على باب الجامعة

الحلقة العاشرة

🔸خرج علي منزعجاً وهو لا يكاد يصدّق ما رأته عيناه ! بينما جلس أحمد يتحسر ويلوم نفسه قائلاً:
- 🔺 تباً لك يا أحمد ! إفتُضِحَ أمرك وتشوَهت صورتك ! ها قد خسرت أغلى أصدقائك، حتماً لن يُكلِّمني بعد هذا اليوم أبداً ! كم مرّة كنتُ أحدِّثُ نفسي بالتوبة ثم أضعف وأعود لمثل هذه الأمور ! .. وأخد يبكي بحرقة وحسرة😭

🔹دقائق مرّت وإذا بصديقه علي يناديه : - ▫️أحمد ! أخرُج لنتمشى قليلاً ونتحدث. مسح أحمد دموعه وخرج إلى صديقه باستحياءٍ مُطأطئاً رأسه، أخد علي بيَده وقال له:
▫️- أنت حبيبي وأخي في الله لا يهُون عليّ أن أراك غارقاً في ذنبٍ عظيمٍ فيه سخط الله ! ثم نظر إليه وقال :
- لماذا يا أحمد ؟! كيف وصلَت هذه الأشياء القبيحة إلى حاسوبك؟! منذ متى؟!

🔸أجاب أحمد والدمعة في عينيه : -🔺 كنت قد تعرَّفت على صديقٍ غير ملتزم وهو الذي حثّني على مشاهدة هذه المحرمات ودلّني على مواقع إلكترونية سافرة، ومنذ مدّة قطعتُ علاقتي به وكنت أحدِّثُ نفسي بالتوبة ولكني لم أستطِع منعَ نفسي عن هذا الحرام، في كل مرة كنت أعزم ثم أعود وأضعف! 😔

🔹قال علي: -▫️ "لا حول ولا قوة إلا بالله" ثم رد مستنكراً :
 - ▫️ولماذا تصاحب هكذا إنسان فاسق ؟! ألم تسمع قول أمير المؤمنين (عليه السلام): 《صُحبة الأشرار تُكسِب الشر، كالريح إذا مرَّت بالنتن حملَت نتناً》 ؟؟

وعندما استجبتَ له وجلستَ في خِلوتك لمشاهدة تلك الأمور ألَم تعلم بأن الله يراك ويراقبك ؟ قد يصعُب عليك إفتضاحك أمام عبدٍ فقيرٍ مثلي ولكن أين أنت من فضيحة يوم القيامة {حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ } !!

فيكونُ مصيرك حينها - لا قدَّر الله إن لم تُسارع للتوبة - كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): 《مَن ملأَ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار ! إلا أن يتوب ويرجع》

هل تعلم يا صديقي كم من المبالِغ الطائلة تُدفَع لهذه المواقع السافرة لإنتاج هكذا أفلام بهدف إضلال شباب الشيعة حتى يغرقوا في بحر الشهوات ! وهذا ما يساهم في إبعادهم عن الدين وبالتالي تأخير فرج مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) ؟!

🔸ثم أتبع علي قائلا : - ▫️لا شكّ أنت بفعلك هذا تُثير شهوتك لأقصى الحدود !!
أطرَقَ أحمد ببصره إلى الأرض واحمَّر وجهه خجلاً !
 نظر علي إليه بحسرة وقال :
- ▫️أخشى يا أحمد أن ذنبك هذا يقودك لذنبٍ أعظم وأدهى !!

🕌 من رسالة الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الشيخ المفيد (رض): 《ولَو أنَّ أشيَاعَنا – وفّقَهم الله لطاعتِه – على اجتماعٍ مِنَ القلوبُ في الوفاءِ بالعهدِ عليهم، لَمَا تأخَّرَ عنهم اليُمْنُ بلِقَائِنا ، ولَتعجَّلَت لهم السعادة بمشاهدتِنا على حقِّ المعرفة وصِدقِها منهم بنا. فمَا يحبِسُنا عنهم إلَّا ما يتصِّلُ بِنَا مِمّا نكرهُهُ ولا نُؤثرُهُ منهم..》
📚خاتمة المستدرك، النوري، ج3، ص225