رحله البحث عن الكنز 31

362 25 7
                                    



"ما من أحد يعرف شيئاً عن وضعها هذا

ما من أحد رأىٰ ذلك كله

ربما كانت هذه العذابات الخفية مجهولة التسمية

التي لا يشعر بها أحد غيرها

ستتّهمها بـ ارتكاب جريمة لم تترك أثراً لجرح أو دم

ولم تُغطّ بـ الأسمال بل بالمخمل

لكنها كانت تخفي حزنها بتفانٍ بطولي

وتجد في نفسها أيضاً القوة علىٰ مواساة الآخرين

والتخفيف من آلامهم"


تمسكنا الحياة بعيدا عن تعقلنا وعقلانيتنا لتجعلنا نرى في الآخر فرصة النجاة، فنحاول بكل ما ملكنا من رغبة أن يكون الآخر من نصيبنا، وما أجمل أن يبادلنا هذا الشعور، أحيانا لا نجد ذواتنا إلا في الآخر أو مع الآخر، رغم أن الأصل في إيجاد الذات يتأسس على ذواتنا، لكن ما يتملكنا صوب الآخر يجبرنا على التنازل عن كل ما يُمثّلنا، لكي نهب ذواتنا فرصة الظهور انطلاقا مما نحسه مع الآخر، ولعل هذا الإحساس يستعصي على الفهم، فلا نملك إلا أن نتمادى ونطلب هذا الإحساس بكل ما فيه من رغبة، وفي النهاية لا يكون من نصيبنا إلا تلك الأحاسيس الصادقة، أما ما عدا ذلك، فسرعان ما ينجلي في غيابه النسيان، لأنه لم يكن مبنيا على نظرة عميقة إلى الروح الانسانية، بقدر ما كان نظرة جسدية تزيح عن الأحاسيس قداستها




الملاك الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن