💗عودة الى الماضي💗

73 7 17
                                    

"*والدايك يا بنيتي احباك كثيرا و كان همهما ارضاؤك ، رفضا الحياة لتكبري ، ارادا تكريمك . كنت شمعة انارت دروبهم ، وردة زينت بساتينهم ، عطرا انعش اجواءهم ، سمحوا في كل شيء لأجلك ، نعم هذا ما فعلوه .
صحيح ان الله لم يرزقهما بطفل لكنه منحهما جوهرة بل بدرا اضاء عتمة ظلامهما ، رأيا فيك الأمل بعد اعوام يأس ، سمعا صوت الحياة بعد عِشرَة الموت .
نعم هذا دفعهما للابتعاد ، خوفا عليك من الحساد ، اعينهم مثل مدفع للاعتداء ، فظن الناس فيهما سوء لكثرة الاعداء ، هاجموهما بدون سابق انذار ، متحدثين عن الاعراض ناسين حالهم .
لهذا يا حبيبتي الناس ظنوا بوالدتك سوء زاعمين انها اخذت وريث العائلة و حفيدتها لتتمتع بالثراء لحالها و هذا كله كذب ، فامك لم تفعل ؛ هذا صحيح انها ابنت رجل نافس عائلة زوجها لكن كان ذلك قبل عشرين سنة و العائلتين نسيا الامر و تصالحا و دليل ذلك زواج ابوك و امك ، اما عن كلام الناس عليهما 'قاتلان ...' وما شابه ذلك غير صحيح بالمرة ، نعم ليس صحيح ، لقد حاول والداك حمايتك من كلام الناس و رجال العصابات لانك كنت حفيدة العائلة الوحيدة و قد اتفق مع احدى العصابات التي اجبرت على هذا الاسم على ان يحموك مقابل ان يحاول والدك انقاذ زعيمهم و هكذا كان الامر . لهذا يا حبيبتي لا تصدقي ما حُكِيَ عنهما مهما حدث .
انت كنت صغيرة على ان تفهمي كل شيء لهذا لم تقدر والدتك ان تشرح لك و اوكلتني بذلك ما ان تكبري . اظن ان عليك زيارة جدتك و جدك سيشرحان لك بالتفصيل الممل .*"
سايتأذن الطبيبة ان امكن
"لا داعي يا خالتي لست بحاجة للتفاصيل المملة فيكفيني ما اعرفه و الباقي ساكتشفه بنفسي " تقول تلك المستلقية على السرير
لتفزع خالتها بعدم تصديق ان ابنت اختها تتحدث بكل طلاقة "*يال الفرحة انت تتحدثين ، انا لا احلم ، هاني ، هنادي تحدثت اسرع يا بني ، ابنت اختي عادت تنطق من جديد 😭😊 . لا اكاد اصدق "*
تقترب منها هنادي لتقول : بل صدقي ، ها انا انطق ، خالتي انا اتشكرك يا خالتي العزيزة يا امي الثانية .

فرحة كشفت عن اخرى ، هكذا هي الحياة ، يوم لك و يوم عليك ، و كما قيل 'الله اذا احب عبدا ابتلاه' لهذا مهما حدث فسياتي يوم تفرح فيه رغم اعوام من الحزن ، كيف لا تسعد و انت تعلم بان. ' مابعد الضيق الا الفرج ' .
هكذا عادت السعادة لتطرق قلب هذه الاسرة بعد ان هجرتها من زمان .

تخرج الفتاة من المشفى تعود لدراستها و ارتقت بعلاماتها هي و كل من تعرفت عليه و التحقت بالجامعة لتكمل دراستها لتصبح اشهر الدكاترة في المدينة و اثناء مشوارها ذاك قررت زيارة عائلة والدها و التعرف عليهم و هذا طبعا بعد موافقة خالتها التي كانت سندا لها فقد عوضتها عن حنان امها و ابيها و منحتها اخا لا مثيل له و جعلت لها فرصة لرؤيت العالم بفتح كل الابواب الموصدة امامها .
كان يوم ربيعي مشمس ، عصافير تحررت من سجن الاعشاش و طيور احترقت اشتياق و المياة تساقطت شلال كان اروع منظر استطعت رؤيته من نافذة القطارة لم المح كل شيء نظرا لسرعته التي فاقت الخيال ، كنت متوجهة لأرى ميراث و كنز عائلتي ، لاكتشف اصلي و نسبي ، نعم هذا كان هدفي .
عند وصولي نزلت لاواصل السير مطلقة السراح لعيني لتفحص المكان بنظرة تدقيق و تمعن لاسمع عندها صوتا ينادين لم اتمكن من مشاهدة صاحبه بسبب اشعة الشمس " تاعالي من هنا يا انسة ، انا ساوصلك الى وجهتك " تقدمت اليه لم يكن الا سائق سيارة في مقتبل العمر ببدلة رسمية سوداء تزين عنقه ربطة عنق تماثلها اللون دون تردد انحنيت لأعطيه حقائبي ثم دخلت السيارة التي فاقت بياض الجليد . تحركت لتقف امام قصر فخم جدا ، مخدله عبارة عن بوابة حديدية باطراف حجرية و ان واصلت السير عبر ذلك المسار الصخري تزركشه ورود حمراء لرأيت مبنيان عرقان تربط بينهما باحة تتوسطها طاولة من فخار تلتسق بها الكراسي ، غير ان هذا لا شيء امام تلك النافورة التي تفيض منها المياه مشكلة قلب جميلا و بكل خطوة تخطوها تحس بالراحة و الانتعاش تتغلغل الى احشاءك و ترغمك غلى دخوله و تأمله عن كثب و هناك المح شخصا جالسا على تلك الارجوحة لاسمعه يقول بصوت رقيق حنون رغم كبر سنه "اقتربي ، هيا اقتربي ، لا تخافي فأنا ....

...يتبع
#Khaoula

❣ آلاف الرصاصات تخترقني 🔫 لكن سأواصل ❣ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن