يحيى فزع وبسرعه صعد اليها وترك صغيره
دخل حجرتها فسمع صوت انينها المصطنع ولكنه لم يدرى انها حيلة منها فنادى عليها من خارج الباب فقالت بصوت مخنوق مصطنع الحقنى يا يحيى فباب كابينه الحمام موصد على وفشلت فى فتحه واكاد اختنق
فتح الباب بسرعة ودخل عليها وفتح الكابينه فتمثلت الاختناق وارتمت بين احضانه وكانها اغمى عليها فتوتر منها فقد كانت عارية تماما ولكنه فى النهاية اقنع نفسه انها زوجته فحملها بين يديه وخرج وهى بين احضانه واذا به فوجىء بهناه تقف مصدومة من منظره وهو يحملها هكذا وهى عارية فانهمرت دموعها قهرا على حالها
صدم هو ايضا عند رويته اياها هكذا وقد تحشرجت الكلمات فى حلقه ولم يعرف كيف يشرح لها موقفه
قالت بصوت مخنوق / كان عليكما ان تغلقا بابكما عليكما وخرجت بسرعة واختفت من امامه وهو لا يزال مصدوما ومقهورا على حاله فقد توهمت به ما لم يفكر فى من الاساس
بدا يضع شهندة على السرير وحاول ان يسترها بملاءة السرير واخذت انفاسه تتلاحق من منظرها
تصنعت شهندة الافاقة وتشبثت بيحيى كنوع من الخوف واخذت تتكلم بهمس بالقرب من اذنه / ارجوك لا تتركنى فقد اشتقت اليك وكان الموت اهون لى ما دامت ساتخلص من اشواقى اليك وانت جوارى ومحرم على
حاول يحيى ان يحل يدها عنه ويرفع صدره عنها ولكنها جذبته عنوه وقبلته ولكنه عافرها وحاول ان يتخلص من براثنها واثناء معافرته دخل الصغير عليهم وكان فى يده هاتف هنا فقال ماما هنا تبكى ولم ترد على ولكنه لم يلقى بالطبع اجابة من ايهما
حاول يحيى ان يبتعد بسرعة وقاومها اكثر ولكن الصغير كان يلعب بكاميرا الهاتف فالتقط صورة عشوائية لهم
خرج وعاد لهنا ليعطيها هاتفها مرة اخرى وعندما راها لم تكف عن البكاء ولا ترد عليه العطاها الهاتف ولكنها ما ان شاهدت الصورة الا انفجرت باكية اكثر ورمته من يدها فاخذه يوسف خرج وعاد لامه واعطى الهاتف ليحيى
اخيرا نجح يحيى فى التخلص من شهندة وقال بانفاس متقطعه / حمدا لله على سلامتك ولكن اعذرينى فانا ملك لهنا فقط ولم ارى امامى غيرها واول ما احصل على اهليتى ساسجل عقد زواجنا وبعدها اعطيكى حريتك لتعيشى حياتك كما شئتى
خرج من عندها على الفور وتركها تلعن نفسها فقد اعلن لها انه لن يرى سوى فتاته وانه لاسبيل لكل ما تفعل فلن يعود لها
خرج وما ان وصل لباب غرفه هنا الا ووقف يفرك خصلات شعره بيده المتوترة ولا يعرف كيف سيشرح لها موقفه وانه برىء مما تخيلته واخيرا دخل اليها فوجدها جالسة على حرف السرير وتبكى بصمت
اقترب منها بهدوء وجثى على ركبتيه امامها ومد يده ومسح دموعها وقال / لما البكا يا صغيرتى
واخذته فى الحضن اهمس راجيا
جمرات دمعك ايقظت نيرانى
امنع دموعك واحترم احزانى
فلا صبر لى وانا اراك محطما
يا من يجرح دمعه اجفانى و لكنه لم يكمل كلامه فقد قاطعته وانفجرت فى بكاءها وقالت انت من حرمتنى عنك بخاطرك ولم اطلب منك هذا واعرف اننى لا افهم فى فن الاغراء لزوجى ولا اعرف كيف انتقى ملابس نومى ولكنى تركت لك العنان ان تفعل معى ما شئت ولكن فيما يبدوا اننى لا املا عينك وانك تحتاج الى كامل الانوثة التى افتقدها انا ولكنى اعتذر لك فتربيتى كانت بانغلاق علي ولا افهم للدنيا معنى سوى انى احببتك بكل كيانى وان كنت لا اكفيك فانا لا اطلب ان اكون وحدى لك ولكن اطلب منك فقط ان تحبنى كما احببتك ولن اعاتبك ان اشبعت رغباتك منها ولكنى اريدك الا تتخل عنى وان ترانى بعين محبه حتى لا تنفرنى مشاعرك
اخذ يسمعها وهى منهارة ومنكسرة ولكنه كان لا يقل عنها صدمة وانهيار وكسرة فكيف لها ان تنظر له هكذا وكانه يجرى خلف شهواته الم تعرف انها وحدها التى تتربع على عرش قلبه . الازالت لا تعرف ان عيناه عميت عن سواها وان جميع النساء الاخريات عنده سواء فى اللاشىء
قامت وهى لا تزالا تزرف دموعها بانكسار واخذت تفتح ازرار ملابسها وتقول هيت لك وخذ منى ما منعته انت على نفسك و...قام ووقف امامها وقد ازدادت صدمته من رايها فيه فهو لم يكن ابدا شهوانى فان كان هكذا من قبل الا انه معها يخاف عليها من نفسه ولكن صغيرته لا تفهمه حتى الان فامسك يدها بقبضة من حديد ليمنعها من اكمال ما شرعت فيه وقال هششش ثم ضمها اليه وشد عليها بين احضانه فانهمرت اكثر فى بكاءها فدمعت عيناه هو ايضا على فتاته المنكسرة ومسح على راسها وقال بهمس / الازلتى لا تعرفينى . الم تعرفى طباع زوجك . الم تثقى فيمن عشقتيه وهو ميت وصار لكى عاشقا ومتيما ومجنونا وهو حى
شد عليها اكثر فكادت تخترق اضلعه وقال لها الم اقل لكى ان لم اكن لكى فلغيرك لن اكون . الم اقل لكى عليكى ان تعتزى بنفسك وكرامتى فانا منكى وانتى منى . الم اقل لكى انت خلقتى من ضلعى وانا خلقت منكى ولكى . اين قةتك التى قلت لكى خذيها منى . اين عقلك وايمانك فى الايمان بانى حتما ساعود للحياه . الم اقل انا عدت لكى . اين انا الان منكى . اترينى هكذا شهوانى ولم تعرفى بانكى صرتى الوحيدة فى عالمى . ان كنتى عشقتينى كما عشقتك لواجهتيها بحبك ودافعتى عنى ولم تستسلمى لافكارك لما لم تاخذينى من بين احضانها وتتمسكى بى . الم اصبح روحك بعد .وان كنت روحك لما تركتينى لها وحكمتى على نفسك بالموت . ان كنتى صدقتنينى وانا اقول لكى انى احيا بانفاسك لعلمتى ان انفاسك بين شفتاى شهيقا وزفيرا فى كل لحظة ولن تختلط بانفاس غيرك
ولكنى انا المصدوم والمجروح الان فقد رايت منزولتى المتدينه امام عيناكى ولا اعرف كيف اعلى من شانى ثانية
بكت اكثر بين احضانه حتى ابتل صدره من دموعها وقالت / ولكنى لك عاشقة واول مرة يرى قلبى غيرة العشق
ربت على ظهرها وقال بانكسار ان كنتى تعرفين كم اعشقك لوفرتى عليكى وعلى هذا الانكسار ثم ابعدها عنه بهدوء واغلق لها ازرار ملابسها وانامها فى سريرها ودثرها وخرج وه مخيب الرجاء منها فقد كسرته من ظنها له بالشهوانية ولم تتاكد من حبه لها بعد
نامت هى تبكى حسرة فقد كانت فى البداية تبكى على حسرتها فى انها لم تكفيه ولكنها الان تبكى حسرة فى انها ظلمته ولكنه فى ذات الوقت لم يبرر لها ما سبب وجوده معها بهذا الوضع
بينما تركها هو وبات فى غرفه مكتبه
وبالطبع لما تغفل لكلاهما عين ولم يشعرا باى حاجة للنوم فقد تعود هو على نومها وهى متوسدة صدره وهو يستمتع بعبيرها وقربها منه
وهى ايضا افتقدت الشعور بالامان الذى كانت تستمده منه فشعرت ان الكون حولها يتسع وهى تائهة فيه
ظل كلاهما يتعذب شوقا للاخر وظلوا يناجون بعضهم بصمت
فى اليوم التالى قامت هنا وذهبت الى عملها وهى شاردة الذهن وتركته وهو لا يقل عنها شرودا
فى الليل لم ياتى لينام بجوارها وظل فى غرفة مكتبه ولكن يقتله الشوق اليها بينما هى اخذت تتقلب وتبكى لهفة علية وجافاها النوما ولا تعرف السبب هل لانها اعتادت عليه جوارها ام لانها اشتاقت اليه ام لانها تفقد الامان مادام ليس بجوارها ام كل هذا معا ولكنها لم تستطع الصمود اكثر من هذا فقامت من سريرها ونزلت وهى متوترة وتفرك يدها واقتربت من باب مكتبه وطرقت بهدوء
اما هو فقد عرف انها هى وكاد ان يقوم ليفتح لها فخيالها من خلف باب مكتبه اشعل شوقه اكثر مما هو فيه ولكنه تمسك ولم يفتح لها لعلها ترجع عن تفكيرها وفكرتها التى كونتها عنه انه رجل شهوانى ويجرى خلف متعته
نزلت دموعها بصمت وقالت من خلف الباب / ان كنت لا تزال تغضب منى فخذ وقتك حتى تهدا عنى ولكن لا تتركنى وحدى فلا تجعل غضبك يبعدك عنى فانا اشعر انى تائهة بدونك
ازدادت دقات قلبه وازداد لهيب شوقه اليها اكثر اثر كلماتها وشعر بخوفها وهى وحيدة ولكنه ظل متماسكا
عندما لم تجد منه رد بدات تتحرك من امام الباب لتعودمن مكان ما جاءت
وهنا لم يستطع ان يظل متماسكا اكثر من ذلك فهب واقفا وفتح الباب وجذبها الى صدره وحضنها دون ان يتكلم فهو اعلم واحد بما تمر به لانها اكثر منها
بكت فى حضنه وقالت / سامحنى ولكن تحركت غيرتى عليك وكنت اود ....
شد عليها بحضنه وقال / هششش ولم يترك لها مجال للكلام
تغريك فى يا مشاكس طيبتى
فانا سريع العفو والغفان
دعنى اكفكف دمعك بحنانى
ولك السماح حبيب عمرى وابتسم
واقسم بانك لن تكون انانى
وبان تعود كما عرفتك اولا
قلبا بريئا طاهر الوجدان
فالحب يشفى كل جرح عاصف
واخذها وصعد بها ونام بجوارها وفرد لها ذراعه لتتوسد صدره ولكنه لم يتحدث معها فى اى شىء كنوع من اكمال عقابها فى تسرعها فى حكمها عليه
بينما هى نامت متشبثة به وكانها خائفة ان يبتعد عنها مرة ثانية
وفى الصباح قامت هنا وقد استعادت حيويتها على الرغم انه لم يتحدث معها ولكن كفاها انه بجوارها
بينما استيقظ هو على صوت هاتفه وصوت المحامى وهو يبشره بصدور الحكم باهليته ولكنه على الرغم من انه كان فى امس الحاجة لسماع هذا الخبر فها هو اخيرا يحق له ان يظهر امام الجميع الا ان افتقاده لها حرمه من التلذذ باى فرحه
فعلى الرغم انها نامت متشبث به ولكنه لم يتكلم معها ولم يعاتبها وهذا ما كان يؤلمه فود ان يخبرها ويشركها معه فى فرحته التى كابد من اجل الوصول اليها
وبينما هو فى غرفة مكتبه دخل عليه زياد فجاة هو ومدام صفاء فقد اخبرهم المحاكى ايضا واخذوه بالاحضان والتهانى ولكنهم وجدوه غير عابىء ووجهه متجهم فتعجبوا لامره وسالوه فقص عليهم ما حدث من يومين بينه وبين هنا وشهندة
فتعجبت مدام صفاء وقالت / ولكنى ارى ان فى الامر شىء فكيف لشهندة الا تعرف كيفية فتح الكبينه
اما زياد قال / وهل من الطبيعى ان تاتى هنا لشهندة فى مثل ذلك الوقت
ركز يحيى فى كلامهم وتذكر فعندما دخل الحمام لم تكن الكابينة موصدة كما قالت شهندة بل كانت مغلقة غلقا عاديا وتذكر تشبثها به فقد كانت اثارتها له لا يدل على انها كنت فى حالة اغماء كما تذكر قول هنا لقد تحركت غيرتى ولكنه لم يجعلها تكمل فكيف تحركت غيرتها وهى لا تعلم ان شهندة حدث لها ما حدث واخيرا قال اتركونى الان بمفردى
أنت تقرأ
عشقها الأسد (الجزء الثانى) -الكاتبه رباب عبد الصمد
Romansكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه رباب عبد الصمد تكلمة الجزء الاول