🔸في تلك اللحظة المريرة، شعرت بثقل عظيمٍ على صدري، تذكرتُ كلمةً لأحد العلماء يقول: إذا أردت أن تباشر معصية بيدك تذكر يدَي العباس (ع) التي قُطعت من أجل أن تحافظ أنتَ على دينك 😭 رأيتُ قباحة الذنب العظيم الذي تحاول جرّني إليه.
إنتفضت عن الكرسي مردداً :
▫️- أستغفر الله ! أستغفر الله ! إعتصمت بالله!🔹تركتها وفررت مسرعاً من الجامعة، وصلت إلى البيت وفي عينَي بريق الخوف والحزن، دخلتُ غرفتي وانفجرت بالبكاء 😭
▫️ - ماذا فعلت يا علي ! إلى أين أوصلت نفسك ! واسوأتاه واخجلتاه منك يا رب!
🔸بقي علي طوال ذلك اليوم في غرفته باكياً نادماً يستغفر ربه ساجداً قائماً، يدعوه تائباً منيباً والدموع على خديه : ▫️- وقد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي معتذرا نادما منكسرا مستقيلا مستغفرا منيبا مقرا مذعنا معترفا لا أجد مفرا مما كان مني ولا مفزعا أتوجه إليه في أمري غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك..😔
🔹افتقده عمه محمد، شعرَ أن هناك خطباً ما ! دخل إليه ليطمئن عنه وسأله :
- يا بُنيّ، لماذا أقفلتَ الباب على نفسك طوال اليوم ؟ ما لي أرى الدموع في عينيك ؟ ما الذي أحزنك وغير حالك؟ أخبرني لعلّي أساعدك ؟!🔹أخبرَه علي بكل ما جرى معه، وهو ينظر إلى الأرض خجلاً ، والدموع في عينيه. حضنه الحاج محمد وقال له :
🔺 - الحمد لله يا ولدي أن الله أنقذك برحمته وأنجاك من أمر عظيم كنت مقبل عليه !أجهش علي في البكاء وقال : ▫️- لقد خدعتني نفسي يا عمّاه ! واستدرجني الشيطان ! ما كان يجب عليّ منذ البداية أن أقبل طلبها ولكن نفسي خدعتني أنني لن أقع في الحرام فأنا من الأتقياء !
قال له عمه : 🔺 - وهل التقوى يا عزيزي أن تضع نفسك في موضع الشبهة أو أمام المعصية وتقول أنا تقي لن أعصي ؟! هل هكذا علّمونا أهل البيت(عليهم السلام) ؟! يقول الإمام الصادق (عليه السلام) :
《التقوى : بأن لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك !》 وهل كان تقوى الله ورضاه أن يراك جالساً قرب تلك الفتاة ؟! أو أن يراك لا تبالي في الإختلاط مع هؤلاء الفتيات ؟!🔸ضمني الحاج محمد إلى صدره داعياً الله أن يحفظني من فِتن الشيطان والنفس وتبتُ الى ربّي عز وجل إن شاء الله {تَوْبَةً لا أَحْتَاجُ بَعْدَهَا إلَى تَوْبَة، تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِ مَا سَلَفَ، وَالسَّلاَمَةِ فِيمَـا بَقِيَ.}
🔹إغتسلت غُسل التوبة من جديد وكُلّي عزمٌ وإرادة، كُلّي ثقةٌ بربّي أرحم الراحمين، أتيتُ إليه عبداً ذليلاً رميتُ نفسي بين يدَيه منيباً تائباً، استغفرت في السحر من صميم قلبي، ناجيت ربي بكل خضوع بكل استكانة وفي قلبي نبضات حبٍّ لا يعلمها إلا هو.. إلى أن سمعت أذان الفجر صليت صلاة الصبح، ثم توجهت الى مولاي صاحب العصر والزمان بزيارة آل يس ثم قلت له: ▫️- يا مولاي إنني لا أرغب أن أحزن قلبك اليوم بعملٍ قبيح يصِلُك مني 😔 أرجوك خُذ بيدي ساعدني وأنا أعاهدك ان شاء الله اليوم أن أبتعد عن كل ما حرّم ربي 😭 أرجوك يا بن رسول الله يا ابن فاطمة الزهرااااء 😭
🔹توكلت على الله سبحانه، أنهيت مناجاتي، كفكفت دموعي، تذكرت انه عليّ أن أحذف رقم هاتفها وأعمل لها حظر كي أقطع الطريق على ابليس اللعين، لقد كان هاتفي مقفلاً منذ يوم أمس، وما إن فتحته حتى وصلتني اكثر من 10 رسائل منها 😳 قرأت أولها : ▪️- "علي 💔 أقسم بالله وحق سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين (ع) أنّي......"
🕌 {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ}
📚 سورة التوبة، الآية ٦٢
أنت تقرأ
على باب الجامعة
Spiritualالسلام عليكم اخوتي الاعزاء ورحمة الله وبركاته، هذه القصة الواقعية التي تحكي قصة شاب مؤمن اسمه (علي) يذهب الى الجامعة حيث الإختلاط والسفور ويبدأ بمواجهة صراعات هوى النفس والشيطان.. القصة قصيرة لكنها تحمل الكثير من العبر وليس فقط للشباب بل لكل المؤمني...