الرساله 29

228 27 12
                                    



‏"وبعد ضجيج العلاقات التي كُنت مُزدحمًا بها

ستأتيك فترة إكتفاء وإستثقال

فترة تُدرك بها أن ملاذك الوحيد

هو قلب به من العمق ما يجعلك تطمئن به

وتأوي إليه فِرارًا من كل شيء

كمن يركض آخر يومه في طريقٍ مُوحش

كي يأوي مسرعًا إلى بيته"


ربما الوقت كفيل بأن يدفعنا لنتقبل كل ما نرفضه، في مقابل أن نرفض كل ما كان يبدو لنا من المستبعد أن نخوض فيه، ولعل لعبة المشاعر عسيرة للغاية، ومن الصعب التكهن بما تنطوي عليه من إرادة، فهي تدفعنا تارة لنطلب المزيد رغم أننا ندرك تماما هزيمتنا، وأحيانا تشجعنا على التراجع في الوقت الذي يكون كل شيء متاحا لنا، لكن الأفضل فيها هو أنه عندما تكون مبنية على أساس صادق، الأساس الذي نستشعر أنه متبادل ولو كان غير واضح، هذا الشعور قد يكون صائب وقد يكون غير ذلك، لكننا مجبرون على اتباع أحاسيسنا عندما تجذبنا بقوة، لأنها في الغالب تنطوي على حقيقة لا ندركها إلا بعد أن نجد الطرف الآخر متورطا فينا بكل رفض، فبقدر ما نرفض الآخر أو يرفضنا، بقدر ما نتورط فيه، وبنفس القدر نجد ذواتنا متعلقة به، في انتظار أن نتمكن من تقبل الخسارة وتحملها، أو أن نفوز بالمعركة بكل ما فيها من تمرد وعصيان، وبكل ما تخبئه من حب، وبكل ما تدفعنا به إلى طلب المزيد


الملاك الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن