يمام

503 16 8
                                    


وضعت قطعة النقود المعدنية في يد طفلة الطريق
التي هيئتها توحي بطفوله مسروقه ونضج في غير أوانه
فكلماتها كانت تفوقها سنا.....إذ سمعتها وهي تردد وهي تبتعد عنها
(ليرزقك الله الاطفال كما رزقك المال)
فأقشعر جسدها لهذه الدعوه البيضاء التي لامست اذنيها بصوت برئ لم تدنسه مصالح الحياة بعد
وتسألت بدهشه:من اخبر هذه الطفله بأن الاطفال أمنيه مخبأة في قلبها
ولطالما ارسلتها في دعائها سرا من ليالي الارض الى السماء وأي صدفة تلك التي انطقتها بمثل هذا الدعاء؟

ربما هي رسالة السماء جاءتها على لسان هذه الطفلة..فهي انثى تؤمن بمثل هذه الاشياء
كما تؤمن بالكثير من غرائب الامور
والتي يطلق عليها(خرافات)و(معجزات)و(اساطير) أساطير قابلة للعوده والتكرار
فهي تحب (العين الزرقاء) على الرغم من يقينها بأنها لا تمنع الحسد كما يتوهم عشاقها
وتعشق(صائدة الاحلام) هلى الرغم من يقينها انها لا تمنع الكوابيس كما يظن اولئك الذين يحرصون على تعليقها على حواف(اسرتهم)
وتحب مجالسه مدعيات قراءة الفنجان على الرغم من إيمانها بأن الاقدار لا تختبئ في فنجان
وتثير فضولها نساء الغجر حين ينثرن قواقع(الفال) على الخرقه البيضاء....ويهمس لها:ارمي بياضك

كانت تحفظ كل العبارات المشتركة بين قارئات الفنجان و راميات الفال ك
((امامك سكة طويله.......وبشارة في طريقها إليك.....وشخص ما يحبك بصمت))
والكثير من عبارات تردد على لسان بائعات الوهم
لكنها ابدا لم تصل يوما الى اليقين الذي وصلت إليه حين لامس صوت تلك الطفلة أذنيها لذا...مضت وفي داخلها فرحه لا تعرف مصدرها وكأن حاسه سادسه نبتت في داخلها
فاستشعرت بكل حواس الأنثى أن بشاره كبرى بأنتظارها وأن امنيه مفقوده تحت رماد اليأس ستستعيد دفئها وتشتعل مجددا

بعد أشهر من عودتها الى وطنها زفت اليها طبيبتها البشرى الكبرى حين أخبرتها أنها حامل في شهرها الثاني
فتذكرت في أجواء فرحتها ببشاره الحمل طفله الطريق
وتلك الحاسه السادسه التي سيطرت عليها في ذلك الوقت حتى خيل اليها انها تحولت الى صوت هامس في اذنيها
فبعض الاحاسيس حين تشتد كأن يصبح لها صوت و لسان فتهمس في أذاننا بالكثير من الاحداث
لتصبح بعد فتره حقيقة
فبعد ان غادرت واضعه يدها على بطنها بفرح.....كأمراه في منتصف حملها
هامسة في أذن صديقتها:لو جاءت انثى سأطلق عليها اسم يمام
اسم طفلة الطريق...تلك التي ظهرت لي ذات ازدحام على هيئة بشارة بيضاء.

يمامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن