((قد نكتشف بعد ان نغادر
أن المنازل التي كبرنا بها....هي ايضا كبرت بنا))وأنا أسير مريت....جنب أبواب البيت
فأنا كنت آخر من غادر ذلك المنزل وآخر من ودع الطرقات
وأول من مر على منازلها....وأول من بكى أمام الأبواب
وأول من تمنى ان يطرق الباب بعد غياب..فيفتح له عزيز غيبته الأيام..
لكن الأمنيات تتحول أمام الدور القديمة من حالة حنين الى حالة بكاءفكم يؤلم
أن تقف أمام باب دارك القديمة
ولا تستطيع ان تطرق الباب
لأن خلف الباب..يعيش غرباء
وفي فناء منزلك يتجول غرباء
وأمام اشجارك العتيقه يجلس غرباء
وفي غرفتك التي شهدت مراحل عمرك..ينام غرباء
وفي مكان اجتماعك العائلي يجتمع غرباء
وفي غرفة طعامك يأكل غرباء
وفي الزوايا التي كبرت بها يكبر غرباء
غرباء لا يعرفون أهمية المكان ولا تاريخه
ولا تربطهم به ذكرى عتيقه
غرباء لم يتخيلوا الدار قبل إنشائها..ولم يتقاسموا غرف الدار بفرح قبل اكتمالها
غرباء لم يضعوا اساس المنزل بتعب..ولم يرصوا(اللبنه على اللبنه)
ولم ينتقوا الجار قبل الدار
غرباء لا تعرف الدار تفاصيل حكايتهم وأحزانهم ولا تحفظ الجدران أسماء من فقدوا من أحبة
غرباء لم يناموا في فناء المنزل عند انقطاع الكهرباء صيفا ولم يقاسموا ذويهم سهرة على السطح
غرباء لم يدفنوا في التراب علب (العصائر) الفارغه ولا الدمى القديمه كما كنت افعل مع رفيقاتي الصغيرات...
غرباء لم يستنشقوا رائحه المطر بالتراب حين كانت ارضية الدار من تراب
غرباء لم يزينوا حيطان غرفهم بصورهم..ولم يرسموا على جدران المنزل ب (الألوان الشمعية) و (الطباشير)
غرباء لم توقظهم طبلة(المسحر) في رمضان
ولم يوقظهم صوت المطر على أجهزة التكييف
غرباء لم تحرق شمس الصيف أياديهم وهي تدير أجهزة الأرسال بحثا عن القناة التلفزيونية الاوضح
غرباء لم تحتفظ الزويا ببقايا اجدادهم ولا احتوت مكتباتهم المنزلية على نفائس الكتب
غرباء لم يجر أطفالهم صباح الاربعاء لإقتناء مجلة (ماجد) ولا انتظرت قتياتهم صباح السبت لاقتناء(زهرة الخليج)
غرباء لا تلفت الطائرة انظارهم ولا يقفز أطفالهم فرحا عند مرور الطائرات وأياديهم تلوح للفضاء
غرلاء تخلو قصصهم الليليه لأطفالهم من (الشاطر حسن والساحرة الشريره وسندباد القادم من بغداد)
غرباء لم يفترش ابناؤهم أرضية الغرف لتغليف كتبهم المدرسيه في أول يوم دراسي..
ولا إمتلأت صناديق القمامه أمام أبوابهم ببقايا الكتب الممزقه في آخر العام
غرباء لم تشهد مجالسهم ختمة القرآن في رمضان..ولم يقفزوا فرحا لأعلان هلال العيد
غرباء لا يضعون المصاحف على رؤسهم ولا يستيقظون على قرآن الفجر يتلوه في الزوايا رجل مسن
غرباء لم يحدثهم اجدادهم عن فلسطين وحلم الصلاة في الأقصى وعن غصن الزيتون وحمام السلامه
غرباء لم يتعرف اطفالهم في حصة التاريخ على طارق بن زياد...وعقبة بن نافع ..و البطل صلاح الدين
غرباء اتخذوا من المنازل العتيقه مراحل مرهقة من أعمارهم... و محطات عبور الى أوطان اضطروا لمغادرتهافهنالك حيث المنازل القديمة ...حيث الطفوله ... حيث البدايات يعيش مجموعة من الغرباء
لا تشبه لغتهم لغتنا ... ولا تفاصيلهم تفاصيلنا .. ولا اغانيهم اغانينا
غرباء يصارعون الغربة ... والفراق و الحاجة
يعيشون طقوسهم المختلفة خلف الأبواب ...
يحلمون بأوطانهم ... ومنازلهم الحقيقية
ويعدون ايام الغربة للرحيل
أنت تقرأ
يمام
General Fictionآلَبًعٌضًـ يِظُهّـر فُـيِ حًيِآتٌـنِآ عٌلَى هّـيِئة بًشُـآرة بًيِضًـآء وٌهّـکْذِآ ظُهّـرتٌـ آمًآمًهّـآ عٌلَى ذِلَکْ آلَطِريِقُ تٌـلَکْ آلَطِفُـلَهّـ _يِمًآمً_