الحلقة السابعة عشر

2K 160 141
                                    


🔸كما في كل مرة، بعدما وصلت الرسالة إلى زوجة الحاج محمد إنهارت وارتعبت ولم تتوقف عن البكاء، هدأتها فاطمة وطمأنتها قائلةً : - 🌸 ان شاء الله نجد حلاً يا اختي، والآن إفعلي كما سأطلب منك..

🔹وإستجابةً لفكرة فاطمة الذكية، أرسلت زوجة الحاج محمد رسالة إلى ذلك الشاب : -▪️ لقد جهزتُ لك المال الذي طلبته.. عند الساعة الثانية ظهراً تعالَ إلى جانب المنزل وسأرمي لك ما طلبته من النافذة.

🔸وقبل نصف ساعة من موعد قدوم ذلك الشاب أرسلت له من رقمٍ آخر جديد: - ▪️إيّاك أن تأتي، فقد اُفتضِح أمري، وهم ينتظرون قدومك حتى يُلَقِنوك درساً لا تنساه في حياتك !!

🔹وبالفعل لقد كانت خطة فاطمة ناجحة، فقد خاف الشاب كثيراً ولم يعد يجرؤ أن يُوجِه ناحية بيت الحاج محمد أو أن يتصل بزوجته..

🔸ثم شكرت زوجة الحاج محمد فاطمة بكل سعادة قائلةً : -▪️فرّج الله همك يا أختي كما فرَّجتي همي🙏 الحمدلله الذي يستر على عباده حتى يتوبوا ويعودوا❤️

ثم نظرت إليها بنظراتٍ حزينة وقالت لها بكل صدقٍ وشفافية : - ▪️ صحيحٌ أنّي كلما تذكرت ما فعله بي أمقته واكرهه، ولكن يا أختي لن أخفي عنك، فأنا لا زلتُ متعلقة بكلامه المعسول، كان دائماً يعطف عليّ ويقف بجانبي عندما أكون مرهقة ومتعبة.. لا أستطيع أن أتجاهل مشاعري فهي تتخبط بين تعلقي به وبين مقتي عليه😔

أجابتها فاطمة : - 🌸 عليكِ أن تستيقظي من هذا الوهم، أنت تقومين بمعصية عظيمة ولا بدّ أن تتوبي إلى الله عز وجل، وجهِّي مشاعرك  إلى حيث أمرك الله، نحو حلاله، نحو زوجك وعائلتك.. فهذا الخبيث لا يكِّنُ لكِ في قلبه ذرّة من الحب ولديه الكثير من الفتيات اللواتي يُغرقهن أيضاً بنفس هذا الكلام المعسول وأنتِ مجرد رقم من بين هذه الأرقام !

🌸صدّقيني، عندما تلجئين إلى زوجك وتُشبعين عاطفتك وحاجاتك منه بالحلال سوف تنسين ذلك الخبيث بإذن الله، وعندما تصِلين لدرجة كُره ذلك الشخص والإشمئزاز والنفور عند تذكرك لكلامه الجميل، فهذه تكون علامة قبول توبتك ان شاء الله..

🌸ثم أين أنتِ من حب الله؟ ذلك الحب الأكمل والأجمل.. إجلسي في خلوةٍ مع ربّ العالمين، إستغفري الله وتوبي بين يديه خاصةً أوقات السحر، لقد سألوا العارف الشيخ محمد تقي البهجة (رض)  "هناك إمرأة متزوجة وقد تعلَّقَت بشخصٍ أجنبي نرجو من سماحتكم أن ترشدوها ماذا تفعل ؟"
فأجاب رضوان الله عليه : " لتُكثِر من قول 《أستغفر الله》.."

🌸لذلك حبيبتي أعلني لله سبحانه وتعالى ندمك وعزمك على الطاعة وعدم تكرار ما جرى معك أكان معه أو مع غيره.. تكلمي مع ربّك الرحيم بكل صدق وخضوع وعجز..

🔸وبالفِعل لقد أصبحت زوجة الحاج محمد مُتعلّقة بربّ العالمين، صارَت تستيقظ يومياً لآداء صلاة الليل، وتحاولُ أن تملأ قلبها بحب الله، وتبوحُ له عن كل ما في قلبها، وتدعوه للإصلاح بينها وبين زوجها..

🔹لقد كان الشيطان الرجيم يحاول استدراجها بمراقبة آخر ظهورٍ له في مواقع التواصل، أو بالنظر الى صوره، أو تذكر كلامه الجميل.. لكنها بحمد الله سرعان ما تتذكر خبثه وكذبه وخداعه، وما زاد كُرهها له أن الخبيث كان يُقسِم بأبي الفضل العباس (عليه السلام) أنه يحبها ! لكنه لم يكن سوى عدو لله، متّبِع لهوى نفسه، لا يُبالي لا بحُرمة العباس ولا سيد الشهداء (عليهم السلام) !

🔹مرَّت الأيام وهي تحاولُ جاهدةً أن تُشغِل نفسها بأطفالها، وبتحضير ما يشتهي زوجها من أصناف الطعام والحلوى، مُستعينةً بالله سبحانه وتعالى أن يصلِح علاقتها بزوجها، وأصبحَت تُظهر له محبتها وودَّها، وتهتم به كما كانت أول أيام زواجهما..

🔸وبإهتمامها وعاطفتها، لانَ قلبُ زوجها وشعر بتقصيره بحقها، وفي إحدى ليالي الجُمعة بكَت كثيراً وتوَسلت إلى الله سبحانه..
وإذ على غير عادةٍ، يتصِّل بها زوجها وراح يلاطفها بكلامه، ثم دعاها للعشاء معه خارجاً، فردَت بإستغراب : - ▪️لكن لقد نام الأولاد وكيف يمكننا ذلك...!

🔹فرد عليها : - 🔻 لا تقلقي يا عزيزتي، إن ابن أخي علي سيبقى مع الأولاد يهتم بهم، ثم تبسم وقال لها : - وهناك مفاجئة لكِ أيضاً 😊

🔸شعرَت زوجتُه بالسعادة وحمدت الله تعالى وخرَّت ساجدةً لربها الذي أنقذها من ظلمات المعاصي والخيانة.. ثم قامَت مسرعةً لتُهيء نفسها والسعادة تملأ قلبها..

🔹ما هي إلا دقائق ووصل الحاج محمد، فتحت له الباب واستقبلته بابتسامةٍ خجِلة، إحتضنها قائلاً : - 🔻آهٍ كم اشتقتُ لك يا زوجتي الحبيبة.. آهٍ لهموم هذه الحياة الصعبة التي أبعدتني عنك.. أغمضي عينَيك يا روحي، لقد حضَّرتُ لكِ شيئاً يُسعِد قلبكِ...

على باب الجامعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن