فوجئت سارة بمن تتجه نحوها ...
ريم :- أنتى تعرفى الدكتور حازم فؤاد ؟
كادت سارة أن تسقط من الصدمة .. و لكنها تماسكت و ردت فى هدوء :
- مين الدكتور حازم فؤاد ؟
على الفور أخرجت ريم صورة من حقيبتها .. و كانت صورة حفل خطوبتها هى و حازم :
- ده اللى فى الصورة ..
نظرت سارة إلى الصورة و تحاول أن تتمالك نفسها :
- هو جوز حضرتك ؟
ريم :- لأ .. احنا لسة مخطوبين .. أنتى تعرفيه ؟
لم تستطع سارة تلك المرة أن تقاوم دموعها .. فكم تمتلك من إحساس عالى و رقة و سقطت دموعها .. و تركت ريم و خرجت مسرعة .. لا تدرى إلى أين هى ذاهبة .. لا ترى سوى شريط الماضى يتكرر أمام عينيها .. حتى وقفت على صخرة أمام شاطئ البحر و دموع عينيها لا تتوقف ..
***
أما ريم فاستقلت القطار المتجه إلى القاهرة .. و لم تكن حالتها أفضل من سارة .. و ظلت تحدث نفسها :
- أكيد كان فيه حاجة بينهم ..
و تتذكر حازم و نظرته للصور .. و حين أخبرها أنها مريضة
:- الكداب ... مريضة ..
و تسأل نفسها :- هى ليه هربت من مواجهتى .. و أنا هثق بحازم ازاى بعد ما طلع كداب ؟
:- فعلا سفرية الأسكندرية دى جت فى وقتها عشان أعرف كل حاجة ..
ثم تعود و تحدث نفسها :
- بس ممكن يكون حازم مظلوم فعلا .. و اللى عندى دى شكوك
:- طب أواجهه و لا لأ ؟
:- خايفة لأضيع كل حاجة فى لحظة غضب .. و بعدين حازم شاب و كل الشباب بيبقى لهم ماضى و بينسوه أول ما يتجوزا .. و طالما بيحبنى دلوقتى خلاص ..
و ظلت ريم هكذا حتى وصل القطار إلى القاهرة .. و هناك كان حازم فى استقبالها
***
عادت سارة بعدما هدأت بعض الشئ إلى المطعم مرة أخرى .. و لا يزال الحزن يبدو عليها .. حتى سألتها غادة :
- أنتى كنتى فين .. و مين اللى كانت واقفة معاكى ؟
لم تجب سارة .. و ظلت صامتة .. بعدها عادت إلى البيت و حين وجدت السيدة رجاء ارتمت فى حضنها و ظلت تبكى .. ثم مسحت دموعها .. و أخرجت هاتفها كى تحدث أحد الأشخاص ..
سارة :- صلاح .. أنا موافقة على الجواز ..
***
أما أنا فاندهشت من سكوت ريم على غير العادة طوال الطريق من محطة القطار الى بيتها .. و كلما أحاول أن أحدثها :
- الرحلة كانت عاملة أيه ؟
ريم :- كويسة .. ثم تصمت
:- و الشغل ؟
ريم :- عادى .. ثم تصمت
أخبرتها فى فرحة :
- أنا عامل لكى مفاجأة ..
ردت :- طيب ..
حتى سكت أنا الأخر .. و قلت لنفسى ربما حدثت بعض المشاكل بالعمل .. و ستخبرنى بها فى وقت لاحق .. و تركتها ببيتها تستريح و عدت أنا إلى بيتى ..
***
فى اليوم التالى أردت أن أجعل ريم ترى المفاجأة التى سعيت و اجتهدت كثيرا لأنجزها قبل أن تعود للقاهرة .. و أخذتها إلى الشقة التى أصبحت جاهزة بشكل كبير ..
:- غمضى عينيكى
ريم :- ليه ؟
:- غمضى بس
ريم :- طيب ثم أغمضت عينيها
:- فتحى عينيكى
ابتسمت ابتسامة مصطنعة :- كويسة
نظرت إليها :
- ريم هو فى حاجة حصلت لكى فى الاسكندرية ؟
ريم :- لا ... هيحصل أيه يعنى ؟
:- أمال فى أيه ؟
ريم :- مفيش حاجة .. أنا عاوزة أروّح البيت .. لأنى تعبانة شوية ..
***
كانت سارة فى عملها حين فوجئت بـ غادة و بقية زملائها فى المطعم يقومون بالطبل على الصوانى و يغنون :
- ما تزوقينى يا ماما قوام يا ماما .. ده عريسى هايخدنى بالسلامة يا ماما ..
و ظلوا يغنون .. و كم كانت سعادتهم حين علموا بخبر زواج سارة ...
غادة :- أنتو هتتجوزا امتى ؟
سارة :- صلاح مستعجل .. لو كان عليه عاوز بكرة قبل بعده .. بس أنا قلت له بعد شهر أو شهر ونص كدة ..
غادة :- بالسرعة دى؟!
سارة :- هو مستعجل لأننا اتفقنا اننا هنسافر بعد الجواز برة مصر ..
غادة :- ربنا يوفقك و عقبالى يارب ..
***
تمر الأيام و لم يتبق سوى شهر على زواجى أنا و ريم .. و بدأت ريم تعود لطبيعتها مرة أخرى .. و لم أرد أن أعود و اسألها عما حدث فى الأسكندرية و سبب حزنها .. و فضلت أن أتركها سعيدة ..
حتى خرجنا ذات يوم أنا و ريم و والدتى و والدتها نشترى بعض كماليات الشقة .. و بعدما اشترينا أشياء كثيرة .. و كنا بأحد المولات الكبرى .. توقفت ريم أمام أحد محلات الملابس :
- الله الفستان اللى هناك ده جميل أوى ..
نظرت إليها فى ابتسامة :
- خلاص طالما عجبك .. يلا ندخل نشتريه ..
حتى فوجئت بأمى تشير إلى فستان مجاور له :
- الفستان اللى هناك ده زى اللى أنت كنت اشتريته لـ سارة ...