الحلقة الرابعة عشر

2K 151 9
                                    


🔹وفي أحد المحلات بينما كنا نشتري بعض الخضروات استعداداً لصيام أول يوم من شهر رجب، توجهنا نحو صندوق المحاسبة لكن للأسف كانت المحاسبة فتاةً غير محتشمة، توقفتُ هُنَيهة ومِلتُ بنظري سريعاً إلى الأرض، شعرت بضعف في نفسي، إستغفرتُ الله واحترتُ في أمري هل أتقدّم وأدفع الحساب؟
استحضرتُ في نفسي رقابة الله تعالى، وعيون صاحب الزمان (عجل الله فرجه) التي توجهَّت نحوي.. قلتُ في نفسي: - 🔺إلهي أنقذني فإني أستعينُ بك والتجأُ إليك.. وإذ بفاطمة تَفهمُ من وقوفي وسكوتي أني منزعجٌ من الموقف، فتقدَّمَت وأخذَت الأغراض من يدي وقالت لي : -🌸أخي انتظرني بعيداً سأحاسبها أنا..😊

🔸ابتعدتُ من مكاني انتظر فاطمة، ولكن نفسي تشدّني إلى ان ألتفت وأُلقي نظرةً واحدة على تلك الفتاة، بدأ الشيطان يحدّثني أنَّ نظرةً واحدة لن تؤثر😈 مجرد فضول..!
تذكرتُ نصيحة صديقي علي حيث أخبرني يوماً أنه كان من وصايا العارف بالله الشيخ محمد تقي البهجة (رضوان الله عليه) ذكر الحوقلة لتقوية الإرادة، فرُحتُ أردد: 🔺لا حول ولا قوة الا بالله.. يعني يا ربّي أنا ضعيف ولا أملك لنفسي قوة، ولكني أعتصمُ بك واستمد قوتي منك وحدك لا شريك لك، يا من بعباده لطيف بصير🙏

🔹أخرجتُ هاتفي وأسرعت إلى ملفٍ كنتُ قد إحتفظتُ فيه بصوَر بعض العرفاء والعلماء الكبار كالسيد علي القاضي والشيخ محمد تقي البهجة وغيرهم من العظماء.. فتحتُ ذلك الملف ورحتُ أتأمل بوجوه هؤلاء المقرّبين، تلك الوجوه التي لم تخلُ من نور صاحب العصر والزمان (عليه السلام)..
حقاً في تلك اللحظات نسيتُ الفتاة ونسيتُ ما تأمرني به نفسي، حتى ذلك الشيطان أظنّه قد يأِس من أمري..

🔸في طريقنا إلى البيت لم يتوقف لساني عن الإستغفار والصلوات، وعند وصولنا إستقبلتني أمي بحرارة، انحنَيتُ قبلت يدها وإذ بها تدعو لي بعطفها وحنانها : - 🌼رضي الله عنك يا أحمد ..
إختلج قلبي السرور والسعادة، أحسستُ انها إشارة ان الله سبحانه راضٍ عن فعلي..

ثم قلت في نفسي: -🔺 سبحان الله إذا كان هذا عطف الأم وحنانها على ولدها من صُنع الله، فكيف إذا بمحبة الله واشفاقه على عباده❤️ وغرقت في أفكاري بعظمة الله ومحبته ورحمته.. كم ان الله سبحانه قريب منّا، رحيمٌ شفيقٌ علينا، ولكننا نحن من جعلنا الغشاوة على قلوبنا فغفلنا عن تلك المحبة😔

🔹إستأذن أحمد من والدته بالسماح له بدعوة صديقه علي إلى الإفطار والاحتفال معاً بولادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، فاجابته بالقبول بكل رحابة صدر..
وعندما سمعت فاطمة حديثهما ارتبكت ارتباكاً شديداً، وبدأ قلبها يخفق بشدة..🌸يا الله ماذا يجري ؟

🔸في اليوم التالي، انتهى دوام علي وأحمد باكراً على غير العادة بسبب تغيُّب احد الأستاذة، وقبل أن يتوجها إلى بيت أحمد للإفطار سويا مرّا إلى منزل عمه الحاج محمد ليضع علي بعض أغراضه..

لكن لم تكن سيارة الحاج محمد في موقفها، ففهِم علي من ذلك أنّ عمّه ليس في المنزل، وكان من عادته أن لا يدخل المنزل بغياب عمه تجنباً للخلوة مع زوجته.

🔹وبينما كانا ينتظران، مرّ شابٌ من قرب المنزل من غير أن يلتفتَ إلى وجودهما، فقد كان مشغولاً بمحادثةٍ هاتفية، توقف تحت نافذة المنزل..

😳 قفز أحمد من مكانه مستغرباً وقال لعلي : -🔺علي ! ماذا يفعل هذا الشاب هنا؟ إنه هو يا علي !! إنه ذلك الشاب الفاسق الذي دلّني على تلك المواقع السافرة..
وإذ بالنافذة تُفتَح، وتطّل زوجة عمه محمد ثم ترمي لذلك الشاب غرضاً ما، ثم تدخل وتغلق النافذة بسرعةٍ وارتباك !

على باب الجامعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن