لم تستطع سارة مقاومة إرهاقها , و غلبها النعاس و نامت على كتفى .. حتى اقتربنا من البيت فطلبت منها أن تصحو .. فأفتحت عيناها :
- أنا نمت ... أنا اسفة .. أنا كنت مرهقة جدا ..
فنظرت إليها و قلت :
- دلوقتى تنامى براحتك .. انشالله تنامى أسبوع ..
نزلنا من السيارة .. و كم كنت أرى نظرات جيرانى و هم يحدقون فى سارة ... و معهم كل الحق , فربما تلك هى المرة الأولى التى يرون فيها فتاة بذلك الجمال ..
***
صعدنا درج البيت و طرقت الباب .. و هنا فتحت أمى .. و كما توقعت اندهاشها حين رأت سارة , حتى أنها التزمت الصمت و كأنها تقول من تلك الجميلة التى أتى بها ابنى الوحيد ؟ ..
حينها قطعت هذا الصمت حين أخبرتها أن سارة ستحل ضيفة عندنا لبعض الوقت .. و كعادتها أمى رحبت بها ترحيبا كثيرا .. فكم تثق في أمى .. أو ربما استطاعت سارة برقتها و جمالها أن تجعل أمى تقابلها بكل هذا الحنان .. و تحتضنها احتضان الأم لابنتها ...
***
قلت لأمى فى دعابة :
- احنا ميتين من الجوع .. شوفى بقى هتأكلينا أيه ..
أمى :- بس كدة من عينيا ..
تناولنا العشاء .. بعدها تركت سارة لتخلد للنوم من عناء ذلك اليوم .. بينما جلست أسرد لأمى قصة تلك المسكينة :
- ........................... وهى دى حكايتها ..
امتصت أمى شفتيها و قالت :
- ياه دى مسكينة فعلا .. بس أنت هتعمل ليها أيه ؟
نظرت اليها و أنا اتثاءب :
- اللى فيه الخير يقدمه ربنا ... أنا حبيت أعمل خير و بس..
أكملتّ :- أنا هقوم أنام لأنى مش قادر ..
***
مرّ الليل لا أعلم هل نامت حقا أم جاءها ذلك الأرق الذى لم يتركنى إلا للحظات كل حين ... حتى استيقظت فوجدتها تجلس مع أمى .. و يتحدثان كأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات ... شاهدتهما من بعيد .. فكانت أكثر جمالا بعدما تخلصت من الإرهاق و التعب .. و حين رأتنى خرجت منى ابتسامة لا ارادية فردت بابتسامة جميلة .. بعدها تناولنا الإفطار و تعمدت ألا اتحدث معها فى ماضيها المؤلم ..
***
مرت بضعة أيام ... و أنا أفكر كيف أساعدها فى محنتها .. ولا أعلم لماذا يزداد خوفى كلما مرت تلك الأيام ... حتى جاء اليوم حين عدت من عملى فوجدت أمى و سارة منهمكتان حتى أنهما لم يردا سلامى ..
فقلت مندهشا :- أنتو بتعملو أيه ؟
أمى :- تعالى اتفرج معانا .. ده ألبوم صور سارة
نظرت الى سارة :- بجد ؟!
سارة :- دى الحاجة الوحيدة اللى أخدتها من ذكرياتى..
قلت :- طيب اتفرجو براحتكم .. و أنا أشوفه بعدين ..
بعدها واصلتا مشاهدة الصور .. و أنا أجلس بجوارهما اتصفح إحدى المجلات و تختطف عينى بعض صور سارة احيانا .. حتى لمحت صورة بطرف عينى و سمعت سارة تقول لأمى :
- دى صورتى أنا و أختى ..
دققت النظر وقتها بالصورة .. بعدها زادت دقات قلبى .. و أحمرّ وجهى .. أننى قابلت من تقول أنها أختها من قبل ..
![](https://img.wattpad.com/cover/148140771-288-k116412.jpg)