بعد أن دارت عقارب الساعة مرات عديدة متتالية، وأسدل الليل خيوطه السواء ذات المنظر الفخم المتخللة بقطع الألماس الصغيرة ذات اللمعان، وبعد اختفاء نور الشمس الدافئ وخلو المدينة من ملامح الحياة واتجاه الجميع نحو أسرتهم الدافئة لتوفير الطاقة للعمل بجد في اليوم التالي، استغلت منظمة الظلام تلك الفرصة الذهبية
وكالعادة عندما يشرعون في القيام بطقوسهم المجنونة في قصرهم المعزول فوق الجبال والبعيد عن المدينة وصخب الناس كانو يقومون بوضع الحبوب المنومة في طعام بيتر كي لا يعرف بأمرهم، فهو معروف بعدله ويعرفون جيدًا أنه سيقف ضدهم، ففي أحد المرات عندما رآى شخصًا من النقابة يضرب أحد المجرمين أوقفه عن ذلك وغضب منه كثيرًا فكيف إذا رآهم يقتلون شخصًا ما؟! بعد أن تناول بيتر طعامه اللذيذ وغط في النوم العميق حملوه إلى سريره.
اجتمعوا جميعًا في الخارج، أحضرو العمود الخشبي ووضعوا كومة من القش أمامه، ألبسو ضحيتهم الجديدة الشاب الذي لم يتجاوز عمره الثلاثون عامًا ثوبًا لونه أبيض طويل وربطوه على العمود بخيوط سميكة تشبه رمل الشاطئ في لونها، لم يستطع أن يمنعهم من ذلك فهو واحد ضد عدد كبير من الوحوش
بعد أن انتهوا من ربطه وابتعدوا عنه مشكلين حلقه كبيرة حوله حاول أن يفك الحبال لكن دون فائدة، فقد قاموا بلف الحبل الطويل حول جسده بالكامل، شدّوا الجبال عليه بقوة حتى أن الدماء تجمعت في يديه وازرقت يداه، اصبح يتنفس بصعوبة ويسعل
أخذ يبكي ويترجاهم كي لا يقومو بحرقه، فقال له أحد السفاحين ببرود:
"حرقك الآن هو تكفير لك عن ذنوبك وتخليص للبشرية منك ومن شرك أيها الساحر الخبيث"بكى وقال لهم بصوت مرتجف:
"أنا لست بساحر فقط أمتلك بعض القوى الخارقة، لماذا لا تصدقوني! أنا لست ساحر لست ساحر، ما جئت لأؤذي أحد أو أقتل أحد، أرجوكم اتركوني أغادر"أمسك به الزعيم من فكه وقال له:
"لن تستطيع خداعنا، رأيناك تحاول تسلق جدار القصر ونفثت النار من فمك عندما حاول الرجال الإمساك بك، ماذا يعني أن تنفث النار؟ أليست هذه محاولة قتل صريحة وواضحة؟"رد عليه بغضب:
"قلت لكم لست بساحر أيها الحمقى، فقط تسلقت الجدار لمعرفة شكل القصر من الداخل وأشكال الساكنين فيه حيث انتشرت عنكم الكثير من الشائعات، وأردت إخافة الذين حاولو الإمساك بي لذا نفثت النار، أنا شخص خارق لذا هذا الشيء طبيعي، هيا اتركوني أريد العودة إلى دياري"نظر له الزعيم بتلك النظرات التي تعني بأن كلامك لم يقنعني ولن يقنعني أبدًا، ثم مشى نحو البوابة المؤدية إلى داخل القصر جاعلًا ظهره يقابل الضحية، أخرج حبة من السجائر من جيبه ورماها خلفه قائلًا: "احرقوه"
وفعلًا رمو شعلات النار التي كانو قعد أعدوها سابقًا على القش، بدأ الرجل يهز نفسه بقوة وبيأس محاولًا اسقاط تلك القطعة الخشبية التي رُبط عليها على أمل أن ينقذ نفسه.
بدأ القش يحترق والنار يكبر حجمها حتى لامست قطعة الثوب الطويل التي ارتداها الرجل، اخذ يصرخ بصوت يائس متعذب يطلب فيه فقط قتله برحمه بدل تعذيبه بالنار، احترق الخشب الذي خلفه واحترق هو معه، صرخات وصرخات لكن دون وجود من يسمع أو يفهم! توقف عن الهيجان وتوقفت الصرخات وعمّ المكان الهدوء، فقط ما كان يُسمع هو صوت النار التي بدت كأنها تتلذذ بتناول فريستها الضعيفة، تداعى أساس العمود فسقط إلى الأمام جاعلًا وجه الرجل يقابل كتلة القش المحترقة تلك
مات الرجل بعد كل تلك الصرخات والدموع اليائسة دون أن يحن قلب أحدهم عليه وينقذه أو يقتله برحمه، ما كان يشغل بالهم في تلك اللحظات هي تلك الكلمات الغريبة التي كانو يتمتمون بها، وحسب اعتقادهم ذلك هو ما قد يخلصه من الشر الذي يقبع في داخله وسوف يكفر له عن جميع الآثام التي ارتكبها في حياته، ظنّوا بأنهم هم المختارون لتحقيق السلام في العالم ولم يعلموا بأنهم بشر حالهم كحال البقية ولا يحقّ لهم تحديد مصير الناس على هواهم!
تركو الجثة تحترق حتى أصبحت رمادًا ثم جمعو الرماد ونثروه على الأرض أسفل الجبل ليتخلصو من آثار الجريمة كاملة
في الطرف الآخر من المدينة كان يوجد قصر أخر، يُعتقد بأن هاذين القصرين يعودان للأسرة الحاكمة سابقًا، قامت بشراءه مجموعة عددهم يتجاوز العشرون شخصًا يطلقون على أنفسهم (نقابة الأمل)
جميع الأعضاء هم من البشر الخارقين، لكنهم متميزين عن الخارقين العاديين فهم قامو بطوير مهاراتهم وصقلها، ويقال أن قوتهم تستطيع الإطاحة بدولة كاملة والفرد الواحد منهم يستطيع الإطاحة بمدينة كبيرة
هذه النقابة ذات القوة الجبارة تحظى باحترم كبير من الحكومة والشعب، ربما كان عدلهم ونبالتهم هما السببان الرئيسيان في ذلك. عند زيارتهم للمناطق الفقيرة لا يخرجون منها إلا وقد تعدّلت أحوال جميع من في المنطقة، يتبرعون لهم بالمال والطعام ويحاولون بشتى الطرق توفير فرص عمل لهم، يقومون بعلاج المرضى أيضًا، كما أنه بفضل ذكائهم الخارق قاموا بحل العديد من القضايا التي تم إغلاقها وعجزت الحكومات عن حلها! وجودهم في أي مكان يشبه تساقط المطر على الصحراء الميتة حتى يملؤها روحًا بهيجة وتصبح جنةً خضراء.
قامو بزيارة العديد من المدن حتى وصلو إلى مدينة أشفاريا على أمل العثور على سبب اختفاء العديد من البشر معظمهم من أصحاب القوى الخارقة!
أنت تقرأ
منظمة الظلام (مستمرة)
Fantasyأن تكتشف بأن والدك ليس والدك، عائلتك التي تعرفها ليست عائلتك الحقيقية، حياتك كلها كذبة، والدتك ماتت مقتولة بسبب شخص عزيز عليك، كيف ستتصرف حينها؟ هل ستترك الأمور تسير كما هي عليه وتدّعي أنك لا تعرف شيئ أم ستقتل قلبك لتأخذ بحق الإنسانة التي لا تملك أي...