الحلقة الثانية عشر

9K 331 0
                                    

كان ياما كان
Like This Page · September 4, 2012 ·

ا[حسناء القطار]ا
الـحلقة الثانية عشرة
-=-=-=-=-=-=-=-=-

فوجئت بـ ريم تدخل فجأة علىّ .. و أنا أقلّب صفحات ألبوم صور سارة و هائما به ..
ريم :- أنا جيت ..

أحسست بالصاعقة وقتها .. و حاولت أن أغلق الألبوم .. لكنى لم أنجح .. و قد رأته ريم ..

ريم فى ابتسامة تخفى صدمة و حيرة :
- مين الحلوة دى ؟
نظرت إليها فى ارتباك :- اه .. دى .. دى مريضة .. كان مرضها محل دراستى ..
ريم و هى تتمالك نفسها :
- و صورها مالها و مال الدراسة؟!
:- اه .. أماّل أيه .. ما أنا لازم أقارن بين شكلها قبل المرض و بعده .. بس الحمد لله خلصت الدراسة .. بس هى نسيت ألبومها عندى ..

بدأت ريم تسألنى كثيرا عن سارة و كأنها غير مقتنعة .. و أخذت تقلب الصور هى الأخرى ..
ريم :- هى اسمها سارة ؟
فى دهشة :- عرفتى منين ؟!
ريم :- اسمها مكتوب هنا على صورة ..
أخذت نفسى :- اه
ريم :- هو فيه مريضة بالجمال دى ..
:- يا حرام .. دى حالتها متأخرة أوى .. دى مسكينة ..
ريم :- هى ساكنة فين ؟

***


ظلت ريم تسألنى .. و تسألنى .. و أنا أجيب إجابات غير حقيقية .. فحاولت أن أجد مخرجا من تلك المناقشة ..

نظرت إليها :- أيه رأيك نخرج نتفسح .. يعنى نروح سينما .. نتمشى شوية ..
على الفور وافقت ريم .. فتلك هى المرة الأولى التى يكون فيها طلب الخروج منى .. رغم أن خطوبتنا منذ شهر تقريبا ..

خرجنا .. و ليتها كانت فسحة .. ففى كل لحظة تسألنى عن سارة .. حتى أصابنى الغضب و ضيق النفس من كذبى عليها .. و كلما أحاول أن أغيّر مجرى الحديث عن سارة تعاود مرة أخرى .. حتى تنفست الصعداء حين انتهى ذلك اليوم ..

***


بدأت سارة تشعر بالملل من جلوسها بالبيت طوال تلك الفترة .. و أن تكون حبيسة الذكريات ..حتى شعر العجوز بذلك ..

الحاج حسن :- سارة ..أنا ليا واحد صاحبى عنده مطعم فخم .. وعاوزك تشتغلى معاه ..
سارة فى فرحة كبيرة :
- بجد ؟!!
ضحك :- بس طبعا ده بالنهار بس .. عشان الليل بتاعنا إحنا ..
سارة :- ياه .. أنا مش عارفة اشكرك ازاى يا بابا .. أنا نفسى كنت أخرج فعلا .. و عمرى ما هقصر معاكم أبدا ..

فرحت سارة كثيرا لهذا العمل .. فكم كانت فى أمس الحاجة إلى الخروج و التعامل مع أشخاص كثيرا .. حتى تودع الماضى هى الأخرى .. و بدأت فى إعداد نفسها للعمل و هى فى قمة السعادة ..

***


أما أنا عدت إلى منزلى بعدما تركت ريم فى قمة الغضب و احتقار النفس .. و جلست أحدّث نفسى :
:- أيوة طبعا .. ريم عندها حق إنها تعرف مين سارة .. و صورها بتعمل أيه مع خطيبها ..
:- حط نفسك مكانها لو لقيت معاها صور شاب تانى ..
ثم نظرت إلى صورتى فى المرآة :
- فين كانت شجاعتك لما سألتك عنها .. و ليه كدبت كدة ..
:- امتى بقى هتفوق من الماضى ده .. و لا هتعيش كدة طول عمرك ..
:- أنت فعلا بتحب ريم .. و لا خطبتها عشان تنسى الماضى ..

و هنا أخرجت خطاب سارة و ألبوم صورها مرة أخرى .. لكن تلك المرة ليس لأتصفحه .. و لكنى بدأت فى إحراق الصور صورة تلو الأخرى ... وداعا أيها الماضى ..

***


ذهبت سارة إلى العمل .. و هناك جاء مدير المطعم :
-دى سارة .. زميلتكم الجديدة .. عاوزكم ترحبوا بيها .. و تكونو أكتر من زمايل ..
جاءت أحدى الفتيات :- أنا غادة اللى هعلمك كل حاجة .. و اللى هناك دى ريهام .. و اللى جنبها سها .. أما اللى هناك ده مروان .. و كلنا هنا عيلة واحدة ..

تعرفت سارة على زملائها الجدد .. و كم شعرت بحبهم لها .. و بدأت العمل و كم كانت جميلة فى زى العمل خاصة مع شعرها الأسود الناعم .. و اكتسبت ثقة مدير المطعم حين وجد حسن معاملتها لزبائن المطعم الذين كانوا يعشقون ابتسامتها الجميلة ..


تمر الأيام ... و تتحول حياة سارة إلى حياة سعيدة مشرقة .. و أدركت هى الأخرى أنه لا فائدة من الماضى .. و وجهت نظرها إلى المستقبل .. تريد أن تحقق طموحها كأى بنت فى سنها .. و أصبحت سارة محل الإعجاب .. حتى غارت منها زميلاتها بعدما اكتسبت ثقة الجميع فى وقت قصير ..


كانت سارة تذهب إلى عملها .. و تعود و تحكى للعجوز و زوجته ما يحدث لها فى العمل و كم المعاكسات اللطيفة التى تتلقاها من زبائن المطعم .. و كم كانت سعادتهما لتغيير حياتها و إشراقتها الجديدة ..

***


فى أحد الأيام جاءت غادة التى أصبحت صديقة سارة المقربة فى العمل :
- أنتى فاضية بعد الشغل يا سارة ؟
سارة :- اه .. ليه ؟!
غادة :- هتيجى معايا محطة القطر .. هنقابل واحدة قريبتى ..
سارة :- طيب .. خلاص مفيش مانع ..

ذهبت سارة مع غادة .. و هناك وقفت هائمة .. و شرد ذهنها حتى سقطت دموعها ..
غادة :- أيه يا بنتى فيه أيه .. أنتى بتعيطى و لا أيه ؟!!
سارة و هى تمسح دموعها :
- لا .. دى قصة طويلة .. و كل ما آجى محطة القطر افتكرها ..
غادة :- قصة .. و معاها دموع .. ده أنا لازم أعرفها ..
سارة :- ربنا يستر بس من مفاجآت القطر اللى بخاف منها ..

لم تكمل سارة جملتها .. حتى سمعت رنين صوت هاتفها ..
صوت السيدة رجاء : - أيوة يا سارة .. اتأخرتى ليه ؟
سارة :- أنا بس رحت مشوار مع غادة ..
السيدة رجاء فى فرحة شديدة :
- طيب تعالى بسرعة .. عشان فيه اللى مستنيكى على نار ...

حسناء القطارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن