الحلقة الثانية

3.5K 229 41
                                    

🔹 إنها الخامسة عصراً، توجه علي نحو مقهى الجامعة، وبدت على وجهه علامات التردد والإنزعاج، أكمل معاتباً نفسه : ▫️- ما لي وهذه الفتاة ؟! ما كان ينبغي أن أضع نفسي في هذا الموقف ! لن أطيل معها الجلوس، سأشرح لها الدرس سريعاً وأنصرف😒

🔸ها هي تنتظره مبتسمة، أقبل نحوها مطرقاً بنظره إلى الأرض، حاولت أن تبدي له لهفتها وكأنها صديقته الحميمة، لكنه لم يعرها أي إهتمام. مدت له يدها لكي تصافحه فصدها بقوله :▫️ - لا أسلم باليد !
دخلا إلى المقهى، حاولت أن تجلس قربه، لكنه أبعد كرسيه عنها وقال باستعجال : ▫️- فلنبدأ الدرس.

📝 باشر علي بالشرح، حاول أن ألا يحيد بنظره عن الكتاب، لكن ما الحيلة ؟! فأثناء الشرح كان لا بد من أن ينظر إليها بين الحين والآخر ! ثم سرعان ما يعود ويغض طرفه.

🔹لاحت لعلي مكائد إبليس وخيوطه فعطرها يلاحقه طوال الوقت، أراد الإستعجال ليتخلص من هذا الموقف الذي لم يعتد عليه، لكنها لحنكتها إختارت درسا صعباً ومعقداً يحتاج إلى الكثير من الشرح والتفسير وتعمدت طرح الكثير من الأسئلة والإشكالات، وقدمت له كوباً من العصير ونوعاً من الحلوى، كل ذلك في محاولة منها لكسر حاجز التعفف والحياء الذي وضعه علي بينهما !

🔸مع مرور بعض الوقت إنسجم علي في الشرح، وتكررت نظراته إليها أثناء الإجابة والتوضيح. ودون أن يشعر إقتربت الفتاة بكرسيها منه، وما لبث أن شعر علي بصراع تسلل إلى قلبه، فدعته نفسه مرارا إلى إمعان النظر إليها بسبب ثيابها الغير محتشمة. وما زاد الصراع حدة محاولات الفتاة المتكررة للضحك والمزاح! رغم أنه حاول تجاهلها لكن شيئاً فشيئاً خف الجفاء من علي وكثر المزاح من الفتاة !

🔹وأخيراً بعد ساعة ونصف من الصراع والمجاهدة أنهى علي شرحه وقام من مكانه يريد الإنصراف ظناً منه أنه تخلص من هذا الموقف الصعب الذي لا يحسد عليه. وإذا بالفتاة تبادره بالسؤال :▪️ - أين ستذهب ؟!
أجابها باستغراب :▫️ - عليّ أن أذهب إلى البيت !
أجابته :▪️ - إذاً أوصلك بسيارتي !
قال : ◽️ - لا ! سآخد سيارة أجرة ! وأراد الإنصراف.
قاطعته قائلة : ▪️- لقد أسديت لي معروفا، ومهما فعلت لن أتمكن من شكرك ! هل يليق بي أن أتركك تذهب لوحدك ؟! أرجوك إعتبر ذلك رداً للجميل.

😓وافق علي على طلبها محرجاً، ولكن طوال الطريق لم يكن مرتاحاً إلى حين وصوله للمنزل . نزل من السيارة، لوحت له بيدها قائلة : ▪️- أراك غدا في الجامعة !

🔸لم يهنأ علي في تلك الليلة، فصورتها ما غابت عن باله رغماً عنه ! شعر بضيق في صدره، إستلقى على سريره وغرق في بحر من التفكير.. وسرعان ما غفى مسلوباً التوفيق لآداء صلاة الليل وزيارة سيد الشهداء !

👈🏻 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لكل عضو من بني آدم حظ من الزنا : العين زناها النظر ❗

على باب الجامعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن