فى المساء حضر زياد بناء على طلب يحيى له وعقدوا اجتماعا مغلقا بينهم
زياد بصدمة / ماذا ؟ شهندة ؟ الم تجد غيرها لتزوجها لى ؟ اجننت ؟
يحيى بهدوء / لقد تغيرت تماما وارتدت حجاب وقور ولن اجد لها اجدر منك لتسير بها على الطريق الصحيح
رفض زياد بشدة وانهى الاجتماع وخرج
فى ذات الوقت جاءت يحيى مكالمة هامة صعد على اثرها غرفة نومه واى هنا لازالت تدون اخر شىء فى رسالتها ولكنها نظرت له فوجدته متوترا فسالته فابتسم لها ابتسامة ولكنها كانت ابتسامة متوترة وقال / لا عليكى يا صغيرتى ولكنى مرهق وجذبها لصدره ليناموا فنامت هى بينما ظل هو شاردا فى التفكير بخصوص المكالمة التى اتته
استيقظت هنا فى الصباح على رائحة عطر يحيى فنظرت فوجدته مرتديا زيه الرسمى وفى كامل وقاره ولكنه لازال متوترا فسالته عن سبب ارتداءه هكذا مبكرا وما سبب توتره اقترب منها وقبل راسها / لا عليكى يا هنايا انه موعد توقيع صفقة ولكنها هامة ولا احتاج منكى سوى دعواتك
وتركها وتوجه الى النافذة فوجد ان سيارة ما توقفت اما بوابة الفيلا فاسرع من خطاه متوجها اليها وهو يقول لا تنسينى بدعواتك يا صغيرتى
خافت هنا عليه واخذت تصلى وتدعو حتى سمعت صوته عائدا وهو ينادى باسمها من اسفل واكل السلالم اكلا حتى وصل اليها وما ان دخل الا وحملها واخذ يدور بها وهو يقبلها
اشتركت معه فى سعادته وهى لا تزال لا تفهم شيئا وقبل ان تساله امسك يدها وسحبها واجلسها جواره على طرف سريره وقال بفرحة / امس جائنى اتصال من رئاسة الوزراء واخبرونى انى على موعد فى الصباح ولم يخبرونى باى شىء فبت متوترا وحسبت ان اعمال اشقائى هى السبب ولكنى فوجئت انهم رشحونى لوزارة الاستثمار وبت اصغر وزير بين الوزراء
صرخت هنا صرخة مدوية سمعها كلا من بالفيلا وصعدوا على اثرها وما هى الا دقائق وامتلات الغرفة حولهم بالتهانىء من والدة يحيى ووالدة هنا واشقاءها والشغالين حتى شهندة شاركتهم الفرحة ولكن هنا هى التى كانت اكثرهم فرحة حيث ان يحيى لم يرد على احد التهنئة الا وقال هذا بفضل زوجتى ودعواتها بعد الله
فى اليوم التالى جلس الجميع امام شاشة التلفاز وهم يشاهدون قلب الاسد وهو يقسم يمين الوزارة وكان يبدوا اوقر الوزراء خاصه انه اصغرهم ويحمل حنكة ودهاء رجل مخضرم حكيم كما يحمل قوة وجمال الشباب
مرت ايام قليلة وناقشت هنا رسالتها ونجحت بامتياز وفى حفلة مناقشتها اقترب منها يحيى مهنئنا وقبل راسها امام الجميع وبالطبع نشرت الصور وصارت الاشاعات المغبطة تملا الصحف من تلك التى خطفت قلب الوزير الشاب واخذوا كلهم يتنبئون بكنيتهم معا
وحضر كل العائلة معها واذا بزياد يرى شهندة وكانه يراها لاول مرة فكم كانت جميلة بوقار حجابها وصفاء بشرتها لخلوها من اى الوان فبدت جميلة بطبعتها وزاد جمالها انوثتها الطاغية بطبيعتها فسلبت لبه من اول وهله وقعت عينه عليها حتى انه اعتقد انها غريبة عن المكان حيث ان ملامحها الصافيه اول مرة يراها واضحة هكذا وما كان منه الا انه مال على يحيى وطلب يدها فى التو واللحظة
يحيى ممثلا الجمود / معذرة يا زياد فقد قررت ردها لعصمتى بامر من هنا عندما اخبرتها انك رفضت الزواج منها
زياد بصدمة / ايعقل ان تاخذ اجمل انثتين منى
يحيى بجمود حقيقى رفع احد حاجبيه وبدات العصبيه تعرف طريقها اليه وقال / وما دخل هنا فى الموضوع اتشعر اننى اخذتها منك . هل هنا وضعت للمقارنة بيننا . ان لم تكن انت زياد وانا يحيى لكان لى رد فعل اخر
شعر زياد بان اشعل نار غيرة قلب الاسد وما ادراك ان اشتعل قلب وعقل الاسد فقال متاسفا / معذرة انا لم اقصد شىء وانت تعلم وقد خاننى التعبير ولكن حتما انت تعرف ما اقصده دون ان ابرر ثم غمز بعينه وقال ولكن هلا تنازلت عما قررته لاجل اخيك ؟
اخيرا يحيى ابتسم وقال / ولما كابرت من البداية اذن ؟
زياد / احمق .انا احمق
يحيى وقد اتسعت ابتسامته / لا عليك ايها الاحمق اذهب الى عروسك وابدى لها اعجابك وطلبك وان وافقت لن امانع انا
قبله زياد بطريقة ساخرة وقال حسنا يا عمى ساذهب اليها
مر اسبوع اخر وجاء موعد الزفاف وكم كان قلب الاسد وقورا وجميلا وكم زادته تدريباته قوة وجاذبية بينما ظهرت هنا بمنتهى الرقة بفستان اقل ما يقال عنه انه فستان سندريلا وبالطبع امتلات القاعة بالمشاهير والاعلاميين وتصدرت صورهم المجلات العربية والعالمية حيث ان صيته كرجل استثمار له ثقله من قبل الوزارة فمال عليها وهم فى الكوشة وقال / الم اعدك ان زفافك سيتحاكى عنه العالم لقد اصبحتى من المشاهير يا صغيرتى
ابتسمت له خجلا ولم تتكلم بشفا حرف
ظل حاضنا يدها بين كفيه فكم كان يشعر انه طفل ويريد ان ينطلق بلعبته
وصارت الفتيات يغرن منها ويحسدنها على قلب الاسد وصرن يقلن عنها مثلما كانت تقول هى يوما عن شهندة ان اى امراة تتمنى لو كانت زوجته فلا تشعر المراة بكامل انوثتها الا وهى بين يده
اقترب منهم الدكتور حسام وهنئهم وقال ليحيى / اياك ان تغضب اختى الصغيرة يوما فانا وكيلها وسندها وقتما تشاء
ابتسم يحيى وضغط على يد هنا المدفنة فى كفيه وقال / معذرة يا صديقى ولكن ان سمحت يوما ان يكون لصغيرتى سندا غيرى لهانت على حياتى
سمع صوت رجل اخر مسن يقول / وكيف تهون عليك حياتك وهى جوارك ايها العائد للحياة من جديد
نظرت للمتكلم فلم يكن سوى الدكتور مروان ومعه الدكتور امجد
الدكتور امجد / ان كنت انت سندها فانا والدها واياك ان تنكر هذا
ابتسم لهم يحيى ومد يده بالسلام مرحبا لكلاهما ولا زالت يده الاخرى محتضنه كفها
اقترب مطرب الحفله ودعا العروسين للغناء ولكنه تفاجا بيحيى وهو يمسك المايك ويقول بصوته الاجش انا لن اغنى ولكن ساحكيكم سر زواجى السعيد بافضل امراة فى العالم وكم فزت بها
قص حدوته مع هناه من اول يم راها فيه حتى زواجهم اليوم كان يحكى وهو حاضنا اياها من خصرها بينما كانت هى فى قمة توترها وخجلها وما ان انتهى الا وحملها امام الجميع واخذ يدور بها وتصدرت تلك الصورة جميع الصحف فيا هنا هنا بقلب اسدهاكيف اوقف نبضات قلبى من حبى لك
ماذا اقول فيك وقدرى كتب خطواتى اليك
كيف امنع نزول الدمع من عينى التى لم تبكى الا خوفا عليك
فانت نبع قلبى وعمرى الاتى
معك اعشق ذكرياتى ولاجلك اخط بكلماتى
ساكمل عمرى معك فانت اخر حكاياتى
طلب منها جميع المدعوين ان يسمعوا كلمتها هى ايضا
نظرت له وهى تبتسم خجلا فما كان منه الا ان شد على يدها ليعطيها قوة فاخذت نفس عميق وقالت / لقد عشقته منذ ان قرات اسمه على باب فيلته يومها شعرت اننى بحاجة اليه وانه الوحيد من يكملنى كنت أأنس بجواره واشعر بامانه لى وكنت اجزم انه سندى حتى وهو فى فراشه لا يتحرك كنت اشعر انه لى ولكن كيف لا اعلم . كنت دوما اشعر بالضعف وقله الثقة بالنفس ولم اشعر بذاتى ولا بوجودى الا وانا بين يديه ولم اشعر انى انثى الا عندما قال لى انا حقك . لم اشعر انى اكتملت الا عندما ارتضى ان يرتبط اسمى باسمه ولم اشعر بالسعادة الا عندما قال لى ان لم اكن لكى لن اكن لغيرك و....
لم تكمل كلامها لانه حضنها مرة اخرى ودار بها وسط تصفيق الحاضرينمش قادرة اصدق اللى شايفاه وبسمعه
معقول خلاص قلبك وقلبى اتجمعوا
احلف كدة انى هعيش معاك وتعيش معايا
وتبقى جنبى وعينى بيك يتمتعوا
انا من النهاردة هانام واقوم على ضحكتك
واخدك فى حضنى وادوق معاك حنيتك
انا مش هعيش عالارض تانى خلاص كفاية
هعيش خلاص زى الملايكة فى جنتكمرت سنة على العاشقان واصبحت قصتهم من اشهر قصص الحب وكذلك تزوج كلا من شهندة وزياد
انهالت على هنا عروض العمل بالمستشفيات الدولية كما انهالت عليها منح اشهر الجامعات لتكملة رسالتها ولكنها رفضت اى من تلك العروض وفضلت ان تبقى بوطنها مع حبيب قلبها
هنا ويحيى فى الشاليه الخاص بهم يقضون اجازتهم وقد وقفت وهى ملتصقة بصدره تستنشق الهواء النقى على شاطىء البحر بينما صغيرهم يوسف واخته فرح الطفلة الجديدة نائمان
يحيى / لقد اتخذت قرارا يا هنا واخشى الا توافقينى عليه
هنا / ما دمت قررت فقد اخترت مصلحتك ومصلحتنا معك فانا اثق بعقل قلب الاسد وانه لن يخطىء ابدا فاطمئن انا لن اخالفك الراى ابدا
يحيى / لقد استقلت من الوزارة فانا لماكن فى حاجة اليها منذ البداية فعندى مصانعى واعمالى وانا مشهور من دون اية وزاره ولكنى قبلتها لاجلك لانى وعدتك ان يكون زفافك يحكى عن العالم ووجدت ان هذه اكب فرصة لاوفى بوعدى لكى وشعرت للوهلة الاولى ان الله ارسل ذاك المنصب لاجلك انتى فوافقت ايضا لاجلك ولكنى اريد ان اعيش حياتى بحريتى مع عائلتى الصغيرة بدون مناصب تشغلنى عنكم ولا كاميرات تتعقبنا . اريد ان اعيش طفولتى المرحة وشبابى بجوارك بدون اى قيود . اريد ان اسعدك بدون بروتوكولات
امسك بكلتا يديه ولفتهم حول خصره والتصقت به ورفعت لها راسه وقالت / وهل تعتقد انى قد اخافك فى هذا او انى احزن . فاى بلهاء تلك من ترفض ان يسعدها زوجها وان يكون لها وحدها
مال يحيى براسه وهمس لها وهى بنفس وضعها الملتصق بصدره / هنايا لقد وعدتك فهل وفيت
رفعت راسها لتلتقى مرة اخرى عيناها بعينيه وقالت / الا زلت تسالنى فهل بعد كل تلك السعادة التى انا فيها تسالنى ان كنت وفيت ام لا ؟ واستدارت فاصبحت مقابلة له ورفعت يدها واحتضنت بكفيها وجهه وقالت / انت وفيت من يوم ان جعلتنى انثى . وفيت يوم ان ارتضيت بى زوجه . وفيت يوم ان كملتنى بوجودك . وفيت يوم ان رايتك فى البداية حتى وانت ميت
الصق جبينه بجبينها وقال / من اهدتنى الحياة مرتين لن اوفيها حتى وان طال بى العمر
ابتسمت له وقالت / وما عمرى انا الا بك ومعك
قال / اتعرفين يا هنايا كنت افكر ان اسمى فرحة هنا ولكن اخترت فرحة ليجتمع لى بكم هنايا وفرحتى ثم همس قائلا تنهدى
ابتسمكت له وتنهدت فضمها وقبلها
أنت تقرأ
عشقها الأسد (الجزء الثانى) -الكاتبه رباب عبد الصمد
Romanceكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه رباب عبد الصمد تكلمة الجزء الاول