كان قيصر واقفاً يطالع السماء المزينه بالنجوم من شرفته ، لاح إلي ذاكرته إڤانجلين الذي لم يعد يعلم عنها أي شئ منذ ان أكتشف أنها صاحبه المذكره ، مرت خمسه أشهر منذ إكتشافه هذا ، لم يراها أو يسمع عنها أي شئ منذ خمسه أشهر ، قاطع سيل ذكرياته دخول والدته إلي الغرفه ، قالت بعد أن وضعت يدها علي كتفه : من هذا الفتاه التي سلبتك عقلك يا قيصر ؟ أهي نفس الفتاة التي تركت ويندي من أجلها ؟
ليتنهد قيصر قائلاً : و هي نفس الفتاة صاحبة المُذكرة ، و نفس الفتاة التي وجدتها ملقاه علي الطريق ، و نفس الفتاة راقصة البار التي كانت ترقص و دموعها تنساب علي وجهها المغطي بغطاء أسود ، و هي نفسها من سلبتني قلبي دون أن أعلم ، و هي نفسها من اضناني عشقها .
لتقول له سامانتا : لماذا لا تذهب و تعترف لها .
ليقول بهدوء : لقد ذهبت يا أمي ، ذهبت و تركتني .
لتقول سامانتا : إذهب لها و إعلم لماذا تركتك ؟ قلما تجد ذلك الذي يحبك بإخلاص يا عزيزي .
ليرد عليها قيصر بهدوء : سأحاول يا أمي .
لتبتسم له سامانتا و تخرج تاركه قيصر في دوامه أفكاره ، ليقول محدثاً نفسه " ما زلت لا أصدق أن إڤانجلين قتلت والدها ، لا أصدق كيف لها أن تكون قاتله ، يجب أن أعلم ما حدث لها " .
أمسك بهاتفه ليتصل بليلي ليصل صوتها إلي مسامعه بعد بضع رنات .
قيصر بهدوء : مرحباً يا ليلي .
ليلي : مرحباً قيصر ، كيف حالك ؟
قيصر : بخير ، ليلي كنت أريد مقابلتكِ ، ما رأيك في تناول الإفطار معي صباح غد .
ليلي بتعجب من طلبه : حسناً ، لكن لماذا ؟
قيصر بهدوء أثار ريبتها : ستعلمين غداً.
ليلي : حسناً أتفقنا ، أراك غداً .
قيصر : حسنا ، إلي اللقاء .
ليلي : إلي اللقاء
**************
أقفلت ليلي مع قيصر و هي متعحبة من طلبه هذا ، شعرت بأن هناك شئ سئ سيحدث ، فقصير لم يكن يحدثها منذ فترة طويله أو بمعني أدق منذ إختفاء إڤانجلين ، تدفق إلي ذاكرتها أحداث ذلك اليوم المقيت ، عندما إكتشف قيصر الحقيقيه ، ما إن أخبرته حتي إنتابتها هيستيريا لتقع مغشي عليها ، عاد قيصر بعدها إلي منزله و ذهبت هي لتطمئن عليها و بعدها إتجهت لغرفتها ، لتستيقظ بعدها و لا تجد لها أي أثر بحث عنها قيصر كثيراً و لم يجدها شعر بخيبه أمل شديدة ، أما هي فشعرت بحزن شديد علي ما آلت إليه الظروف ، تمنت بشدة أن تجد إڤانجلين ، تمنت لو تحتضنها و تطمئنها و تخبرها أن كل شئ سيكون علي ما يرام ، لكن لم يتحقق شئ مما تتمناه .
طال إنظار ليلي لقيصر ساعتين بعد موعدهما ، هاتفته عشرات المرات و لم يجبها و في أخر مره أقفل هاتفه ، شعرت بالقلق حيال هذا الامر ، إتجهت إلي خارج المقهي و ذهبت إلي سيارتها لتعود إلي منزلها و ازداد داخلها مشاعر القلق التي لم تهدأ منذ إختفاء إڤاجلين .
مر أسبوع .
أسبوع علي إختفاء قيصر ، إتصلت به مئات المرات و في كل مرة تجده مغلق ، تفاقم شعور القلق و الخوف داخلها ، كانت جالسه في محاولة واهية للإتصال به لكن وصل إلي مسامعها صوت عامله الهاتف التي اصبحت تكرهه يخبرها أنه مغلق ، كانت جالسه تحرك قدمها بتوتر كبير ، سمعت صوت دقات علي الباب لتتجه نحوه بخطوات متعثرة قلقة ، لتفتح الباب و تجده أمامها يحمل في يده أوراق لم تعلم فحواها ، دخل قيصر متحاهلا ليلي التي كانت واقفه تطالعه بصدمة ، جلس علي الأريكه بهدوء و قال ببرود : إڤانجلين لم تقتل أباها .
******************
كانت جالسة بجوار والدتها التي إحتضنها التراب ، إرتفع صوت بكائها و هي تقول : لقد أخبرته يا أمي ، لقد علم كل شئ ، أخبرته و يا ليتني لم أخبره ، ياليتني لم أتي إلي هنا ، لقد طالعني بنظرة لا يمكن أن أنساها ، لقد ندم علي حبه لي ، ندم يا أمي ، أصبحت في نظرة قاتله .
إرتفعت برأسها إلي السماء بدموعها المناسبه علي طيات وجهها لتشعر بقطرة ماء نزلت من السماء تليها قطرة أخري لتشعر أن السماء تشاركها همومها .
قامت إڤانجلين من جوار قبر أمها لتتجه لذلك المكان الذي جمعها بقيصر لتودع ذلك المكان .
**************
كان قيصر متجهاً إلي منزله بعد أن كان جالساً في ضفه النهر يطالعه بهدوء عكس ما بداخله من عواصف ، ليشعر بقطرات الماء التي نزلت علي صفحه النهر الهادئه ليتعكر صفوها ، قام قيصر متجهاً إلي داخل الغابه ليصل إلي مسامعه صوت قادم من الضفة الأخري من النهر ليلتفت برأسه و يراها جالسه و إستطاع أن يميز دموعها وسط تلك الأمطار ، إختبئ قيصر خلف الأشجار ليقف و يطالعها دون أن ينبس ببنت شفة و جلست هي تبكي و تفرغ ما يعتريه قلبها من ألم .
أنت تقرأ
هاوية الإنتحار
General Fictionوضعت رساله انتحاري بعد ان كتبت بها جميع افكاري السوداويه انها ليست ميتتي الأولي لقد مت قبلها مئه مره 22/10/2017