وفي ذلك الليل المعتم هو يجلس على الاريكه بمفرده يستنشق سيجارتهُ وينفثُ بدخانها ببروداً مميت..خط الكحل العريض الذي يحدُ عيناه وملامحهُ الحاده السكيره تجعل منه بارد لا مبالي بجداره..
منظره يدعي الريبه..
لم يكسب شيء من الحياه سواء الالم
والحزن والقهر والذكريات السيئه..استل نفساً عميقاً يحاول تهدئة اعصابه المنهاره فلتوه صرخ على احد رجاله الاغبياء..
صدح طرق الباب تليه دخول احد رجالهُ يُحني برأسه الى الارض فمن سيتجرى ويرفع نظره لمجابهة نظر سيدهم ؟!
فلو تجرى سيجد نفسه ملقياً بغير عمل..
"سيدي هناك فتاه تبحث عنك"
اردف الرجل بهدوء يشابك يديه في حجره بتوتر ، لينظر اليه السيد ويشير لهُ ان يدخلها..
"اوه سيهون"
صدح صوتاً أنثوي في المكان ليبتسم لتعرفهُ على صاحبة الصوت
شزر بنظرهُ اليها لـ ثانيه وعاد ليعلق نظرهُ بنقطةً في الفراغ وجد فيها سكينةً لعينيه وروحه
"مالذي تريدينه؟!"
اردف بصوتاً حاد لتقترب وتجلس قبالتهُ بوداعه
"انـ ا هو اقصـد.."
تلعثمت كلماتها ولا تستطيع دمج الحروف لتكوين جمله مفيده..
"اسرعي ليس لدي اليوم بطوله"
تحدث بغلظه لتبتلع ريقها بصعوبه
هي لماذا اتت؟
هي كانت تعتقد بأنه مازال سيهون السابق؟
صاحب الملامح الحاده النقيه!
لكن لا هو لم يعد سيهون الاول لقد غيرتهُ الحياه لقد اصبح سيئ
سيئ للغايه"اسف قطعت من وقتك"
اردفت وهي تستقيم ، استسلمت فـ عقلها لم يساعدها البته ..
سحبها من معصمها لترتد الى صدره ، علق بصرها في عينيه الحاده المُحاطه بالسواد والقسوه
حاولت الابتعاد لكنه اقوى بكثيراً منها ، احكم قبضتهُ حولها واسهب بنظره الى شفتيها المغريه ليسحبها بين خاصته بغير تردد ..