الحلقة السادسة

10.3K 328 0
                                    

أصرت سارة أن نرقص سويا مع من يرقصون على ألحان تلك الموسيقى ... و بعدما وافقت أمسكت بيدى .. و هممنا لنرقص سويا ..
وضعت أيدى على خصرها .. و وضعت سارة يدها على كتفى .. و بدأنا لنرقص ... حتى حدث ما توقعته ... تعثرت و كادت سارة أن تسقط معى .. حتى ضحك من شاهدونا بسخرية ..

:- أنا قلت لكى إنى مبعرفش أرقص .. يلا بينا نقعد ..
سارة :- اسمعنى .. هنحاول مرة تانية ..
نظرت إلى من يضحكون علينا :
- كدة الناس هتضحك علينا أكتر و أكتر
سارة :- سيبك منهم دلوقتى ... كل اللى أنا عاوزاه منك .. أنك تركز مع الموسيقى .. و تبص فى عينيا .. و بس
:- بس دى آخر مرة يا سارة ..
سارة :- طيب بس أعمل زى ما قلت

وضعت يدى على خصرها مرة أخرى .. و وضعت يديها على كتفى .. و أنصتّ الى الموسيقى ..و نظرت إلى عينيها كما طلبت منى ... و كنت متأكد من الفشل مرة ثانية ..

***


لا أعلم ماذا حدث لى حين التقت عينانا .. لم أشعر بنفسى وقتها .. و لم أفكر إلا فى تلك العينين الساحرتين .. و بدأت أرقص و كأننى محترف .. حتى جذبنا انتباه كل الحاضرين ...

حتى من كانوا يرقصون غيرنا جلسوا ليشاهدونا ... و أصبحت أنا و سارة فقط من نرقص .. و كأنه فرحنا ... و الكل منبهر بنا و نحن مندمجان مع الموسيقى و كأنها لحنت لنا ... و أنا مهيم لا أشعر بشئ من حولى ... حتى سارة هى الأخرى بدت و كأنها هائمة ... و وضعت رأسها على كتفى .. و بعدها تعود لتلتقى عينانا مرة أخرى ... حتى اندهشت العروس , و سألت عريسها :

- هو ده صاحبك الخام ..؟
العريس :- خام أيه بقى .. ده طلع استاذ ..

حتى انتهت الموسيقى و جلسنا مرة أخرى .. و الجميع ينظر إلينا و أنا غير مصدق لما حدث حتى أصابنى الضحك حين جاءنى شخص لم أعرفه ليحدثنى :
- يا دكتور حازم .. دى دعوة ليك على فرحى الشهر الجاى ..

***


عدنا إلى البيت .. و كنا فى قمة الإرهاق .. و كل منا دخل حجرته كى يخلد للنوم .. أما أنا فمازلت فى ذلك الحلم .. و اسأل نفسى :
- أخيرا لقيت البنت اللى قدرت تنسينى همومى .. و تخلينى أسعد انسان ..
و أكمل :- يااااه .. سارة بتحبنى الحب ده كله ..؟

و سارة فى حجرتها .. لم تنم هى الأخرى .. و تنظر إلى صورة حازم
:- يااااه .. الله على الحب .. كنت فين من زمان يا حازم ..؟

و أنا مازلت فى حجرتى اتحدث مع نفسى :
- خلاص مفيش أى حجة ... أنا بكرة هطلب من سارة إنى اتجوزها ...

و هنا قررت أن اتزوج من سارة .. وأن اجعلها تكمل حياتها معى ... حتى أننى أعلم أنها أحبت قبل ذلك .. و لكننا فى الحاضر .. و أنا متأكد أننى أحبها .. و أنها تحبنى ..

***


فى صباح اليوم التالى ....
صحوت فوجدت أمى فى المطبخ ...

:- هى فين سارة يا ماما ؟
أمى :- طب قول صباح الخير الأول ..
:- طيب صباح الخير .. قوليلى بقى سارة راحت فين ؟
أمى :- سارة صحت من بدرى .. و نزلت تشترى شوية طلبات .. و جهزت لك الفطار على السفرة ..
:- طيب يا أمى .. أنا هفطر لحد ما تيجى .. لأنى محضّر لكم مفاجأة ..
تركت أمى ما بيدها :- مفاجأة أيه ..؟
ضحكت :- اما تيجى سارة .. بس اطمنى .. مفاجأة هتبسطك أوى..

***


بعدها جلست اتناول إفطارى .. و كل دقيقة تقع عينى على ساعة الحائط .. أريد أن تأتى سارة كى أخبرها هى و أمى بما قررته .. و أن أطلب منها الزواج ..

كنت اتناول إفطارى .. فوجدت بجوارى ألبوم الصور الخاص بـ سارة .. فبدأت فى تصفحه حتى تعود سارة .. و اقلب صفحاته واحدة تلو الأخرى .. و أنا سعيد بمشاهدة صورها .. حتى وصلت إلى تلك الصورة التى رأيتها من قبل و انشغلت بعدها بمرض أمى .. إنها صورة سارة و أختها ..

***


بدأ تفكيرى يعود من جديد .. و اسأل نفسى :
- أنا شفت اللى فى الصورة دى قبل كدة فين ؟
:- أنا متأكد إنى شفتها .. و كلمتها كمان ..
بدأت اركز أكثر .. فأكثر.. و أفكر أين قابلتها .. و أقول لنفسى :
- افتكر يا حازم ..

حتى بدأت اتذكر شيئا فشيئا .. و بدأت ملامحها تتضح أكثر .. فأكثر .. فأكثر .. نعم إنها المريضة ذات اللهجة الغريبة .. حين أتت إلى المستشفى .. و كنت أنا الطبيب الوحيد هناك يومها و تذكرت الحديث ..

المريضة :- أنا فجأة كدة بحس بدوخة يا دكتور ..
:- إنتى بتاكلى كويس
المريضة :- اه .. و التحاليل دى عملتها من شهر ..

بعدها زادت دقات قلبى .. و توقف الطعام فى حلقى حين تذكرت باقى الحوار ..
سألتها وقتها :- إنتى بتشتغلى أيه ..؟
ردت فى ثقة عجبت لها :- أنا بشتغل رقاصة ...

حسناء القطارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن