعت كل ده انه يحصل
وانتهى الحفل بكل خير لسلمى وخرج الجميع راجعين للفندق وده كان اخر يوم ليهم فى فرنسا وفى الصباح الباكر سيتوجهون للمطار فى طريق عودتهم للقاهرة واستئناف العمل فى مجلتهم الجديدة
وفجاة سقطت امطار غزيرة عليهم فدعوا ربهم انهم لقوا اى عربية ليستقلوها للفندق وتحميهم من المطر الغزير الا انهم جميعا اتفاجاوا بسلمى اللى سابت ذراع محمد عامر وفتحت ذراعيها للامطار فى سعادة وفضلت تتمشى بحركة سريعة وكانها تجرى تحت الامطار ورفعت وجهها للسماء وهى مبتسمة وكانها ببتكلم معاها وبتحكيلها عن فرحتها بنجاحها وكان حقيقى شكلها كالاطفال البريئة اللى بتعبر عن سعادتها بالجرى من مكان لمكان

مشاعر مشاعر
مشاعر تشاور وتودع مسافر
مشاعر تموت وتحيى مشاعر
يادى يادى يادى المشاعر
اللى عذب نفسه سافر من امان المشاعر
واللى نفسه يعيشها تانى هى هى نفس المشاعر
واللى تاية من ابتسامة نفسه يهرب من المشاعر
واللى نفسه قصاد حبيبه يبان عليه المشاعر
واللى بيفكر يفارق بس لولا المشاعر
واللى سامح حد جارح راضى ظلم المشاعر
واللى راجع بعد لما انتهى وقت المشاعر
كل حاجة ناقضة حاجة وانت مش جنبى حبيبى
نفسى اعمل اى حاجة بس ترجعلى حبيبى

الكل وقف متعجب على حركاتها اللارادية والطفولية والغريب انهم كلهم قلدوا حركاتها وفتحوا ايديهم للامطار كانهم بيرحبوا بضيف غالى وكل منهم رفع وجهه لسماء يحكى لها عما داخله من سعادة او شقاء
سلمى / يا ريت كلكوا تدعوا باللى نفسكوا فيه عهشن ابواب السما مفتوحة
الكل استجاب وبحركة لا ارادية نظرت شروق لياسين اللى لقيته سابقها بنره ليها فابتسموا لبعض وكل واحد اتوجه بدعاه لرب العالمين وبعد دقائق من مناجاتهم ودعواتهم حسوا بفرحة عارمة ماحسوهاش قبل كدة
ياسين بص لشروق وقالها ممكن اعرف دعيتى باية
شروق امر وجهها لانها كانت غير متوقعة السؤال بالمرة فترددت وقالت كنت بدعى ان ربنا يوفقنا فى المجلة وتنجح
ياسين بصلها بشك لانه عارف ان فى دعوة اخرى هى خبيتها علية واتكسفت تقولها
شروق / وانت دعيت باية
ياسين / انا كمان دعيت ان مجلتنا دى تكبر وتبقى معروفة
شروق / بخبث بس كدة مدعيتش بحاجة تانى
ياسين / نظر لها بابتسامة من جانبى فمه وقال لا طبعا دعيت دعوة تانية زى ما انتى دعيتى بالظبط
شوق بتوتر / ايش عرفك انى دعيت دعوة تنية انت بتنجم انا دعيت دعوة واحدة وقولتهالك
ياسين/ بحركة لا ارادية مسك ايد شروق وضغفط عليها وقالها انا حافظك يا شروق وحافظ حتى كام نفس بتتنفسيه فى الدقيقة وترك ايدها لما حس برعشتها وقالها انا دعيت ان ربنا يوفقنى مع اللى بحبها ويصلح حالنا مع بعض
شروق بخضة .... بس انا اول مرة اعرف انك بتحب
ياسين / طيب انتى اتخضيتى كدة ليه
شروق / انا انا ااا ابدا ما اتضيتش ولا حاجة ليه بتقول كدة
ياسين/ يابنتى ما انا قولتلك انى حافظك
شروق / طيب مين دى اللى حبيتها فجاة كدة ومؤلتلناش ليه انا وسلمى ما احنا على طول اسرارنا مع بعض
ياسين/ اولا انا محبيتهاش فجاة ولا حاجة انا بحبها من زمان بس الفجاة هى انى قررت انى خلاص مش هدارى حبى اكتر من كدة ولازم اقولها
شروق / وهى كل دة ولسة مش عارفة انك بتحبها
ياسين / لا عارفة ومتاكدة بس بتستعبط
شروق اتوترت زيادة وحاولت انها تخرج عن الموضوع وبتلقائية قالتله نادى على محمود عشان ميزعلش لاننا كلنا سيبناه لوحده
ياسين بص على محمود لقاه واقف وواضع يده فى جيب بطلونه وشارد بذهنه
اما سلمى فانشغلت بالحديث مع محمد عامر
محمد عامر / دعيتى بايه يا سلمى
دعيت ان ربنا يقف معايا ويبعتلى اللى يحبنى بجد ويحافظ عليه وانت يا بابا دعيت بايه
محمد عامر / هتصدقينى لو قولتلك انا دعيت نفس دعوتك ولا ناقص منها اى حرف انما زايد عليها اسم شخص
سلمى / انت دعيتلى انه يرزقنى بشخص بذاته وسميته كمان طيب ده يبقى مين اوعى يكون محمود دى ابواب السما مفتوحة
محمد عامر / لا طبعا بس انا سميته لانى عارف انه اكتر واحد هيكون سندك وحمايتك بعدى
سلمى / لية بتقول كدة يا بابا انت عاوز توجع قلبى وتكسر فرحتى انا عمر ماهيبقى ليه سند الا انت وانت اللى هتسلمنى لعريسى
وتنهدت باسى لانها افتكرت انها قالت نفس الكلام لوالدها الحاج عبد الرحمن ومع ذلك الدنيا مرحمتهاش وسابها لوحدها من غير سند واول ما افتكرت كدة حسيت بنغزة فى قلبها وغصة فى حلقها لسؤال جه لاول مرة لذهنها يا ترى هتعمل اية لو الدنيا غدرت بيها تانى وجه ميعاد قضاء ربنا ...ولكنها بسرعه رفضت الاجابة ونفضت الفكرة نهائيا من بالها ورجعت تبتسم بتوتر ووجهت كلامها لمحمد عامر وقالتله ممكن اعرف باه اسم اللى قرنته بالدعوة باسمى
محمد عامر / خلى كل حاجة لوقتها يا بنتى
سلمى محاولتش تضغط عليه اكتر من كدة وفجأة طلعت كاميراتها المفضلة وقالتلهم اية رايكوا ناخد صورة جماعية مع بعض وانا هظبط الكاميرا وهحدد الكادر واجى اقف معاكوا
الكل وفق بفرحة والتقطوا صورة جماعية فورية وما ان شاهدها محمد عامر حتى انه ضحك بشدة وقالها يخربيت صورك البوليسية يا سلمى انا عايز نشخة من الصورة دى ولا اقولك انا هاخد الاصل معايا وانتوا ابقوا خدوا النسخ اللى عايزينها من النيجاتيف
شروق وعلى اية نيجاتيف يا بابا احنا نصور الصورة بموبايلاتنا وضحكت وقالت اصل التكنولوجيا برده بتوفر علينا كتير
واللى متعرفهوش سلمى انها بظبطها للكادر بطريقة احترافية ظهر فيها نفس الشخص اللى بيراقبهم
وبعد نصف ساعة وصل الجميع للفندق وطلعوا اوضهم عشان يوضبوا شنطهم استعدادا للسفر الصبح
اول ما سلمى وشروق دخلوا اوضتهم لقيت سلمى لفة كبيرة على سريرها استغربت منها وفتحتها امام عين شروق اللى كانت لا تقل استغرابا عنها وكانت المفاجاة انها لقيت جوة العلبة ذات الفستان البنى اللى اتعرض فى نهاية عرض الازيا ء ولا يوجد فى العلبة اى شىء يدل على صاحب الهدية سوى ورقة صغيرة مكتوب فيها ...مبروك نجاحك وانا ملقيتش افضل من الفستان اللى عجبك وباللون اللى بتحبيه.....
سلمى ظهرت عليها الدهشة وشعور متلخبط هى مش عارفة تفسره لانها فرحت ان فى حد حس بفرحتها وحب يفرحها وقالت بصوت هامس كانها بتكلم نفسها انما شروق كانت سمعاها ... يا ترى مين اللى عرف ان الفستان عجبنى ومين اللى اشتراهولى لان تمنه كان غالى جدا ايه دة ..دة مش كاتب اسمه ولا اى حاجة تدل على شخصيته
شروق / طبعا مفيش غيره
سلمى / تقصدى مين ؟ محمود ؟
شروق / وهو فى غيره
سلمى / بس انا مش هقبلها ولازم اروح ارجعهاله ولسة هتخرج تروح لحد عنده شروق شدتها من ايديها وقالتلها انتى هتروحى فين هما كلهم دلوقتى فى اوضتهم وبيوضبوا شنطهم ماينفعش تروحيلهم دلوقتى كلميه بالتليفون احسن
سلمى / لا انا مش هكلمه انا هديهاله على طول بكرة
وفعلا فى الصباح نزلوا جميعا على الريسبشين وطلبوا مابين شاى او قهوة او عصير فريش وفجاة طلعت سلمى علبة الفستان ومدت ايديها لمحمود وقالتله انا متشكرة يا محمود على هديتك بس انا اسفة مش بقبل هدايا من حد خاصة انك متجوز وكمان الهدية غالية عليه ومش هقدر اهديك بحاجة زيها
محمود بضيق ايه الكلام اللى انتى بتقوليه دة يا سلمى اولا انا لما اجيبلك حاجة مش هبقى مستنيكى تردهالى وثانيا انتى مفيش حاجة تغلى عليكى وثالثا انا اصلا ماجيبتش هدايا وماعرفش ايه الهدية دى ومين اللى جابها
سلمى / لا يا محمود انت اللى جيبتها وانت بتحاول تنكر عشان اضطر انى اخدها بس للاسف انا مش هقدر اقبلها
محمود / يا سلمى هو انا غريب عنك انا مش محتاج ابررلك انى مش انا اللى جايبها ولا محتاج اكدب انا لو كنت انا اللى جايبها كنت هقول
محمد عامر بسرعة وريسنى الورقة اللى فى ايدك دى يا سلمى
سلمى اعطته الورقة واول ما قرا اللى فيها ابتسم داخليا لانه عرف من صاحبها من الخط وحبس ابتسامته حتى لا يشك احد انه عرف مصدرها ....ثم وجه كلامه لسلمى وقالها انتى ليه مصممة ان محمود هو اللى جابها هو فعلا مش محمود
سلمى باستغراب امال مين يا بابا انت تعرف؟
محمد عامر بكل ثقة /انا لوكنت اعرف كنت وفرت عليكى اتهام محمود بس انا مقتنع ان محمود مش مضطر انه يكدب عشان تقبلى الهدية خاصة انها غالية يعنى من الافضل ان يحب انك تعرفى انه هاديكى بحاجة ثمينه لكن صدقيه وبعدين انا عايز اقولك على حاجة انتى امبارح اتعرف عليكى ناس كتير معجبين بشغلك وبسهولة هيعرفوا من هانيا انتى نازلة فى انهى فندق ويبعتولك عليه الهدية تفوه بكلامه ده ليبعدهم عن الشك فى انه يعرف صاحب الهدية
سلمى / يا بابا دة بيقول انه اختارلى الفستان دة لانه عارف انه عجبنى وانى بحب اللون البنى يعنى دة واحد عارفنى
محمد عامر وهو بيحاول يبعد تفكيرهم لابعد الطرق.....وده برده شىء عادى لان ممكن بسهولة حد من المعجبين شافك لما اعجبتى بالفستان واستنتج اعجابك باللون او انه سال هانيا اصلا عن احسن موديل ممكن يقدمهولك وتكون هانيا هى اللى وجهته
سلمى /اخدت الفستان وقبلته وهى بتفكر فى صاحب الهدية المجهول بينما فى الجهة الاخرى بص محمود لياسين نظرة ذات مغزى لانهم حسوا ان محمد عامر عارف مين صاحب الهدية وان كان شك ياسين راح لمحمد عامر نفسه
انما محمود صدره ضاق لانه حس ان هناك مجهول اخد تفكير سلمى وفى اسى تمنى بداخله انه لو كان هو صاحب الهديه وقال لنفسه وايه كانت هتكون النتيجة كانت هترفضها زى ماقالت وحس ان الطريق لقلب سلمى بقى صعب جدا وافتكر يوم ما كان سامعها زى العادة من البلكونه

بكى لأجلها الجبال (الجزء الاول) - الكاتبه رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن