يمام

اختراع الفرح

((لا تصادق أحزانك.....لأنك مع الوقت قد تشعر بضرورة الوفاء لها والتمسك بها))

عامل حزنك كضيف عابر عليك..
اكرمه واهتم به وأحترمه كثيرا..لكن لا تمنحه فرقة الأقامة بك او معك
لأنه مع الوقت قد يتجرأ عليك كثيرا..
فيسجنك بين اسواره ويسلبك حريتك..
ويطيح بتاج الصحة من فوق رأسك..

لذا تعلم ألا تتعلق بأحزانك
ولا تعش معها حكاية قوية
واحرص على أن كون العلاقة بينك و بين أحزانك هشة و تافهة كعلاقة عابرة على طريق سريع
ضع بينك وبينها خطوط حمراء ومساحة كافية لمنحك حرية التحرر منها
فأختراع الفرح لا يحتاج الى قدرة على الطيران بلا اجنحة هو فقط يحتاج الى التخلص و التخفف من الأحزان
فالتخفف منها بمثابة أجنحة ترفرف بها بعيدا عن كل ضغوط الحياة
فابذل كل جهدك كي تكسب الفرح وتتخذه صديقا مقربا لك
فأذا ابتعد عنك لأي سبب اقترب أنت منه
وأبحث عنه في أقرب الأماكن إليك
وتعلم كيف تخترعه من أبسط الاشياء
اخترعه بإقتناء أشياء يشعرك أقتنائها بالراحة
أو في المرور على شارع كان وجهتك المفضلة ذات عمر جميل
أو في طرق باب شخص كان يعني لك الكثير
أو في زياره خاطفة لإنسان تزرع رؤيته فيك السعادة
أو في زراعة ورده على طريق شائك مهجور
أو في لقاء صديق قديم يحتفظ في ذاكرته بالكثير من قديمك
أو في التبسم في وجه صورة قدية احتفظت لك بلحظه جميلة من ماضيك...

نعم..ابحث عن الفرح كما تبحث عن صديق يهمك امره
فأماكن الفرح ليست بعيدة ويصعب الوصول إليها
فأحيانا يختبئ الفرح في محل لبيع ألعاب الاطفال
أو في طوق ياسمين صنع لأمرأه عاشقة
أو في كف لطالما أعانتك في طفولتك على الوقوف
أو في طتاب يشبهك كأن سطوره تسرد حكاية عمرك عليك
أو في العطف على حيوان اليف في جانب الطريق

وقبل ان تتردد في أختراع الفرح تذكر
أن وجودك على كوكب الأرض لن يتكرر
وأن كل الطقوس الدنيوية لن تتكرر
جتى شخصيات عمرك لن تتكرر معك على الأرض
فأهلك و رفاقك و أحبتك هم فقط ابطال حكايتك الدنيويه
تماما كمراحلك الدراسية وكتبك المدرسية وفصلك الدراسي ورفاق دراستك
ومناسباتك الجميلة..وزواجك...نجاحك...أول أطفالك..سفراتك...حكاياتك...خصوماتك مع أهل الأرض..تناقض مشاعرك بين افراح وأحزان
كل هذه تفاصيل دويوية عابرة في عمرك
ستمضي بحلوها ومرها كالحلم
لذا لا تحزن على شئ
واقتنص لحظات الفرح قدر استطاعتك
فهي فرصة واحدة منحت لك كي تكون هنا
فوق هذا الكوكب
الذي يبتعد عن السماء كثيرا
ليدق الجرس يوما...ولتأتيك الأشارة الأخيرة...والنداء الاخير
أن وقتك هنا قد أنتهى
وإنك يجب ان تعود الى السماء
فلا تعد إليها بأحزانك
وبأشياء قد تفسد عليك حياتك هناك