البارت الخامس

35.3K 757 5
                                    

 فهم حسام ما تفكر فيه فاشار لها على حجرتها وقال هذه غرفتك وانا المجاورة لها
 رقص قلبها طربا لسماعها لهذه الكلمة فقد حل لها معضله كبيرة
 بينما يحيى لا يزال فى مكانه اخذ يتخيلها ويتخيل شكلها ووضعها مع حسام فهل سلمت له نفسها ام احتفظت بها لاجله وكيف تجلس معه وماذا ترتدى حجابها ام لا واخذت نار الغيرة تنهش قلبه فقام على الفور من مكانه وفتح الباب بكل عصبية ونادى على يوسف الصغير
 تعجبت امه عليه ونظرت له بدهشة ولم يتغير الوضع عند زياد ولكنه لم ينتبه لهم وحمل يوسف الذى ركض نحوه واخذه ودخل الغرفة واغلق عليهما دون ان ينطق بشىء تحت عيون كلا من مدام صفاء وزياد المتسائلة
 اخذ يحيى يحضن طفله ويهدا منه وبدا يساله بهدوء عدة اسئلة كان يوسف يجيب بعضها والاخر لا يفهمه وفجاة وجد مدام صفاء وزياد يفتحون باب الغرفة فوجدوا يوسف يركض نحو جدته ويمسك باسدالها ويقول كانت ترتدى مثل تيته
 تعجبت مدام صفاء من كلام يوسف وهى لا تفهم شىء ولكن من فهم كل شىء هو زياد وبصدمه ساله / الهذا الحد اخذت منك الغيرة
 مدام صفاء مستفهمة
 زياد / قلب الاسد العاشق اخذت الغيرة منه محلها فاخذ يسال طفله عما كانت ترتديه هنا امام حسام ثم ابتسم واكمل قائلا / اممم لكنى قد وجدت لك الحل
 يحيى بسرعة / هل ستهاتفها ؟
 زياد بخبث / الا تغار عليها منى ؟
 يحيى بعصبيه / قل ما عندك بسرعة
 زياد / عليك ان تذهب لها غدا بحجتين الاولى ان يوسف لم يكف عن البكاء عليها وانك ستتركه معها وستذهب لرؤيته بين الحين والاخرفهذه افضل وسيلة للتواصل بينكم
 اما ثانيا فاملاك والدتك لا تزال باسمها فاطلب منها ان تذهب معك لتتنازل وهذه وسيلة تواصل اخرى
 لمعت عين يحيى وقال / لكنى سامنعها عن التنازل وساطلب منها البقاء للادارة بحجة اننى لازلت لم ارتب امورى وبهذا ساراها كل يوم
 زياد / فكرة رائعة
 اتسعت ابتسامة يحيى وقال / اتركونى الان ثم اخذ يوسف لحضنه وقرر ان ينام وما ان تركوه وخرجوا الا وابتسم لولده وهو نائم فى حضنه وقال تنقصنا هى فهى كانت تنام على صدرى وانت جوارى
وحشنى ايده تلمسنى وطريقة نطقه لاسمى
ده روحى وغايبة عن جسمى انا عايشة والسلام
وحشنا كلامنا طول الليل على صوته كنت بنام
وحشنى سؤاله عنى انا ببكى مش بغنى
 جلست هنا على سريرها وسرحت به وابتسمت فكم كان جميلا وجذابا وكم كان ذو جسد مفتول وكانت هى بجواره كما العصفورة كم كانت تتمنى ان ترتمى باحضانه . كم اشتاقت لعطره وللمسه . ما اجمل صوته كما الكروان . ما اجمل طلته وهيبته . اخيرا طربت اذنى لصوته .ليته تمسك بى لكنت جاريته للابد .فهل سينادينى مرة اخرى ام سينسانى . وهل يحبنى حقا ام يريدنى طبيبة ليس اكثر
 لكنها تخيلت صورة شهندة امامها فنظرت بسرعة لنفسها وقالت واين انا منها
 الاف الاسئلة اخذت تجول براسها حتى استسلمت للنوم ولكنه لم يتركها بل انسها فى احلامها
 صباح يوم جديد اطلت فيه شمس الخير باشعتها على الحبيبين وكلاهما استيقظ متلهفا عالاخر بعدما انس كلا منهما الاخر فى احلامه
 انتبهت هنا على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها فقامت ببطا تعرج من الم ساقها المجبس وارتدت اسدالها وفتحت وجدت حسام هو الاخر بطلته الخفيفة الظل وابتسامته الحنون يقول لها لقد جهزت لنا الافطار ومد له يدها لتستند عليه وبالفعل توكات عليه وابتسمت وقالت / لقد تغيرت نظرتى لك ورايتك بوجهك الحقيقى
 حسام بالم / كنت اتمنى ان تريه من قبل ذلك فاكبر الم ان ياتيك ما تتمنى وقد تاخر الوقت وتغيرت الاحوال والامنيات
 هنا / كم انت شهم حقا فغيرك كان طالبنى بحقوقه واستغل كبرياء يحيى وضعفى لصالحه
 حسام / ان فعلت هذا يومها سامتلك جسد دون قلب وانا لا اريد هذا ولن اشعر باى لذة بجسد متبلد وبعقل يشغله اخر
 ابتسمت له هنا ابتسامة امتنان ولم ترد وما ان توجهوا نحو طاولة الافطار الا وسمعوا صوت جرس الباب وصوت طرقات يد صغيرة على الباب فسار حسام وهو متعجبا من الطارق نحو الباب لفتحه وهنا معه لا تزال متوكأه عليه
 وما ان فتحه الا وقف الجميع مصدومين فهنا وحسام مصدومين من زيارة يحيى المبكرة بينما غادر يحيى عليها وهو يراها متوكاة عليه ولكن ما هدا من روعه مشاهدته اياه باسدالها فحمد الله فى نفسه وقال / اذا هما الى الان لا يزالون غرباء عن بعضهما وهذا يكفينى
 قطع لحظات الصمت ركض يوسف نحو هنا وتشبث بها وقال وحشتينى
 لم تستطع هنا حمله ولكن حسام حمله لها فاخذت تقبله
 حسام / اهلا استاذ يحيى اتفضل واشار له بالدخول بينما عاد هو وامسك يد هنا
 دخل يحيى يتامل المكان حوله واخذ يتخيل كيف كانت تجلس معه ونظر الى طعام الافطار فسمع حسام من خلفه يقول تفضل معنا فنحن لم نفطر بعد
 يحيى وهو مصوب نظره نحو هنا التى اخذت تختلس النظرات اليه اختلاسا ولم تجروء ان تطيل النظر اليه فهى فى موقف لا تحسد عليه بين زوجها وحبيبها
 اما هو فكان عكسها فلم ينزل عينه من عليها فكم كان مشتاق اليها
 جلس الجميع حول الطاولة بعد اصرار حسام لان يشاركهم الطعام وبدوا كانهم ياكلون وفى الحقيق لم يذق اى منهم اى طعام بل مثلوا انهم ياكلون بينما اخذت هى يوسف بجوارها واخذت تطعمه بحنان وهى تختلس النظر لابيه وكانها ترجوه ان يهتف باى كلمة يطيب خاطرها
 استاذن حسام لعمل القهوة ونيته ان يترك لهم مساحة للحديث
 وما ان قام حتى اقترب منها يحيى وهذا قد زادها توترا وبدا تتلعثم ولا تعرف بما تتكلم ولم تقوى على النظر اليه بينما هو ظل محدق فيها وقال / ما رايك فى صوتى
 تفاجات هى من السؤال فاصابتها الكحة من توترها فمد يده لها بكوب الماء ولا يزال محدقا فيها فارتشفت منها ولا تزال غير قادرة على النظر اليه فهمس لها انظرى الى فقد اشتقت لعينيكى
 اضطربت هى وقالت فى نفسها انه كان ينظر الى من قبل والا فكيف اشتاق لعينى
 اخيرا استجمعت قواها ونظرت اليه وبتلعثم قالت / حمدا لله على سلامتك
 يحيى مناغشا / ما رايك فى طولى وانا واقف امامك
 هنا / ..
 يحيى / وما رايك فى صوتى
 لقد اخذ الخجل مبتغاه منها ولكنها قالت بهدوء فرحت جدا وانا اراك عدت لحياتك
 يحيى ربت على جبس يدها وقال / اسف على ما حدث لكى بسببى وليتنى مت حقا قبل ان اراكى هكذا
 توترت وقالت / كلى فداك المهم انك عدت للحياة
 يحيى / انا عدت بدعواتك ولاجلك
 تضاعفت دقات قلبها حتى كاد يتوقف وقد اختنقت انفاسها من شدة كلماته عليها وقالت فى نفسها اهذا الكلام لى ولما يقوله لى وانا وحدى اهو كبرياء ام تمثيل
 يحيى هامسا / انظرى الى لترى كم تبدلت من يوم ان تركتينى
 هنا / انه يعلم كل شىء يا الهى
 يحيى / انظرى الى لحيتى فستجيبك واسالى عطرى الذى لم يعرف لجسدى طريق دونك
 كادت هنا ان تنصهر اثر كلماته ولم تعرف بما تجيبه
 اكمل قائلا بضيق / لماذا ؟
 نظرت له هنا واومات براسها باستفهام عما يقصده فقال لها / لماذا حسام بالذات ؟
 هنا وقد امتلات عينيها بالدموع وقالت / كنت فى حالة لا يرثى لها وادت طبيبا وفى ذات الوقت اردت ان اختفى عن العيون فلم يكن هناك غيره لاستامنه على حياتى وسرى
 يحيى / ولماذا تزوجتيه هو ولم تتزوجى زياد ؟ فكلاهما احبك
 هنا / لنفس السبب فانا احتاج لسند يحمينى ويخفينى عنهم وان كنت اختارت زياد فكنت ساجلب له الكثير من المتاعب وانا لا اعلم بما ينوون فعله معى ثم ان زياد سهل الوصول اليه ومراقبته وبالتالى سهل الوصول ليوسف اما حسام فابعد ما يكون عن اعينهم وتفكيرهم
 كل هذا وحسام منتظر فى المطبخ ليترك لهم اكبر وقت ممكن لتشرح له ما حدث ولتسمع منه ايضا ما حدث وما سوف يحدث
 يحيى مرة اخرى / هل تعلمين ما هو السبب الحقيقى خلف مجيئى ؟
 اومات هنا بمعنى لا
 يحيى / جئت لاخذك معى
 هنا بصدمه نظرت له وقالت / كيف ؟
 يحيى انا لن اتركك معه وهذا ان شئتى ان تبقين معى
قبك معدش ملكك مدام عشقتك
قلبك ماعدتش ملكك مدام سكنتك
مدام بحبك خلاص بق قلبى انا
قلبك ماعدتش عندك مدام بحبك
خدته واخدتك عندى انا
 صدمت هنا من الكلمة فقد هدمت كل شعور جميل شعرت به منذ لحظات فها هو الان يقول ان شئتى ولم يتمسك هو بها فقالت فى نفسها ان كان الحب جميل فالكرامة اجمل فردت عليه بتحدى / الراى لزوجى فهو من له حق القرار واعتقد انه لن يتنازل عنى لغيره  

عشقها الأسد (الجزء الثانى) -الكاتبه رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن