الحلقة الحادية عشر

9K 324 0
                                    

فوجئت بأمى تخبرنى بأنها قد وجدت لى عروس مناسبة ....
نظرت لأمى فى دهشة :
- عروسة أيه بس يا أمى ؟
أمى :- دى عروسة لقطة .. و أى حد يتمناها ..
:- و مين دى بقى إن شاء الله ؟
أمى :- دى المهندسة ريم .. أنا شفتها بالصدفة و أنا عند خالتك .. و عرفت أنها مهندسة .. و من عيلة .. و أيه جميلة .. قمر و الله يا حازم ..
:- بس أنا مبفكرش فى الجواز دلوقتى يا أمى ..
أمى :- أنت هتيجى معايا بس نشوفها .. و صدقنى هتوافق أول ما تشوفها .. أنا قلت لهم إن إحنا هنروح لهم يوم الجمعة ..
فى غضب :- و كمان حددتى ميعاد من غير ما تقولي لى !!
أمى :- أنا خفت إن حد يسبقك و يتجوزها .. تعالى بس و احكم بنفسك ..

***


أعلم أن أمى ما تريد لى إلا الخير .. حتى زملائى أكدوا أنّ أمى على حق فيما فعلته ...

ماجد :- تصدق .. أمك دى ست زى الفل ..
صمت قليلا ثم نظرت إليه :
- بس أنا مبفكرش فى الجواز ..
كريم :- ليه بقى إن شاء الله .. ناقصك أيه يعنى ؟!
:- يعنى خايف أكون بخونها .. و أفضل أحب سارة ..
ماجد :- ده هى الطريقة اللى تخليك تنسى سارة ... و بعدين أنا أسمع إن العروسة دى صاروخ .. بس هى توافق تتجوزك
كريم :- أنا مراتى نستنى كان اسمى أيه قبل الجواز ..

أصابنا الضحك .. و بالفعل نجحوا فى إقناعى .. و أن زواجى هو الحل الوحيد كى أنسى سارة .. و أتخلص من ذلك الماضى ..

***


ما زالت سارة تعيش فى سعادة مع العجوز و زوجته .. و كم أعطت لهما من حنان جعلهما لا يشعران أنها غريبة عنهما .. حتى سارة وجدت من السيدة رجاء أم لها ..

سارة :- قولي لى بقى يا ماما .. أنتى اتجوزتى بابا حسن عن حب ..؟
ضحكت السيدة رجاء :
- حب أيه يا سارة .. أنا صحيت لقيت أبويا بيقولى انتى هتتجوزى .. قلت حاضر ..
سارة :- من غير ما تحبو بعض ؟
هزت السيدة رجاء رأسها و امتصت شفتيها :
- أحبه أيه ..؟ ده أول مرة يشوفنى كان يوم الفرح .. بس أمه كانت عرفانى ..
سارة :- بس أحلى حاجة فى الدنيا الحب ..
السيدة رجاء فى دعابة :
- اه .. شكلك كدة بتحبى .. قوليلى حد من الجيران و لا أيه ..
سارة :- جيران أيه بس .. ياه دى قصة قديمة ..
:- طيب أحكيها لى ..
سارة :- لا ... دى عاوزة وقت طويل .. نامى دلوقتى و بعدين أبقى أحكيلك كل حاجة ...

***




ذهبت أنا و أمى إلى بيت العروس .. بالفعل كانت جميلة .. و كم كانت مثقفة .. و لا أخفى أنها أعجبتنى .. و بدأت أشعر بأنها تمتلك القدرة أن تنسينى سارة .. و بعدما اتفقنا على كل شئ ..

أمى :- إحنا هنعمل الخطوبة يوم الخميس الجاى ..
والد ريم :- و احنا موافقين .. و لا أيه رأيك يا عروسة ؟
هزت ريم رأسها بالموافقة دون أن تنطق من الخجل ...

***


أقيم حفل الخطوبة .. وكم كان رائعا .. و الجميع يحسدنى ..

أحد المدعوين :- هو حازم ده دايما حظه حلو مع البنات ؟!
الآخر :- اه .. فاكر البنت اللى كانت معاه فى فرح كريم ..
:- هى دى يعنى اللى مش حلوة .. ربنا يكرمنا و يوعدنا زيه كدة ..

بعدها طلب عازف الموسيقى أن أرقص أنا و ريم على ألحان الموسيقى ..
ريم :- أنا مبعرفش أرقص ..
ضحكت :- و لا أنا .. بس بصى فى عينيا .. و ركزى مع الموسيقى ..

لا أعلم ماذا أصابنى .. و لكننى شعرت و كأننى أرقص مع سارة .. و تخيلتها و كأنها أمامى .. رغم أن ريم جميلة هى الأخرى .. و كم كانت سعيدة و أنا هائم فى عينيها .. و لا تعلم أن تفكيرى ليس معها .. حتى انتهى الحفل .. و كم كنا فى سعادة ..

***


تمر الأيام .. و بدأت أحوالى تتحسن يوما تلو الآخر .. و بالفعل نجحت ريم أن تنسينى كثيرا من الماضى .. و كم غيرت حياتى .. و بدأت اتفوق فى عملى و تتحسن حياتى .. و كانت ريم هى الأخرى متفوقة فى حياتها العملية .. فكم كانت مهندسة متفوقة .. و كم كانت تحبنى .. و بدأت أشعر أنها أصبحت حياتى .. و الجميع يشهد أن ريم ستكون لى نعم الزوجة ..

***


حتى جاء يوم .. كنت عائد من عملى مرهقا ... و جلست فى غرفة مكتبى ببيتى وحيدا .. و كنت أقلب فى كتبى فوجدت خطاب سارة .. فبدأت أقرأه مرة أخرى .. و بعدما انتهيت من قراءته وجدت يدى تخرج ألبوم صور سارة من مكتبى .. و بدأت أقلب صفحاته و اتأمل فيه .. و أصبحت هائما .. حتى فوجئت بـ ريم تفتح باب الغرفة فجأة :
- أنا جيت ...

حسناء القطارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن