البارت الحادى والثلاثون والأخير .....الجزء الأول

29.4K 634 5
                                    

 حدثت حالة من الهرج والمرج وعلا صوت طلقات النار فى جميع الاركان واضاءت الانوار مرة اخرى بينما افلت يحيى بشهندة وخرج بها ولكن نظره كان معلقا على تلك التى كانت ترقص ولكنه فجاة لمح الحارس وهو يشد عليها فى الخناق ويجرها نحو الرجلين 

 وفجا لمح المحبس الذى اهاده لهنا فى يدها وسمع صوتها تصرخ فقد اصابتها احدى لطلقات
 يحيى بصوت عالى هنااااا
 وعاد اليها راكضا للداخل
 بينما كان زياد قد اتى بالشرطة واقتحموا المكان
 صرخت هنا صرخة عاليه وبدات الرجال يهربون بينما وقفت شهندة تنظر على هنا التى سقطت ارضا
 احتضنها يحيى وهى يبكى عليها وازال وشاح وجهها فارتمت فى صدره وهى تتاوه بينما قال هو والدموع تزرف منه / لما فعلتى هذا يا هنا
 هنا / انا ادافع عن حقى يا قلب الاسد وانت حقى
 يحيى / لا لم اقصد هذا ولكن كنت اقصد ان تتمسكى بى وتحافظين على ولا تتركينى
 هنا بالم وهى تتشبث بصدره / وانا تمسكت بك وحافظت عليك
 بكى وامسك ذراعها الذى استقرت فيه الرصاصة ومن حولهم رجال الشرطة الذين ملاوا المكا واخذ يقول / ليتنى ما قلت لكى هذا ولكن لم ياتى لذهنك اننى اخذت احتياطاتى فقد كانت الشرطة تعلم كل شىء فقد ارسلت لهم زياد
 حملها وركض بها نحو الخارج وقد وجد ان الشرطة طلبت الاسعاف فركب وهو يحملها
 هنا بهمس من شدة الالم / ارجوك يا يحيى قل لهم يسرعوا فانا افقد طفلى
 صدم يحيى مما سمع وصرخ عليها وقال / لما فعلتى بنفسك وبطفلنا هذا الم تعلمى ان حياتك بدونك هباء
 ان كنت ساموت وانا مدفونه فى صدرك هكذا فما احلى موتتى . قالتها وغابت عن الوعى
 صرخ فيها واخذ يحرك فيها لعلها تفيق ولكن دون جدوى
 حاول المسعف ان يبعده عنها حتى يباشر هو عمله ولكن يحيى لم يترك له اى مجال واخذ يهز فيها وقال له انها تحتاج الى قبلة الحياة واخذ ياخذ نفسعميق ويزفره فى فمها وهو يصيح ببكاء ويقول / هذه انفاسك التى كنت اعيش بها اردها الان لكى لتعودى الى
 اخذ يكرر ذلك ولكن دون جدوى حتى وصلت الاسعاف للمستشفى فحملها واخذ يركض للداخل وهو يصيح حساااام الحقنى لقد اصيبت هنايا
 جاءه حسام هو الاخر راكضا وصدم مما راى وبسرعة البرق ادخلها غرفة العمليات
 يحيى لحسام / لن اتركها وحدها
 جذبه حسام من يده وهو يقول / ومن قال لك انك ستتركها بل انا الذى احتاجك
 مر يومان وهنا فى العناية ويحيى ظل جالسا على كرسى على بابا العناية ولم يغاد مكانه وعيناه ظلت معلقة عليها وكان يطمئن على حالتها من الدكتور حسام
 اخيرا هنا عادت لوعيها وانتقلت لحجرة عادية ويحيى جلس بجوارها وقد وضع راسها على صدره وهو يهمس لها / لقد اشتقت لعبير انفاسك وقد بكت جدران حجرتنا عليك
 ابتسمت له بالم وقالت / حمدا لله على سلامتك انت
 يحيى وهو يمسح على راسها / لقد اهديتينى الحياة مرتين يا صغيرتى
 هنا وهى تقبل يده الاخرى الحاضنة لوجهها / انت حياتى وعندما اهديتك الحياه فقد اهديت نفسى قبلك
 يحيى بابتسامته العذبة مناغشا لها / اريد ان اخذك للبيت وتكملى علاجك هناك فقد اقترب موعد مناقشة رسالتك وموعد اعلان زفافنا المنشود
 ثم غمز لها وقال / فانا اريد ان تتخلى عن اى مشغوليات قبل ان تنشغلين باطفالنا فانا اريد عشرة اطفال بدلا من طفلنا الذى فقدناه واعلمى ان هذا سيكون جزاؤك يا صغيرتى
 ابتسمت وقالت / لم ارغب فى اخبارك حتى لا تندم انك لمستنى واخليت بوعدك امام والدتى
 شد على ضمها له وامال راسه عليها وهمس قائلا / انا لم اندم على اى شىء فعلته ابدا الا شىء واحد فقط وهو انى لم افوز بكى من يوم ان رايتك عندما تقدمتى للوظيفة عندى فان كنت فوزت بكى وقتها لتغيرت حياتى كلها
 دخل عليهم الدكتور حسام وهو يبتسم وقال / لقد اختلطت دماءكم كما اختلطت ارواحكم
 لم تفهم هنا ما يقصده فنظرت لاعلى حيث وجه يحيى وهى لا تزال مستندة براسها على صدره فابتسم لها وقبل راسها وقال / وهل كنتى تعتقدين انى اقبل ان يسرى بوريدك دم شخص اخر غير دمى فكما اهديتينى انفاسك اهديتك دمى
 اغمضت عينيها وهى تبتسم والصقت راسها اكثر على صده
 ابتسم هو للدكتور حسام وقال / هل يمكن ان تكمل علاجها فى بيتها
 الدكتور حسام مبتسما / ولماذا تسالنى انا فاسال دكتورتك فهى اعلم الناس بحالتها
 عاد اليها يحيى وهو يبتسم قائلا / فى هذا عندك الف حق يا دكتور حسام ثم قال لها ما راى صغيرتى ؟
 ابتسمت وهزت راسها بنعم
 عاد بها يحيى الى الفيلا وهو يحملها وخلفه والدتها فى قكمة سعادتها وما ان دخل وهو يحملها الا واقتربت منهم مدام وفاء مهنئة بسلامة رجوعها وركض يوسف الصغير نحوها مهللا لها وهو يقفز ويقول ماما هنا وحشتينى
 ابتسم يحيى على صغيره وقال لها غريمى يصعد معنا ولم يترك لى حتى برهه احتفل معكى برجوعك
 ضحكت عليه وقالت / ولكنى حقا اشتقت اليه
 مرت ايام ويحيى بجوار هنا لم يتركها ابدا حتى انه اخذ اجازة من عمله لاجل مساعدتها ولم يخرجا من غرفتهم وكل شىء يقضيه لها وهى بمكانها حتى مذاكرة رسالتها وطعامها وبالفعل تم شفائها
 يحيى فى غرفة مكتبه ومعه مصمم كوشة الفرح ويعرض عليه ما يريده وماان خرج الا ودخلت مدام صفاء عليه وهى مبتسمة وقالت / مبارك عليكما يا بنى وان كنت اعرف ان هنا هى من تجعلنى ارى لمعة الفرحة التى اراها فى عينيك الان لكنت بحثت عنها منذ ولادتها
 ابتسم لها يحيى واقترب منها وقبل راسها وقال/ كل شىء خلقه الله لنا بميعاد واوان يا امى ويكفينى اننى فزت حتى ان كان اخر يوم فى عمرى
 مدام صفاء / ولكن لى اعتراض يا بنى فلما الفرح مادمت تزوجتم ودخلت بها وحملت منك فهذا امر قد يثير حولك التساؤلات فى الصحف وانا لا اريد حولك اى شبهات
 يحيى / اى شبهات يا امى فلا احد يعرف بزواجنا الا نحن وان علم العالم كله ساقيم لها حفل الزفاف ايضا اليس من حقها ولو بفرحة بسيطة بعرسها وانتى تعلمين ان حلم كل فتاه ان ترتدى فستانها الابيض وهل حفل الزفاف سيعوضها عما فعلته لاجلى لقد اهدت لودك الحياة مرتين الم تستحق
 مدام صفاء بخجل / اعذرنى يا بنى انا لا اقصد شىء وهنا تستحق الكثير ولكنى خفت من الشائعات وانت شخصية عامة
 يحيى تذكر شىء فى باله وقال / لا عليكى يا امى انا افهم ما تقصدينه جيدا ولكن هناك الكثير منى لهنا اود ان اهديه لها ولعلها ترضى فهى قنوعة لابعد الحدود واحلامها لا تتعدى عقلها
 مدام صفاء باركت له مرة اخرى وكادت ان تخرج الا انها وجدت شهندة تدخل عليهم ولاول مرة يرونها هكذا فقد كانت منكسة الراس وقد غيرت منلبسها وارتدت حجاب انيق زاد جمالها وقار وقالت بصوت هادىء جئت لاستودعكم الله فقد نويت ان اترككم وارحل من حيث جئت وسابنى حياتى من جديد باسس جديدة فقد رايت الموت والذل بام عينى ورايت ان جمالى لم يشفع لى وشعرت بصغر حجمى امام هنا وعلمت ايضا معنى الحب الحقيقى عندما وجدتها تدخل على فى الفيلا المشئومة وهى تقول لى سنتبادل الادوار وسارقص انا مكانك ولكن اهم شىء ان تخرجى وانتى مرفوعة الراس وتعلنى ان كرامة يحيى فؤاد فوق كل الرؤؤس وان زوجته ابدا ما تنكسها ولن ترقص ذلا امام احد
 وعندما قلت لها انتى ايضا زوجته قالت لى / انا مجهولة لديهم ولن يعنيهم مرى ولكن الاهم من انى زوجته المجهوله هو كرامته فساعدينى ان نبقيها مرفوعه وبعدها اهربى انتى وهو وعندما سالتها وماذا عنكى قالت يحيى اهم لابد ان يخرج من هنا مرفوع الراس وانا لن اعنى لهم شيئا فسيتركونى لانهم لا يعلمون انى زوجته
 نزلت دمعه ساخنة على وجنتيها وقالت / يومها عرفت ان الحب عطاء دون ملل او دون انتظار المقابل فهى اعطت دون ان تنتظر ولكنت الله عوضها باعظم مقابل فيكفيهاانها الان تتمتع بقلب الاسد وان اسمها ارتبط به للنهاية
 وعندما رايت شغف ابنى عليها وهى قادمة علمت انها ايضا اسرت قلب طفلى ولم اعرف انا امه ان ارسم ضحكته ولهفته على كما فعلت هى ولما لا وهى من وهبته اسمها فى وقت تخليت انا عنه
 سكتت لبرهة فى حين ان يحيى ومدام صفاء واقفين امامها صامتين ومتاثرين بكلامها واعترافها المخلوط بندمها ولم يحاولون ابدا مقاطعتها لعل اعترافها هذا يساعدها على البدء فى حياة جديدة نظيفة
 مدت يدها ومسحت دموعها وهى لا تزال منكسة راسها فخجلها جعلها لا تقوى على رفع عينيها امام عين يحيى واكملت قائلة / الان قد رايت الحياة البسيطة الغير متكلفة وعلمت كيف تاتي السعدة . تنهدت بعمق وقالت والان ما فائدة حياتى وانا قد فقد قلب زوجى وصغيرى بحماقتى
 حاولت مدام صفاء ان تتكلم ولكن شهندة قاطعتها قبل ان تبدا واكملت / انا الان لا احتاج منكم اى كلمات عتاب او شفقة وكل ما احتاجه منكم هو دعواتكم لى بان احيا حياة طيبة وان يرزقنى برجل يحتوينى
 نظرت ليحيى الواقف صامتا امامها وقالت ساترك ولدى يتربى بينك انت وهنا فانتم احن عليه منى كما اننى سابدا حياتى من جديد ولا اريد ان اشقيه معى وابتسمت ابتسامة حزينه وقالت مبارك عليك يا يحيى واتمنى لك حياة سعيدة
 قبل ان تخرج ناداها وهو يخط بيده توقيعه على شيك بمبلغ كبير ومد لها يده قائلا / ام ابنى لا تبدا ابداً حياة شقاء ومن كان كريما لا يهينه الله ابدا حتى وان افتقر وانتى من دمى وام ابنى وكنتى يوما قد اهديتينى السعادة حتى وان كنت مغيبا ولكننى عيشتها وحقك على واجب
 تعجبت شهندة منه وقالت / ما هذا ؟
 يحيى لابد ان تبداى حياتك وانتى كبيرة ومن رايى ابدايها هنا بيننا حتى لا تبتعدين عن ابنك قدر المستطاع
 ابتسمت مدام صفاء على نبل ابنها واقتربت من شهندة ومسحت على ظهرها وقالت اقبلى يا بنيتى واتمنى لكى ان تجدى من يقدرك ويصونك

عشقها الأسد (الجزء الثانى) -الكاتبه رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن