إنعكاسي

1.4K 97 16
                                    

الساعه 3:00 عصراً
بعد أن أنتهي قيصر من تضميد جرحي انهال عليّ بوابل من الأسئله ، أين ذهبتي و لماذا ، لم أرد أن أحكي له ، أسأحكي مأساتي الجميله ، فتاه مرفهه تعيش في قصر تخلي أهلها عنها فأصبحت مثل الشحاذين .
كذبت عليه ، من منا لا يكذب ، أخبرته أني عدت الي أهلي ، نحن نكذب حتي علي أنفسنا ، حاولت التملص من أسئلته لكنه لحوح حقاً ، يريدني ان أحكي له ما في جعبتي ، أكرهه هذا النوع من البشر .
تكلمت معه بغضب طفيف : دكتور قيصر شكراً لإعتنائك بي و لتضميد جرحي لكن علي ان اذهب الأن لأن أهلي في إنتظاري
أجابني بهدوء : لا شكر علي واجب انه عملي انا كنت ذاهب الأن بإمكاني إصالك إلي المنزل
أجبته بسرعه : انهم ليسوا في المنزل إنهم في الشاطئ ، اجل الشاطئ
أغبي كذبه كذبتها في حياتي ، أعتقدت انه سيتركني لكنه كالغراء حقاً
قيصر : حسناً سأوصلكِ إليّ هناك
كدت ان أتكلم لكنه قاطعني قائلاً : هيا إليّ السياره
شخص غبي احمق لا أريد الذهاب معك ألا تفهم .
الصمت سيد المكان ، كنت أراقب يديه و هي تدور علي عجله القياده بمهاره ، لا أعلم ماذا أقول ففضلت السكوت واعتقد انه كذلك أيضاً .
أوصلني إليّ الشاطئ كدت اخرج من السياره فقاطعني صوته المزعج : ما أسمكِ يا فتاه ؟
طالعته ببرود قائله : لا يهم ان تعرفني لأنك ان تراني مجدداً
خرجت من السياره بسرعه ، لم أعطي له مجالاً للرد ، حاولت الأبتعاد بقدر الإمكان عن مرمي بصره ، وجدت صخره كبيره فجلست عليها أطالع البحر .
لم اشعر بالوقت ، و لتكونوا علي علم لقد مر كثيراً من الوقت و أنا جالسه .
غربت الشمس و حل محلها القمر بأتباعه النجوم المنثوره علي صفحه السماء حالكه السواد ، جيد جدا أين سأنام الأن ؟ ألا يوجد صخره جوفاء أنام بداخلها ، اللعنه ماذا أقول انا ، حتي إذا وجدت صخره جوفاء بالتأكيد ستكون مليئه بالحشرات المقززه .
لما لا أنام علي تلك الصخره الجميله وسط ذلك الصمت المخيف استلقيت علي تلك الصخره و أطالع السماء ، اوه تذكرت النقود ، أخرجتها من جيبي و عددتها معي سته آلاف حسنا هذا جيد و جداً أيضاً .
عدت للإستلقاء علي الصخره ، بدأت عيناي تغلق تدريجياً و غطت في عالم الأحلام .
 
20 نوفمبر الساعه  3:00 عصراً

بعد بضع ساعات من النوم غير المريح أستيقظت علي صوت الامواج و هي ترتطم بصخور تلك الحافه ، أخرجت معدتي بعض الأصوات معلنه عن جوعها ، فنهضت من علي تلك الصخره و اتجهت إلي اقرب و ارخص مطعم .
طلبت الطعام ، و جلست أطالع الناس في ذلك المطعم الشعبي ، اشعر انهم سعداء للغايه ، لفتت نظري عائله صغيره مكونه من اربعه أفراد الأب و الام و أولادهما ، كانت الام تطعم ابنتها بيديها ، أشتقت لأمي حقاً ، قطع تأملي لهم النادل و هو يضع الطعام ،تناولته بهدوء .
ذهبت الي الشاطئ وجلست اتأمله كم يخفي هذا البحر الكثير من الخبايا و الأسرار توجهت بعيناي نحو تلك الهاويه ، كم من شخص قفز من تلك الهايه منهياً حياته البائسة الشبيه بحياتي ، اسأكون منهم يوماً ما من يعرف .
بدأت الشمس في الغروب وراء ذلك الخط الذي بينها و بين البحر ، جاء القمر بعدها منيراً المكان و منعكساً علي صفحه المياه ، نهضت و بدأت في المشي دون وجهه .
اثناء سيري و جدت علي بعد شارع ذلك الملهي اللعين الذي جعلني والدي أرقص فيه غصباً ،
خفت بشده ان يراني ، مشيت في الطريق المعاكس للملهي ، و لسوء حظي اللعين رأني أبي ، و لسوء حظي اكثر رأيت سياره قيصر قادمه ، صدي صوت أبي و هو ينادي علي قائلا : انت يا عاهره أين كنت
لم التفت له ، جريت بسرعه شديده كي لا يلحقني كنت اسمع صوت أقدامه و هي تقترب مني ، دوي صوت صراخي في المكان بعد ان أمسك بشعري ، كان ينظر لي بغضب شديد ، ألتقت عيناي بجمره عيناه ، خفت بشده ، ألم يكن قيصر هنا أين ذهب واللعنه
قال ابي بصوت دب الرعب في أوصال جسدي: أين ذهبتي يا لعينه ها ؟
رددت عليه ببكاء : اترك شعري ارجوك انت تألمني بشده .
جرني مش شعري بشده قائلا : سنعود الي المنزل سأجعلكِ تكرهين اليوم الذي ولدتي فيه و ستكرهين المرأه التي انجبتكِ ، اوه علي ذكر تلك المرأه
اكمل كلامه بإبتسامه خبيثه بعد ان قربني الي وجهه اكثر
لقد قضت امكِ نحبها مساء أمس
نزلت كلماته علي كالصاعقة .
أمي ،
ماتت ، بالأمس
دوي صوت صراخي في المكان و انا أقول : لا لا لا لا انت كاذب هي لن تتركني لا
صرخ ابي في وجهي : اصمتي يا لعينه لقد ماتت
هيا امامي إلي المنزل رماني علي الارض فوقعت النقود من جيب سترتي الباليه .
أمسكها ابي قائلا : من أين أحضرتي النقود يا لعينه
صرخت في وجهه قائله : ليس من شأنك ، أعطني نقودي .
هوت يده علي طيات وجهي ، و قال بصراخ : أجيبيني و إلا سأضربكِ حتي تلقي حتفكِ
صرخت في وجهه قائله : اقتلني هيا ، لست خائفه منك ولا من الموت حتي .
طالعني ببرود و قال بإبتسامه الكريهة : لا لن اقتلكِ و لن اخذكِ إليّ المنزل سأترككي لتموتي من الجوع و البرد .
ذهب و تركني ملقاه علي الارض ، وجدت صخره كبيره ملقاه علي الارض اخذتها و نهضت ، ناديت عليه بصوت بارداً : أبي
ألتفت لي ، فألقيت الصخره عليه بكل قوتي و غضبي و حنقي و كرهي له
اصتمدت الصخره برأسه بقوه شديده ، سقطت علي الارض و هو يضرخ من الالم ، و شلال من الدماء ينزل من رأسه ، وانا فقط اطالعه ببرودة و بإبتسامه .
اخدت منه النقود و ذهبت الي أقرب فندق .
أخذت حماماً ساخنا و انا أنظف نفسي من دماءه ، لقد قتلت ابي ، دوي صوت صراخي في الحمام و أنا ابكي و اشهق ، ماتت أمي ، و قتلت ابي ، سأدخل السجن ، و سيحكم علي بالإعدام ، ولكن من السبب في كل ذلك ؟ أهو أبي المريض ، أم
أمي التي تركته و تخلت عني أم انا .
كنت واقفه امام المرأه و انا اطالع أنعكاس صورتي ، كم كنت جميله و مغروه بجمالي ، كم كنت خرقاء و حمقاء ، شكلت يدي علي شكل قبضه و ضربت ذلك الانعكاس الاخرق .
كنت واقفه بوهن و انا اشاهد يدي و هي تنزف ، أخذت شظيه من شظايا الزجاج المتناثرة في الحوض و علي الأرض وضعتها علي رسغي ،
كنت اشاهد أنعكاسي من تلك المرأه الطويلة و اللعينه أشاهد نفسي قبل أموت .
الموت .
كم أحببته فجأه ،
لن انتظره ،
سأذهب له .
*******************************
7/4/2018🖤🖤

هاوية الإنتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن