🔸في صباح اليوم التالي، إستيقظ علي، نظر إلى هاتفه إنها الساعة التاسعة ! قام منتفضاً من فراشه...
▫️- يا الله لم أستيقظ لصلاة الصبح ! ماذا حصل لقد كنت أستيقظ يومياً لوحدي ! لا شك أنني حُرمت منها بسبب تلك الفتاة البارحة..
🔹فكّرَ علي أن يقضي صلاة الصبح لكنه للأسف لم يفعل ! بدّل ملابسه على عجل وذهب مسرعاً إلى الجامعة، لقد تأخر عن حِصّة المختبر، دخل القاعة، واعتذر من الأستاذ عن تأخره، جال ببصره يميناً ويساراً، يبحث عن مكان مناسب ليجلس، وإذا بالفتاة من بين مجموعة من الفتيات والشباب تناديه: ▪️"علي" ! لقد حجزنا لك مكاناً بجانبنا !😳 وقف علي للحظات مكانه مرتبكاً ماذا يفعل ؟!
هل يتجاهلها أم يذهب ويجلس قُربها وقرب أصدقائها الذين لا يمُتُّون إلى دينه وآدابه وأخلاقه بِصِلة ؟! رأى أن جميع الأنظار عليه ! إحمّر وجهه خجلاً ! قال في نفسه ماذا سيقولون عني إن لم أذهب ! ثم ذهب !!💔 آخ يا علي.. لو أنك فكرت في تلك اللحظة ما قيمة قول المخلوق أمام قول الخالق، أم ما قيمة نظرة هؤلاء الفسقة لك أمام نظرة صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) لك ؟؟
😞 تمنى علي في تلك اللحظة لو أن الأرض تنشق وتبتلعه لسوء هذا الموقف الذي سبّبه لنفسه، جلس قُربها... إبتسمت له، حاولت أن تُلاطفه بكلماتها، وتُغريه بنظراتها، لكنه أعرض عنها محاولاً أن يضع تركيزه في الدرس والشرح، لكن هيهات نظر أمامه فإذا بفتاة تجلس أمام عينيه قد بان شعرها وفاح عطرها..
😞 مالَ ببصره يمينا فكان المشهد أشد سوءاً وتأثيراً، أراد أن يغضّ بصره لكنّ نفسه قد خدعته، وعينه قد خانته، فنظر نظرة ثانية مُتعمداً، فثارت لها نفسه واشتعلت شهوته ! في تلك اللحظة ملأ الغم قلبه وشعر كأن جبلاً قد أطبق على صدره، شعر وكأن شياطين الجن والإنس قد استكلبت عليه، حتى نفسه قد خدعته وتآمرت عليه..
🔸 علي لم يكن شاباً عادياً بل هو شاب مؤمن قد خالط حب الله لحمه ودمه، كان إذا ذكر الله نبض قلبه بالعشق، كان يأنس بعبادة الله سبحانه ويستشعر فعلاً حضور الله وقربه دائماً، كان علي إذا قام في صلاته يتوجه الى الله سبحانه بقلبه وعقله ولا يكاد يقول كلمة واحدة في صلاته إلا وهو يستحضر معانيها، وإذا انحنى راكعاً لربه استشعر أعلى درجات الخضوع أمام عظمة الله تعالى الذي يؤمن أنه سبحانه يرى كل حركة ويسمع كل كلمة ولا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى، أمّا إذا حنى جبهته ليضعها على الأرض في سجوده لربّ العزة كان يستشعر أعلى درجات التذلل والخشوع.. كان في تلك اللحظة يرى نفسه وكأنه تراب أمام مولاه تبارك وتعالى، نعم هذا هو علي..قد أصابه اليوم سهم مسموم من سموم إبليس !
🔹ما إن انتهت الحصة حتى خرج علي مسرعاً، لم يستقل سيارة الأجرة ليعود إلى البيت، أحب أن يتمشى قليلاً، يريد أن يستنشق بعض الهواء عسى أن يرتاح قلبه وتسكن نفسه، بدأ علي يمشي وهو يعاتب نفسه ويوَبخها: ▫️- ماذا فعلت يا علي ! لماذا أغضبت الله تعالى؟ ما كان ينبغي أن تنظر الى ما حرَّم الله، ما لي ولهذه الفتاة ! لن أسمح لها أن تستدرجني مرّة أخرى ! أنت لست هكذا يا علي ! أكمل علي معاتباً نفسه ولم يكد يمشي بعض خطوات حتى ظهرت أمامه في الشارع فتاة سافرة بهيئة تلعنها عليها ملائكة السماوات والأرض !!
🕌 روي عن الإمام الصادق (عليه السلام):
👈🏻《يا بن جندب! إن عيسى بن مريم (عليه السلام) قال لأصحابه: إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه》❗️
أنت تقرأ
على باب الجامعة
Spiritualالسلام عليكم اخوتي الاعزاء ورحمة الله وبركاته، هذه القصة الواقعية التي تحكي قصة شاب مؤمن اسمه (علي) يذهب الى الجامعة حيث الإختلاط والسفور ويبدأ بمواجهة صراعات هوى النفس والشيطان.. القصة قصيرة لكنها تحمل الكثير من العبر وليس فقط للشباب بل لكل المؤمني...