دخل فرانكشتاين إلى القصر حاملًا بيتر النائم على ظهره، لمحه من بعيد أحد حراس القصر فنظر له بتعجب، أراد أن يقترب ويقدم المساعدة لكن فرانكشتاين أشار له بيده أن يتوقف ويبقى مكانه، ثم أكمل سيره بتمهل وبخطوات خفيفة حتى وصل إلى غرفة بيتر، دخل للغرفة ووضعه على السرير كما يضع الأب ابنه بتمهل حتى لا يوقظه، ثم قام يتغطيته حتى يدفئه فقد أصبحت أطرافه باردة كالجليد من شدة البرد، أخذ ينظر له باستغرب، شعر بأن هناك خطب ما به، لم يستيقظ أبدًا أو يتحرك طيلة تلك الفترة التي كان بها على ظهره وحتى عندما وضعه على سريره لم يحرك أي من أطرافه مطلقًا، علامات التعب كان بادية عليه، وجهه محمر ونتفسه سريع، كل الإشارات تشير بأنه ليس بخير...
انتاب فرانكشتاين القلق فقال في نفسه:
"أيعقل بأنه مريض؟"ثم أسرع ووضع يده اليمنى على جبهة بيتر ليتأكد من حرارته ثم قال:
"لقد أقلقني هذا الغبي، حرارته ليست مرتفعة، إنه مرهق فحسب، عاش اليوم مغامرات عديدة لابد أن يكون مرهق"ثم ضحك وقال:
"مازال طفل لم يكبر مطلقًا ومازال يقلقني كما كان في السابق... متهور"تنهد فرانكشتاين وحرك عينيه ذوات الحدقتين العسليتين لليمين فرآى دولاب الملابس الأبيض المزخرفة أطرافه بورود ذات اللون نفسه الموجود في الركن الأيسر من الغرفة، فتحه وأخذ ينظر للملابس ويبحث بينها، وقعت عينه على ملابس نوم بيضاء بها نقوش سوداء، تركه بحجة أن هذا الملابس خفيفة ولا تناسب هذا الجو البارد، ثم أخذ يبحث مجددًا فوجد قميص صوفي ذو لون بنفسجي وأكمام طويلة، أخذه وألبس بيتر القميص ثم قام بتغطيته جيدًا وبعدها غادر الغرفة
بعد لحظات قليلة عاد وبيده عدة الاسعافات الأولية، وضعها على الطاولة الصغيرة التي بجوار السرير ثم فتحها وأخذ لاصق الجروح، الصق حبة واحد على منتصف جبهته وإثنتان على خده الأيمن، ثم أخرج المرهم ومسحه على قدمه اليمنى وقام بدليكها وبعدها قام بتضميدها، ثم وضع العكازة التي كان قد أحضرها معه بالقرب من السرير
بعدما انتهى من تضميد جميع جروحه جميعها وقف وأخذ ينظر له مبتسمًا ثم قال:
"حقًا إنه كالأطفال، ألبسته وضمدت جروحه مع ذلك لم يستيقظ، مع نومه الثقيل هذا لن يستيقظ حلى لو احترق القصر... "فجأة شعر فرانكشتاين بأنه قد تيقظ للأمر، بدا الخوف جليًا عليه، اختفت ابتسامته وحل محلها ملامح خائفة، قال بخوف:
"احترق! ... هل يمكن أي يكون سبب تصرفاته الغريبة هو تذكره بأن القائد هو من أحرق والدته؟ لا يمكن، مستحيل إنه يتناول الدواء كل يوم مستحيل أن يتذكر تلك الأحداث الجهنمية، حتى لو كان يتذكر حقًا ستكون ردة فعله مختلفة، سواجه القائد ويحاسبه ففي النهاية هو ابنه لن يخاف منه"
أنت تقرأ
منظمة الظلام (مستمرة)
Fantasyأن تكتشف بأن والدك ليس والدك، عائلتك التي تعرفها ليست عائلتك الحقيقية، حياتك كلها كذبة، والدتك ماتت مقتولة بسبب شخص عزيز عليك، كيف ستتصرف حينها؟ هل ستترك الأمور تسير كما هي عليه وتدّعي أنك لا تعرف شيئ أم ستقتل قلبك لتأخذ بحق الإنسانة التي لا تملك أي...